أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نورالدين علاك الاسفي - الحرية التي يريدون!!؟؟















المزيد.....

الحرية التي يريدون!!؟؟


نورالدين علاك الاسفي

الحوار المتمدن-العدد: 3548 - 2011 / 11 / 16 - 14:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن الحرية قد تنفى من الواقع و من المجتمع، لكنها لا تنفى أبدا بالمرة من التاريخ.
عبد الله العروي.كتاب " مفهوم الحرية".

الحراك العربي و هو يرسخ معالما على طريق ثقافة صوت الشعب المصادر زمنا من قبل أنظمة عملت على تثبيت شرعيتها بقانون الحديد و النارما برحت ان انتهت منبوذة وعجل بسقوطها رغم ما اعتقدت فيه الرادع لبقائها من ترهيب و اغتيالات.. و لم يسعفها في طمر نداءات شعوبها و تطلعاتها المشروعة نحو الديمقراطية و الحرية.
و انطلقت أبواق أنظمة مسخرة في التدليس و التبخيس من هذا الحراك أو ذاك موظفة منطق ارتفاع التفريق لإخفاء الطريق لينتهي بها العمى الاستهدافي إلى التساؤل المنكر جهارا بدون مواربة حتى حول الشعارات الت يرددها المتظاهرون في المسيرات و عن ماهية الحرية التي يريدون!!؟؟
الاستفهام الأخرق ضل طريقه هنا والآن و قد تشرب نغمة وعي الشقي الحاقد و أزمة ضمير الفاقد, فذكرنا توا بما استنتجه الأستاذ عبدالله العروي لما تناول مسالة الحرية بالدرس و التحليل في كتابه الذائع الصيت "مفهوم الحرية" فانتهى مستبصرا من خلاصاته المفاهيمية التي أكد على أنها ليست مفاهيم مجردة لا يحدها زمان و لا مكان. بل هي مفاهيم أولا كشعارات تحدد الأهداف و تنير مسار النشاط القومي و هي مناسبة تمنح إمكانية التخلي عن لعبة تصور واقع خيالي يعتبر مثلا أعلى تقاس عليه الشعارات حيث أن أيسر مدخل إلى روح أي مجتمع هو مجموع شعارات ذلك المجتمع. فالشعار يطرح كمسلمة لا تحتاج إلى تبرير أو تأصيل. يقول الفرد : أنا حر و يعني انه حر حيث يريد الحرية يكفي التعبير عن إرادته ليكون حرا بالفعل تقول الطبقة أو الجماعة أو الأمة: أنا حرة و تعني لا بد أن أكون حرة لأحقق أهدافي و أؤكد هويتي. لا محل في هذا المستوى للمطالبة بالتبرير. التبرير هو التقرير و التأكيد. ان الحرية هنا وسيلة لتحقيق هدف معين: تطور امة، اثراء طبقة، ازدهار شخصية . يوجد اذن دافع للمطالبة بالحرية ، و هذا الدافع هو المبرر للمطالبة.فبمجرد سماعنا شخصا يطالب بالحرية لا يجب أن نسأله : ما هي الحرية؟ بل : كيف يتصورها الآن؟ إذا قال: الحرية هي أن افعل كذا و كذا. فذلك هو السبب الحقيقي ، ذلك هو المبرر الفعلي لرفعه شعار الحرية. و يوضح العروي بشكل لا يدع مجالا لصباغي الحرية"كل من ظن انه رسخ قواعد الحرية في العالم الملموس بمجرد انه تصورها و حددها يستحق بالفل السخرية و الاستهزاء.هكذا يعيش كل واحد منا تجربته اليومية. كل منا يعادل الحرية بمجموع الحقوق المخولة له و يفهم من التحرر انخفاض عد الممنوعات و ارتفاع عدد المباحات. الحرية إذن شعار و مفهوم و تجربة.
الحراك العربي و هو يرسم طريقه نحو الانعتاق و الكرامة كانت الحرية هي اول شعار نطق به لانه يعي جيدا ماهيتها إنها القانون الفطري للإنسان، أو القانون الطبيعي: وهو حق لكل إنسان بغض النظر عن كل مرسوم قانوني، الحق الفطري الوحيد الثابت الذي أكد عليه المفكرون هو الحرية. وهو حق مكفول للإنسان, بمقتضى إنسانيته، إن مبدأ الحرية الفطرية، يتشكل في داخل البشر على المساواة الفطرية والاستقلال اللذين يشكلا جوهر المجتمع المدني، نقيضاً للحكم المطلق، لان المجتمع المدني هو بالضرورة وريث الناس الأحرار. كانت نظرية القانون الطبيعي التي سادت في العهد الكلاسيكي، تنبثق من نظرية حالة الطبيعة، في مقابلة مع حالة المجتمع، حيث أكد المدافعون عن حالة الطبيعة: أن الإنسان باعتباره إنساناً له حقوقاً طبيعية أساسها الحرية، التي تمثل التعبير الحقوقي عن طبيعة الإنسان وعن المساواة في الحق. ولكي يراعى هذا المبدأ ينبغي على كل إنسان أن يتجنب الاعتداء على حق إنسان آخر.لقد قامت مشروعية الدول الحديثة، التي ظهرت في أوروبا على الإعلان الشهير لحقوق الإنسان والمواطن، حيث أن حرية الفرد الاجتماعي وحقوق الإنسان، مقدمتان ضروريتان للمجتمع المدني، مشروطتان بالمساواة.
ولم يخرج الربيع العربي عن هذا السياق فحقوق الإنسان شكلت مبدأً متفقاً عليه بين قوى الشعب كلها في مواجهة التجاوزات التي تمارسها السلطات ضد حقوق الإنسان. ومن أجل استعادة الحقوق المستلبة. ورفض كل قانون ومرسوم وسلوك لا يراعي ولا يتفق مع شرعة حقوق الإنسان فالمجتمع والدول الحديثة، مدينان بوجودهما وشرعيتهما إلى الأفراد الأحرار وإرادة الشعب الحرة التواقة لتحرر المجتمع من القيود التي فرضت عليه عقوداً. من قبل السلطات العربية الديكتاتورية، التي قلصت المجال السياسي للمجتمع، وجعلته حكراً على النخبة المسيطرة على السلطة، ليطابق الهوية الحصرية لعائلة أو لطائفة أو لحزب. كما عملت على صياغة المجتمع المدني على صورة الفئة الحاكمة، سلطة لم ولن تعبر عن الكل الاجتماعي بوضعها السياسي والحقوقي، بل نجدها تواجه احتجاجات الشعب وحراكه باتجاه تحويل الصراع في المجتمع إلى اقتتال اجتماعي، وتمزيق النسيج الاجتماعي بما يساهم في تدمير الدولة والمجتمع في آن .( سحر حويجة :الحرية والمجتمع المدني في الثورات العربية)
يقوم المجتمع المدني، على الحرية المعنية بمسألة الحدود التي لا يجوز للسلطة السياسية تجاوزها، بما أن المجتمع المدني يقوم على تعدد أفراده وفئاته وقواه، التي تعبر عنه، هذا الاختلاف بين قوى وأفراد المجتمع المدني هو واقعاً طبيعياً، قبل أن يكون واقعاً سياسياً واجتماعياً، هذا التعدد والاختلاف يفرض الديمقراطية ليس بوصفها شكلاً للحكم، بل بوصفها محتوى للعلاقات الفردية الإرادية بين الأفراد والفئات والقوى والتيارات والأحزاب،و هو الامر الحاصل في الدولة الحديثة التي استمدت شرعيتها السياسية من أصوات المواطنين المكونين للمجتمع المدني، حيث أصبح التصويت ركيزة النظام الديمقراطي وأحد مكتسبات الثورة الديمقراطية، ومصدراً للشرعية. ولا يوجد ديمقراطية بدون حرية المواطن المبنية على حرية الاختيار والتعبير عن الرأي والسياسة بهذا المعنى تحال إلى معنى الحق ومعنى القانون، فحق الفرد يبقى منقوصاً مهدداً ما لم يتخذ طابعاً قانونياً، يعبر عن توافق الأفراد واعتراف كل منهم بحق الآخر، وهذا المستوى الحقوقي القانوني هو الأساس الذي تقوم عليه السياسة .
وفي مجال الحرية يعمل القانون على تحرير الإنسان من سيطرة الإنسان على إنسان، إلى سيطرة القانون، حيث أن المساواة تتحقق بين الأفراد أمام القانون، فلابد أن يكون المواطن مستقلاً عن كل سلطة إلا سلطة القانون، لا امتيازات ولا استثناء.القانون منظور إليه في سياق تطوره التاريخي وسيادته على الحاكم والمحكوم، وهو أولى الظواهر العقلانية في الفكر السياسي. لذلك لا يكون القانون بوصفه هذا إلا وضعياً وعقلانياً يوفق بين مختلف المصالح والفئات وهو ما يشكل جسر الانتقال إلى بناء الدولة الحديثة، دولة الحق والقانون.
إن ما يميز الدول الديكتاتورية عن الدولة الديمقراطية في مجال تطبيق القانون: في الأولى القانون يتخذ شكل لا عقلاني وانتهاكه من السلطة نفسها التي تعتبر نفسها فوق أي قانون. أما في الثانية فإن القانون يضمن المساواة والحرية ويفسح المجال للمواطن للدفاع عن حقوقه، حتى في مواجهة الدولة التي تعتبر نفسها ضامنة لهذه الحقوق، بصفتها دولة المجتمع. و لم يكن الثراث العربي ضنينا في معالجة مفهوم الحرية و هو ما انتهى إليه المستشرق فرانز روزنتال في كتابه "مفهوم الحرية في الإسلام " فسجل في خلاصة دراسته ان الحرية كانت تقرن بكل ما هو نبيل و طيب في الاخلاق الانسانية. و لقد ساهم هذا مساهمة كبيرة في حفظ الاحترام لهذا المصطلح. و كانت النتيجة ان فكرة الحرية بدت و كانها مهمة في عقل المسلم سواء كان ذلك بشكل واع او مستتر. و كنتيجة لذلك فان الرغبة في الحرية احترمت الى حد ما من قبل اولئك الذين كانوا يمارسون السلطة السياسية و الذين كانوا يسيطرون على تطور الفكر الفقهي في نطاق الممارسة.
و ليس غريبا ان تدفع الحماسة بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الكيان الصهيوني و هو يلقي كلمة امام اعضاء الكونجرس (24-05-2011) و قد علموا بالفعل مدى قوة شعب يؤسس لبناء طموحاته حلى اسس الحرية هكذا عبر بدون مواربة" لعل البعض كان يخبرني بان معتقداتكم هزت في الأشهر الأخيرة بان الدعم المقدم لأمن اسرائيل قد يكون استثمارا حكيما في المستقبل؛ لكن بالنسبة للمعركة التي تدور رحاها في الشرق الأوسط بين القمع و الديموقراطية فان ما يدور في الشرق الأوسط و خلافا لما في الماضي و ما يحدث الآن و كذلك الدول التي تهتز الآن و الإطاحة بالحكومات نستطيع كلنا من خلال ذلك أن نرى أن الأرضية ما تزال تهتز في الشرق الأوسط هذه لحظات تاريخية و تحمل في طياتها وعودا بحريات كثيرة هناك الملايين من الشباب الذين صمموا على رسم مستقبلهم بأنفسهم و إننا ننظر إليهم و أنهم مبعث للشجاعة و يستحقون الحياة الكريمة و هم يطالبون بالكرامة و يستحقون الحرية.... ثم اردف مفصلا التاريخ على المقاس الصهيوني إن اسرائيل هي ليست العيب في الشرق الأوسط بل هي النقطة المضيئة في الشرق الأوسط و إسرائيل تدعم رغبة الشعوب العربية في منطقتنا للعيش بصورة حرة و إننا نتوق إلى هذا اليوم الذي تصبح فيه إسرائيل واحدة من ديمقراطيات عدة في الشرق الأوسط
لم يمر من عمر الحراك العربي الا شهورا حتى رأينا الكيان الصهيوني و شعوب دول غربية و الأمريكيون ينتفضون على ديمقراطية الأغنياء متمثلين شعارات الربيع العربي. إنها الحرية و مهما حرصنا على تقزيم معناها الضيق كمسالة لازدهار الشخصية و بوصفها نابعة عن ضرورة حياتية فإنها تبقى مطروحة باستمرار في جميع الأحوال و الظروف، و طرحها المستمر هو اكبر ضامن لتحققها التدريجي. لان الوعي بقضية الحرية هو منبع الحرية الكفيل بعدم مصادرتها و الاحتفاظ بها على رأس جدول الأعمال و التضحية بكل غال و نفيس في سبيلها. و هذا ما اقره الأستاذ العروي مؤكدا " إن الحرية قد تنفى من الواقع و من المجتمع، لكنها لا تنفى أبدا بالمرة من التاريخ" .

نورالدين علاك الاسفي



#نورالدين_علاك_الاسفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة النانو
- الثورة العربية بين تخوف و انبهار و الحاجة إليها
- السياسة تعيش بفقر الدم
- كازانيكرا.. الجسد المشروخ في الزمن الهارب
- الأسطورة.. العقل المقصي و النسق المنسي
- الانتخابات الجماعية بالمغرب في موعدها
- ديمقراطية الوقت بدل الضائع في السياسة المغربية.
- هكذا تكلم عروة الزمان الباهي..
- الديمقراطية .. على الطريقة الإسرائيلية
- ستون سنة..و المواطن فلسطيني
- يَجبُ أَنْ نعْرفَ بشكل أفضل،; وعلى بلادَنا .. أَنْ تَتصرّفَ ...
- صرير الصحافة اليوم .. نفير الإصلاح غدا..
- شذرات
- يا حروف العالم اتحدي
- الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب.


المزيد.....




- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نورالدين علاك الاسفي - الحرية التي يريدون!!؟؟