أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - المرايا














المزيد.....

المرايا


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3545 - 2011 / 11 / 13 - 21:02
المحور: كتابات ساخرة
    


اليوم أردت المزاح فلسفيا ولكن المزاح تحول بسرعةٍ إلى جد وجد الجد حين أطللت على أمي وزوجتي وأولادي بإطلالة غريبة استهجنتها أمي كثيرا واستهجنتها زوجتي حتى أن أولادي ضحكوا مني وضحكوا على قراري العجيب والذي يقتضي إقرار قانون عام أو تعليمات عامة مفادها مصادرة المرايا المنتشرة في المنزل والتحذير من النظر فيها فهذه المرايا من وجهت نظري لا تعطينا حقيقة أنفسنا أي أنها لا تحقق لنا قراءة دقيقة لوجوهنا ولألواننا وكلنا ينظر إلى وجهه من خلال المرآة ولم يسبق لأحد من أفراد العائلة وأن قبل وجهت نظري في شكله ومنظره وكذلك أنا لم يسبق لي وأن نظرت في وجهي من خلال عيون الآخرين بل وأرفض كغيري من الناس الاستماع إلى وجهات نظرهم بي ودائما الحق على المرآة المنتشرة على كل جوانب منزلي ,فأمام الحمام مرآة ,وفي داخل الحمام مرآة, وفي حقيبة كل سيدة مرآة ترى فيها شكلها ووجهها وحين تدخل الحمام تدخل معها المرآة أو الحقيبة التي تتواجد فيها المرآة وتصلح كل سيدة منظرها من خلال المرآة ولم يسبق لأي سيدة أن سألت جارتها أو زميلتها عن رأيها في تسريحة شعرها حتى وإن سألت لا تقبل بوجهات نظر الآخرين فتكتفي بما تقوله المرآة عنها على مبدأ أغنية(قوليلي إيه يا إمرايتي؟ قوليلي إيه حكايتي؟)علما أن المرآة غير دقيقة علميا في إعطاء صورة حقيقية عن الشكل...وفي غرفة النوم حدّث عن المرآة ولا حرج فهي منتشرة هنالك في كل متر مربع لذلك كانت هي الحائل الوحيد بيني وبين الآخرين لأنني أرى فيهن حقيقة منظري وشكلي وهذا هو الخطأ بعينه, والمهم أنني حاولت مازحا أن أقنع أمي بالفلسفة الوجودية وقلت لها سنجري الآن تجربة علمية على كل سكان المنزل بحيث سأمشط شعري أمام ابنتي برديس وستكون عيون برديس هي المرآة التي أرى فيها شعر رأسي وستحكي لي (برديس) عن الخطوات اللازمة لتمشيط شعر الرأس, أما علي فسوف أحلق أمامه وجهي وهو الذي سيخبرني أين هو المكان اللازم على الشفرة أن تمر به, وكذلك أنا سأنظر في وجه علي وسأقول له هنا وهناك اغسل هذه المنطقة ولا تغسل تلك المنطقة وسنرى حقيقتنا جميعنا في وجوه بعضنا البعض وسنستغني عن كل المرايا المزروعة على الجدران وعلى أبواب الحمامات الثلاثة في منزلي, طبعاً أنا أمزح أو أنا بين بين لكي لا يقال عني بأنني مجنون ولكن أنتم أيها القراء عليكم أن تعرفوا بأنكم لا تستمعون إلى الطرف الآخر ولا ترون حقيقتكم وأنكم تستحسنون وجوه بعضكم أمام المرآة ولم تجربوا أن تروا حقيقتكم في عيون الآخرين وفي وجوه الآخرين ودائما تكذبون على أنفسكم.

ومن اليوم وصاعدا سنرى حقيقة بعضنا في وجوه بعضنا ولن نحتاج للمرايا في منزلنا الكبير الحجم,ذلك أن المرايا تضللنا جميعنا ولا نرى أنفسنا إلا فيها وهذا معناه أننا الوحيدون المعجبون بأنفسهم أي أن (القرد في عين أمه غزال) وأنا لا أريد أن يبقى القرد في عين أمه غزالا أريد من الآخرين أن يخبروني بحقيقتي فأنا أرى نفسي أمام المرآة بأنني غزال ولكن ربما أن الآخرين يرونني قردا لهذا أريد معرفة نفسي في عيون الآخرين لكي أصلح من نفسي وأريد من الجميع أن يذكرني بمستواي الثقافي والفلسفي فهل أنا مثلا فيلسوفا ناجحا وهل قناعتي بنفسي حقيقية أم أنني مخدوع في نفسي لأنني لا أنظر في نفسي إلا من خلال عيوني فقط لا غير,أنا لا أريد من المرايا أن تبقى منتشرة في منزلي لأنني سأعود نفسي على سماع وجهات نظر الآخرين بي... وسيرى كل واحدٍ منا حقيقة الآخر دون الحاجة إلى المرايا ففي المرايا لا تبدو الرؤيا حقيقية فهنالك مرايا محدبة ومقعرة الشكل وهي لا يمكن أن تكون فيها الأبعاد التي نشاهدها حقيقية ,وسننصت لبعضنا جميعا وسنقبل بوجهات النظر المختلفة وسنستمع لبعض جيدا وسأكون أنا عبارة عن مستمع جيد بعد أن كنت لا أقبل وجهات نظر الآخرين بي وأعدكم بأن أتقبل جيدا آراء الآخرين ولن يتوقف الموضوع على تمشيط شعر الرأس بل أيضا سأنقل هذه العدوى إلى زملائي الكتاب وسأعرض على الجميع أي مادة أكتبها قبل النشر وسيقول لي كل شخص رأيه وسآخذ به وهذا أفضل بكثير من الانطوائية على الذات والأنانية المفرطة فدائما أنا أنظر في المرآة لأرى نفسي فيها وهذا خطأ كبير وكان لازما عليّ منذ سنين أن أرى حقيقة وجهي في وجوه الآخرين مثل سارتر والفلاسفة الوجوديين وبهذا ستنزل الفلسفة إلى الشارع وإلى غرف النوم وإلى المجلات والمحلات التجارية, فلماذا أنظر في وجهي وأستحسن منظري إنني إن بقيت أستمع لنفسي فقط لا غير فإنني لن أكون قادرا على رؤية حقيقة نفسي أما إذا نظرت في وجهي من خلال النظر في وجوه الآخرين فإنني حتما سأتقدم خطوات كثيرة جدا وإلى الأمام ولماذا لا أدع الآخرين يخبروني في حقيقة نفسي؟.

ومنذ الصباح الباكر سأرسل بهذا المقال بعد نشره إلى الحكومة الأردنية وسأنصحهم بأن يروا أنفسهم في عيون الآخرين وفي وجوه الآخرين ويكفينا إعجابا بأنفسنا كثيرا ذلك الإعجاب الذي لا نرى فيه عيوبنا على الإطلاق, وهذه الفلسفة ستنتقل إلى الجميع وعلى كل امرأة أن تسأل صديقها في نوع تسريحة شعرها أو زوجها فالآخرون يروننا أوضح بكثير من رؤيتنا لأنفسنا.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكاتب المطبوع
- شخصيتي ككاتب
- أمهلنا يا موت
- قصة امرأة اسمها ساره على موقع وفاء سلطان
- هذا أقصى ما أملك
- الكهرباء والبترول والدولاب والماء
- فلسفة الدورة الشهرية
- من هم أصدقائي؟
- المرأة بين التلحين والغناء
- الله أكبر امرأة!!
- ذكريات رجل محطم
- زواج الضمد
- تشبيه الرجل بالمرأة
- قرقوش شخصيه مخصيه
- الحشرات أفضل من الإنسان
- اخترنا لكم :-مجلس العدل لتوفيق الحكيم-
- حلاوة الإيمان
- الفقراء لا يستهلكون الطاقة
- الدفء والحنان
- مشكلة بسيطة


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - المرايا