أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - رحل الشوان أهم العملاء الذين شهدهم صراع المخابرات المصري الإسرائيلي















المزيد.....

رحل الشوان أهم العملاء الذين شهدهم صراع المخابرات المصري الإسرائيلي


حمدى السعيد سالم

الحوار المتمدن-العدد: 3548 - 2011 / 11 / 16 - 08:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شيعت مصر منذ ايام أحمد الهوان، الذي عرف على نطاق واسع باسم "جمعة الشوان"، بعد حياة حافلة بالعمل والعطاء والوطنية، تحول فيها من بحار بسيط كان يعشق موسيقى السمسمية وحياة البحر في خليج السويس، إلى أكبر عميل جندته الاستخبارات المصرية داخل دوائر صنع القرار في دولة الكيان الصهيونى ، واستطاع خلال مهمته خداع جهاز كشف الكذب وإنشاء علاقات صداقة مع كبار رجالات الكيان الصهونى مثل بيريز ووايزمان واليعازر، وحصل لمصر على أحدث أجهزة التجسس في العالم، ختمت بعدها المخابرات المصرية قصة تجنيده برسالة إلى الموساد تضمنت "نشكركم على حسن تعاونكم معنا طوال 11 عاما"......وفى سنواته الأخيرة عاش البطل ظروفا صحية صعبة، حتى تدخل المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة ووزير الدفاع وأمر بعلاجه على نفقة القوات المسلحة ثم وافته المنية عن عمر يناهز 74 عاما بعد صراع طويل مع المرض.


ولد المصري جمعة الشوان في أول يوليو 1937 بمدينة السويس، ونشأ وتربى بها ثم اضطر للهجرة منها هو وعائلته بعد نكسة يونيو 1967، بعد أن فقدت زوجته بصرها نتيجة للقصف الإسرائيلي لمنزلهم بالسويس، وأدى القصف إلى تدمير لنش صغير كان يمتلكه الشوان......وتذكر الموسوعة الحرة ان :الشوان سافر إلى اليونان لمقابلة رجل أعمال ورد اسمه في مسلسل "دموع في عيون وقحة" باسم باندانيدس كان مدينا للشوان بحوال 2000 جنيه ولكنه لم يكن موجودا في اليونان، وهناك قابل الشوان الريس زكريا، اللواء عبد السلام المحجوب محافظ الإسكندرية الأسبق، بالمخابرات العامة وحاول اقناعه بالعودة. وبعدها قرر العودة إلى مصر ثم عرف ان باندانيدس قد عاد وذهب لزيارته وهناك قام بندانيدس بتشغيله على إحدى سفنه الذاهبة إلى بريستون بانجلترا... و تعرف على عدد كبير من الشباب والفتيات الجميلات الإسرائيليات، وأقنعوه بالعمل لفرع شركتهم فى القاهرة، نظير مبالغ مالية كبيرة، وعلم بعدها أنهم من الموساد الإسرائيلى، وأعطوه مبلغ 185 ألف دولار، وضعوه داخل مكان سرى فى حقيبته، ثم ركب الطائرة المتجهة إلى القاهرة وكان خلال عودته يفكر فى هذا المبلغ الكبير، إلا أن صوت جمال عبد الناصر طوال الرحلة كان يجول فى خاطره وهو يلقى الخطابات المهمة، فقرر الذهاب إليه ليطلعه على الأمر، وبالفعل التقاه وحكى له القصة كاملة، فأعطاه عبد الناصر كارتاً شخصياً كى ينسق مع جهاز المخابرات العامة المصرية.....


و تعرف على فتاة يهودية أغرته للعمل معها، وبعد سفر السفينة التي كان يعمل عليها لم يكن أمامه سوى العمل بالشركة التي يملكها والدها، وبها قابله أحد رجال الموساد على أنه سوري واسمه أبو داود (في الحقيقة شمعون بيريز الذي أصبح رئيس لوزراء الكيان، ثم رئيسا في الوقت الحالي) وطلب منه أن يعود إلى مصر ويجمع بعض المعلومات عن السفن الموجودة بالقناة، وعندما عاد الشوان إلى مصر افتتح محل بقالة واخذ يجمع المعلومات التي طلبت منه، ولكن الشك دفعه للذهاب إلى مقر المخابرات المصرية وهناك التقى بالضابط مدحت والذي عرفه بالريس زكريا وحكى له بكل ما لقاه وهنا قرر التعاون مع المخابرات المصرية لتلقين الموساد درسا....سافر الشوان إلى إسرائيل وعمل فى الموساد الإسرائيلى، وأوهمهم بنقل المعلومات لهم عن مصر، وهناك منحوه جواز سفر باسم "يعقوب منصور" سكرتير أول السفارة الإسرائيلية فى إيطاليا، وبدأت المهمة، حيث كان يتعمد الشوان ألا يغوص فى النوم خوفا على فلتات لسانه فى الأحلام حتى لا ينفضح أمره، فكانت كل حياته فى إسرائيل صعبة، حاملاً كفنه بين يديه، بينما كان يتمنى أن يصلى ولو ركعتين، طوال هذه المدة، لكنه فشل.....



وبدأ تعاون الشوان مع الصهاينة، وبعد حرب أكتوبر زادت حاجتهم إليه، ولذلك قرروا إعطائه أحدث أجهزة الإرسال في العالم- يرسل الرسالة في 6 ثواني فقط- وهنا قرر الشوان الذهاب إلى دولة الكيان للحصول على الجهاز، وهناك قاموا بعرضه على جهاز كشف الكذب والذي تدرب عليه جيدا ،مما جعله ينجح في خداعهم جميعا ليحصل على أصغر جهاز إرسال تم اختراعه في ذلك الوقت ليكون جاسوسا دائما في مصر....وبمجرد وصوله إلى أرض مصر وفي الميعاد المحدد للإرسال قام بإرسال رسالة موجهه من المخابرات المصرية إلى الموساد يشكرهم فيها على الحصول على جهاز الإرسال.....

وحاول الموساد القضاء على الصهيونية التي صادقت الهوان بجرعة زائدة من المخدرات ولكنها لم تمت، وهنا قررت الانتقام فساعدت المخابرات المصرية على تأمين الهوان بدولة الكيان والاتصال به في الوقت المناسب وأتت لمصر وأسلمت وسمت نفسها فاطمة، وقامت المخابرات المصرية بسداد تكاليف عملية زوجة الهوان في مصر على يد طبيب أجنبي متخصص ونجحت العملية يوم العبور الكبير في السادس من أكتوبر عام 1973....

الشوان ذلك البطل الذى قام بأكبر عملية اختراق للموساد، وسلم مصر أخطر أجهزة التجسس الإسرائيلية.. هو نفسه البطل الذى....رحل الشوان البطل مساء الثلاثاء، الثالث من نوفمبر.. فى صمت داخل مستشفى وادى النيل بعد صراع مع المرض.. بعدما شاهد أن من حكم وأهانه طيلة 30 عامًا مضت، بات هو "المُهان".... ما لايعرفه الكثير عن الشوان انه تزوج من الفنانة سعاد حسنى لمدة 8 أشهر سنة 1969، بعد حبه الشديد بها، لكن سعاد حسنى لم تكن الحب الوحيد له....، بل إنه تعرف أثناء وجوده فى إسرائيل على فتاة تدعى "جوجو ديفيد" ودخل معها فى قصة حب كبيرة مما جعلها تساعده كثيرًا....


كان بإمكان الشوان أن يكون مليونيراً من الأموال التى كان يحصل عليها من الموساد الإسرائيلى، طوال فترة عمله فى تل أبيب، لكنه كان يسلمها للسلطات المصرية كما هي وبالطريقة التي تصله بها، حتى يتعرفوا على طرق تمويل الموساد لعملائه في مصر، بينما أكد أنه لم يقبض منذ أن جنده الموساد عام 1967 وحتى اعتزاله عام 1976 مليما واحدا من المخابرات المصرية، وأن الموساد كان يخبره مع كل راتب ومكافآت وعلاوات يتقاضاها منهم، بأعلى سعر للدولار في مصر، والأماكن التي يمكن أن يستبدل منها بهذا السعر....



لقد كثر حزنه على ما تعرض له من الدولة، ومن أقرب المقربين منه، جعلته يخرج عن صمته ذات مرة ويقول:" لو كنت راقصة أو فنانا لصدر قرار بسفري إلى الخارج للعلاج على نفقة الدولة، وأغرقوني بالأموال تكريما لي، ولأصبحت ملء السمع والبصر طول عمري، لكنني لست من هؤلاء وأنا غير آسف على ذلك".... تركه النظام السابق فريسة للمرض والفقر، ينتظر عطف الآخرين عليه.. فى وقت كان يتم فيه تكريم الفنانين ولاعبي كرة القدم وتسفيرهم للخارج للعلاج على نفقة الدولة....لذلك كان من الطبيعى أن يمرض قلب البطل بانتظار أن ترد له حكومة بلاده الجميل، وتعالجه على الأقل على نفقتها، لكن مع الأسف لم يحدث، وأكبر مبلغ دفعته له حكومة مبارك كان نحو 70 جنيهًا، كمعاش !! بينما دفعت له تكاليف عملية قسطرة القلب، إمراة مصرية غيورة على أبطال وطنها.... لذلك قبل رحيله كان يلوم الموساد الاسرائيلى لتركه اياه بدون تصفيه لانه خانهم ومرمط كرامتهم فى الارض ... لقد قال : كنت عايزهم يقتلوني ويريحوني بدال ما أنا قاعد أستلف من الناس وأبيع شقتي عشان أسدد ديوني وأجيب علاج.. يعني لو كان ربنا خلقني رقاصة ولا لاعب كورة ولا مطرب كان الكل جري عشان يعالجني لما أتعب".... كل دول العالم تحترم ابطالها وشهدائها الا نحن نمرمط بكرامتهم الارض ... هل هكذا نعامل الابطال والرموز الوطنية ؟!!!

حمدى السعيد سالم



#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشفاعة والفساد وجهان لعملة واحدة
- الفقر في مصر صناعة بشرية نجمت عن فشل سياسات التنمية
- كلاوزفيتس عبقرى العسكرية والمرأة
- نحن بحاجه لنائب برلمانى يكون قويا امينا
- الطريق طويل بين المعدة والعقل فى مجتمعاتنا العربية
- الانبياء ... والبؤساء ... والزعماء
- سيناء والتوتر فى المنطقة
- شركات الجنود المرتزقة كأداة للقتل والتخريب ونشر الفتن والنزا ...
- الحوينى لايكذب ولكنه يتجمل
- مصر التى فى خاطرنا تشتكى من سلبية الناخبين
- الرسم بفرشاة الفراق
- لا تنطق بنعم ... عندما تشعر بأن لا أولى
- ما زلت حيا اتنفس ....
- الأمة العربية بلا درع امام هجمات الأمركة (العولمة) والتغريب
- مبارك وآل سعود هم من يقف وراء اغتيال السادات
- الموظف المصرى بحاجة الى ثورة تغير مفاهيمه عن العمل
- الارهاب ج (1)
- تفكيركم في مصطلح (ثورة مضادة) وهم يخططون لنا (حربا أهلية)
- التطرف وعلاجه
- ماذا تعرف عن معبد ابى سمبل ؟


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - رحل الشوان أهم العملاء الذين شهدهم صراع المخابرات المصري الإسرائيلي