أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عفيفى - الله .. وفى رواية ... الشيطان















المزيد.....

الله .. وفى رواية ... الشيطان


أحمد عفيفى

الحوار المتمدن-العدد: 3552 - 2011 / 11 / 20 - 09:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


َفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى، تلك الغرانيق العلى ، وان شفاعتهن ترتجى.
إذا كان الشيطان ألقى على لسانه ذلك، فأين " وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى، إن هو إلا وحى يوحى "
كيف يتسلل الشيطان إلى الوحى ويلقيه، وكيف يثبت ذلك الوحى الشيطانى خمسة عشرة قرنا، إلا إذا كان مصداقا لقوله " إنا نحن نزلنا الذكر، وإنا له لحافظون " الظاهر أنه حقا وحى، ولكن وحى شيطانى، بالكلية.
الشيطان يمكن اعتباره أشهر خرافة دينية على الإطلاق، ولا يمكن الجمع بينها وبين المنطق بنسبة واحد بالمائة، وقد حاول عتقاء الدين على مر التاريخ محاولة تفسير خلق الشيطان، تلك الأسطورة التى ابتكرها مجموعة من اليهود الحمقى المخرفين بدورهم فى طليعة ثالوث الديانات الإبراهيمية، فى حقبة زمنية بدائية كانت تسمح بابتكار ونمو ونشر الخرافات، أو اقتباسها من حضارات وثنية أخرى، بدون اختبارها منطقيا أو إخضاعها لأي ميزان عقلى، لأنها كانت موجهة لمجموعة من البشر لم تكن تعرف حتى كيف ولماذا يسقط المطر، فتركوا لمجموعة أخرى من البشر مهمة الكهانة والتفسير، التى تعتمد تفسير كل شيء بشكل غيبى وغبى وبعيد كل البعد عن العقل والمنطق، وما أسهل الدجل والخرف والكهانة والكلام ولكن ما أصعب الإقناع، ذلك الإقناع الذى يوافق العقل والمنطق، وليس فقط مجرد الإيمان بالشيء، أو إجبار النفس والعقل على الإيمان والاقتناع به، تحت ضغط الخوف من العصا والطمع فى الجزرة وهناك أناس ببساطة تقتنع أولا، ثم بعد ذلك تفكر، وللأسف تلك هى الغالبية العظمى وليس العكس، تحت ضغط ذلك الشر المسمى بالدين، والذى كان ومازال مهيمن على الأغلبية.
بالنسبة لأسطورة الشيطان، فهى لا تتمثل فى كونه مخلوقا خبيثا عصى الله فغضب عليه ونفاه إلى الأرض ليبقى مذموما مدحورا إلى أن تقوم الساعة وينال عقابه، بل إن الشيطان حسب الميثولوجيا الدينية أصبح ولأسباب غامضة بعد مرحلة السخط لدية قدرات وخوارق وسيطرة شاملة اقرب ما تكون إلى القدرات الإلهية.
وكعادة الدين، لا يشرح للمؤمن التفاصيل ولا يفسر له كيف ولماذا " وربما فى أخرف أوصافه النبوية التى لا تنطق عن هوى انه كلب اسود " ولا ما هو مصدر قوة الشيطان الخارقة، وهل وهبها الله له بعد مرحلة السخط لكى يساعده فى القيام بمهمته الشريرة فى الأرض على أكمل وجه؟ أم أن الشيطان كانت له تلك القوى الشريرة قبل مرحلة السخط؟ وهل يعنى هذا ان كل معشر الملائكة ممن كان ينتمى لهم كان لهم نفس كيانه وقدراته الخارقة أم لا؟ وإذا كان الشيطان مختلف عن الملائكة فماذا كان يفعل بينهم؟ وإذا كانت الملائكة لا تتناسل فكيف هو يتناسل؟ أم أن الله جعله قادرا على التناسل بعد أن سخط عليه؟
الدين لا يجيب على كل تلك التساؤلات، لأنه ببساطة اختراع بشرى رديء ومنقوص، وعلى المؤمن المتشكك أن يبقى فى دوامة من الحيرة والتساؤلات ولا يجوز له فى نفس الوقت الشك فيما يقدم له الدين من خرافات وإلا فالعصا فى انتظاره، وهذا هو أردأ ما فى الدين، آمن أو اذهب الى الجحيم، خرافاته توافق عقلك ومنطقك او لا توافقه فذلك لا يعنينه فى شيء، كل ما يعنيه هو أن تقبله على علّاته، أو ببساطة والحق أن تكون بفجاجة، اسلم تسلم.
وأى عاقل يمكنه أن يستنتج بسهولة، أن التهديد مقابل الإيمان، يستحيل أن يصدر عن اله كامل غنى عن العالمين كما يدعى النص المعروف بالنص المقدس، وإنما يصدر عن بشر أفاق ومفلس عقليا وماديا وحجته واهية، يمزج الإيمان الميتافيزيقي بالإيديولوجيا بالمصالح الدينية والدنيوية لخلق منظومة أو خرافة الدين، لإخضاع وإرهاب البسطاء والسيطرة عليهم.
والشيطان، فى الاجتهاد المحمديى أو فى خرافة النص المقدس، المنزل من عند الله، على حسب الروايات المتواترة المصدقة والمسلم بها، سفيرا رسميا للنوايا الخبيثة على الأرض، وكأن الإنسان المسكين تخلو حياته من المشكلات والمنغصات والآلام والابتلاءات، حتى يقرر الله إرسال سفيرا شريرا له، تماما كما خلق من يفسد فيها ويسفك الدماء! حقا إنه إله حكيم ورحيم! فحقق الله للشيطان أمنيته بغواية البشر، هكذا! بكل بساطة، بعد أن عصاه، وبعد أن سخط عليه، يحقق له طلبه! فى إغواء أكبر عدد ممكن من البشر أجمعين، لكى يخلدوا معه فى النار، فأبوهم الضعيف الغبى، كان سبب سخط الله عليه، وعليه فيجب غوايتهم وعقابهم وخلودهم فى النار، بمباركة الرب الإله وموافقته، أى إله هذا؟؟ أى إله هذا، الذى يرضخ لطلب الشيطان وهو ساخط عليه، بل ويعرف دوافعه! لو أن الأمر تم هكذا، فـ الله أكثر شرا من الشيطان، ويتمنى هو الآخر لو يدخل أكبر عدد من الناس إلى النار، ولم يخلق آدم وذريته إلا ليتسلى بهم ويشاهدهم فى فيلم طويل ممل ومؤلم ودموى، حتى يكون أكثرهم فى النار لو يعلمون، فقد حق القول عليه، حق القول عليه ممن ولماذا؟ لا أحد يدرى؟ ليملئن جهنم من الجن والناس أجمعين، حتى الجن، لم ينجوا من غضب الرب الحليم الرحيم.
والشيطان، لن يقوم بمهمته الخبيثة وحده، بل سيتزوج شيطونة أو شيطانة، وتكون لهما ذرية فاسقة بالطبع، واتساقا مع خرافة النص أو الاجتهاد المحمدى، فتلك الشيطانة خلقها الله، وذرية الشيطان خلقها الله بالطبع، فلا خالق إلا الله، رغم أن الله يقول عن نفسه " تبارك الله أحسن الخالقين " وكأنه هناك خالقين آخرون أخفاهم الله عنا أو لا ندرى نحن عنهم شيئا، لطبيعة عقلنا المحدود، كما يحلو للمتدينين ترديد ذلك دائما، أو لحكمة فى نفس الرب الإله الحكيم، المحتفظ بالحكمة لنفسه دوما، والشيطان وشيطونته أو زوجته وذريتهما، كل موكل ببشر، ومهمته هى استغلال لحظات ضعف او ثورة او عصبية ذلك البشرى المسكين ليوسوس له، للإقدام على أى مصيبة سودا والسلام.
والسؤال هنا: كم مليار إنسان منذ بداية الخلق لنهايته، أرتكب مصيبة سوف تدخله النار؟ والتى لولا مساهمة ومساعدة ووسوسة وغواية الشيطان، ربما ضبط نصف هذا العدد من الناس أنفسهم ولم يرتكبوا إثما، ثم هل الإنسان كامل؟ حتى يبعث له الله ذلك الجبار ذو السلطات الخارقة والقدرة على الغواية، ليوسوس له ويزين له سوء عمله؟ وهو نفس الإنسان الذى قال عنه الله " وخلق الإنسان ضعيفا " وهلوعا وجزوعا ومنوعا وعجولا ونفسه أمارة بالسوء، وهى صفات جُبِلَ الإنسان عليها، أى خلق بها، وفى رواية، خلقها الله به أو خلقه على تلك الصورة وبتلك الصفات.
يبدو أن الله يتمنى أن يدخل أكثر الناس النار، وإلا فكيف يرضخ لأمنية الشيطان الشريرة على حساب مصائر البشر، وكيف يشارك الله فى مؤامرة للشر، ألا يكفى الله الشهوات والغرائز والهوى والنقص والضعف، حتى يرسل الشيطان وذريته وغوايته ووسوسته.
طبقا لكل تلك التخاريف المحمدية الميتافيزيقية، وكل تلك الميثولوجيات الدينية الشريرة، وخرافات النص المعروف تواترا بالمقدس والمليء بكل ذلك الضعف والنقص والشر والهوى. فـ الله ... هو الشيطان.



#أحمد_عفيفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الله .. لحسن الحظ ... لم يعرف اليابان
- الله ... أكبر كاذب فى تاريخ الشرق
- لعنة اللاوعى
- الله ... بعيدا عن الأنبياء والفقهاء والوسطاء
- إما أن الله أحمق ... أو أن محمدا ميكيافيللى
- الله ... أحمق كذبة عبر التاريخ
- لا شىء مراوغ ... أكثر من حقيقة واضحة
- عزازيل - سيرة ذاتية 1
- محمد يحكم من قبره
- حب الموت وكراهية الدنيا
- مناعة شرسة أم قناعة شرسة
- لعنة الله
- المرأة مقدسة والجنس ليس غول
- إعادة قراءة للدين والحياة


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع اسرائيلي حيوي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عفيفى - الله .. وفى رواية ... الشيطان