أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - عبد القادر أنيس - دفاعا عن علياء ماجدة المهدي















المزيد.....

دفاعا عن علياء ماجدة المهدي


عبد القادر أنيس

الحوار المتمدن-العدد: 3550 - 2011 / 11 / 18 - 14:20
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


دفاعا عن علياء ماجدة المهدي
دفعني لكتابة هذه المقالة موقف الدكتور سيد القمني في هذا الفيديو من هذه الفتاة. وهو موقف سلبي إلى أبعد الحدود، حسب رأيي، ولم تقنعني المبررات التي ساقها لإدانة هذه الفتاة.
http://www.light-dark.net/vb/showthread.php?t=16739
دعونا نقرأ بعض ما كتبته علياء على صفحتها أولا قبل قراءة أقوال الدكتور القمني وغيره من المتدخلين والتعليق عليها وسأضع بعض تدخلاتي بين قوسين تفاديا للالتباس:
قالت علياء:
"علشان من حقي أعيش حرة في أي مكان و مش من حق حد يقول لي لو مش عاجبك هاجري ... الحرية لا تمنح. أنا لا أعتقد في حياة بعد الموت، لكني أشعر بالسعادة لما أحس إني حرة بجد وراضية عن نفسي وأحارب عشان الحرية و المساواة أيا كانت النتيجة. البلاد الأكثر حرية اللي بتسألني ليه ما أعيش فيها مرت بقرون مظلمة وماوصلتش لكده إلا بكفاح و تضحيات ناس ماستسلموش ولا هربوا. أنا عانيت من المجتمع ده و من عنصريته و تخلفه و عدم احترامه للحريات الشخصية و بحمّل نفسي مسئولية معاناة اللي هيتولدوا فيه واللي هيحاولوا غيروه ومايلاقوش تأييد كافي لو أنا وغيري مبذلناش كل جهدنا لتغييره بدل ما نهاجر أو نحاول التكيف مع الواقع".
"الحرية ليست في أن أفعل ما يسمح لي بفعله، لكن في أن أفعل ما أريد طالما لم أتعدَّ علي حريات الآخرين سواء وافقني أو عارضني المجتمع و لا أخاف من العواقب. أنا باعمل اللي عايزاه داخل و خارج حدود المدونة و مدركة إني ممكن أدخل السجن بسبب ما أنشره علي مدونتي".
"عايزة أخرج.. ليه؟!!.. مش محتاجة عذر.. أنا مش سجينة و مش محتاجة تصريح خروج من حد!!هأنا مش ملك حد.. أنا حرة نفسي.. أنا مش عار أو عورةعايزة أعيش.. أشم الهوا.. أتمشي في الشوارع.. أعمل اللي يخطر في بالي.. أنا حرة".
"التحرشات.. التصرفات دي اللي بتشجعهم و تثبت وضع زبالة زي ده.. لازم نغير الخطأ و نواجهه، مش نزود الطين بلة!!همفيش قانون في الدنيا يعاقب المجني عليه و لا يلوم حتي الجاني!! مفيش عدل في الدنيا يقيد حرية الناس إلي حد السجن (و ما أدراكم ما السجن) لاحتمال تعرضهم لتحرشات!!هعلمونا الدفاع عن النفس.. لماذا تلومون البنت إذا حاولت الدفاع عن نفسها؟!! تريدونها ضعيفة حتى تستطيعوا السيطرة عليها!!.. إنها منظومة واحدة في البيت (بيت الأهل ثم الزوج) و الشارع تعمل على قمع الفتيات و إصابتهم بالعقد النفسية!!ه"
"أشعر أن الأرض تهتز (تعبير مجازي) عندما تلام فتاة علي تعرضها للتحرش أو الاغتصاب.. و هي لها حق و ليس عليها ذنب!! الأنثى إنسانة لديها الكثير لتنجزه في حياتها ولديها مشاعر يجب احترامها و ليست كيس صابون عشان تبقي ضاعت للأبد لو تعرضت للاغتصاب أو حتى لو أحبت!!ه"
"يقولون أن من لا ترتدي الملابس التي يرونها "محتشمة" (اللي هتوصل بعد كده للخرسانة المسلحة كأن اللي تحت الهدوم دي مش إنسانة) تستاهل اللي يجرالها.. لو قالعين ملط محدش ليه حق يعتدي علينا.. احنا مش أجساد متحركة، احنا بشر.. احنا مش أقل من البلاد المتحضرة اللي الناس فيها بتحترم بعض و القوانين فيها بتحاسب الجناة!!ه"
"لا يرون في الأنثى إلا أداة لمتعتهم المريضة و ينشئوها (أو يهدموها) منذ الصغر علي هذا الأساس!!همين مننا متفتكرش و هي في مدرسة ابتدائي لسه حتي محستش بأنوثتها و لابسة المريلة و تيجي مدرسة متخلفة تقول لها طولي المريلة!! "علي النعمة" لو راجل ماشي في الشارع و كاتب لافتة "هنا أنثى" هتتحرش بيه قطعان الثيران الهائجة!!ه"
"أدعو كل من يقرأ هذا البوست، قبل أن يعلق تعليق أهطل آخر أن يغمض عينيه أو يفتحهم ويفتح مخه...يتخيل إنه أنثى ذكية مبدعة قوية مثلها مثل الرجال ..لم يحطمها المجتمع الذكوري البغيض الذي يحيط بها ويحاول بكل الوسائل أن يسلبها حقوقها ..تحارب كل يوم لدفع هذه الاتهامات العنصرية السخيفة التي تقف في طريقها في كل نواحي حياتها ". انتهى.
تقديري الشخصي أن صاحبة هذه الأقوال هي من أعقل الناس ولا يمكن أن تكون تعاني من خلل نفسي أو اجتماعي كما حاول سيد القمني وغيره إقناع الناس بذلك دون أن يقرأوا لها أو يعرفوها، ولا يمكن أن نتهم أسرتها بالتقصير في حقها بعد أن ربتها أحسن تربية قائمة على الشجاعة والصدق والاستعداد للذهاب إلى أبعد الحدود للتعبير عن أفكارها والدفاع عنها. موقفي هذا ينسحب كذلك على خطيبها كريم عامر الذي شاركها هذه المغامرة العظيمة:
http://arebelsdiary.blogspot.com/?zx=ebc071a55b3e8139
قال الدكتور القمني ردا على سؤال المذيعة التي كانت مهمتها التي رسمت لها طوال الحصة تنحصر فقط في دفع الحوار والمتحاورين معها إلى إدانة هذه الفتاة، بدل القيام بمهمتها كصحفية واجبها الأول والأخير تقديم الخبر وملابساته والبحث عن الحقيقة بكل حياد. هذه الصحفية وضعت القمني منذ البداية في موقف المتهم عندما أشارت إلى أن الفتاة كتبت في مدونتها أنها من قرائه، ووقع الكاتب العلماني اللبرالي في هذا الشرك للأسف.
فقال: "السيد القمني مش ناقص، يعلم ربنا، (أي أن له مشاكل كثيرة ولا يقبل أن تأتي علياء وتضيف إليها مشكلا آخر بوصفها من قرائه وبالتالي يمكن تجريم كتاباته التي أوصلت الشابة إلى هذه الحال).
ثم قال: "أنا مشفتش الموضوع وما تابعتوش وما عنديش فكرة عرفته منكم ، فإذا أنا أتكلم فعلى مسؤوليتكم المسألة تمس التيار العلماني كله أمام من يدعون أنهم أرباب الفضيلة. حدث مثل هذا يشكل بالنسبة إلينا كارثة".
مسارعة سيد القمني اللبرالي للتبرؤ من قارئته بهذا الكلام مؤسفة، دون أن يكون، في نظري، مضطرا إلى ذلك. وكان المحاوران اللذان تدخلا بعده أكثر تعقلا ولباقة بل ولبرالية رغم مساهمتهما في إدانة الفتاة. صحيح أن سيد القمني يتعرض منذ مدة طويلة لحملات القوى الرجعية الدينية لمحاصرته وإسكاته وتجريمه بسبب أفكاره التنويرية ، بل وتهديد حياته بالاغتيال لو استطاعوا إلى ذلك سبيلا، لكن كلامه في حق هذه الفتاة لا هو مبرر ولا هو موفق وهو أقرب إلى من يريد تقديمها فريسة للذئاب لكي ينجو بجلده، رغم أنه لا يوجد عاقل يمكن أن يحمله المسؤولية على تصرف هذه الفتاة بحريتها سواء قالت إنها من قرائه أم لا، ما عدا، طبعا، القوى الإسلامية الظلامية التي لا عقل لها وهي لم تكن أبدا في حاجة إلى تعري هذه الفتاة لمعاداته. ولهذا لا يمكن أن نتقبل منه حكمه هذا بأن تعري علياء يشكل كارثة على التيار العلماني. وحتى إذا صدق ذلك فليذهب هذا التيار إلى الجحيم مادام هشا إلى هذه الدرجة ويكفي أن تتعرى فتاة ليذهب في ستين داهية، كما يقول المصريون.
ثم نقرأ له ما يناقض ما سبق: "هل أنا مسؤول عن تصرفات مليون قارئ؟ (ووافقته الصحفية بخبث!) هل الأخ مسؤول عن تصرفات أخيه؟ يعني عندي قراء هم نجوم السماء بتاعتي، كلهم أطباء ناجحين ومهندسين عباقرة، وعلماء أفخر بهم وبَدَّفِّي بيهم (أتدفأ بهم)، أنا صاحب هذه المبادئ، المفروض أنا اللي أقلع الأول، علشان أبقى قدوة يعني، أو أقلع أنا وعيالي، على أساس (لم أفهم الكلمة) للمجتمع أهوه مبادئنا هه. إنما الحمد لله عندي خمسة أولاد ناجحين، متخرجين كلهم بامتيازات، البنت الدكتورة اللي بتحجبت ما قلتلهاش اتحجبت ليه، خلعت الحجاب ما قلتلهاش خلعتيه ليه لأني شايف من ورى دا مجموعة قيم هي بتنتقل من داخلها وتتحرك. إنما أنني أرمي كل قيم المجتمع ، الحقيقة هذه كارثة، والكارثة مضاعفة بالنسبة لي، ليه؟ لأنني لو أنا سلفي أروح انصحها أو أضربها أو اعمل معها مشكلة، إنما أنا رجل لبرالي أومن بحق الإنسان في حربته، فماقدرش أتدخل في اللي بتعمله، لكن أقدر أوصفه، أقدر أحدد موقفي منه، ما أقدرش أقول لها عملت كدا ليه، إنما أقدر أقول لها أنت أذيتينا كلنا، وكما أنا زعلان أوي أن المجتمع كله يهب هبة رجل واحد إزاء بنت أحنا ما نعرفش ظروفها النفسية إيه".
تتدخل المذيعة بعد أن بدا لها أن القمني بدأ ينحرف عن مخططها ولإعادة توجيهه نحو تجريم الفتاة لا نحو إيجاد عذر لها رغم أنه عذر أقبح من ذنب.
قالت: "لا، فيه ناس على الصفحة، يا دكتور سيد، موافقينها، وفيه ناس مختلفين معاها".
يعلق القمني على كلامها: "غريب"، (لماذا غريب؟)، ثم يواصل: "يعني أن اللي بتصوره إنه مش هتعمل كدا بنت إلا إذا كانت تعاني من خلل اجتماعي. (وبالتالي فكل من ساندها هو كذلك) فين الأسرة؟ أبوها فين؟ أمها فين؟ هنا فيه مشكل احنا مش عارفينه. مش عايز حركة 6 أفريل تقول والله احنا طردناها أو مانعرفهاش. لا، على المجتمع أن يعالج مشاكله بنفسه، يعني، حضرتك، أنا أرى أن البنت دي تعرضت لضغوط نفسية قاسية جدا باعتبارها فتاة، باعتبارها أنثى، باعتبارها جسم حرام".
تتدخل المذيعة مرة أخرى لتتلاعب بالقمني وهي تعرف الحقيقة: ما عليش، أنا عايزة أفترض حسن النية، مش من الممكن حد تاني هو اللي خد صورتها وادعى أن دي صفحتها؟
القمني: "في الإمكان، ما أنا عشان كدا في البداية كنت متحفظ، صعب عليّ أتصور أن بنت كدا تعمل في نفسها".
المذيعة: "لكن معليش، هي بتقول على الصفحة أن هذه صورتها وأنها مسؤولة عن هذا الكلام وعن الصورة دي وكلمنا خطيبها، وزملائي كلموا خطيبها، وهو أكد أن دي حرية شخصية، أن هي حرة في هذا الكلام.. ". (لماذا قلت إذن يا شاطرة : مش من الممكن حد تاني هو اللي خد صورتها وادعى أن دي صفحتها؟).
القمني: لا لا لا ، في حاجة تجري من ورا ظهرنا بقى، (إنما المؤامرة إذن !) أنا بقولك إيه، اللي أنا بتصوره أن البنت تربت تربية قاسية. علينا كمجتمع أن نحنا نأخذها برفق وأن نعالج هذا الأمر وأنها قُهِرت بسبب أنوثتها، اكسر للبنت ضلع يطلع لها ضلعين. هي اللي بتشتغل وتمسح في البيت والود يتفسح مع ابوه، فكل النتيجة رد الفعل اللي هي عايزة تعمل فضيحة وتشهير لهذا القاسي، هي تنتقم ممن قسا عليها، أنا لا أعلم من هو، دا تصوري للموقف".. انتهى
شخصيا أرى أن أقوال سيد القمني بدت دفاعية عن النفس أكثر مما ينبغي ومما يحتمله الموقف، حتى لا أصفها وصفا آخر لا أرضاه له وهو الذي أفنى حياته ينشر أفكار الحرية ويحارب الظلامية والقمع المسلط على مجتمعاتنا وخاصة النساء بشجاعة نادرة، وعندما أقدمت هذه الفتاة بشجاعة نادرة مثله على وضع أفكاره موضع التطبيق لاختبار المجتمع الخارج للتو من ثورة زعموا أنها من أجل الحرية والمساواة والكرامة، نراه يتنكر لها ويشكك في عقلها، ويتبرأ من أي مسؤولية له تجاهها، بينما ساهم موقف هذه الفتاة في تعرية مجتمعاتنا أكثر رغم أنها عارية أصلا، عارية مما هو أهم من الأثواب، عارية من الصدق والنزاهة والاحترام والنظافة والنظام والتمدن والسلام، عارية من القدرة على بناء دول قابلة للحياة، عارية من الإرادة والعزيمة على نفض غبار الماضي المتخلف عنها والانطلاق نحو فضاءات الحرية الرحبة. فأين عري الفتاة من هذا العري المدمر الكارثي المقيت الذي حكم علينا بهذا الذل والمهانة بين شعوب المعمورة؟
ثم سَرَّحت الصحفية سيد القمني قبل أن يكمل فكرته بعد أن حققت مرادها لتتحول إلى شاهد زور آخر في هذه المحاكمة الكافكاوية. رد السيد محمد المهدي أستاذ الطب النفسي كان، رغم تردده، أفضل من القمني، ورغم أنه أخفق، حسب رأيي في تحليل الجانب النفسي للفتاة متهما إياها بمرض الاستعراء ( !!!)، فهو أصاب إلى حد كبير في تحليل الجانب الاجتماعي لموقف علياء.
قال: "في الجانب النفسي هناك بعض الأشخاص لديهم الرغبة في الاستعراء... ولكن دي نسبتها مش أعطيها كتير أوي، الجانب الاجتماعي يمكن هنا هو الأكثر بروزا... الجانب الاجتماعي هنا هو أنه نوع من التمرد على ما يحدث في المجتمع الآن، نوع من التطرف من الجانب الآخر، لأنه ما نقدرش نشوف هذا الحدث بتطرفه الشديد مش بس في المجتمع المصري، يعني في المجتمعات الأخرى لا يقبلون دا في الأحوال العادية يقبلوه في مواقع معينة (وهو كلام مجانب للحقيقة في الغرب كما سوف نرى في الأخير) وأماكن معينة لكن يعني دا نوع من التطرف الشديد بس لا بد نشوف التطرف المقابل لانه يمكن هي برضو محتجة ومتمردة على ما يحدث مثلا إنو وحدة مرشحة تحط مكان صورتها وردة، دا نوع من الإخفاء الشديد (إخفاء شديد فقط يا عالم النفس؟ أليست هذه مهزلة المهازل في أمة ضحكت من جهلها الأمم كما وصفها المتنبي قبل أكثر من ألف عام؟). مش حتى في النساء بل في الرجال، أحد الناس اللي كانوا في حوار مع السيدة هالة سرحان رفض يظهر في شكله وظهر من وراء ساتر. فيه تطرف على الجانب الآخر تطرف شديد في الإخفاء والتحدي والوأد للأنثى والمرأة واعتبارها شيء لا يصح أن يرى بشكل من الأشكال". (فكيف نسمي، يا عالم النفس، لمجتمع أفرز هذا المسخ ودولة حديثة تسمع له بالترشح واحتمال تولي الحكم وهو في هذه الحالة؟)
ولقد حاولت الصحفية التقليل من شأن هذا الموقف الحصيف رغم أنها هي بالذات تعتبر كاسية عارية في نظر الإسلاميين، أو في أحسن الأحوال فهي متبرجة وملعونة لأنها تتشبه بنساء الغرب في لباسها وعملها وخروجها ومخالطتها لغير ذي محرم !!!
نواصل معها ومع شاهد زور آخر، قالت: معاي الأستاذ محمود عفيفي المتحدث باسم حركة 6 أبريل، جبهة أحمد ماهر..
محمود عفيفي: ... نحن طَلَّعْنا بيان ونفينا وجودها في الحركة وعضويتها في الحركة وهي كمان طَلَّعت أو كتبت على التويتر بتاعها أو على صفحتها في الفيسبوك، أنها ليست عضوة في حركة 6 أبريل.."
فيا لبؤس ورثة حركة 6 أبريل الممثلة بهؤلاء! كحركة أطاحت بحكم استبدادي في ظرف قياسي كان الناس يظنون أنه خالد مخلد في عرشه، نراها تصاب بالفزع والرعب من الإسلاميين وتسارع إلى الدفاع عن نفسها بهذه الطريقة الجبانة.
وختم المتحدث باسم حركة 6 أبريل قائلا: أنا برضو مش متفهم بصراحة هي عملت كدا ليه ولكن هذا في الأول وفي الآخر سلوكها هي ويرجع لها هي، دا شيء شخصي، أنا ما ليش تعليق عليه... (برافو يا شاطر)
لكن المذيعة أشطر: "لكن هل ممكن تسميه حرية شخصية زي ما هي سمته؟"
ويخسر هو الآخر أمامها ليعلق رغم أنفه بما يخالف رأيه السابق: "ما اعتقدش، يعني، أن دا يتناسب مع قيم وأخلاقيات المجتمع المصري".
المذيعة: "تمام، أشكرك على هذا الرد".
من الخاسر ومن الرابح في هذا الحوار؟ الراجح عندي، على الأقل، هو أن المنتصر في هذا الحوار هو المذيعة والقناة ومن يقف وراءها من مخلفات الاستبداد السياسي والديني ومن وراء الجميع قوى الرجعية الإسلامية التي ووضعت ممثلي الفكر والعلم والنضال في موقف دفاعي ضعيف. أما ألا يعتقد المتحدث باسم حركة 6 أبريل بأن " دا يتناسب مع قيم وأخلاقيات المجتمع المصري"، فهو من أكبر الحماقات. لأننا لو سايرنا قناعات قيم وأخلاقيات المجتمع المصري وأي مجتمع عربي آخر، وهي قيم وأخلاقيات تعود إلى حقب بائدة ولم نساهم فيها بمثقال ذرة عدا المحاولات المنافقة الفاشلة للالتفاف عليها، فعلينا أن نكون صادقين مع أنفسنا ونتحلى بالشجاعة ونسلم أمرنا لجماعات السلفيين مثل أخينا الذي أصر على تكليم الصحفية من وراء حجاب، لأنهم الأحق والأعرف والأصدق في تمثيل هذه القيم والأخلاقيات والأقدر على تطبيقها. وبهذه المناسبة أدعو القراء للتعرف على مجتمع القيم والأخلاقيات الإسلامية كما هو مجسد على أرض الواقع في السعودية من خلال عيون النساء السعوديات المثيرة للفتنة والواجب تغطيتها.
http://www.echoroukonline.com/ara/divers/87423.html
أما علياء فقد عرت جسدها، ولكنها بعريها ساهمت، في نفس الوقت، في تعرية مجتمع من مجتمعاتنا العربية الإسلامية التي هي أبعد من أن تكون أشرف من القبائل البدائية التي لا تزال منتشرة في أدغال الأمازون وأفريقيا وإندونيسيا وفيها أيضا يسير الناس رجالا ونساء عراة دون أن يعني لهم ذلك أنهم عراة من أثواب الفضيلة والشرف والصدق والشجاعة. ولا مجتمعاتنا أشرف من المجتمعات الغربية التي لم يعد العري يشكل ظاهرة غريبة حيث تنتشر مسابح وحمامات وبحيرات وغابات وشواطئ العراة، وحيث تعرض أفلام العري في كل مكان، وحيث بادر شبابهم وشاباتهم، على غرار علياء، منذ ما يقرب من قرن إلى الاحتجاج بالتعري والدعوة إلى فعل الحب بدل فعل الحرب تحت شعار (faites l’amour, ne faites pas la guerre)، وهي طريقة في الاحتجاج مازال أحفادهم يلجئون إليها حتى اليوم دون أن يشكل ذلك وهذا كارثة عليهم. شاهدوا:
http://www.youtube.com/watch?v=6fmjKy9bUHM
وشاهدوا:
http://www.youtube.com/watch?v=DlCjJWmsRyA



#عبد_القادر_أنيس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيها العرب أرجوكم صنّعوا القنبلة الذرية
- أين الإسلام في برنامج حزب النهضة؟
- هل هي بداية النهاية للإسلام السياسي؟
- لماذا لا يتعظ الحكام العرب؟
- هل كان يجب أن تعتذر قناة نسمة؟
- مقاربة حول حق الأكراد والأمازيغ والصحراء الغربية في تقرير ال ...
- حق تقرير المصير في العالم العربي: 2
- حق تقرير المصير في العالم العربي: 1
- لهذا يجب إبعاد الإسلام عن السياسة
- من ذكرياتي مع الأسماء
- هل يتغير الإسلاميون؟
- أردوغان علماني رغم أنفه
- مقالة وُلِدَت على شاطئ البحر
- أيهما سقط: الجزيرة أم نظرية دارون؟
- الجزيرة تسخّر العلم والتقدم لخدمة الخرافة والتجهيل 4
- الجزيرة تسخر العلم والتقدم لخدمة الخرافة والتخلف 3
- الجزيرة تسخر العلم والتقدم لخدمة الخرافة والتخلف 2
- الجزيرة تسخّر العلم والتقدم لخدمة الخرافة والتجهيل
- عن المؤامرة مرة ومرة ومرة
- دينهم سياسة وسياستهم دين


المزيد.....




- النساء يشاركن لأول مرة بأشهر لعبة شعبية رمضانية بالعراق
- ميقاتي يتعرض لموقف محرج.. قبّل امرأة ظنا أنها رئيسة وزراء إي ...
- طفرة في طلبات الزواج المدني في أبوظبي... أكثر من عشرين ألف ط ...
- مصر.. اعترافات مثيرة للضابط المتهم باغتصاب برلمانية سابقة
- الرباط الصليبي يهدد النساء أكثر من الرجال.. السبب في -البيول ...
- “انقذوا بيان”.. مخاوف على حياة الصحافية الغزية بيان أبو سلطا ...
- برلماني بريطاني.. الاحتلال يعتدي حتى على النساء الفلسطينيات ...
- السعودية ترأس لجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة بدورتها الجدي ...
- تطورات في قضية داني ألفيش -المتهم بالاغتصاب-
- رومي القحطاني.. أول سعودية تشارك بمسابقة ملكة جمال الكون 202 ...


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - عبد القادر أنيس - دفاعا عن علياء ماجدة المهدي