أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساسي سفيان - تاريخ نشوء الحركات الشبابية و الطلابية















المزيد.....

تاريخ نشوء الحركات الشبابية و الطلابية


ساسي سفيان

الحوار المتمدن-العدد: 1051 - 2004 / 12 / 18 - 12:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحركات الشبابية :
تنشئ هذه التنظيمات بتوجيه من القادة السياسيين،لتؤدي مهمات إضافية تتعلق بطلائع الدفع الثوري لإحداث وإعادة صياغة القيم والعلاقات في المجتمع،ودعم نظام الحكم الجديد،وتعود بداية نشوء منظمات الشباب إلى القرن التاسع عشر،خاصة المنظمات ذات الطابع السياسي كحركة " إيطاليا الفتاة " والحركات الثورية الليبرالية في ألمانيا وبولندا وغيرها من البلدان .
ومنذ بداية القرن العشرين، ونتيجة لعدد من لتطورات،أخذت اتحادات الشباب تزداد،وتتسع مجالات عضويتها،وكانت حركات الشباب قائمة في كثير من البلدان منذ ما قبل الحرب العالمية الأولى،فقد كانت تمثل الطليعة لحركات سياسية متنوعة وتقود المظاهرات وتشارك في الدعاية لأهدافها السياسية، والعمل المباشر لتحقيق هذه الأهداف،بيد أن حركات الشباب السياسية لم تكن لها وجود يذكر في بعض البلدان التي لم يكن فيها اضطراب أو توترات سياسية واجتماعية شديدة.
وإن كانت بعض النظم السياسية القائمة في البلدان الغربية ( آنذاك ) تسمح بإجراء تغيير منظم ومستمر،كما هو الحال في بريطانيا وأمريكا وكندا،حين تشتد الاضطرابات،ويصبح البناء الاجتماعي والسياسي هدفا للهجوم،وتظهر في أعقابها الحركات التلقائية للشباب والطليعة في النضال من أجل إحداث تغيير جذري.
لقد شهدت السنوات التي أعقبت الحرب العالمية الأولى سيطرة النظم الديكتاتورية أو الشمولية،على منظمات الشباب ذات الأهداف السياسية وحركات الشباب المستقلة ذات النزعة الرومانتيكية ( العاطفية ) وتمكنت هذه الأنظمة من احتوائها وتحويلها إلى أدوات لتعزيز سلطة " الحاكم " ولإعادة صنع المجتمع على أسس تملى من الأعلى، فالفاشيون في إيطاليا والنازيون في ألمانيا ( مثلا ) لم تكن حركاتهم تعبيرات تلقائية من تعبيرات الشباب الذي كان يعارض الزعامة القائمة،وإنما كانت مجرد أدوات بيد النظام السياسي الحاكم .
ولا يخفى في هذا المقام،أن بعض منظمات الشباب التي لعبت أدوارا إيجابية في إحداث الثورة السياسية والتغيير الاجتماعي غالبا ما وجدت نفسها بدون دور محدد تؤديه بعد بلوغها هذه الأهداف ،وذلك كما حدث لمنظمة الطلاب الهنود،الذين مارسوا المقاومة السلبية في فترة الاستقلال،حيث اعتبر عملهم هذا إيجابيا من وجهة نظر السياسيين الذي كانوا يحرضونهم،ولكنه اعتبر عملا فوضويا وسلبيا من نفس هؤلاء السياسيين بعد انتهاء مرحلة مكافحة الاحتلال البريطاني.

الحركة الطلابية والمجتمع :
تحتل شريحة الشباب وخاصة الطلبة مركزا مهما في المجتمع الحديث،حيث أن الطلاب في جميع بلدان العالم يمثلون فئة مستقلة،تكاد تقوم بوظيفة الضمير المحاسب داخل المجتمع وهو الأمر الذي يبدو مستحيلا لدى الفئات الأخرى من المجتمع،وذلك للمهام الملقاة على القطاع الطلابي في مختلف مجالات الحياة،بالإضافة إلى الكسب المادي الذي يحققونه في ظل المجتمع.
وتوجد شريحة الطلاب خارج العملية الإنتاجية ( بالمعنى الضيق للإنتاج ) وأن هذا النوع من الحياة يحفظ لهم استقلاليتهم في مواجهة المجتمع ويمكنهم أكثر من غيرهم من الاحتفاظ بمكانة معينة داخل مجتمع الاستهلاك،مما يسمح لهم بمناقشة قضايا هذا المجتمع فهم يشعرون بأنهم غرباء عنه،هم أكثر الشرائح ثورية.
ومهما يكن الأمر،فإن شريحة طلاب الجامعات-وهم في الغالب من أبناء طبقات ميسورة-هم من أكثر الشرائح الاجتماعية ثورية في المجتمعات المتطورة(الصناعية)فهم غرباء عن مجتمعاتهم.ولا شك أن الدور الذي يلعبه قطاع الطلاب في العالم يساهم إلى حد كبير في بلورة،وتطور الوعي الجماعي بينهم،ونشوء وعي طلابي يجمع بينهم مما ساهم في دخول الطلبة الميدان السياسي،كما فعلت طبقة العمال عندما دخلت الميدان السياسي في القرن لتاسع عشر،فقد كانت الفكرة السائدة (آنذاك)تقوم أن وجود الطلبة مع بعضهم البعض هو وجود عرضي،لا يمكن أن يتطور عنه وعي جماعي بينهم،ولهذا استبعد كل عمل جماعي من شريحة الطلاب.
لكن الأحداث التي سادت بلدان العالم المتقدمة وحتى بعض البلدان النامية،برهنت بوضوح على وجود رابطة قوية بين طلاب العلم،وأكدت على نشوء وعي طلابي جماعي،وهذا ما أظهرته أحداث طلاب الجامعات في عدد من بلدان العالم.
ولم يكتف قطاع الطلبة بتكوين وعي جماعي،وتحقيق التضامن فيما بينهم فحسب،ولكنهم بلغوا في تطورهم إلى ما لم تصل إليه أي حركة نقابية أخرى في المجتمع،مما يؤكد حقيقة أن التضامن بين الطلاب يمثل حركة مثالية تستهدف بالأساس خير الإنسان،وتجاوز الحدود الجغرافية،وقد ساعد ذلك الثقافة القائمة باعتبارها ثقافة عالمية تنادي بوحدة الفكر والمشاعر،وهم في ذلك استطاعوا أن يتجاوزا في كثي رمن البلدان المشكلات الإقليمية الضيقة لمجتمعاتهم ليظهروا تضامنهم مع الشعوب المضطهدة في قارات العالم.
الحركة الطلابية ..وتحديث المجتمع:
تمثل شريحة الطلبة الفئة الرئيسية في المجتمع التي تبنى شعار التطوير والتحديث والتقدم،فالطلبة هم الذين يقفون في وجه الجيل القديم الذي يرفض تطوير المجتمع،وتأسيسا على ذلك،يعتبر طلاب الجامعات من أبرز العناصر الفعالة في حركة الطلاب من الناحية السياسية لا سيما فيما يتعلق بالتأكيد على ضرورة تكافؤ الفرص في المجتمع الحديث،أي بمعنى إتاحة الحراك الاجتماعي من اسفل إلى أعلى وفتح آفاق الوظائف لا على أساس الانتماء التقليدي إنما على أساس الكفاءة والخبرة العصرية.
واستنادا إلى هذه الرؤية،نشطت الحركة الطلابية في العالم على تنمية الفرد وذلك بالصعود الاقتصادي والاجتماعي من خلال تفعيل العلم في المؤسسات العامة الحديثة،حيث أنه بقدر ما تحجم الفئات الحاكمة عن تلبية حاجات الشباب إلى التعليم وإلى الارتقاء الاجتماعي تجد نفسها(السلطة السياسية)هدفا لحملات عنيفة من جانب المنظمات الطلابية المرشحة لشغل موقع الصفوة الجديدة في المجتمع،وإن كانت تقتصر هذه الحملات عل مستوى المعارضة،فإنها قد تتجاوز ذلك(في كثير من الحالات)إلى العمل الثوري المنظم واستخدام أساليب العنف لحمل القائمين على النظام الاجتماعي السياسي على تلبية مطالبها.
ومما لا شك في أن النظام الاجتماعي المعاصر لم يعد بإمكانه مسايرة التطلعات الفكرية،ونمو الطموحات لدى أبناء الجيل الجديد الذي ازداد عددا وعدة(تحصيل علمي)بالإضافة إلى الهوة الموجودة بين التعليم العالي بمفهومه الغربي الذي يهدف أساسا إلى إعداد الفرد إعدادا علميا شاملا وبين رغبة الطلاب في البلدان النامية في تحصيل العلم لخدمة أهداف عملية ونفعية،وإن كان يتعارض مع هذه الرغبة تعارضا قويا وتفضيل طلاب البلدان النامية الوظائف الإدارية على غيرها من المهن الحرة اليدوية التي تتطلب خبرة وممارسة عملية.
وفي هذا الإطار يلاحظ أن الفرد الذي يتخرج من الجامعة في البلدان النامية يكتسب مكانة اجتماعية رفيعة وسط شعب أغلب أفراده من الأميين.
بقيت نقطة هامة،لا بد أن نشير إليها،وهي أنه نتيجة لانتشار التعليم العالي في بعض البلدان النامية ،وخاصة تلك ذات التركيب القبلي المتباين والتي خضعت طويلا للاستعمار الغربي،مثلت معاهد التعليم الرسمي قناة ا لاتصال الرئيسي بين أفراد الصفوة المنتمية إلى قبائل أو جماعات سلالية متباينة لا تجمعها لغة واحدة أو ثقافة مشتركة ولا تنظيم اجتماعي واحد،ويتم ذلك من خلال اللغة الأجنبية(لغة الدولة الاستعمارية)واكتساب المعارف والخبرات اللازمة التي تمكنهم من فهم المصالح المشتركة بينهم في الإطار القومي الواحد،وإدراك الوسائل الكفيلة بتحقيق هذه المصالح أو الحفاظ عليها إزاء التناحر القبلي والصراع الديني والثقافي ولاجتماعي



#ساسي_سفيان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المنهج النقدي في استخدام الأسلوب العلمي
- مقومات نهضة إنسانية
- وعي المرأة العربية المعاصرة
- :دراسات عربية في علم الاجتماع الأسري حول المرأة
- مساواة المرأة أم حريتها
- قوانين الأسرة العربية والضغوط الخارجية
- العمل و العمال في الفكر اليساري الثوري
- حقوق المرأة في ضل العلمانية
- قراءة لمؤتمر النساء العربيات في مراكش
- المعرفة
- تاريخ العلمـانية العالمي
- دراسات عربية في علم الاجتماع الأسري حول المرأة
- المرأة العربية بين تحديات المشاركة السياسية و الاقتصادية
- المشاكل الأسرية و موقع المرأة العربية منها
- رؤية ثقافية لما يحمله لنا مؤتمر الأسرة العربية
- المشاركة السياسية للمرأة العربية
- مكانة المرأة في الأنظمة العربية الحالية
- المرأة و العولمة
- مفهوم المعرفة العلمية
- مفهوم العالمية


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساسي سفيان - تاريخ نشوء الحركات الشبابية و الطلابية