أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - العلمانية و الدولة المدنية نقيضان لا يتعايشان .... !!














المزيد.....

العلمانية و الدولة المدنية نقيضان لا يتعايشان .... !!


آدم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 3547 - 2011 / 11 / 15 - 19:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(( 1 ))

قبل ان نتحدث عن مفهوم العلمانية لابد لنا ان نحدد اي علمانية نقصد , هنالك نوعان من العلمانية كفلسفة و كنهج فكري تطبيقي في حياة الأنسان هما :
اولا : علمانية ( بفتح العين ) و هي مأخوذة من كلمة " العالم " , فلسفة مناقضة للفكر الديني , هذه الفلسفة تعتبر ان العالم موجود منذ الأزل , لم يخلقه خالق .
ثانيا : علمانية (بكسر العين ) و هي مأخوذة من كلمة "العلم " , هي نهج فكري تطبيقي اكثر مما هي فلسفة , يعتمد هذا النهج الفكري على ربط كل شيئ بالعلم , بأعتبار ان العلم هو مفتاح لحل كل المسائل .
النهج العلمي قد وجه ضربة قاصمة للفكر الديني الغيبي الذي كانت له الغلبة شبه المطلقة قبل عصر النهضة العلمية .
ان كان العلم يعجز عن تفسير او ايجاد حل لشيئ ما فهذا يعني حسب النهج العلمي ان ليس هنالك جواب او تفسير لسؤال مطروح , اي بمعنى آخر سؤال جوابه مؤجل .
في النهج العلمي ما على الأنسان الا ان ينتظر لحين تطور العلم لكي يقول كلمته في سؤال ما ليس له جواب علمي وقت طرح السؤال .
هذه الأسباب و غيرها و مع بدأ عصر الثورة الصناعية والعلمية حصل تناقض حاد بين الفكر الديني المسيحي الغيبي في اوربا تحديدا والنهج العلمي و على اساس و بسبب من هذا التناقض انبثقت فلسفات علمية متعددة .
اشتد الصراع بين البرجوزاية الصاعدة و الدولة الدينية التي كانت قائمة في اوربا المسيحية تلك الدولة الدينية التي هي عبارة عن تحالف بين طبقة الأقطاع والكنيسة .
تم حسم الصراع في اوربا المسيحية بأنتصار الفكر العلمي و تم عزل الدين عن الدولة و عن السياسة ايظا وشكل ذلك انتصارا كبيرا للبرجوازية الصاعدة .
نظام البرجوازية الصاعدة في اوربا و الذي تم فيها عزل الدين عن الدولة و عن السياسة تم تسميته بالنظام العلماني .
مع مرور الزمن ابتعدت الدول الأوربية تدريجيا عن التزمت و التطرف العلماني و بدأت تعتمد على مفهوم (( الدولة المدنية )) و بذلك تم محاصرة الفكر العلماني الذي يعزل الدين عن السياسة , ففي الدولة المدنية لا يتم فصل الدين عن السياسة وانما يتم فصل الدين عن الدولة فقط .
هذا الفرق الجوهري بين الدولة المدنية و الدولة العلمانية اخذ يتبلور حتى انقلبت الغلبة و صارت لصالح الدولة المدنية و اخذ الفكر العلماني في اوربا بالأفول التدريجي .
تطورت الدولة المدنية في اوربا بشكل واضح , حتى صرنا نرى على سبيل المثال , ان الحزب الديمقراطي المسيحي قد حكم ايطاليا , هذه الدولة المدنية الديمقراطية , لفترات متعددة , و تكرر مشهد حكم الأحزاب الديمقراطية المسيحية في عدد آخر من البلدان الأوربية .
جائت العلمانية الى الشرق الأسلامي من اوربا كفكر جاهز لا علاقة له بالحركة الديالكتيكية للواقع في هذا الشرق الذي تخلف في نهضته العلمية .
في هذا الشرق الأسلامي ارتبطت العلمانية بالديكتاتورية , واول هذه الديكتاتوريات هي العلمانية الأتاتوركية في تركيا ثم انتقلت الى البلدان العربية بعد ان اختلطت بالفكر القومي العروبي و من اسوء افرازاتها البعث في سوريا و البعث في العراق و الحركة الناصرية في مصر و غيرها من الأنظمة الشمولية العروبية .
حتى صار من الصعب التميز بين الديكتاتورية و العلمانية في الدول العربية الذي اتخذت النهج العلماني العروبي ... !!
الديمقراطية هي البيئة التي تسمح للمؤمن الديني ان يعيش بسلام مع غير المؤمن ( الملحد ) في مجتمع واحد , وهذا هو احد اركان ما يسمى بالسلم الأجتماعي .
كل ذلك , اقصد الديمقراطية و السلم الأجتماعي يتحققان في الدولة المدنية التي لا تسمح بأي فكر اقصائي كما هو الحال بالنسبة للفكر العلماني الأستبدادي .
العلمانية الأستبدادية في الشرق الأسلامي و خصوصا في بلداننا العربية قضت على السلم الأجتماعي بسبب هذه النزعة الأقصائية للعلمانيين .
لكن .... هنالك من يقول ان " الديمقراطية والدين لا يلتقيان " ... !!
نقول لهم كيف ذلك و الديمقراطية هي نهج و نظام ... اما الدين فهو فكر انساني من بين الأفكار ... !!
لو تم النظر بحيادية الى اكثر البلدان ديمقراطية في العالم لوجدنا ان الناس المؤمنين بالفكر الديني على اختلاف دياناتهم في هذه البلدان الديمقراطية يمارسون عقائدهم و عباداتهم بكل حرية ... !!
من بين الممارسات الأنسانية في المجتمعات المدنية الديمقراطية هي حرية تشكيل احزاب او حركات سياسية ذات مرجعية دينية و كذلك انشاء منظمات مجتمع مدني تختص في بث تعاليم الفكر الديني ... !!
و بعد ان تأكد ان العلمانية و الدولة المدنية نقيضان لا يتعايشان استجدت اسئلة جديدة .... !!
هل ان الدولة المدنية هي من نتاج المجتمع الديمقراطي ام ان الديمقراطية هي من تنتاج المجتمع المدني .... ؟؟
من يحمي دستور الدولة المدنية من ردة تقودها احزاب ذات مرجعية دينية قد ترفع شعار الحاكمية لله ... ؟؟
من يحمي الدولة المدنية من حركة اسلاموية شعارها الأسلام هو الحل وتبدأ معها مرحلة جديدة من الأقصاء ... ؟؟

(( يتبع ))



#آدم_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بين مقتل القذافي و اعتقال صدام خوف همجي .... !!
- تحية للمعتصمين في ول ستريت ... !!
- هل فات موعد قطار الحل السلمي للأزمة السورية .... !!
- ماذا يلوح في افق الأزمة السورية ... !!
- سوريا وطن يشيده البعث بجماجم و دماء ابناء سوريا ... !!
- الطريق الى قندهار يبدأ بخطوة واحدة .... !! (2 )
- الطريق الى قندهار يبدأ بخطوة واحدة .... !! (1)
- هل المحاصصة مشكلة ام هي الحل .... ؟؟ ( 4 )
- هل المحاصصة مشكلة ام هي الحل .... ؟؟ ( 3 )
- هل المحاصصة مشكلة ام هي الحل .... ؟؟ ( 2 )
- هل المحاصصة مشكلة ام هي الحل .... ؟؟ (1)
- كيف تأسست القائمة العراقية بنسختها الجديدة ... ؟؟
- تصريحات اياد علاوي الفاشلة .... اسبابها ودوافعها .... !!
- لوحة رسمها معتوه
- علاوي يقول : للمعارك احنه جاهزين للديمقراطيه احنه جاهزين ... ...
- تصريحات غريبة ومريبة لأحد قادة القائمة العراقية ... !!
- الخروج من عنق الزجاجة .... ام الأفضل البقاء داخل الزجاجة .
- الدكتور اياد علاوي يطالب القوى الأمنية العراقية بالتوقف عن م ...
- الدستور العراقي الحالي ... اساسه افكار واقعية .
- رئاسة مجلس النواب العراقي صارت - كخه - .... !!


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - العلمانية و الدولة المدنية نقيضان لا يتعايشان .... !!