أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - سعيد الوجاني - التوجه السياسي للمهدي بن بركة ( 3 )















المزيد.....

التوجه السياسي للمهدي بن بركة ( 3 )


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 3550 - 2011 / 11 / 18 - 13:02
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


تتمة القسم الثاني
من اختطف المهدي بن بركة ( 3 )
بعد عملية الاختطاف التي حصلت بفرنسا في 29 أكتوبر 1965 توجهت أنظار المهتمين بباريس والرباط مع العديد من العواصم الأوربية ، والرأي العام الوطني والدولي إلى طرح الأسئلة عن الجهة التي تكون وراء الاختطاف ، والجهة المحرضة عليه . وقد تزامنت هذه التساؤلات مع توتير العلاقة بين باريس الرباط ، وبالضبط بين العاهل الراحل الذي وجهت له أصابع الاتهام مباشرة ، حتى قبل ان توجه أية جهة قضائية هذا الاتهام المدفوع بدوافع عاطفية ، وبين الجنرال دوغول الذي تورطت عناصر من شرطته كانت على علاقة مع الجنرال محمد أفقير والجنرال احمد الدليمي ( الانقلابيون ) كما كانت على علاقة مع الفقيه محمد البصري ( البلانكيون ) ( علاقة الفقيه بالمجرم أنطوان لوبيز مسئول الأمن بالمطار حين استقبله في ربيع 1964 بمطار اورلي واصطحبه الى شارع الاليزيه ، حيث مكنه من شقة فاخرة بأغلى حي بالعاصمة الفرنسية، إي سنة قبل اختطاف المهدي ودور لوبيز في ذلك ، وللإشارة فان سفر البصري الى فرنسا كان بعد العفو التي حصل عليه على اثر مؤامرة 16 يوليوز 1963 حيث سلمه أفقير شخصيا جواز السفر ، و مكنه من مغادرة التراب الوطني أمام أنظار الشرطة التي كانت مكبلة بأوامر الجنرال وزير الداخلية . وللإشارة فان السوري قنوط إضافة الى الدكتور الخطيب هما اللذان كانا وراء عملية إفشاء المؤامرة التي أحبطتها السلطات المغربية في ظرف وجيز ) . إذن هناك جهات كثيرة وجهت لها تهمة الاختطاف بدءا بالملك الراحل الحسن الثاني ، الى الجنرالين أفقير والدليمي ومعهما قادة الجناح البلانكي في حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية وعلى رأسهم الفقيه محمد البصري ، وهناك من وجه التهمة مباشرة الى النظام الملكي ، اي الملك والجنرالين ، في حين ذهبت جهات أخرى الى توجيه التهمة الى وكالة المخابرات الأمريكية والموساد بصفة مستقلة ، ومرة الى النظام المغربي وهذه الأجهزة مجتمعة ، بدعوى ان المهدي الذي كان يهيئ لمؤتمر القارات الثلاث من كوبا ، كان يستفز هؤلاء ويشكل خطرا على مصالحهما . وللإحاطة بالموضوع ودون اعتبارات العواطف او المسلسلات االبوليسية سنحاول الدلو بدلونا في الموضوع مثل باقي الكتابات المختلفة التي تناولت القضية من زوايا مختلفة .
الفصل الأول: الملك الراحل الحسن الثاني
الملاحظ ان ( الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ) واليسار الراديكالي والمتطرف الى جانب جماعة العدل والإحسان يوجهون تهمة الاختطاف مباشرة للملك الراحل ، كما أنهم يجتمعون على تحميل الملك المسئولية المباشرة عن البريد الملغم الذي تم توجيهه الى كل من الأستاذ محمد اليازغي والأستاذ عمر بن جلون في ستينات القرن الماضي ، كما حملوه المسئولية المباشرة عن جميع الأحداث التي خسرها اليسار لأسباب تقنية وفنية ، وبسبب حسابات سياسية متسرعة لم تكن لتأخذ في الاعتبار ميزان القوى السائد في الساحة . والحال ان هؤلاء قد نسوا او تناسوا ان عهد الحسن الثاني رحمه الله اتسم بكثرة تحرير التقارير المفبركة للأجهزة المختلفة التي كانت تعطيه صورا وارتسامات مغلوطة عن الوضع الحقيقي الذي يوجد عليه المغرب . وقد بلغت عملية الكذب على الملك الراحل درجتها القصوى لما غاب عن الساحة الجنرال محمد أفقير وبعده الجنرال احمد الدليمي ، ولتصل أعلى مراتبها المشوهة في عهد وزير الداخلية السابق إدريس البصري وبطانته التي لا يزال اغلب عناصرها يمارس إلى الآن بمختلف أجهزة الدولة .
وإذا كانت الغاية من التقارير المفبركة في عهد الجنرالين أفقير - الدليمي دفع الملك للتصرف بما كان يجهز على المعارضة البلانكية التي كانت تتنافس معهم السباق لحسم مسالة الحكم ( حكم العسكر او حكم البلانكيين ) ليخلو لهما المجال الذي دشنوه بانقلاب الصخيرات في 9 يوليوز 1971 ، وانقلاب الطائرة في 16 غشت 1972 ، ثم المحاولة الفاشلة للجنرال احمد الدليمي في سنة 1982 ،، فان الغاية من التقارير الكاذبة التي كان يرفعها الى الملك مباشرة إدريس البصري وزبانيته ، كان تخويف الملك وإرهابه حتى يعطي المزيد من السلطات لوزير داخليته ، وحتى يتمكن هذا الأخير من الاستمرار في العمل . لذا فقد لجا البصري وطاقمه الى إخفاء الحقائق وتصوير الوضع على غير حقيقته املآ في المزيد من تكديس الثروات الذي أوصلهم الى الغناء غير المشروع على حساب ضحايا شملتهم قبضته الحديدة بمجموع التراب الوطني ، والخطورة حين تصل هذه التقارير الخطيرة الى درجة المقامرة بالقضية الوطنية لجميع المغاربة الصحراء المغربية ، حيث وظف الجانب الأمني الضيق ضد كل من عارضه ووقف في وجه مشاريعه بالصحراء ، وليزج بهم في السجون رغم ان هؤلاء كانوا من دعاة مغربية الصحراء و لم يكونوا أبدا ضدها .
حقيقة انه رغم هذه المقالب التي استعملها الجنرال أفقير والجنرال الدليمي ومن بعدهما إدريس البصري ، فان الساحة السياسية المغربية لم تكن بمنأى عن العديد من الأخطار التي كانت تهدد النظام الملكي في العمق . لقد تعرض النظام الملكي الى العديد من الهزات التي كانت ترمي للقضاء عليه ، وهي هزات شارك فيها من يتحمل المسئولية المباشرة في عملية الاختطاف التي تعرض لها المهدي بالعاصمة الفرنسية وعلى رأسهم افقير – الدليمي والفقيه البصري مع القيادة البلانكية في حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية . فكان ما خطط له ودبره البلانكيون دعاة البؤرة ( الثورية ) في مؤامرة 16 يوليوز 1963 ، وفي مؤامرة 3 مارس 1973 ، كما كان التورط مع أفقير في انقلاب الطائرة في سنة 1972 ، وكان محاولة الدليمي في سنة 1982 مباشرة بعد أحداث الدار البيضاء في 20 يونيو 1981 بعد الفراغ السياسي الذي نتج عن تلك الأحداث . ثم لا ننسى المشروع الماركسي اللينيني الذي شقته منظمات الحركة الماركسية اللينينة في بداية سبعينات القرن الماضي ، فكان يرفع شعار الجمهورية الديمقراطية الشعبية التي ستتبوأ فيها الطبقة العاملة دكتاتورية على جميع الطبقات التي يتكون منها المجتمع المغربي . وإذا كان التاريخ السياسي المغربي منذ التوقيع على معاهدة 2 مارس 1956 مليئا بالصراعات السياسية البزنطية بين القصر من جهة وبين الضباط الانقلابيين من جهة وبين البلانكيين الشعبويين من جهة ، حيث كان هؤلاء يتنافسون فيما بينهم للسبق قصد حسم مسالة الحكم بالقوة وباستعمال العنف ،وبالتالي الإجهاز على الرأي المخالف والمعارض إذا فشلت عملية التدجين والتطويع ،، فانه في خضم هذا الصراع ، طرحت بظلالها قضية المهدي بن بركة الذي كان له أعداء كثر متنوعون ومختلفون . فكان طبيعيا ان يؤدي فاتورة التناقضات الانقلابية ( ضباط الجيش ) والبلانكية ( القيادة البلانكية وعلى رأسها الفقيه محمد البصري في حزب الاتحاد ) . ان رسالة الفقيه البصري التي نشرها عمر السغروشني في الجريدة الفرنسية المغربية le journal أيام الحكومة التي ترأسها الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي ( الحكومة الانتقالية ) كشفت عن التنسيق الذي كان بين أفقير وبين البصري ، واستمرار نفس التنسيق مع الدليمي من خلال مخبريه في الحزب . لذا يجدر بنا الآن التساؤل عن من قتل المهدي ؟ هل الحسن الثاني الذي كان مهددا من قبل الجميع هو من يقف وراء هذه العملية ؟ ام ان قتلة المهدي هما بالضبط من كان يتحرش بالملكية ( الضباط والبلانكيون ) الذين كانوا يخشون من وجود المهدي بالمغرب ليخلط أوراقهم ويبعثر مخططاتهم ، لذا لم يترددوا في قطع الطريق بينه وبين العودة الى الوطن .
لقد سبق للملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله ، ان حدد بوضوح موقفه من هذه القضية اللغز . وفي العديد من المرات قال انه وجد نفسه أمام الأمر الواقع الخارج عن طاقته وإرادته ، بخصوص عملية خطط لها بإتقان كل من الجنرال محمد أفقير والجنرال احمد الدليمي ، مع توظيفهما لأشخاص مغاربة وفرنسيين منهم من قضى نحبه ومنهم من لازال ينتظر . لقد كان الدافع وراء تصفية المهدي بن بركة ، خلط الأوراق السياسية بالمملكة لإرباك العمل السياسي ، وقطع الطريق عن أية علاقة قد تنسج في المستقبل بين الحسن الثاني وبين المهدي بن بركة رحمهما الله ، وحتى يخلو الجو للانقلابيين للاستفراد بالنظام بعد تنحية غريمهم السياسي المهدي الذي كان يبحث بدوره عن قطع أجنحة النظام ، وإضعافه عن طريق ضرب الرموز المنافسة للسيطرة على الحكم . يتبين من هذه العلاقة الميكيافيلية بين جميع هؤلاء المتنافسين ، ان الضحية بينهما كان النظام الملكي وشخص الحسن الثاني ، وليس البحث عن الديمقراطية ، فالنظام السياسي الذي كانوا ينوون إقامته في المغرب سيكون نسخة عن تجربة حزب البعث في العراق وسورية وتجربة نظام الحزب الوحيد في الجزائر . انه صراع المتعطش على الحكم الذي لا يزال المغرب يؤدي فاتورته في مجال التنمية والحقوق الى اليوم . ومما قاله الملك الراحل في قضية المهدي بن بركة : " ... ان الاغتيال السياسي لم يكن أبدا ولن يكون أبدا من سلوك الملكية المغربية ، ولتطمئن ( مخاطبا الصحفي الفرنسي ) فقد كنت أول من غضب وثار حينما تلقيت نبأ فقدان المهدي ، ذلك انه كيفما كانت نقط الخلاف بيننا فان ذكريات العلاقة بين الأستاذ والطالب ( المهدي درس للحسن الثاني الرياضيات ) التي وحدتنا خلال مدة طويلة لا يمكن ان تنمحي ... وان ما أصبح يؤجج هذه القضية هو انه كان من المنطقي بالنسبة إليه ( اي أفقير ) ان يقيم اتصالات مع دوائر سياسية أخرى ، قد نقول عنها أنها اقل تطرفا . لذلك فماذا جرى ؟ . ان أفقير دهب ليبحث عن اتصالات ليقيم تحالفاته مع هؤلاء أنفسهم الذين ضرب صفوفهم وحطم رأسهم وأعضائهم . فهل يعني هذا من طرفه نوعا من التكفير عما اقترفه من إساءات بالنسبة إليهم ؟ .. " .
الملاحظ هنا ان المخاطب في استجواب الملك ، الفقيه محمد البصري وعبد الرحمان اليوسفي ،اي دعاة الملكية الشكلية الآن بما فيهم بقايا الحزب الاشتراكي الموحد وحزب الطليعة ، ودعاة البؤرة الثورية الذين آمنوا بالانقلاب من فوق على طريقة تجربة صدام حسين في العراق . وفي هذا المضمار فان الجناح الأول ، دعاة الملكية الشكلية كان يسمى بالجناح السياسي الذي كان يقدم التغطية السياسية للجناح البلانكي ، وهو الأمر الذي يعني التقاء المجموعتين في الهدف الاستراتيجي الذي توج بالتحالف مع أفقير في انقلاب الطائرة في سنة 1972 . دائما وفي نفس المسار بخصوص قضية المهدي بن بركة ، قال الحسن الثاني رحمه الله " .. أؤكد لكم انه لم يكن لي مع المهدي أي خلاف ... أريد ان تعلم شيئا ( مخاطبا الصحفي الفرنسي ) هو أني مسلم مؤمن متمسك بأداء واجباتي الدينية ، وهذا شيء يعرفه الجميع . وان ما حباني به الله من نعم يجعلني أكثر إيمانا وأكثر أداء لواجباتي الدينية . وعلى كل فاني مستعد في كل وقت لأقسم بالله العظيم أني وضعت أمام الأمر الواقع في حادثة موت المهدي بن بركة ، ولم تكن لي يد فيه سواء بإصدار الأوامر لتنفيذها او غض النظر عنها . إني أؤكد لكم مرة أخرى انه قد تم وضعي أمام الأمر الواقع . إني بريء تماما من اختفاء المهدي ... ان المهدي كان من أولئك الذين بإمكانهم ان يطلبوا مقابلتي في اي وقت ، ولم يكن في حاجة الى إتباع البروتوكول للحصول على موعده . لقد كنت استقبله في أسرع وقت ممكن .. " . ودائما وبخصوص قضية المهدي قال الحسن الثاني رحمه الله " .. ان الفضل في إذكاء شعلة الحماس الوطني في نفسي من اجل الكفاح الوطني يعود الى بن بركة وعلال الفاسي ... وكان على علم ( اي بن بركة ) بان المغرب فسيفساء التركيب ، ليس فقط على الصعيد الجغرافي ، وإنما أيضا على الصعيد البشري ، وهو ما يجعله يدرك تمام الإدراك انه لن يكون بمقدور اي حزب سياسي وأي شخص مهما كان توجهه ان ينفرد بالحفاظ على تماسك الأمة ووحدتها ... لقد أوفدت له ابن عمي مولاي علي الذي كان أيضا صهري ، وكان سفيرا للمغرب في باريس ، وقد التقى به سرا في بون بألمانيا وقال له : " عد إلى بلدك فانه يشهد مرحلة جديدة ، وان صاحب الجلالة يريد ان تكون معنا فهو في انتظارك " وكان سيعود الى المغرب " " فقد كان على علم بالعلاقة الحميمية التي كانت تربطني بمولاي علي ، وبعد ان استجاب إليه أجابه " " طيب (اي بن بركة ) ما دمتم انتم الذين جئتم الي ، ومادام صاحب الجلالة هو الذي طلب مني العودة ، فاخبروه باني سأعود الى المغرب للقائه " ولهذا السبب يقول الحسن الثاني " فان إعلان اختطافه ورد علي كالصاعقة " .
وحول شكوك الملك الراحل في ضلوع الجنرال محمد أفقير في قضية بن بركة قال: " .. لقد كان ذلك عندما توجه عميد الشرطة الغالي الماحي الى فرنسا حاملا حقيبة ، وألقت عليه الشرطة الفرنسية القبض وقدمته للمحاكمة . آنذاك بدأت اشعر بان شيئا ما يحيط بهذه القضية ، إلا أني لم أدرك ما هو .. " " .. لم أكن أدرك ذلك إلا فيما بعد . ففي فترة ماي يونيو 1972 ، ومن خلال محاولة إسقاط الطائرة ، تبين لي ان أفقير يقف وراء عملية الاختفاء .. " وعن سؤال : هل تعتقدون ان أفقير كان كل مرة متورطا في المؤامرة ؟ أجاب الملك " .. اجل " . وقد ختم قوله " .. لقد كنت أقول دائما ان مؤامرة الصمت هي أسوا المؤامرات . فبعد الأحداث المأساوية لسنتي 1971 و 1972 اسر لي البعض بأنهم استشعروا لدى أفقير والمدبوح مؤشرات على تدبيرهما لشيء ما ... صارحوني دائما بما يخطر ببالكم واتركوا لي معالجة الأمور بعد ذلك " وهذا طبعا ما لم يقم به إدريس البصري وأعوانه في المحاولة الانقلابية التي شرع في التحضير لها الجنرال احمد الدليمي بعد أحداث 20 يونيو 1981، لأنه كان يخاف ويرتعد منه أكثر من خوفه وارتعاده من الحسن الثاني .
هكذا فان الملك الراحل وضع أمام الأمر الواقع بالنسبة لقضية المهدي الذي دهب ضحية تنافس العناصر الانقلابية في الجيش والعناصر البلانكية وعلى رأسها الفقيه محمد البصري في حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية ، وإلا كيف نفسر العلاقة التي جمعت بين المجرم انطوان لوبيز المسئول الأمني عن امن المطار باورلي الذي كان يعمل تحت أوامر الجنرال افقير والجنرال الدليمي ، والعلاقة بين لوبيز وبين الفقيه محمد البصري حيث استقبل الأول الثاني بالمطار قادما من المغرب بعد خروجه من السجن في سنة 1963 ، وليمكنه من شقة بشارع شان الاليزيه ، كان هذا في سنة 1964 ، اي بضعة شهور قبل اختطاف المهدي . ثم كيف نفسر التنسيق الذي حصل بين أفقير وبين البصري في انقلاب الطائرة الملكية في سنة 1972 ، وزيارة البصري للكلونيل أمقران الذي كان يعالج من سرطان بباريس قبل الانقلاب . وللتذكير فان أمقران كان هو صلة الوصل بين البصري وبين الجنرال ، وهو ما تم الاعتراف به من طرف أمقران في محاكمة الانقلابيين حيث حكم على البصري حينها بالإعدام بدعوى التآمر والمشاركة في الانقلاب الفاشل ؟ .

لقد كان المهدي منافسا شرسا للانقلابيين وللبلانكيين ، فالتقت ارادة الطرفين على التخلص منه حتى يخلو لاحدها الطريق وحيدا للانقضاض على الحكم ، فكان اكبر ضحية لعملية الصراع على السلطة المهدي بن بركة ، وكان كذلك الحسن الثاني والمغرب الذي ضيع اربعين سنة من الصراع السياسي ، كان سيكون من الاحسن لو انها استغلت في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للرفع من مستوى المواطن البسيط الذي كان خارج اهتمام الانقلابيين والبلانكيين.
( يتبع )



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التوجه السياسي للمهدي بن بركة ( 2 )
- التوجه السياسي للمهدي بن بركة ( 1 )
- مقاطعة الانتخابات في المغرب ( الخطر قد يقترب )
- ردا على مزاعم بعض المشارقة بخصوص الاستفتاء بالصحراء
- ملف حول قيام الدولة الفلسطينية والقضية الكردية وحقوق الأقليا ...
- استثناء الاستثناء المغربي
- مقاطعة الاستفتاء على الدستور
- هل تم تعبيد الطريق الى فلسطين ؟
- نقد مقولة الصراع الطبقي بالمغرب
- تيارات سياسية مؤتمرات أوطمية
- مراوحة السياسة التكنولوجية العربية بين النقل والتبعية
- نظام الاقتراع الأكثر ديمقراطية : هل هو نظام اللائحة أم الاقت ...
- المجلس الدستوري يعلن رسميا موافقة المغاربة على الدستور
- ثوار الإسلام السياسي
- الجماعات الاسلاموية ودولة الحقوق والواجبات
- القرار السياسي في المملكة المغربية
- منظمة إلى الأمام الماركسية اللينينية
- النظام السوري يتململ تحت الضغط
- بين الملكية البرلمانية والملكية الدستورية المطلوب راس النظام
- جماعة العدل والاحسان بين الانقلاب والثورة


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - سعيد الوجاني - التوجه السياسي للمهدي بن بركة ( 3 )