المتباكون على الملكية والحانقون على الجمهوريات

ديانا أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 3547 - 2011 / 11 / 15 - 19:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

فى العالم كله تتقدم الشعوب من الإمبراطوريات والخلافات (جمع خلافة) إلى الممالك ثم إلى الجمهوريات .. إلا فى بلادنا العربية .. فترى المتخلفين يحنون إلى عهود الإقطاع والملكية والخلافة ويسبون الجمهوريات والثورات التى أطاحت بالممالك وأقامت الجمهوريات .. ولن تجد مثل هذا التخلف إلا فى بلد أوربى اختلط فيه الدم الأوربى بالعربى فتنجس وأصبح ارض قلاقل وفتن ألا وهو إسبانيا .. إسبانيا لمن لا يعلم لم تكن مملكة طيلة عمرها .. بل مرت بعصور غزو رومانى وقوطى جرمانى (القرون 5-8) وعربى (الأندلس - القرون 8-15) وألمانى (الإمبراطورية الرومانية المقدسة - أسرة هابسبورج - القرنان 16 و 17) وفرنسى (أسرة البوربون ونابليون) .... ثم تحولت إلى جمهورية (الجمهورية الإسبانية الأولى (1873–1874) ثم عادت مملكة (1874–1931) .. ثم تحولت إلى جمهورية (الجمهورية الإسبانية الثانية (1931–1939) .. ثم قامت فيها حرب أهلية (1936–1939) واستولى الجنرال فرانكو على الحكم وحولها مملكة (1936–1975) ومن بعده خوان كارلوس ولا تزال مملكة (1975-اليوم) ..

وهكذا عادت مملكة ونبذت الجمهورية لأنها أرض قلاقل وفتن متخلفة ولأنه يجرى فى عروق مواطنيها الدم العربى بخيانته وملكيته وتخلفه ونجاسته ..


http://en.wikipedia.org/wiki/History_of_Spain
يريدون لمصر وللجمهوريات العربية (تونس وليبيا وسوريا واليمن والجزائر) المصير نفسه .. أن تصبح أرض قلاقل وفتن وحروب أهلية ، وعودة للملكية المستبدة البائدة وعودة للخلافة العفنة .. لذلك تجدهم يحنون لأعلام الملكية ويرفعونها ويضعونها على بروفايلاتهم الفيسبوكية ، ويضعون مقاطع الأناشيد الملكية .. ويذمون كل ما يتعلق بزعيم الثورة ومؤسس الجمهورية (عبد الناصر مثلا) .. ويريدون عكس حركة التاريخ الطبيعية والمنطقية والعالمية ، ويمدحون الملوك مستعبديهم ويذمون الرؤساء محرريهم ، ويتهمون ليبيا القذافى بتأليه القذافى وقد أعادوا نشيدا مذكور إدريس ملكهم المخلوع فيه ، فإن كان من شعب مثال للهمجية والوحشية والقبلية والبربرية الأصيلة يحتل رقم واحد والمركز الأول فى صفاته الرذيلة تلك فهو الشعب الليبى بلا منازع ، يليه القبائل فى مصر فى صعيدها وصحرائها ، وفى الجمهوريات العربية ، القبائل سرطان فى جسم الجمهوريات العربية وقد انتهت القبائل الجرمانية وبقيت القبائل العربية لأننا مجتمعات متخلفة متأخرة .. فهؤلاء الملكيون غير الإخوان ولا السلفيين .. ولا فرق كبير بينهم وبين الإخوان والسلفيين إن لم يكونوا واحد .. فالإخوان والسلفيون يحنون بدلا من فترة الملكية ، إلى فترة الخلافة أو الخلافات المتتابعة والمتعاقبة بكل ما فيها من عفن ونتن وخوازيق (سنفرد للخازوق مقالا تعريفيا قريبا كأحد أهم إنجازات الخلافة العثمانية الأعجمية التى يترحم عليها الإخوان وعشيقهم أردوغان) .. وعلى ذلك يرفعون شعارات ورايات سوداء للخلافة المزعومة ، راية العُقاب ، المزعومة ، وراية الكيان السعودى الخضراء القميئة ، وراية تنظيم القاعدة السلفى السعودى الأفغانى ، التنظيم السلفى الإخوانى السعودى الخليجى المنتشر كالسرطان بشروره وجرائمه وآثامه عبر دول العالم العربى والإسلامى ..



وتقود السعودية وقطر والإخوان والسلفيون والرأسماليون وعدد من مدعيى الليبرالية - تلك سواء كانت هذه الأطراف متحالفة معا جميعا أو متفرقة - تلك الحملة المسمومة والمسعورة والمغرضة من التباكى على الملكية والتهجم على الجمهوريات العربية ..

#ديانا_أحمد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات