أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عبد القادر احمد - ضرب ايران عسكريا بين المبرر السياسي والمبرر التقني:














المزيد.....

ضرب ايران عسكريا بين المبرر السياسي والمبرر التقني:


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3544 - 2011 / 11 / 12 - 12:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتصاعد خلافات وجهات النظر في قلب موجة الاعلام الطاغية الان حول احتمال توجيه ضربة عسكرية لايران, واهم ما نجحت فيه حتى الان موجة الاعلام هذه, هي انها رسخت قناعة اقليمية وعالمية بشرعية توجيه ضربة عسكرية لايران تحت تبرير منعها من امتلاك السلاح النووي, ونجحت في فرض عزلة سياسية واسعة على ايران اقليمية وعالمية, لا يخترقها الا قلة دولية تتقدمها الصين وروسيا.
مشكلة اختلافات كثير من وجهات النظر حول احتمال توجيه الضربة العسكرية, هي انها تقيم امكانيتها تبعا لوزن عامل سياسي ثانوي, يتمحور حول محدودية ونسبية نجاح الضربة العسكرية في تدمير منشات ايران النووية, نظرا لمحدودية القدرات التقنية العسكرية على التعامل مع حجم المشروع النووي الايراني وشكل وجوده على الارض, في مواجهة الاخطار التي سيجرها على المنطقة في صورة توسيع نطاق الاضطرابات عسكريا واجتماعيا,
من الواضح ان وجهات النظر هذه تعاني من خلل كبير في تقييم حجم العملية العسكرية المحتملة, طالما انها تحصر هدفها بمنشات ايران النووية ولا ترى انها تتعلق بمصير كامل النظام في ايران, وانها تبعا لذلك تتصور جزءا فقط من سيناريو حجم العملية العسكرية المحتملة. لا يقبله في الواقع المنطق.
ان مدخل تفنيد هذه الرؤية التي حدد الاعلام الغربي لها هدفا وهميا ( تدمير المشروع النووي الايراني) يبدأ من ادراك ان العمل العسكري الغربي ضد ايران سيكون ضمن اطار الصراع الاقتصادي الاسيوي والغربي, وجدلية تفاعل السياسي والاقتصادي في هذا الصراع, فالتوسع الاقتصادي يمهد لتوسع النفوذ السياسي, وتوسع النفوذ السياسي يمهد لتوسع السيطرة الاقتصادية, ولربما لنا نتيجة اخر الاعمال العسكرية في ليبيا دليلا يؤكد هذه الحقيقة, فكانت نتيجة اسقاط نظام القذافي ان انطوت ليبيا سياسيا واقتصاديا في اطار السيطرة الغربية واخرجت من اطار النفوذ الصيني الروسي,
ان المسالة الرئيسية في منظور الموقف الغربي من ايران اذن لا يتعلق بمشروعها النووي بل بموقعها وحركتها اساسا في الصراع القومي, وهو يتعزز بحجم مقدراتها الاقتصادية التي تتمتع استقلاليتها بشروط تحجم مقدار استفادة الاقتصاد الغربي منها, وكذلك بخطر حركتها السياسية المناوئة للنفوذ الغربي في الشرق الاوسط والخليج اخطر مناطق الكرة الارضية اقتصاديا ومواصلاتيا,
ان حجم المطمع الغربي في ايران اذن, لا يستجيب له النيل من راس المشروع النووي الايراني, ولا يخدمه توجيه ضربة عسكرية محدودة تصيب هذا المشروع فقط, بل المطلوب هو استقلال وسيادة النظام الايراني كله والذي لا تستجيب له سوى ضربة عسكري حجمها قادر على تحقيق هذا الهدف.
ان السيناريو الوحيد القادر على تحقيق هذا الهدف لا يمكن ان يكون بجهد منفرد لقوات اجنبية غازية, ستدفع لا شك تكلفة عالية ربما لا تستطيع قدراتها الاعلامية على تبريرها امام شعوبها, ولذلك فان السيناريو الاكثر احتمالا هو محاولة الجمع بين ضربة عسكرية اجنبية ذات حجم يسمح بتضخيم تفاعل التعارضات والتناقضات الايرانية الداخلية, حيث تتولى الاجندة الغربية هنا دعم واسناد وتسليح المعارضة وصولا لاسقاط النظام الحاكم في ايران, لذلك نجد الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها مصرون على تاجيل توجيه الضربة العسكرية لايران الى ما بعد سحب قواتهم من العراق, خشية الانزلاق الى حرب برية تكون خسائرهم بها فادحة, وهم في نفس اللحظة يعملون على تصعيد انهاك ايران اقتصاديا بالعقوبات, ليس من اجل اضعافها عسكريا بل من اجل تصعيد حدة خلافاتها الداخلية, وعزلها السياسي عالميا من اجل تفكيك تحالفاتها الخارجية التي يمكن ان تكون منفذا لها,
ان توقيت الضربة العسكرية لايران يحدد اذن اي سيناريو سيؤخذ به, وفي هذا النطاق يختلف موقف الكيان الصهيوني عن الموقف الامريكي اوروبي,
فالكيان الصهيوني يعلن عدائه لاحتمال التفوق الايراني في المجال النووي, وهو لا يعلن هعداءا لطبيعة النظام الايراني نفسه. بل على العكس, فان من مصلحته الاستراتيجية وجود النظام الايراني المزعج للنفوذ الغربي خصوصا لامريكي الاوروبي في المنطقة لانه عامل تخفيف ضغوط على الكيان الصهيوني, تماما كما هو وضع النظام السوري بالنسبة له,
كما ان الاهم بالنسبة للكيان الصهيوني الان هو التخلص نهائيا من مبدأ الارض مقابل السلام, ومبدأ حل الدولتين في مشروع تسوية الصراع مع الفلسطينيين, لان تسوية الصراع على هذا الاساس يعني اغلاق الطريق على الاستراتيجية الصهيونية في التخلص من النفوذ الغربي والتحول الى مركز استعماري عالمي مركزه منطقة الشرق الاوسط.
ان الكيان الصهيوني يضع الموقف الغربي امام خيار اما ان تخضع لابتزازه وتستجيب لطلباته الاستراتيجية, او ان يبادر لاشعال حرب مع ايران في غير التوقيت المناسب للغرب, الامر الذي اضطر الولايات المتحدة الامريكية واوروبا الى تصعيد موقفها المعادي للتوجه الفلسطيني نحو تدويل الصرع, على اعتبار ان دفع تكلفة المسالة من الفاتورة الفلسطينية هي سمة من السمات التاريخية للخصوصية الفلسطينية, وهنا يمكن لنا ان نفهم لماذا هذا الخروج الفلسطيني عن المنهجية المعتادة واصرارها على العناد في طرح الصراع على طاولة التدويل ومؤسسة الامم المتحدة, بهدف تحجيم المدى الذي يمكن ان يصل اليه الابتزاز الصهيوني والمدى الذي يمكن ان يصل اليه الخضوع الغربي لهذا الابتزاز, والذي يفسر ايضا اصرار القيادة الفلسطينية على اعتبار الولايات المتحدة واوروبا اصدقاء للشعب الفلسطيني رغم عداء مواقفها الشديد لمسار التدويل,
ان الموقف الغربي الان هو بين السندان الفلسطيني والمطرقة الصهيونية, اما الموضوع مجال التشكيل قي هذه العملية فهو مصير النظام الايراني,
ان موقف القيادة الفلسطينية ( م ت والسلطة) اثبت ان قراءته سليمة لما يحدث حوله, وباصراره على موقفه اثبت ان قادر على التاسيس لنتائج استراتيجية سليمة وحاسمة تتعلق بالمصير الفلسطيني, وهو قطعا يحتاج منا كل تاييد والتفاف.



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وحدهم البلهاء يفرحون بخسارة الوطن:
- جدلية العودة للحظيرة الامريكية
- هل يجب ان تدفع الشرعية الفلسطينية ثمن مساومة النظام الاردني ...
- حتى لا نفع في المحظور:
- الرئيس ثقافته نزيهة وهو بخير ولن يحل السلطة:
- هل نحن على ابواب اعلان فلسطيني منفرد عن الدولة الفلسطينية:
- الولايات المتحدة امريكية عدونا الرئيسي:
- نظرة عاجلة على معنى فوز فلسطين بعضوية دولة كاملة في اليونسكو ...
- لا لمصالحة ضد هدف التحرر الوطني الفلسطيني:
- لا يمكن الاستمرار في تجاهل عداء الكونغريس الامريكي للحقوق ال ...
- حركة حماس تطرح شكلا خاصا للتوريث في فلسطين:
- حماس البديل الصهيوني المقترح لحركة فتح في مفاوضات التسوية:
- لهذا....لن تكون هناك مصالحة فلسطينية:
- ضرورة تعدد مصادر التشريع الدستوري:
- تقسيم الكعكة الليبية بين تحالف الناتو والاتجاهات السلفية وال ...
- حضور واغتراب القضية الفلسطينية في حوارنا:
- القرار الفلسطيني بين نهاية الحرب الليبية والاستعداد الاستعما ...
- الغباء السياسي في تصريحات ايران العسكرية:
- تنازلات حركة حماس في صفقة شاليط
- صفقة تبادل الاسرى في اطار صفقة الحرب الاقليمية المحتملة:


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عبد القادر احمد - ضرب ايران عسكريا بين المبرر السياسي والمبرر التقني: