أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - الامريكان والمعجزة العراقية














المزيد.....

الامريكان والمعجزة العراقية


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3550 - 2011 / 11 / 18 - 22:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تركيبة البرلمان في الكويت صعبة فهو يضم طيفا من التوجهات السياسية من أقصى اليمين الى أقصى اليسار وفيه نواب اسلاميون سنة سلفيون متشددون وفيه أيضا نواب اسلاميون شيعة متشددون وفيه وجهاء قبائل وليبراليون وقوميون وكل هؤلاء يتقاسمون خمسين مقعدا فقط هي كل مقاعد البرلمان الكويتي (مجلس الامة)، والنواب الكويتيون نشطون بشكل غريب يجرون الكثير من الاستجوابات ويسقطون حكومات ولا يتركون حجرا الا وقلبوه بحثا عن قضية لاثارتها حتى لو تحول الامر الى أزمة فهم أبناء ديمقراطية عريقة بدأت منذ عام 1963، ورغم كل العراك اليومي في البرلمان الكويتي الذي وصل في إحدى المرات الى "الطك بالعكل" فإن هؤلاء النواب لم يثيروا قضية الوجود الامريكي في بلادهم وتمركز القوات المنسحبة من العراق وزيادة التحشيد العسكري على اراضيهم هذه الايام التي تثار فيها أقاويل وأخبار عن هجوم غربي على ايران ربما تكون الكويت احدى قواعد إنطلاقه وهناك ملمح طائفي في تشكيل اي تحالف للمواجهة مع ايران رغم إن الكويت فيها اشكالات طائفية واضحة للعيان، لقد إلتزم النواب الكويتيون الصمت في هذه القضية لأنها قضية وجود وقضية أمنية عليا وهو الامر نفسه في جميع دول الخليج العربية.
البرلمان التركي يسيطر عليه حزب اسلامي هو العدالة والتنمية ويمتلك 326 مقعدا من المقاعد الـ550 التي يتكون منها البرلمان والبقية من حصة الاحزاب القومية والليبرالية والاحزاب الكردية، رئيس الوزراء اللامع رجب طيب اردوغان ومعه رئيس الجمهورية عبدالله غول يعيشان اليوم مظهر حاملي رسالة الاسلام الجدد ليشاركوا في دعم القضايا الاسلامية ويساهموا ايضا في دعم القوى الاسلامية للصعود الى سدة الحكم في بلدان الربيع العربي ورغم إن تلك القوى معروفة بشعاراتها المعادية للامريكان إلا إن اردوغان وغول رحبا بالدرع الصاروخي الامريكي وهو موجه أساسا لجارتهم المسلمة إيران بل إن الحكومة الاسلامية التركية إنتفعت من الطائرات بدون طيار الامريكية المنسحبة من العراق لتستخدمها ضد حزب العمال الكردستاني ولم تخدش صورة أردوغان الاسلامي الصاعد سماحه لما تسميه ادبيات الاحزاب الدينية "الامريكان الكفار" باستخدام اراضي بلده "المسلم" ضد الجارة المسلمة "ايران" او استخدام معونة "الكافر" ضد خصومه المسلمين من ابناء وطنه، وبقية الاحزاب التركية لم تجعل من الموضع قضية للجدل.
الوجود العسكري الامريكي في أفغانستان من المفترض إن ينتهي عام 2014 وهناك مفاوضات تجري لابرام اتفاقية ورغم إن هذا الوجود هو الذريعة لاعمال العنف هناك إلا إن الرئيس الافغاني حميد كرزاي "وهو إسلاموي آخر بشكل ما" أعلن صراحة رغبته بوجود أمريكي دائم في بلاده وفق شروط معينة هي في الحقيقة خدمات تعاون ويقول كرزاي في اجتماع اللوياجيرغا "ان ارادوا (الامريكان) قواعد عسكرية، سنسمح بها، اذ هي في صالحنا وسيأتي المال وستتلقى قواتنا التدريب"، كرزاي يعرف ان بلاده ليست أكثر أمنا وغنى من اليابان وكوريا الجنوبية والدول الاوربية والخليجية فضلا عن جارته باكستان التي توجد فيها جميعا قواعد أمريكية.
هذه المقدمة الطويلة نوعا ما تريد القول إن القضية الامنية في أي دولة هي قضية وجود لا تقبل المزايدات وتحريض المشاعر واللعب بالكلمات إلا إذا كان الامر يتعلق بالمعجزة العراقية حيث ترفض الاصوات العالية أي مستوى للتعاون العسكري بين العراق وأمريكا وهذا الموقف سيكون معقولا لو إنه يمثل حرصا حقيقيا على الاستقلال لكنه للاسف ليس الا غطاء للبحث عن احتلالات مموهة ومغطاة وهي احتلالات إكثر قسوة من وجود الامريكان بأية صيغة كانت وهو وجود له سلبيات كبيرة فعلا لكننا نتحدث هنا عن القاعدة الفقهية المعروفة "أهون الضررين"، الامريكان خلصوا الكويتيين من صدام وخلصوا العراقيين منه بعد ذلك وهم لهم أهدافهم الخاصة لكن هل هناك خدمات مجانية في قضية الحرب؟، الافغان بحاجة لامريكا لعدم اكتمال بناء قواتهم العسكرية ولمساعدتهم في مواجهة الارهاب والتطرف وهناك منافع مالية وهذه الاحتياجات الثلاث هي نفس إحتياجات العراق فالارهاب في العراق بنفس الهوية القائمة في افغانستان والقوات العراقية غير جاهزة بتصريح القادة الميدانيين لا مزايدات السياسيين اما اقتصاديا فقد سرح الامريكان 4000 عامل ومترجم عراقي من القاعدة الجوية في الناصرية فقط في وقت تعجز الحكومة العراقية عن توفير فرص العمل.
تركيا تقبل الوجود الامريكي رغم انه يناقض افكار الحزب الحاكم ودعاية رئيس الوزراء والكويتيون يتجاوزون المشاعر الطائفية والاطر العقائدية عندما يتعلق الامر بالدولة والوطن فأفكار الاحزاب ومصالح الحكام لا تعلو فوق مصلحة الدولة وسلامة الوطن لكن هذه الامور لا تثير اهتمامات الساسة في العراق الذين يطيرون بين العواصم لتوفير أغطية إقليمية لهم تساعدهم ضد بعضهم البعض فهناك أيضا تستقر عوائلهم ويبنون بيوتهم ويتلقون هم وابناؤهم التعليم ويؤسسون مشاريعهم الاقتصادية فالعراق وطن مؤقت مهدد ببيانات الانتصار التي تقصفنا بها جماعات العنف معلنة عن "دحر الامريكان" وهي تشحذ سكاكينها وتحشو بنادقها إستعدادا لساعة "النصر" فهي ما كانت لتحارب كل هذا الوقت لتترك السلطة لنفس الاشخاص والقوى الذين اتهمتهم بـ(الردة والعمالة)، وعلى الاقل فإن الحكومة نفسها إعترفت بالعثور على مخطط انقلابي واحد لما بعد الانسحاب فما الذي يؤكد عدم وجود مخططات أخرى تعلم بها الحكومة او لا تعلم واذا كانت هناك جرأة على اتهام البعثيين مباشرة بالاستعداد لشيء ما فهناك قائمة من الجماعات التي لا يقوى أي مسؤول حكومي على التلفظ بإسمها فما بالك بالحديث عن موقفها من عراق ما بعد أمريكا واذا كنا جميعا لا نرغب ببقاء الامريكان إن هناك حاجة لتوفير اجابات مطمئنة حيث لم يتعهد أي تنظيم بشكل واضح بإلقاء السلاح بعد خروج الامريكان، والاهم إنه لا يوجد ما يطمئن الى استمرار حالة السلام بين الفرقاء العراقيين، الفرقاء الذين يستند كل منهم الى اتفاقياته الخارجية الخاصة تاركين العراق يصنع معجزة الاستناد الى الريح.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موقف صحيح وتصريحات خاطئة
- السيد المواطن
- الخطة العراقية
- دولة خائفة من الاسماء
- حمايات المسؤولين
- القضايا العليا في انتظار المأساة
- موازنة الاحزان العراقية
- تأجيل الموقف من ميناء مبارك
- دولة عشوائية
- الأمن قرار سياسي
- مناصب بالوكالة
- معتقلون من أجل الهرب
- الخلافات مربحة في العراق
- أزمة وزير الداخلية
- أردوغان..الروح المزيفة
- موعدنا بعد العيد
- هدوء عراقي وغضب مصري
- أوسلو وكابول مع الفارق
- الحسم العسكري
- تصفية الأزمات..العراق بين ايران والكويت


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - الامريكان والمعجزة العراقية