أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله عنتار - جالس على صخور-الشقيقات-














المزيد.....

جالس على صخور-الشقيقات-


عبدالله عنتار

الحوار المتمدن-العدد: 3550 - 2011 / 11 / 18 - 04:05
المحور: الادب والفن
    


جالس

ها أنا جالس

جالس أتأمل

جالس ألاحظ

جالس أكتب

جالس أسمع

جالس أرقص

جالس أحب

جالس أريد

جالس أتحرك

أتأمل الصخور المزركشة

أتأمل الصخور المخططة

أتأمل زرقتها

رمادها

إصفرارها

أتأمل ألوانها المتعددة

أتأمل تجانسها

أتأمل حبها

أتأمل تلاقحها

أتأمل رومانسيتها

أتأمل توالدها

هدوءها

سكينتها

ها أنا جالس

جالس

جالس

......

أنتظر حمامتي

أعاين حمامتي الواقعة في الركن البعيد

البعيد

البعيد

......

ها أنا جالس أعاين

الطيور

أعاين"طايرة بكر"(النغاف) والبوم

وهي تبحث عن الدود

تبحث عن الغذاء

وسط المياه

هناك "الجران"

هناك العومة والأسماك

هناك الموت والحياة

وهناك

وهنا....ك

ها هو الوادي يتحرك

وها أنا أعانق الصخور أتململ

أتزلزل

أتبركن

أشتعل

من هول حركة الزمان

من هول حركة المكان

تتزلزل أفكاري

تتزلزل نظراتي

يشتعل عقلي

ويتبركن

جسمي

وعاطفتي

وألمي

وإحساسي

ها لون مياهه الأحمر الداكن يجتاح المنطقة

يهدي إلي ورودا

لونها أحمر

قان

يرسلها إلي من بعيد

لكنني لم ألتقطها

يا حسرتي

لقد تهت في مملكة الضياع

مملكة البؤس والحرمان

مملكة التحجر اللاإحساس

مملكة السر والكتمان

مملكة المسلمات واللاسؤال

وهاهي الأمطار على وشك السقوط

والرياح في أوج الهبوب

تسقط الأمطار وتذهب بالورود

تهب الرياح وتهرب بالورود

يا حسرتي

يا أسفي

ماذا أنا فاعل لمواجهة هذا الخطر الجاثم على الصدور !



رغم هذا ها أنا جالس أستمتع بالهطول

تظهر لك نخلة

تظهر لي براكة

ويظهر لي جحر قديم

ويظهر لي صخر عريق

أحس ببرودة إجتاحت مؤخرتي

وعلى الفور أغير شكل جلستي

أجلس"قفازي"

فأستمتع بكتابتي

أنظر بعيدا

أنظر قريبا

أنظر وسيطا

تظهر لي نباتات مترهلة

وبالقرب منها تظهر لي نباتات "الدوم"وهي متمكنة

متمكنة

مناضلة

مصارعة

مقاومة

لكل إغتصاب

لكل إجتياح

تقوده

سادية الإنسان

ومرض الإنسان

وعنف الإنسان

على مقربة من الوادي

هاأنا جالس

جلسة القرفصاء

أنتظر حمامتي

أتأمل

أعاين

أنتظر إنتظار الأبدية

قد تأتي

قد تأتي

.....

وقد لا تأت

لكنني أنتظر

ها أنا جالس

أعاين حزن الوادي

حزن الوادي من الأزبال

لكنه مفعم بالإبتسام

فالشتاء على وشك الإقتراب

والحجم على وشك الإمتلاء

وعبد الله يعيره الإهتمام

ينظر إليه من الفوق

يترصده من التحت

يحبه(وووو)

يبحث عن ماضي سحره

وجماله

ورونقه

ويرصد حب الوادي للصخور

يرصد تقديمها للوادي النذور

من حصى وأحجار ومهور

يرصد القبلات

يرصد"البوسان"

يرصد التلاقح الأيروسي

يرصد موت"التناتوس"

على شعاب صخرة"الشقيقات"

يرصد حب

رصد تمازج

الدوم والأرض

والوادي والصخر

والناس والأرض

والنخل والدفل

والتاريخ والأرض

والحياة والزمن

فيشهد عبد الله على ذلك

يشهد قلمه

أنامله

مداده

نظرته

البرودة التي اجتاحت مؤخرته

والرياح التي اقتحمته

ويشهد على ذلك منزل"القرشي" العريق

وعلى الأقل فليشهد ماعزه الغزير

ولتشهد المياه المتدفقة المدرارة

ولتشهد الأسماك الغواصة

وصخرة"الطاير"الأفاقة

وجنان القرشي

حيث الكرم و"الهندية"

والدنيا"بالغوت مطلية"

"غوت" عمي القرشي على الصبية

الذين داهموا "الهندية"

ها أنا جالس

من بعيد

من بعيد

من بعيد

.....

تظهر لي ناقة" رزوق"

ترمي عنقها فتقضم "كلب الدوم"

ونحن على مقربة من العيد

والمياه تسير

تسير على إيقاع سريع

وهاهي القرية تدب فيها بوصلة الحياة

وهاهو منزل"ولد الحسين" واقف شامخ

يجري أمامه بعض الأطفال

وهناك بجواره منزل "ولد الدزاز"

وأمامي وتحتي منزل ولد "القرشي"

وهناك مقبرة سيدي "الدبي"

ويظهر لي لأول مرة تتمتع بسور يبدو سورا أنيقا جديدا

وهاهو المؤذن ينادي

صوته يهز الأذان

ويختلط بصوت السيارات

فيصبح عاصفة كالبركان

وهاهي "البراكة" القصديرية المبنية بالأحجار

وهاهو منزل "القرشي" يعاني الهجر والضياع

أضيع معه

باحثا عن ذاتي المفقودة

ذاتي الأحاذية الستاتيكية

نحو ذات بنيوية-سيرورية

.........................................................................

إليك هذه القصيدة

أيروـــــــستي

حبـــــي

إليك هذه الذات المفككة

إجمعيها

وقومي ببنائها

فعند بنائها هوبناء لذاتك أيروستي-حبي

هو قتل للتناتوس،وإنبعاث من فوهة البركان

بعد ساعات و قرون من الموت والضياع.

........................................................................................

عبد الله عنتار(الإنسان)-صخور "الشقيقات"-06/11/2011



#عبدالله_عنتار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله عنتار - جالس على صخور-الشقيقات-