أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلدون جاويد - كم في الجنس المختلف من لذة ! ...














المزيد.....

كم في الجنس المختلف من لذة ! ...


خلدون جاويد

الحوار المتمدن-العدد: 3552 - 2011 / 11 / 20 - 01:37
المحور: الادب والفن
    


الرواية جنس أدبي هائل الروعة ، فهو : أي هذا الجنس بالذات ـ ينطوي على البانوراما . أو اللقطة الاستعراضية التي تتناول كل الأجزاء . وكل الأجزاء يالعمري ، تطلعنا على المخفي والمكشوف ، على النوع وسواه على جمع النقيضين .
كنت عاشقا للرواية منذ " فديتك ياليلى " أول رواية قرأتها في حياتي ، مع " فتاة الجيشا " وقصص "أرسين لوبين" وهلم جرا . لكن الشعر جنس أدبي سحرني وأبعدني نوعا ما عن سواه . أما الرواية فهو ما أعود له مابين فترة واخرى . والفكر اليساري يحرض على الرواية كمدرسة تربوية على رأسها رواية الاُم لمكسيم غوركي وعموم الأدب الروسي والآداب العالمية المتحيّزة للكدح والكادحين . وشرف المرء ونبله هو الدفاع بقلمه وروحه عن هذه الخاصة : " الحق والعدالة " . وهذه المباديء هي مارسّخ عندي الحنين للصياغات الروائية الجميلة والمتحيّزة .
ولأني عاشق مهووس بضرورة معرفة ماهنا وماهناك ، فقد تنقلت كثيرا أو قليلا بين الروايات العربية والعالمية .. وقبل أيام لفت انتباهي عنوان في قائمة كتب في إحدى المكتبات وهو " طالع ع بالي فل ". شعرت بضعف هائل يشبه البكاء أمام هذا العنوان . قلت في قلبي لابد أن تكون هذه رواية رائعة عن الهجر والهجران بعد طول صبر وتحمل .
شددت رحالي على قدمين واهيتين من أجل عنوان أشعر بكثير من اللهاث إتجاهه .
تناولت الكتاب من الرف بعد أن حجزته عبر الانترنيت . وانتحيت جانبا لأتصفحه . ولا أدري لماذا هاجسني شعور بأنه ليس رواية حسبما تصورت . فتحت الكتاب واُصبت بالخذلان . إنه ديوان عن الشعر المحكي اللبناني ! للشاعر جوزف حرب .
بعد طول خيال وشوق ورحلة ساعة وساعتين الى المكتبة انخذلت بأنه ليس رواية . لكن العنوان ظل ساحرا فبدأت اُقلـّب وأقرأ هذا الجنس الأدبي المختلف الذي ينطوي على لذة ما .
قرأت وقرأت وتوصلت الى قناعة بأن اللذة لا تكمن فقط فيما نحب أن نقرأ دائما أو نأكل ونشرب دائما أو حتى أن نفكر بطريقة ما ـ ليست سواها ـ دائما .
اللعنة على كل كائن مؤدلج معلب قالبي منشد الى مكان واحد وذوق واحد وطعام واحد وفكر واحد ! وجنس أدبي واحد .و.و. و. !!!!!
ـ كنت أرجو صديقي أن نغير المقهى التي نرودها كل يوم أحد . وكنت اُحب أن اُغيّر عادة الاستماع الى اُم كلثوم والمقام العراقي وأغاني الحزن العراقي . الى متى وأنا مع " يانائح الطلح " . والملابس أيضا جديرة بالتغيير والقراءآت وحتى الحب !. بالضمة على الحاء !.
اعتصر قلبي بل أثار إعجابي جوزف حرب . شعره يشبه شعر الرحابنة وطلال حيدر وعشرات من عظماء لبنان وسواهم من شعراء العامية مع إضافة مرموقة وخصوصية نادرة .
نموذج :

"عَيْلِي
وقت اللي كِنـّـا
فـُقرا
وما في على هاكِ الطبَقْ بيبيتنا
الا فِتافيت
الخِبز
تصيرْ
جوانح ايدينا وتِمْنا
مْناقيرْ
ونقعد حوالي هالطبق متل الكَأنـّا
عَيْلِة
عصافيرْ ."ص62

وهنا يهيم الخيال بأيام زمان عندما كان كل شيء بريئا ، بسيطا ومُعْوزا لكنه كان يجمعنا على المحبة بمناقير طفولية بتراص أجساد لايفرق بينها الغنى والوظيفة والمنصب . كنا جميلين مثل طبق عائلي بسيط ومثل ماء الترعة والنسمة وحكايا الاُم والاب والجد . ومرت الأيام .... وأصبح الطائر الذي غادرنا صقرا ومن ثم نسرا وبعدها خرتيتا . وضاعت علينا الحياة الاولى وغدونا مابين الطواويس والصقور والجوارح والنسور والزواحف والتماسيح والديناصورات والمنقرضات . وإياك أعني واسمعي ياجارة . لقد اختلفت اللذة وما عاد " فلان " يقتنع بفتات الطبق وزهد الأيام والأحلام الحلوة .

*******
19/11/2011

ـ توقٌ أخيرٌ : أكبر جريمة أن تقرأ القصيدة على السريع . أي مثلما يقرأ المذيع نشرة الأخبار . القصيدة نسمة لا تحس بها الاّ أغصان الورد ! ودموع حُب لا تشعر بها الاّ خدود العشاق . وكذا قصائد جوزف حرب لا يقرؤها الاّ الشعراء والغاوون النبيلون ! :
نموذج :

" بـِتـُوْقـَـعْ من الساعات ياعمر الدقايق حَب
قمح بيحملو فلاح اسمو الوقت للماضي اللْ عايش
خلف هلوديانْ
وبيشتغل طحان
بيطحن القمح
بتعجنو نسوان
لابسين من الشتي قمصان
وعايشين بضيعة مبارح . ايديهن مثل
محّايـِة هوا
وقاماتهن صلبان
وبيخبْزُو
وبياكل النسيان . ص78

آخر التوْق : النسيان يأكل ويؤكل أيضا . ووجودنا أسطع ذاكرة ودليل على كدح الأجيال وقوة ما بناه الأجداد النبلاء من أجل عالم جديد . عالم على درب نضال مستمر ، لايكف عن إيراق السنابل والأزهار والولادات .



#خلدون_جاويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يتآمرون على العراق . ذئآبُ ! ...
- كلّما ...
- وسهرتَ وحدكَ ياقمر ! ...
- شوق المنافي ...
- الطائفيّون ...
- ساعة 11 يوم 11/11/2011 ...
- عراق ٌ أرجواني ٌ ! ...
- العصفور الأول للروائية العمانية أزهار أحمد ...
- - مُتْ هكذا في دنوّ ٍ أيها العلَمُ ...! -
- لاتقرأ هذه القصيدة الخليعة رجاء ً ! ...
- قصص أديب عراقي من الشطرة ...
- فاطمة الفقيه والفساد السعودي ...
- اُغنية الانتصار الليبي ...
- نص الى رستب أفندي ...
- كن زورباويا، كن مع الإيمو ، كن متمردا لا محافظا ! ...
- -ضريح السرو- للقاص العراقي محمود يعقوب ...
- إعلان الى القرّاء وتحذير وانتباه !!!!
- طريقة نكاح تدعى الإتجاه المعاكس ! ...
- - خوطوا ولوطوا - السمفونية الثامنة ! ...
- في الرافدين عمائم ٌ تتبخترُ ...


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلدون جاويد - كم في الجنس المختلف من لذة ! ...