أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد بودواهي - العلمانية الحقة ليس كما يشوش عليها مفكرو الظلام















المزيد.....

العلمانية الحقة ليس كما يشوش عليها مفكرو الظلام


محمد بودواهي

الحوار المتمدن-العدد: 3552 - 2011 / 11 / 20 - 16:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من هم العلمانيون؟ وماذا يريدون؟ وما هي صفاتهم؟ وما هو السبيل إلى معرفتهم والرد على أفكارهم؟
الجواب عند شيوخ الظلام وفقهاء التزمت الديني هو :
العلمانيون هم: كل من ينسب أو ينتسب للمذهب العلماني، وينتمي إلى العلمانية فكراً أو ممارسة.
وأصل العلمانية ترجمة للكلمة الإنجليزية (secularism) وهي من العلم فتكون بكسر العين، أو من العالَم فتكون بفتح العين وهي ترجمة غير أمينة ولا دقيقة ولا صحيحة، لأن الترجمة الحقيقية للكلمة الإنجليزية هي (لا دينية أولا غيبية أو الدنيوية أولا مقدس).
نشأت العلمانية في الغرب نشأة طبيعية نتيجة لظروف ومعطيات تاريخية –دينية واجتماعية وسياسية وعلمانية واقتصادية- خلال قرون من التدريج والنمو، والتجريب، حتى وصلت لصورتها التي هي عليها اليوم..
ثم وفدت العلمانية إلى الشرق في ظلال الحرب العسكرية، وعبر فوهات مدافع البوارج البحرية، ولئن كانت العلمانية في الغرب نتائج ظروف ومعطيات محلية متدرجة عبر أزمنة متطاولة، فقد ظهرت في العالم العربي وافداً أجنبياً في الرؤى والإيديولوجيات والبرامج، يطبق تحت تهديد السلاح وبالقسر والإكراه ، فأصبحت الحواضر العربية الكبرى مثل: (القاهرة-بغداد-دمشق) بعد ذلك من مراكز التصدير العلماني للبلاد العربية الأخرى، من خلال جامعاتها وتنظيماتها وأحزابها ، ثم كان للبعثات التبشيرية دورها حيث جعلت هدفها الأول زعزعة ثقة المسلمين في دينهم، وإخراجهم منه، وتشكيكهم فيه . ناهيك عن المدارس والجامعات الأجنبية المقامة في البلاد الإسلامية التي لها دورها في نشر وترسيخ العلمانية.
ثم كان الدور الأكبر للجمعيات والمنظمات والأحزاب العلمانية التي انتشرت في الأقطار العربية والإسلامية، ما بين يسارية وليبرالية، وقومية وأممية، سياسية واجتماعية وثقافية وأدبية بجميع الألوان والأطياف، وفي جميع البلدان حيث أصبحت في الأعم الأغلب جسوراً تمر خلالها علمانية الغرب الأقوى إلى الشرق الأضعف
ثم هناك دور وسائل الإعلام المختلفة ، مسموعة أو مرئية أو مقروءة ، و التأليف والنشر في فنون شتى من العلوم وبالأخص في الفكر والأدب والذي استعمل أداة لنشر الفكر والممارسة العلمانية.

ولا يستطيع أحد جحد دور الشركات الغربية الكبرى التي وفدت لبلاد المسلمين مستثمرة في الجانب الاقتصادي ، فسرت العلمانية في كيان الأمة، ووصلت إلى جميع طبقاتها ، فأصبح حَملة العلمانية الوافدة تياراً واسعاً نافذاً متغلباً في الميادين المختلفة، فكرية واجتماعية وسياسية واقتصادية،

والعلمانية لها ملامح متميزة أهمها:
1- مواجهة التراث الإسلامي ورفضه باعتباره من مخلفات عصور الظلام والانحطاط والتخلف
2- اتهام التاريخ الإسلامي بأنه تاريخ دموي استعماري عنصري غير حضاري، وتفسيره تفسيراً مادياً، بإسقاط نظريات تفسير التاريخ الغربية العلمانية على أحداثه،
3- السعي الدؤوب لإزالة أو زعزعة مصادر المعرفة والعلم الراسخة في وجدان المسلم
4- السخرية من الإيمان بالغيب، واعتبارها -في أحسن الأحوال- جزءاً من الأساطير والخرافات والحكايات الشعبية، والترويج لما يسمى بالعقلانية والواقعية والإنسانية،
5- خلخلة القيم الخلقية الراسخة في المجتمع الإسلامي، والمسيرة للعلاقات الاجتماعية القائمة على معاني الأخوة والإيثار والطهر والعفاف وحفظ العهود وطلب الأجر وأحاسيس الجسد الواحد، واستبدال ذلك بقيم الصراع والاستغلال والنفع وأحاسيس قانون الغاب والافتراس، والتحلل، والإباحية من خلال الدراسات الاجتماعية والنفسية، والأعمال الأدبية والسينمائية والتلفزيونية، مما هز المجتمع المسلم من أساسه، ونشر فيه من الجرائم والصراع ما لم يعهده أو يعرفه في تاريخه
6- هدم القيم والثوابت، ونشر الانحلال والإباحية، وأنسنة الإله وتلويث المقدسات، وجعل ذلك إطاراً فكرياً للأعمال الأدبية، والدراسات الاجتماعية، مما أوقع الأمة في أسوأ صور التخريب الفكري الثقافي.
6- استبعاد مقولة الغزو الفكري من ميادين الفكر والثقافة، واستبدالها بمقولة حوار الثقافات، مع أن الواقع يؤكد أن الغزو الفكري حقيقة تاريخية قائمة لا يمكن إنكارها ليسهل تحت ستارها ترويج مبادئ الفكر العلماني، بعد أن تفقد الأمة مناعتها وتتسلل في أجزائها جراثيم وفيروسات الغزو العلماني القاتل.
7- وصم الإسلام بالأصولية والتطرف وممارسة الإرهاب الفكري، عبر غوغائية ديماجوجية إعلامية غير شريفة، ولا أخلاقية، لتخويف الناس من الالتزام بالإسلام،
8- تمييع قضية الحل والحرمة في المعاملات والأخلاق، والفكر والسياسة، وإحلال مفهوم اللذة والمنفعة والربح المادي محلها
9- الترويج للمظاهر الاجتماعية الغربية، والاتكاء القوي على قضية المرأة، والسعي لنزع حجابها، وإخراجها للحياة العامة، وتعطيل دورها الذي لا يمكن أن يقوم به غيرها، في تربية الأسرة ورعاية الأطفال، والقيام بشؤون المنزل .
فالعلماني تجده يطالب بالإباحية كالسفور والاختلاط بين الجنسين في الأماكن العامة والخاصة = أي الخلوة - ، ويحبد عدم الترابط الأسري ، وتجده يسخر من المتدينين ، وتجده يعترض على تطبيق حدود الله في الخارجين على شرعه كقطع يد السارق ورجم الزاني وقتل القاتل وغيرها ، وتجده يطالب بمساواة المرأة بالرجل ويدعو إلى تحررها وسفورها ، وتجده يحبد ألا يكون التعليم الديني في المدارس الحكومية إلزاميا بل اختياريا ، وتجده يتمنى تغيير القوانين الإسلامية بقوانين وضعية علمانية .....


كيف يفكر البلهاء بهده الطريقة ؟ ، هدا ما لا أستطيع أبدا أن أتصوره ، كيف يتصور الأغبياء أن العلمانية هي بمستوى هده التعبيرات المضحكة ؟؟ كيف يكون الحديث عن العلمانية بهدا الشكل الدي يثير السخرية والاشمئزاز بينما المسألة بسيطة جدا ولا تحتاج إلى فلدكة لغوية كما سنرى ؟؟

إن أفضل تعريف للعلمانية بكل بساطة هوالفصل بين الدين وسلطات الدولة ، أي الاعتماد على القوانين الوضعية بدل -القوانين الإلهية - في التعامل بكل ما يخص إدارة شؤون الدولة السياسية والاقتصادية والاجتماعية . والعلمانية فكرة تمخضت نتيجة صراع دامي وطويل بين طبقات المجتمع ورجال الدين في أوربا إلى أن تم الانتصار أخيرا للدين يريدون ان يعيشوا الواقع بما فيه على أولئك الدين يريدون أن يعيشوا الخيال والحياة الغامضة . فالعلمانية هي الوقوف على مسافة متساوية من جميع الاتجاهات . فهي لا تقف موقف المعادي للأديان بل تقف فقط موقف من الممارسات اللاإنسانية لبعض منتسبي الأديان المتطرفين كأن تقف امرأة ثبت أنها مارست الجنس مع رجل ، في حفرة ، ويشد رأسها بخرقة قماش ، ويرجمها الناس بالحجارة إلى أن تموت ، وهو التصرف الدي يرفضه كل إنسان عنده عقل وقلب وضمير . فالعلمانية لها مبادئ تحمي الإنسان حتى من نفسه ، لأنها تتعامل مع الواقع كما هو ، وليس مع قوانين مينافيزيقية لا نعرف أولها من آخرها . كن من تكون ، حريتك تنتهي عندما تتعارض مع حرية الآخرين ، قل رأيك ودع الآخرين يقولون آراءهم ، ابتعد عن العنصرية والتحريض على الآخرين ، عندها تكون قد طبقت العلمانية .
فالإنسان المسلم إنسان مسلوب الإرادة ، فرض عليه رجال الدين سيطرتهم وجعلوه إنسانا بعقل محدود ليس له القابلية على التمييز واتخاد القرارات دون الرجوع إليهم . لقد احتكروا كل صغيرة وكبيرة في الدين ، وأصبح الدين هو الحياة والحياة هي الدين وأصبحت عملية الفصل بينهما شبه مستحيلة لاشتباك عروقهما وتداخلها مع بعضها البعض .
فبدون العلمانية لا توجد حرية التعبير . فالتعبير في الإسلام يجب أن يكون خاضع للرؤى الإسلامية وغير خارج عنها بأي حال من الأحوال ، وأي رأي يخرج عن هده الرؤى فهو بدعة وكل بدعة ضلال وكل ضلال في النار .



#محمد_بودواهي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البرجوازية ، الرأسمالية ، الامبريالية والمستقبل المفتوح
- الفضائيات الدينية ورواج التخلف
- الاشتراكيون الجدريون ومقاطعة الانتخابات
- الضرورة الحتمية لديكتاتورية البروليتاريا في النظام الاشتراكي
- عظماء قالوا عن الإلحاد : الجزء الثاني
- عظماء قالوا عن الإلحاد
- الكارما ، منظومة الأخلاق البودية
- حكم دات مغزى عميق من أقوال بودا
- فلسفات الإلحاد في الفكر الهندي
- من قوانين دولة طالبان
- الديانة البودية وتساؤلات إنسان
- هل هي فعلا فتوحات إسلامية ؟؟؟
- الإيديولوجيا في الثورات العربية والشمال إفريقية
- ما حدث في تونس ومصر وليبيا ... هل هو ثورات ؟
- موجز عن تاريخ الأممية
- التبعية ، الوجه الجديد للإستعمار
- آفة الفقر والفساد وضرورة المعالجة السياسية
- الأزمة الرأسمالية الراهنة وعدم راهنية النظرية الكينزية المست ...
- دولة المخزن والسيرورة التي لا تريد أن تنتهي
- لا خلاص لشعوب المنطقة إلا في الاشتراكية ... وفي وجود قيادات ...


المزيد.....




- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد بودواهي - العلمانية الحقة ليس كما يشوش عليها مفكرو الظلام