أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سنان أحمد حقّي - من سمات القيادة المقتدرة!















المزيد.....

من سمات القيادة المقتدرة!


سنان أحمد حقّي

الحوار المتمدن-العدد: 3549 - 2011 / 11 / 17 - 11:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لو استطعنا أن نراجع سيرة عدد من القادة الحقيقيين والناجحين سواء من السياسيين أو العسكريين لوجدنا أن أعلاهم شانا كان من يتقبّل النصر أو الهزيمة على محملٍ واحد فمثلما هناك نصرٌ فهناك هزيمة وليس بوسعنا في هذه العجالة أن نستعرض مهام القيادة على وجه الدقّة والحصر ولكن يمكننا أن نستعرض بعض وجوهها مثل أن لا يزجّ القائد بجنوده في معركةٍ خاسرة منذ البداية ثم أن تتوفّر لجنوده ومناصريه فرصة للنصر حقيقيّة هذا خلاف توفير الأسلحة و مستلزمات النصر الأخرى ومنها الأمور المعنويّة والإستخباريّة وحتّى اختيار مسرح الصراع والظروف التي تساعد على النصر على اختلافها وبأدقّ الحسابات من مثل حالة الطقس واختيار الموعد والزمن وساعة الصفرو كأن يكون ليلا أو نهارا..إلخ ، وفي السياسة يكون الأمر أكثر تعقيدا لأنه يشتمل على كلّ الأمور ومنها الأمور الإداريّة والنفسيّة وسواها كثير طبعا وأنا أرمي في مقالي هذا إلى تصرّف عدد من القادة العرب أو قادة البلاد التي تُدعى ببلدان العالم الثالث ، وأهم جانب أننا وجدنا مثلا نابليون بونابرت وهو من أهم القادة العباقرة سياسيا وعسكريا في العصر الحديث وجدناه عندما يُدرك في أحدى معاركه الرئيسة أن النصر أصبح غير ممكن فإنه يتحمّل مسؤولياته كقائد حقيقي فيأمر أحد ضبّاطه الصغار بالإتصال بالعدوّ ليُخبرهم بأن الإمبراطور يريد أن يستسلم وحصل هذا فعلا وجاءت مفرزة لأعداءه بقيادة ضابط برتبة مقدّم وتقدّم الإمبراطور لهم على رأس مفرزة عسكريّة تضمّ أبرز أركان حربه وبعدما أدّى الضابط الذي يرأس مفرزة الأعداء تحيّته العسكريّة للإمبراطور نابليون بونابرت قام الإمبراطور بردّ التحيّة العسكريّة له وانتزع سيفه وقدّمه للضابط المنتصر واصطفّ الفريقان وفق صفٍّ عسكريٍّ معلوم وسار الإمبراطور معهم إلى الأسر وهذا هو التصرّف المسؤول بل قمّة المسؤوليّة التي تترجم بحقّ تحمّل المسؤوليّة التاريخيّة وتُرينا قيادةُ مقتدرةً بحقّ
لم يهرب الإمبراطور ولم يلجأ إلى جمع الصبية والنساء والعوائل البريئة ولا استخدم المدنيين كدروع ولم يستدعِ من لا قدرة له على القتال بل واجه الهزيمة باقتدار كما كان يواجه النصر وبنفس المسؤوليّة
أمّا ما نراه اليوم في بلاد كثيرة فهو أن القادة إمّا يهربون ولا يدرون إلى أين يهربون! أو يلجأون إلى مناطق يتوفّر فيها مدنيون غالبيتهم من المسنين أو النسوة والأطفال ليجبروهم على الإنخراط بصفوف جديدة باسم الدفاع عن البلاد وكل هذا يحدث بعد أن يجدون أنهم يخوضون معركة خاسرة وأن النصر فيها غير ممكن
إن صفة النبل والأصالة صارت غير متوفّرة في الصراعات المختلفة ما كان منها عسكريّا أو سياسيا
لقد تابعنا جميعا منذ مطلع عام 2011 كيف تصرّف معظم القادة العرب عندما انطلق ما أصبح يُدعى بالربيع العربي والوحيد الذي ما زال حيّا من أولئك القادة هو بن علي رئيس تونس السابق وهو قد هرب في واقع الأمر ولم يخض المعركة ولكن طبعا كان هذا أفضل ما فعله لأن احتمالات النصر في تلك المواجهة كانت غير ممكنة
أمّا باقي القادة وأهمهم صدّام والقذّافي فقد خاضوا معركة خاسرة ولم يتقبّلوا واقع كون المعركة غير متكافئة وأن كونها كذلك هي من مسؤوليّتهم كقادة وأن النصر لم يكن ممكنا بسببهم وأنهم زجّوا البلاد والعباد في معركةٍ خاسرة ولكنّهم واصلوا زجّ جنودهم وجماهيرهم في معركة خاسرة لم يكن النصر فيها ممكنا أبدا
إن تصرّفهما كان دليلا مهما على عدم تمتّعهما بأيّة قدرات قياديّة حقيقيّة للأسف وإلاّ لتصرفا كما تصرّف قبلهما الإمبراطور بونابرت ووفّرا على جماهيرهما دماءً وأموالا لا طائل من وراءها
ومثل هذه التصرفات طبعت سنوات حكمهما كلّها فهما وكثير غيرهم أيضا ليسوا موضوعيين إذ أنّهم يستسلمون لأفكار تطرأ لهم ويعملون على إرغام الواقع على تقبّلها ويعملون طويلا على هذا المنهج ويُصيبون وينجحون في ظل ظروف لا تعدو عن منازلات تحكمها الصدفة أو عوامل يتوافق التعامل معها ولكنّهم في النهاية فإنهم لا يستطيعون سوى صناعة الكوارث والآلام لشعوبهم بسبب أحلام طوباويّة يُملونها على مناصريهم وعلى شعوبهم وقد يشايعهم من يستفيد ويحقق مصالح آنيّة ثم يولّيهم الأدبار بعد أن يحمى الوطيس وقد يُصبح بعضهم أضحوكة تاريخيّة كما حصل لبطل ملحمة سرفانتس الدون كيخوته( دون كيشوت كما هو معروف في بلادنا)
هذه هي أحد أهم السمات التي تسم القدرات القياديّة في بلدان العالم تحت التنمية ولا تعكس سوى فقر المواهب وانعدام الثقافة وصبيانيّة التدبير وعدم الألمام بعواقب الأمور للأسف الشديد بل أن أمثال تلك القيادات يجب أن لا يُتاح لها الفرصة لتسلّق سلالم القيادة لأن الفكر الإنساني سبق وأن حلّل مثل تلك المزايا وحقّق فيها وحكم عليها في منا سبات كثيرة
واليوم تتكرر الأحداث مرّة أخرى فحتّى إن تجرّدنا من أي اعتبار لحقوق الشعب في سوريا وحتّى لو وضعنا أنفسنا موضعا محايدا وطبعا نحن لا نستطيع إذ أن الشعوب وحقوقها هي من نقف معها وهي صاحبة الأمر ومع ذلك نقول إن الموقف يصبح ويتوضّح يوما وبعد يوم ؛أن حسم الأمر لصالح النظام السياسي أي النصر لصالحه لم يعد ممكنا وكل يوم تضيق دائرة الأحداث بالمسؤولين وتتفاقم الأمور سياسيا وعسكريا وخصوصا في المحيطين العربي والعالمي فهل يكون القادة مثل القادة البارزين والحقيقيين في التاريخ ويُخبروا الطرف المقابل أنهم يُريدون التسليم وتخرج لهم مفرزةُ تحييهم ويسلّمون سيوفهم ويصطفّون في طابور إلى مصيرهم الذي يقرره المنتصرون والتاريخ كما تحتّم أن يفعل القادة البارزون وتلك هي أهم مزايا ووجائب ومهمات القيادة المقتدرة!؟أم أنهم مثل ذلك الذي يرى أن الموت يحصل للناس ولكنّه لا يمكن أن يحصل له؟
أليست تلك أحد أهمّ مميزات القيادة الحقيقيّة دون مزيد من الضحايا والدماء ولا مزيد من الأموال ولا مزيد من الخراب ومزيد من المعاناة لهم ولعوائلهم وأنصارهم ودون تعريض بلدانهم إلى مصير مجهول
مصير الحكام ليس هو مصير البلاد والأوطان، فإن هم إلاّ زائلون أمّا الأوطان فهي التي يجب أن تُصان بكل الطاقات
باقٍ وأعمار الطغاة قصارُ
من سفر ِ مجدِكً عاطرٌ موّارُ



#سنان_أحمد_حقّي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات تقدّميّة في ثورات الربيع العربي
- العيافة والقيافة والفراسة والطيرة...وغيرها من طبائع العرب
- أضواء على زوايا من علم الفلسفة الأساسي ( المنطق)!
- شنو؟.. لعد تردونها طول العمر؟
- من وراء الربيع العربي
- مسافرٌ زادهُ الخيالُ
- الذائقة العروضيّة وبحور بلا حدود!
- أفارسيٌّ أم عربيٌّ هو ؟ أم هو خليج البصرة!
- في الوجود والعدم..فكرة!
- نداء! (في ضوء انعقاد مؤتمر قوى وشخصيات التيار الديمقراطي الع ...
- ردٌّ على ردّ بشان موضوعنا بحور بلا حدود المنشور في الحوار ال ...
- هزّة دهوك الأرضيّة ووصايا وقائيّة مطلوبة!
- أزمة فكريّة أم نضوب فلسفي
- بورتريت سريع للشاعرالراحل عبد الخالق محمود!
- مصالح أوسع الشرائح الإجتماعيّة لها الأولويّة
- غزة ووحدة نضال الشعب الفلسطينيّ!
- قصائد مترجمة عن لغة مجهولة!
- جامعاتنا بين أفكار وخواطرسريعة!
- أي قانون؟
- دكتور جرح الأوّلي عوفه..جرح الجديد عيونك تشوفه!


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سنان أحمد حقّي - من سمات القيادة المقتدرة!