أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - سامي المصري - للشعب القبطي البطل أهدي كتابي في يوم احتفاله التاريخي















المزيد.....

للشعب القبطي البطل أهدي كتابي في يوم احتفاله التاريخي


سامي المصري

الحوار المتمدن-العدد: 3544 - 2011 / 11 / 12 - 14:23
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


يا قبطي يا من تقف وحدك تواجه أعظم قوى القهر والشر بصدرك دون سند ودون سلاح... أنت بطل.

أنت تقف وحدك لتواجه إبليس نفسه بتقديم الحق بلا مانع وبلا سند بكل قوة اليقين... بينما الأنبا شنودة المترئس على الكنيسة يقف مع العدو يساعد قوى الإرهاب ضدك...

ما أبعد الفارق بين احتفال الشعب العظيم، واحتفال الأنبا شنودة الأثيم... احتفالان يفصلهما ثلاثة أيام ... المسيح في القبر بعد مذبحة الصليب.. جسده مسجى تحت المدرعات في ماسبيرو والرصاصات تخترق أشلاء الجسد الممزق... كل ذلك لم يمنع هيرودس الملك من أن يحتفل بأعياده الآثمة...

يقف الأنبا شنودة البطريرك وحوله جوقة الأشرار وحده فارزا نفسه عن الشعب القبطي... في ذلة العبيد يحتفل بذكرى اغتصابه لكرسي مار مرقس... متحديا للمشاعر، مستهينا بآلام الشعب دون خجل، ليرضي أسياده... لعل صخب احتفالياته يستطيع أن يخفي صرخات دم الشهيد .. يكفيه عارا ما تنشره مجلة الكرازة التي يرأس تحريرها، والتي لم يصدر عنها كلمة واحدة تُعبِّر عن أي أثر لألم ولو مجاملة للشعب المكلوم في المذبحة المُروِّعة التي اهتزت لها المشاعر الإنسانية في أرجاء المسكونة... عظمته يتجاهل الحدث وكأنه متغربا بعيدا عن هذا الكوكب...عشرات الصور في مجلة الكرازة تصوره وهو يتقابل مع العظماء... الشهداء ليس لهم موضعا في المجلة الرسمية للكنيسة القبطية.. والمذبحة الرهيبة لم تجد لها ركنا بين لقاءاته الدولية التي تمجده .. وبينما يحاول تجاهل الحد الأدنى من مسئولياته وواجبه الوظيفي، في ترفع وازدراء بالشعب الذي ينهب أمواله في بذخ مذري... لا يخجل من أن يعلن عن احتفاله المبتذل بعيد جلوسه.. احتفاله الذي يكلف الأقباط الملايين من دم الشعب المسحوق.. بينما يستهين في تحدي بمشاعر المرارة التي تتفجر من قلب كل مصري ... يحتفل هو والعصابة التي وضعها حرسا لترعى فساده وتستثمره في قهر الشعب المسحوق بكل استهتار.. فبينما الشعب البطل يبذل النفس والدم فاتحا صدره مستعدا للموت، هو يبذل أموال الشعب ويستنزفها في احتفالاته الشيطانية. هو وعصابته ينهبون أموال الشعب ويبددوها في إسراف فاضح على رفاهيتهم المبالغ فيها، في الوقت الذي لم يشعروا فيه بضرورة مشاركة الشعب أحزانه لا في المذبحة الأخيرة ولا في أي مذبحة سابقة لمدة أربعين عاما كاملة، مما شجع الحكومة على التمادي في جرائمها بكل وحشية، حتى بلغنا لمرحلة سحق أجساد الأقباط تحت المدرعات بكل استهتار. وصارت مجلة الكرازة سجلا للعار تشهد على مدى تردي زمانه المظلم والظالم.

أيها الشعب العظيم أنت تحتفل بنصرة دم الشهداء الذي ضمخت أرض مصر لتزرعها بالنور... أيها الفلاح المصري الأصيل وقفت تحتفل بالأرض في بدء فصل الزراعة للعام القبطي.. الأرض التي أخصبتها دماء الشهداء لتثمر بضياء فجر الحرية... وقفت تبشر بقرب تفجر ضياء الصبح، لتلقاه سنابل الحقيقة الخضراء فتنضج بالثمر المُذهَّب..

ليلة احتفال رهيبة للشعب أسقطت الأوثان في بر مصر لتعلن بدءاً جديداً... تعلن تصحيح المسار لشعب عريق اسمه الشعب المصري، ليقود العالم كله نحو غد مشرق بضياء التحضر... إنه يوم الصلاة العالمي، فوقف شعب مصر يصلي في امتزاج عجيب دون تمايز بين دين وآخر.. الشعب المتدين العظيم الذي أرسى الحضارة الإنسانية على الأرض بقيَّمها الرفيعة منذ فجر التاريخ يقوم اليوم بتصحيح مسار التاريخ الإنساني الذي انحرف بالشر إلى أحط ما بلغه الإنسان من زيف وعار.. وقف يصلي.. الشعب البطل يقف لا ليناطح المجلس العسكري الفاسد بل ليناطح سيده إبليس نفسه رئيس هذا العالم عدو البشرية ليهز ملكوته على هذا العالم ويسقطه من عرشه... شعب مصر يقف كسيده يتحدى إبليس والموت بيده... من يتصور أن الليلة هي ضربة قاسمة لأشرار مصر فقط لا يُقدِّر حقيقة الأمر.. الضربة ليست للمجلس العسكري أو السلفيين أو الإخوان المسلمين .. الضربة لأسيادهم الذين يقودون العالم للخراب ضد حرية الشعوب وحقهم في الحياة...الضربة موجها لعدو المسيح (Antichrist) في كل الأرض، التي تعبث بمقدرات ومستقبل شعوب العالم كله.. السيد المسيح يقول "قد كلمتكم بهذا ليكون لكم في سلام في العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم (يو 33:16)... لقد غلب العالم حتى نغلبه بقوة نصرته... وها اليوم نحن نقهره بقوة الضعف.. قوة الصليب، حيث بولس المفتوح العينان يقول، "إذ أسلحة محاربتنا ليس جسدية بل قادرة بالله على هدم حصون" (2كو 4:10).. فوقف الشعب العظيم في حضن جبل المقطم يهدم حصون الشر رافعا الأيادي بالصلاة

لم تكن احتفالية طائفية ولم أدعو يوما لفئوية عنصرية لكن كانت الاحتفالية مصرية جمعت كل الشعب المسلمين مع المسيحيين في حب بالغ، في فرح عارم، في سلام يجمع الكل بقوة عجيبة في مواجهة الفساد ذاته. إنها صدى رائع لميدان التحرير... الميدان لم يسقط بالغزوة الوهابية لكنه سرعان ما وجد مكانه بالمقطم... جذوة نار التحرير لم ولن تخمدها قوى التخلف مهما تقوت بأموال الإرهاب الوهابي، لكنها لهيب نار في قلب كل مصري لا تملك قوة أن تخمدها. التحرير ليس مكانا بل شعبا يؤمن بالحق فيشتعل لظى لهيبه في أي مكان.. أنت في مصر حيث إنسان الحرية والتحضر موجود، فحتى لو حوصر من كل الجهات فهو يعرف كيف يتحرر من إسار الشر... ليس بالبطش ولا بالبداوة الغاشمة بل بالسلوك الحضاري الرفيع.. كثيرون شككوا في المقدرة الحضارية للدين.. فلم أشك للحظة لأن من بنى الأهرامات هم صناع الحضارة بالعلم والمعرفة. الخطورة يا ناس ليس في الدين بل في التعصب...

الشعب المصري عظيم كم أفتخر بك وأحبك ... كم أحب تاريخك وأعشقه ... تاريخ مصر كله في غاية من العمق عشت أتأمله متيما به في غيبوبة العاشق حتى مر زماني دون أن أشعر.. عندما تنبهت لفوات العمر تمنيت لو كنت سجلت مشاعري عند وقفات تاريخية أسكرتني أبكتني أذهلتني .. شاركت كل مصري بكاه عند استعمار الفرس لأرضه تأملت كثيرا لأبحث كيف ولماذا حتى وجدت أسبابا أقنعتني... اليونان والرومان والبيزنطيين والعرب بكل أشكالهم حتى الأتراك ثم نابليون والإنجليز تابعت كل شيء بمشاعري حتى الغزوة الوهابية الأخيرة.. تمنيت لو سجلت كل تلك الوقفات لكن قضيت عمري أتأمل عمقها في صمت العابد...

بدأت متأخرا جدا في الكتابة لأجد فيها طفولتي وشبابي، بل اكتشفت أهميتها لخبرة الأجيال القادمة التي حجبت عنها الحقائق التاريخية، فقد هالني زيف المكتوب عن عمد وتضليل.. أعتذر للأجيال القادمة حيث تأخرت جدا في الكتابة لأنقل لكم حقيقة عايشتها روحي سواء في التاريخ القديم جدا أو الحديث الذي عاصرته. أحاول أن أعوض ما فات لكن هيهات ثم هيهات... فحتى متى يمهلني زماني؟!!!

سجلت حياة الأنبا شنودة الذي عاصرته بنفسي بعد أن دفعني الأصدقاء لتسجيله.. بل وساعدني كثيرون في تسجيل ما لا أعرفه من أحداث..كم ترددت في نشره.. لأسباب متعددة لكني وجدت أني ملزم بعرضه فمن حق الشعب العظيم أن يعرف كل الحقيقة.. فكل ما كتبت مبنى على معايشة شخصية للأحداث.

في فرصة الاحتفالين؛ الاحتفال الأول العظيم بيوم الصلاة العالمي الذي أنعش الثورة المصرية وجدد صباها ليعيد تدفق الدم المصري في العروق، والاحتفال الثاني المخزي بمرور أربعين عاما كاملة على تجليس الأنبا شنودة بطريركا للكرازة المرقسية بالمخالفة للقوانين الكنسية.. فوجدت أن أهدي كتابي للشعب المصري..

اسم الكتاب "أربعة أطوار والأنبا شنودة بطريرك" الكتاب في أربعة فصول الفصل الأول عن "نظير جيد"
سأطرح الفصل الأول علي موقع الحوار اليوم ... مع تحياتي ومحبتي لكل من يقبلوه وكل من يرفضوه

سامي المصري



#سامي_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- «مصر دي بلدنا» ولن نفرط فيها يا خونة
- «السفاح» ومصر التي لم نعرفها أبدا
- بين الأنبا شنودة وعمرو بن العاص و«موقعة الكلب»
- حكومة أخرى في مصر برئاسة شرف
- وللحريةِ الحمراءِ بابٌ بكل يدٍ مضرَّجَةٍ يُدقُّ
- ماذا يحدث في مصر من بعد الثورة
- من يحرق مصر؛ شعبها وثورتها «يا سيادة المشير»
- ديمقراطية الإرهاب والفوضى تضرب مصر
- كان عرسا تحول لمأتم قتلت فيه الديمقراطية مع آمال مصر
- تاريخ «الدستور المصري» وصراع حول الديمقراطية
- «الدستور» هدف الثورة الأخيرالذي لم يتحقق بعد
- تحية لثائرات مصر ... في يوم المرأة العالمي
- مبروك .. مبروك .. جدعان يا ولاد .. شباب التحرير العظيم .. رب ...
- «المادة الثانية من الدستور» .... هل هي تشريع أم إرهاب وترويع ...
- التعديل الوزاري الجديد لحكومة شفيق هل يحقق أهداف ثورة مصر... ...
- قامت الثورة المصرية لكي تستمر وتتخطى الحواجز 3
- قامت الثورة المصرية لكي تستمر وتتخطى الحواجز 2
- قامت الثورة المصرية لكي تستمر وتتخطى كل الحواجز 1
- «مبارك رجل الفتنة» ... خطاب مبارك مراوغ حقيرة وعار تاريخي
- مصر تتحدث عن نفسها من»ميدان التحرير«


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - سامي المصري - للشعب القبطي البطل أهدي كتابي في يوم احتفاله التاريخي