أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وسام غملوش - رجال الدين على حافة الانقراض















المزيد.....

رجال الدين على حافة الانقراض


وسام غملوش

الحوار المتمدن-العدد: 3548 - 2011 / 11 / 16 - 16:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



كان ياما كان في قديم الزمان رجال دين للناس اعوان، كراع للخراف يسهر على راحتهم يذلل صعابهم يعمل في الليل ليساعد في النهار ،يعيش على ضروريات الحياة لا يبالي بزخارفها، رجال للعبد و المعبود لا يعرفوا عيش النعيم، لم يبالوا بالحياة و ملذاتها ولم يسلموا انفسهم لنزواتها ،يؤمنون ان كل مظاهرها خداعة فلا كانت تغريهم ولا تستهويهم، لكن الزمان قد تغير والذي كان يأكل خبز الشعير و يلبس ما يغطي جسده الفقير ولا يبالي بلباس بالحرير اصبح همه ان( يكبر السيارة و يصغر الخليوي) و يتنعم على وساد ناعم ولا ير في الدين الا وظيفة لا رسالة كما هي حال الرسالات.
فهل سنرى بالايام المقبلة انقراض رجال الدين كما انقرض الديناصور.
فالديناصور عندما انقرض لم ينقرض بشكل عبثي وانما اصبح عبئا على الطبيعة وما تحتويه، فتخلت عنه لتحافظ على ما هو اهم منه.
ورجال الدين كما هي حالهم فقد تكاثروا بطريقة عبثية و انحرافية عن المفهوم الديني لرجل الدين ليصبحو عبئا على الناس ، فمن ينتج منهم يعمل لنفسه وزيادة انتاجه لتحسين حياته فقط، ويريد من الناس ان تتبعه وتبجله، والذي لا يعمل يعيش على اموال التبرعات و الخمس وغيرها.
ومن المعروف ان اموال الخمس و الزكات او ما يوهب من مال تذهب للفقراء ولا يحق لرجل الدين ان يتمتع بها ،طبعا هناك قلة قليلة ما زلت توفي شروط الدين ولكن هذه الحفنة من رجال الدين لا تغير في المعادلة من شيء، لذلك فهل ستقوم الطبيعة بعملها.
فالحيوان المفترس لا يلد الا القليل من نسله لأنه ليس من اساسيات الحياة، له دوره، ولكن حين تتم المفاضله بينه وبين الحيوان المنتج تضحي به الطبيعة .
ايضا فالذي يؤكل وينتج يلد الكثير، فحين يصبح الذي يعيش على حساب الاخر اكثرمن المعدل العام لهذا الناتج الطبيعي ، او يصبح الاخر مهددا بسببه بالانقراض وهذا في حال الحيوان او العبء المعنوي و التطفلي في بعض الاحيان وهذا عند الانسان فهنا تتدخل الطبيعة للحافظ على النوع الاهم اي الذي يساعد ببقاء الحياة كما هي.
فهل سنشهد يوما هذا الانقراض لرجال الدين وذلك بسبب انحرافهم عن سبب وجودهم بهذه الحياة،وهناك حالتان من الانقراض الذي يمكن ان يواجهه رجال الدين الا وهي :اولا انقراضهم في نظر الناس و الثانية لربما كالديناصور.
فلم لله قطع الامل من رجال الدين و تركهم يغوصون في بحر الشهوات على شتى انواعها ولم يعودوا من إاتمنهم على خلقه، فهل انتهى دورهم.؟
المضحك المبكي هو حين يكون رجل دين في احدى المناسبات الاليمة و يكون الخطاب هو الذم في الدنيا و هذه الحياة الزائلة ويستشهد بأقوال الصالحين و الانبياء ويقول هذه الدنيا لهو ولعب ومتاع الغرور فلا تغرنكم و يكون آتيا اما في مواكبة او في سيارة من الطراز الحديث واذا قصدت منزله ستراه مجهزا بكل رفاهيات الحياة و اجملها .
وهذه الظاهرة لا تقتصر على طائفة معينة وانما تشمل جميع الطوائف فرجل الدين الذي اقرأ عنه في الكتب الذي كان على ايام الانبياء و الاولياء الذي كان يغطيه وشاحا من النقاء الروحي ويسكن البيوت المتواضعة اضحى من التاريخ ويمكن ان نظن للوهلة الاولى ان هذه المواصافات لرجال الدين ربما كانت اسطورية، ففي الزمن الماضي كان يمكن لرجل الدين ان يزور الكعبة او بيت المقدس و هو في منزله روحانيا و كأنه كان يذهب اليها يصلي ويعود، وكان الله دائما بجانبهم، فقد قال الامام علي (ان الله اذا احب عبدا وقف بينه وبين شهوته) اما الان فالعكس هو الصحيح فهل تخلى الله عنهم .
لنلقي نظرة على مواصفات رجل الدين:
فى صدر الاسلام كان معظم القضاه والعلماء لهم مهن للانفاق على انفسهم واهليهم على الرغم من محاولات بعض الخلفاء اعطاء مبالغ للصرف الا أن الصالحين منهم اكثرهم رفض والذى قبل وجلس مع اهل السلطه رغم صلاحه الا انه حتى الان يعير بذلك، ومن العلمان المشهوره ممهنهم الزيات والخواص والبزاز بائع الحرير و العطار والقطان والقبانى والبنا، و اذا بحثتم ستجدوا اكثر العلماء لهم مهن وهذه الالقاب نسبه الى اعمالهم .
وبعض المسلمين الان فى شرق اسيا لا يصلون وراء الامام ولا المفتى الذى يتقاضى اجر على الصلاه او الفتوى، بالاضافة حتى عند قيامة الصلاة وراء امام المسجد او الولي او ايا كان اسمه فبالدين من التواضع ان يصلي رجل الدين في مستوى من الارض اقل ارتفاعا من المصلين خلفه وهذا يدل على مدى تواضع رجل الدين اي انه يجب انو يكون في حياته المعيشية مساويا لأقل فرد فيها، واذا اضطر يكون اقل من فيهم لأن واجبه ان يكون معينا و يقدم للأخر ما ينقصه ويبقى هو على النقص، فالعطاء ان تضحي بما لديك، و كلمة التضحية في اللغة، مصدر للفعل ضحّى، يقال: ضحى بالشاة ونحوها، أي ذبحها في الضحى يوم عيد الأضحى، ويقال: ضحّى بنفسه، أو بعمله، أو بماله: أي بذله دون مقابل.بالتالي التضحية لمساعدة الناس هي من واجبات رجال الدين وهي تشمل المال والنفس والممتلكات وهي من أقدس الأعمال لأن الفاعل لا ينتظر مقابلاً إلاّرضا الله على عمله الذي اوكل اليه من الله سبحانه وتعالى، وهي خير دليل على رقي إيمان المرء ويقينه وتسليمه.

وقد وعد الله تعالى المضحين أحسن الجزاء: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِي}التوبة/ 111 فالعطاء اذًا ان تعطي ما انت بحاجة اليه كما الاخر بحاجة اليه وليس ما يفيض عنك.
فكيف حين يصبح رجل الدين لا يعطي ما يفيض عنه، ولكن هناك قلة قليلة من النوع الثاني ام من النوع الاول فهي تعد منقرضة.
فرجل الدين الذي يحمل صولجان من الذهب او يسكن الصروح ولديه خدم او يتقاضى مبلغ يفوق الالف دولار في ليلة في مجالس عاشوراء او المآتم فهم ليسو برجال دين انهم رجال افلسوا من الدين ليصبح رجال الدين كعامة الناس عبيد الدنيا ويصبح الدين لعقا على السنتهم.



#وسام_غملوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العالم،والعالم الاسلامي بعد زوال اسرائيل
- هل اله المسلمين زعيم مافيا؟
- اين تذهب النساء بعد الموت
- الله وسياسة الاديان (البقاء للاقوى)
- الانسان بين رذيلته والاستهزاء به
- البشرية مشروع فاشل
- هل يلتقي حزب الله الامريكي على (المخلّص)؟
- ليست السياسة لعق على الالسن
- امركة الفوضى الخلاقة
- إرم واسلام ومجاعة
- آدم بين فضيلة الشيطان و ذكائه
- الحياة اجمل لولا الرسل
- لو كان النبي محمد (ص) روسيا


المزيد.....




- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وسام غملوش - رجال الدين على حافة الانقراض