أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - بين الناقد والشاعر














المزيد.....

بين الناقد والشاعر


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3546 - 2011 / 11 / 14 - 16:27
المحور: الادب والفن
    



ما إن يفرغ الشاعر من كتابة إنتاجه الجديد، سواء أكان قصيدة، أو مجموعة شعرية، فإنه يعيش حالة هذا الإنتاج، ولا يستطيع الخروج عنها البتة، حيث يبدو له أنه إزاء عمل يحوز الشرط الإبداعي، لاسيما عندما يكون زمان إنتاج النص قريباً من لحظة قراءة الشاعر، وهذا ما يفرض على الشاعر - عادة - في ما إذا كان من هؤلاء الشعراء الذين يعيدون النظر في نصوصهم، بعد كتابتها، فإن عليه أن يترك فاصلاً زمانياً لا بأس به، بين زمان الكتابتين الأولى والثانية، حتى تكون إضافته هذه مجدية، وكي يستطيع النظر إلى نصه بعين الناقد، ويتخلص من سطوته التي يكون أول من يتعرض إليها، وقد لا تتعداه السطوة إلى أحد سواه، عندما لا تتوافر في هذا النص المقومات الإبداعية اللازمة .

وإذا كان من شأن القصيدة التي تتعرض للكتابة الثانية أو الثالثة أن تتخلص من الأخطاء التي ترافق الدفقة الشعورية الأولى، أثناء ترجمتها شعرياً، فتتخلص من الترهلات، أو خلل الإيقاع، كما أنه يمكن أن يتم الإمعان في رسم الصورة، وإعادة النظر في اللغة، وغير ذلك من الأدوات التي يستخدمها الشاعر في مختبره، فإنه يمكن أن يسجل على مثل هذه الإعادات في عملية كتابة النص، الكثير من الملاحظات، لأنها تعقلن القصيدة، على حساب عفويتها، ولا وعيها الذي يتحدث عنه بعض النقاد، ممن يرون أن القصيدة العفوية التي تمتلك براءتها، ينبغي أن تطفح برائحة حبرها الأول .

وإذا كان الشاعر قادراً على أن يتخلص من سطوة الصدمة الجمالية الأولى التي يتعرض إليها، بعد اكتمال بناء قصيدته، فإنه لا يمكن تقدير الزمان اللازم لإمكان الخروج مما يسمى “الحالة الشعرية” الأولى، ليتاح له النظر إلى قصيدته بعين أكثر حيادية، بل لمحاكمتها الذاتية، بكل ما لديه من ملكات وأحاسيس ووعي، وإن السبب في عدم إمكان تقدير مثل هذا الزمان، إنما يعود إلى اعتبارات عدة، تتعلق بقدرات الشاعر نفسه، ودرجة إمكان تجديد ذاته المبدعة، والخروج على حالته الأولى، إذ إن هناك من يمكنه أن يجدد نفسه أثناء عملية الكتابة نفسها، بل إنه يستطيع كتابة قصيدته بأكثر من روح شاعرة في زمان كتابي جد قصير، بيد أن هناك من قد لا يجرؤ، بل لا يتمكن من الوصول إلى الحالة التي تساعده على قطع الخيط المشيمي للنص .

وعلى ضوء ما سبق، فإن مواقف الشعراء، تتبدل من القراءة النقدية لنصوصهم -في حال وجود ناقد حقيقي متمكن من أدواته حيث هناك من يتخلص من ارتباطه بلحظته الشعرية، ويستطيع تلقي صورة نصه في مرايا الناقد، بيد أن هناك من لا يستطيع الانفكاك من ارتباطه بنصه الشعري، معتقداً أن تقويم أحدهم لنصه، إنما هو تقويم لشخصه، ولعل الشاعر معذور في عدم تفاعله مع النقد، وذلك لافتقاد الناقد الحقيقي، في ظل هيمنة التقويم الصحافي، العابر، إلى تلك الدرجة التي قد يقدم فيه هذا النمط من الكتابة الانطباعية نفسه على أنه هو . . . . . . النقد . . .!، وياللمفارقة..! .



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بشار الأسد: قراءة -سيميائية- في ملامح وجهه
- -نقد النقد- في أسئلته الجديدة
- برهان غليون في-بروفة-سياسية فاشلة:
- مشعل التمو يحاكم قتلته
- -البيانوني- في دوَّامة تناقضاته
- مشعل التمُّو يرثي
- صديقي مشعل التمو فارساً للموقف
- : صورة فوتوغرافية لمدينة أحبها مشعل التمو
- سنة كاملة دون مشعل التمو
- مشعل التمو عقل كردي لا يتكرر
- سقوط مدو لشبيح إعلامي آخر
- إبراهيم اليوسف:علينا أن نعيد صياغات مصطلحي (النظام) و(الأمن)
- نوستالجيا2
- صناعة المستقبل:في ثنائية الطفولة والإبداع
- الشاعر بين حدي السطوع والسقوط
- خاصية التجاوز الإبداعي
- ثقافة ما بعد11 سبتمبر
- جوهر رسالة الإبداع في ضوء الثورات الشعبية
- عادل اليزيدي في ذكرى غيابه : يسمع وقع أقدام شباب الثورة
- كتابة اللحظة الحاسمة


المزيد.....




- باتيلي يستقيل من منصب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحد ...
- تونس.. افتتاح المنتدى العالمي لمدرسي اللغة الروسية ويجمع مخت ...
- مقدمات استعمارية.. الحفريات الأثرية في القدس خلال العهد العث ...
- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - بين الناقد والشاعر