أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - شخصيتي ككاتب















المزيد.....

شخصيتي ككاتب


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3544 - 2011 / 11 / 12 - 21:22
المحور: كتابات ساخرة
    


ما فيش إنسان يستحي من أن يقول ما هي مهنته كما أستحي أنا مِن أن أقول بأنني كاتب,وفي الحقيقة وفي الواقع إذا جئنا إلى قول الصحيح فأنا لا أستحي من مهنتي ككاتب بقدر ما أستحي من طبيعة نظرة الناس لي ككاتب أو كشاعر فحين أقول للناس بأنني كاتب يصمتون قليلا ويسود الصمت في المكان كله وينظرون في جسمي من تحت إلى فوق نظرات كلها غريبة أنا نفسي أستحي منها وأخجلُ منها ومن ثم ينظرون بي من فوق إلى تحت مستغربين شكلي ومنظري وهيئتي من الداخل ومن الخارج, ومرة قلت لإحدى السيدات: هل شكلي سياحي؟ فضحكت وقالت:لا ولكن قرأت عن الكُتاب بأنهم مختلفون عن الناس العاديين ولا يهتمون بنظافة أجسامهم ويكون شعر رأسهم طويل جدا ولحيتهم طويلة ويتصرفون أمام الكاميره كما كان يتصرف(ألبرت أنشتاني) فيخرجون لسانهم أو يرفعون حاجبهم أو يأكلون أصابعهم, فقلت لها كل هذه الصفات ليست عندي.

وغالبية الناس يخافون مني ومن الجلوس معي وبعض الناس لا يثقون بي معتقدون بأنني يساري مُندس بينهم لصالح المخابرات وأحيانا حين لا أقولُ بأنني كاتب لا أشعرُ بأن أحدا ما يستغرب لا من شكلي ولا من منظري ولا من طولي ولا من وزني ولا أحد يطيل النظر بي وتمضي الجلسة على خير وسلام ولكن حين يعرف أحد الناس الجلوس معنا بأنني كاتب أو شاعر فورا تنقلب الجلسة ويتحول الهدوء إلى ضجيج وكأن الهدوء هو الصمت الذي يسبق العاصفة, ومرة حين قلت لأحد الرجال بأنني كاتب قال لي: والله كنت بدي أسبقك فيها وأقولها لك قبل أن تقولها, فقلت له لماذا؟ فقال:يا أخي شكلك غريب وباين عليك رجل أكل الدهر عليه وشرب ومن نظرتي الأولى لك استنتجت أنك شيء كبير وباين عليك إنك رجل غير طبيعي وأعذرني على كلمة غير طبيعي, وبسبب هذه الجملة نشأت بيني وبين ذاك الرجل علاقة وطيدة ما زالت حتى اليوم كلها سخرية من الأقدار... وأحيانا أشعرُ بأن الناس يُشبهون عليّ, فأفكر في نظراتهم فهل من الممكن أن أكون شبيهاً لأحد نجوم(الرقص) أو أحد نجوم الفطبول؟؟.. ومرة من ذات المرات قلت لأحد الناظرين سائلاً: هل أنت تاجر غنم؟ فقال: صح وكيف عرفت؟ فقلت له لأنك تنظر بي وكأنك تنظر في تيس تريد شراءه, ومرة قلت لشابٍ أطال النظر بي وأنا أتكلم:هل تبحث عن ولد ضائع؟ فقال لي ضاحكا: ليش؟,فقلت:يا أخي نظرتك لي كلها استغراب ,فقال:صدقني أنا مندهش من سيطرتك على الجلسة وعلى طبيعة القعدة اللي قاعدينها , فضحكتُ جدا وقلت له ,ممكن!! وقال لي: أنت رهيب ,فقلت له: عشان هيك تنظرُ بي كل هذه النظرات؟, فهلأستحي من نفسي حين تنظرُ بي وأشعرُ بأنني مثل البنت الخجولة وهي على مصمد الزينة بفستان الفرحة,فضحك الرجل حتى أُغمى عليه,فسألته بعد أن أفاق من غيبوبته:هل في شكلي شيء غلط أو أنك تُشبه عليّ, فهلل أن, فقلتاً كثير الشبه برجلٍ ما تبحث عنه؟ فقال لا, فقلت له: هل أنا أذكرك بشيء؟ فقال نعم,أنت كلامك غريب لأول مرة أسمع رجلا يتحدث بمثل كلامك وحين سمعتُ عنك بأنك كاتب أردت أن أتعرف عليك أكثر لأني سمعتُ عن الكتاب بأن صفاتهم غريبة ومريبة, فسألته:شو سمعت عن الكُتاب؟ فقال: سمعت أنهم فاشلون في العلاقات العاطفية وفاشلون في اختيارهم لشريك العمر وحياتهم كلها غريبة ولا ينتمون إلى أرض الواقع وشخصيتهم ضعيفة جدا ويقولون ما لا يفعلون, ولا يؤمنون بما يقولونه مثلهم مثل الشعراء كل يوم لهم رأي جديد وغير ثابتين على رأي واحد وكلهم أعداء للمرأة ولا يوجد رجل مع حرية المرأة إلا فقط على الورق ولكن إن جد الجِد فكلهم أعداء للمرأة, فقلت: كلامك ليس صحيحاً100% وبعضه أو جله أحيانا عند بعض الكُتاب صحيح 100% يعني المسألة نسبية..

وبعض الناس ينظرون بي من كل الزوايا ومن كل الاتجاهات كأنهم يحاولون أن يجدوا بي شبها لإحدى الأشكال الهندسية أو التكعيبية, وبعض الذين يسمعون أو بعض الذين أقول لهم بأنني كاتب مدمن على الكتابة يقفون صامتين لأول وهلة ومن ثم يسألونني: وكيف تجد وقتاً للكتابة؟ وهل تأكل الخبز من الكتابة؟ وحين أقول لهم بأنني شاعر أو حين يصفني على مسمعي أحد العارفين بي بأنني شاعر يبدأ جسمي بالإنكمتش الفوري وأشعرُ بأن حجمي صغير بحجم النملة, ويحمرُ وجهي من الخجل شيئا فشيئا وأحياناً يصبح جسمي ووجهي بلون حبة برتقال ناضجة من كثرة الخجل من نفسي ومن مهنتي ومن شكلي ومن هيئتي, وغالبية الذين يسمعون عني بأنني كاتب ينفرون مني لأول وهلة ويبتعدون عني وكأنني مرض معدي,ولكن الغالبية ينظرون بي من كل الاتجاهات وخصوصاً إذا دار الحديث عن المرأة فحين أبدأ بالكلام تبدأ النظرات بي تتكاثر ويزداد عددها وحجمها فأخجل جداً من طريقة نظر الناس بي وأحيانا أصمت بشكل فجائي فيسود الصمتُ بين كل الحاضرين ومن الناس من يطلب مني أن أستأنف الحديث ومن الناس من يسألون عني قائلين:من وين هذا الرجل الجريء؟؟ وبعض الذين لا يعرفوني يسألون عني:هذا شو بشتغل, أو:مِن مين مدعوم؟ كلامه كبير!! فأرد عليهم بأنني مدعوم جدا من جوعي وحرماني,وعلى العموم أغلب الناس يطيلون النظر في جسمي كله حتى أنني أستحي من الجلوس بينهم وـشعرُ بأنني امرأة خجولة تجلس وحيدة بين قبيلة كلها من الرجال فأقوم على عادتي وأنا بصدق رجلٌ كثير الخجل وعلى أرض الواقع لا أبدو كما يتوهم الناس والقُراء, وأنا شخصيا بطبعي أنزعج من مثل تلك النظرات ويتبادر إلى ذهني بأن هنالك شيء غلط في جسمي أو في وجهي أو في شكلي, وأصير أبحث عن الغلط الذي في شكلي وأتساءل :يا ترى أين الغلط الذي في شخصي؟هل هو في فكري؟أم هو في شكلي؟أم هو شيء لا أعلمه أنا وتعلمه كل الناس ويستحون من وصفه لي, أريد أن أعرف إن كان بي شيئا خطئا أو غلطا, وأريد أن أعرف إن كنتُ مسخاً أو غير ذلك.

واعتدت جدا على نظرات الناس بي واعتدتُ أنا شخصيا على النظر في المرآة باحثا عن أي دليل يثبتُ لي وللناس بأنني كائن غريب الشكل والأطوار والأوضاع, وأحيانا حين أرجع إلى البيت مساء أقف أمام المرآة وأحاول أن أجد ما يثبت للناس بأنني مجنون أو مخلوع أو معتوه, وكثيرا ما أبحث عن أي علامة تُميزني عن باقي الناس وفي الحقيقة لا أجد ما يميزني عن الناس إلا بعضا من الأفكار التي يقولون عنها هم بأنها أفكار مستوردة كلها من شغل الصين أو اليابان.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمهلنا يا موت
- قصة امرأة اسمها ساره على موقع وفاء سلطان
- هذا أقصى ما أملك
- الكهرباء والبترول والدولاب والماء
- فلسفة الدورة الشهرية
- من هم أصدقائي؟
- المرأة بين التلحين والغناء
- الله أكبر امرأة!!
- ذكريات رجل محطم
- زواج الضمد
- تشبيه الرجل بالمرأة
- قرقوش شخصيه مخصيه
- الحشرات أفضل من الإنسان
- اخترنا لكم :-مجلس العدل لتوفيق الحكيم-
- حلاوة الإيمان
- الفقراء لا يستهلكون الطاقة
- الدفء والحنان
- مشكلة بسيطة
- بطلان النظام التكنوقراطي
- قصة يابانية


المزيد.....




- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - شخصيتي ككاتب