أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد نور الدين جباب - شاهدت علياء عارية














المزيد.....

شاهدت علياء عارية


محمد نور الدين جباب

الحوار المتمدن-العدد: 3551 - 2011 / 11 / 19 - 04:46
المحور: الادب والفن
    



في مشهد من مسرحية قديمة بطولة الثنائي فؤاد المهندس وشويكار باغتت شويكار فؤاد المهندس متلبسا يتفرج على صور بورنو فهزأت منه قائلة : مش عيب عليك بعد خمسين سنة ولسّ نظري .
لكن بعد الضجة التي رافقت صورة الشابة المصرية وهي عارية بدا لي أن فؤاد المهندس لم يكن وحده نظري إنما الأمة العربية بكاملها لسّ نظري.
وحتى لا يقع التباس أو تأويل، فأنا لا أناقش هل يجوز أو لا يجوز للشابة علياء أن تظهر أو لا تظهر عارية لأن ذلك يعد حكم معياري .كما يعد شأن خاص لأن الجسد ملك لصاحبه ولا سلطة لأحد عليه إلا صاحبه ، يتصرف فيه ويتمتع به كما يشاء وكيفما يشاء و بأي طريقة يشاء ويمنحه لم يشاء و يمنعه عمن يشاء .
لكن بعدما شاهد الصورة تساءلت مع نفسي ما هو الجديد الذي قدمته بموقفها ذلك ،وما هي الرسالة التي تريد أن توصلها لنا .ومن الآخر كما يقول الأشقاء في مصر، لم أجد جديدا في موقفها و لا إبداعا في صورتها ولا قيمة لتصرفها ولا مضمون لرسالتها.
إن ما أقدمت عليه قديم بكل المعايير فهو ينتمي إلى القرن التاسع عشر منذ انتصار مشروع الحداثة الذي جعل الإنسان حور الكون و القيمة المطلقة في الوجود بعدما رفع عنه جميع ألوان وأنواع الاستلاب وتجلياته المختلفة . ولقد عكس الأدب و الفن في القرن التاسع عشر صورة الإنسان الجديد المتحرر من الماضي وأغلاله
وهذا جعلني أقف حارا أمام نصوص أدبية عربية نالت شهرة عالمية لمجرد كونها أقحمت مشاهد جنسية وشذوذ جنسي مثلما هو الشأن مع رواية عمارة يعقوبيان و رواية شيكاغو.
لقد فتشت عن الجانب الإبداعي فلم أجد إلا محاكاة لقيم أنجزتها القرون الماضية الأوربية والعربية على السواء .
لقد تناولها منذ القرن التاسع عشر نص روائي كلاسيكي مؤسس " مادام بوفاري" الذي اتهم صاحبه فلوبير وحوكم بتهمة نشر الرذيلة والتعدي على الدين و التقاليد وقيم المجتمع و الأخلاق العامة كما نجدها في نصوص فقيه مثل الشيخ السيوطي على سبيل المثال لا الحصر وهو يفتي في قضية مثل" الغنج " التي يصف فيها العلاقة الحميمية الخاصة جدا ويصف حركاتها ومفرداتها تكشف أن اللاحقين من الكتاب لم يضيفوا جديدا .
لهذا دائما أشبّه الإبداع بالموت الذي يأتي للإنسان مرة واحدة وليس مرتين ،كذلك شأن الإبداع في الموضوع الواحد يكون مرة واحدة وليس مرتين . الطائرة اخترعت مرة واحد وما تلاها هو محاكاة وتحسين وتطوير، لكن بالتأكيد ليس إبداعا .وهذا ينسحب على موضوع الجنس حتى لو اجتمعت النصوص و الصور فلن تضيف له جديدا ،و لن ترقى مجتمعة،مهما بلغت دقة الوصف،إلى لقطة واحدة أو مشهد واحد من فيلم بورنو. الذي يجمع كل الباحثين أن نسبة مشاهدتها في الوطن العربي هي أعلى نسبة بين الأمم.كما أن نسبة الدعارة هي الأخرى منتشرة وبشكل ملفت .وهناك ظاهرة أخرى منتشرة وبشكل كثيف في أوساط الطبقة الوسطى وهي ظاهرة العشيقة التي أسهمت في انتشارها ظاهرة العنوسة وهي بالملايين في الوطن العربي. مما يجيز القول أن هناك "بحبوحة " ولا يوجد شح أو"ندرة "في المسألة الجنسية .
هنا ينشأ سؤال جوهري يقول لماذا إذن هذه الضجة الكبيرة حول علياء وأين هي صورتها بين تلك الصور الجنسية المنتشرة في أرجاء الوطن العربي وأمام هذا المشهد الجنسي العربي.
الجواب في تقدير وكما يبدو لي سهل وبسيط وبديهي يقول أن تلك الشابة العربيةأعادت ترتيب ذلك النداء الموجود عند كل إنسان فينا، نداء الجسد ، ونداء المجتمع .
كل إنسان عربي يحمل بداخله ندائين ، نداء الجسد ونداء المجتمع ، البعض منا يستسلم لنداء المجتمع ويمارس سراء نداء الجسد وما يترتب عنه من مظاهر عفة زائفة وسلوك مغشوش وخداع الذات قبل الآخر .و البعض الأخر ،وهو قليل ونادر ومنه علياء، يلبي نداء الجسد ويحقق ذاته ولا يلتفت لضجيج للمجتمع واكراهاته التي لا تنتهي و لا تتوقف ولا تعرف حدودا .
وقيل لي والعهدة على المتفلسفين أن مشروع الحداثة لم يبدأ مع كانط ، إنما من لحظة تأكيد الذات مع ديكارت الذي قال ، أنا أفكر إذن أنا موجود .وفي رواية فلسفية أخرى ،أكدت وزادت وقالت أن الحداثة استكملت أبعادها مع الفلسفة الوجودية التي ترى جوهر الوجود ، الحرية التي تؤكد نفسها في مقابل " الآخرين " الذين قال عنهم سارتر " الآخرون هم الجحيم .




#محمد_نور_الدين_جباب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد أركون: من إسلام الفقهاء إلى إسلام العلماء
- إطلالة على مصر من شرفة الحاج مدبولي
- العلمانية التي أثمرت خير النساء
- الفكر العربي من قيادة حركة التحرر إلى الصراعات المصيرية الكب ...
- الإسلام السياسي نحو مأزق آخر
- أزمة الثقافة الإسلامية أم الدعوة إلى إلحاد أرستقراطي
- الفكر العربي يودّع الماركسية


المزيد.....




- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد نور الدين جباب - شاهدت علياء عارية