أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - اليامين بن تومي - في تدمير الكينونة الجغرافية من التسونامي الطبيعي إلى التسونامي السياسي














المزيد.....

في تدمير الكينونة الجغرافية من التسونامي الطبيعي إلى التسونامي السياسي


اليامين بن تومي

الحوار المتمدن-العدد: 3547 - 2011 / 11 / 15 - 21:35
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


تصبو هذه الأطروحة أن تتعاضد ضمن حراك ابستيمي لتتجاوز العوائق المرحلية للكتابة السياسية التي وقعت في حضيض الاستعجالية ، وتهالكت بسبب التخمة الإحصائية التي هي أساسا تهويل ايديولوجي من بعد واحد ، نحاول تقصي البنية الخلفية للتهالك الطبيعي الذي يقض مضاجع الأرض ويهدد الوجود وينبأ عن اكتمال المعني البشري وذلك استشرافيا من وجهين :
-* وجه ديني اعتصم بالنصوص الدّالة على الخراب .
-* نص بشري دال على التخريب الناتج عن حالات الاحتباس الحراري من جهة وناتج عن تعطل الإنسانية كونيا لصالح الآلة انتهاء.


لكن الذي عليه البنية التحية لهذا التهالك هو إفناء الوجود الطبيعي نتيجة تسييس الجغرافي وجعله حيزا مركزيا فيما يقول ماكندر ، فهذه الرؤية المقلوبة للمصلحة من لحظة تحول البيئة الجغرافية الغربية إلى مركز وتحول غيرها هامشا صيَّر التبرير السياسي في حالة اللزوم الدافع لتهديد الهامش وجعله موبوءً عضويا ومنتهك ومخترق جغرافيا من خلال رمي القاذورات السامة فيه أي تحويل الهامش إلى بالوعة للعالم الصناعي على وجوه متعددة : المصنوعات الرخيسة ، القمامات النووية ، صناعة الأوبئة و الأمراض ،وغيرها من محصلات الفعل التدميري للجغرافيا .

إن هذه الاستراتيجية يستوطنها عقل استعماري بالمفهوم الأرضي وآخر إمبراطوري بالمفهوم الثقافي كما يدلل عليه كلا من إدوارد سعيد وهومي بابا ، لقد تحولت أرض الهامش إلى حقل من الصدامات المكرورة ما ينتهي صدام حتي يبدأ آخر ، هذا الصدام الذي يبدأ ثقافيا ليتحول إلى الحسم الجغرافي من خلال المد الرهيب للأقليات الثقافية ، وترسيم الحدود الثقافية باعتبارها حق عام في ميثاق الأمم المتحدة .
إن الفعل الثقافي بما هو لعبة عسكرية بات مقوضا للوحدة الجغرافية التي أدت إلى الحسم التدميري للمكان من خلال تحميمه بروكسيميا بالمرجعيات الثقافية و أخلاقيا بالقانون الدولي وهذا التركيز حاصل قصدا لتدمير الهامش الجغرافي و الأمثلة كثيرة : أفغانستان ، العراق ، السودان ودول عربية قادمة ...
إن عنصر الثقافة هنا متراكم معرفيا وتاريخيا لا يكف عن التعاضد مع الخط التاريخي للعجز العربي على رسم مفهوم محدد للجغرافي المنهك بالرؤي التدميرية الداخلية ؛ الدولة الوطنية ، الجمهورية ، المملكة ..هذا الفعل متكون أساسا من لعبة ملخصها الاستحواذ التبريري لفعل السلطة المفعم بالأمجاد التاريخية التي لم تعد دليلا كافيا على التوحيد بقدر ما أصبحت فعلا ممجوجا راهنيا من قبل مجموعتين : القوي العلمانية المسلوبة إمبراطوريا تقوي دعوي الفصل بين الدولة والميثاق الديني و القوي التراثية الدينية الداعمة لمسألة تحريك الطبيعي في التاريخ لإعادة تأسيس مرجعية السلطان وكلاهما فعلان مفرغان يجعلان الهامش عبارة عن قالب فارغ مما يتيح فرصة التدخل في أكثر حالات التدخل الغربي في الحياة العربية والمصادرات الكبرى التي حصلت للإنسان العربي اهمها : قضايا المرأة و الميراث ،عائق الحريات وغيرها هذا البعد التدميري هنا لا يكون على مستوي مكاني فقط وإنما على مستوي شعوري وهو أخطر ما في المراجعة الابستمية للتدمير حيث يصبح داخل الحيز الواحد اكثر من ثقافتين و بالتالي أكثر من شعبين و الثقافة هنا لا تكون للإثراء و إنما تكون للصدام من خلال اختلاف المرجعيات باعتباره إحالة داخل الذات وخارجها .
فالفريق الأول العلماني يعيش جسدا مكانيا منفصل عقلانيا عن المكان لصالح غيره و بالتالي هو امتداد لفكرة المركز التدميرية ، والفريق الثاني التراثي الأصولي امتداد للتاريخ المكاني ومنفصل عن الحاضر المكاني ، وهنا في الوجهين تتأسس قيمة الخراب الكلي للمكان ..لذلك لا نستغرب تلك المخططات التي يحاول فيها كل فريق مغالبة الآخر مع شرط التنازل الجغرافي عن الخيرات والمقدرات مثل : الشركات المشبوهة للاستثمار في حقول النفط هي نوع من هذا الفعل التدميري بل هي مرتكز التدمير من كونها تمارس حسما في بعض البلدان على مستوى التشريعات و سن القوانين وبيع الشركات الوطنية مقابل إنعاشها كلها تسويق تعاقبي مستقبلي لتحقيق الفعل التدميري كما سيحصل في بعض بلدان في المرحلة القادمة .نتيجة إنهاك الجغرافي وتحويله إلى محط رهان سياسي يشترط في أبسط قوانينه الطبيعية الحركة والفعل المضاد .
.........يتبع



#اليامين_بن_تومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثقافة العربية ..تاريخ الأجوبة.
- التكفير، مقولة دينية أو متخيل تاريخي؟


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - اليامين بن تومي - في تدمير الكينونة الجغرافية من التسونامي الطبيعي إلى التسونامي السياسي