أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد مضيه - بنية نظام الأبارتهايد الإسرائيلي وشروط تقويضه















المزيد.....

بنية نظام الأبارتهايد الإسرائيلي وشروط تقويضه


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 3544 - 2011 / 11 / 12 - 12:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حين يرتعد مجلس الأمن أمام حق النقض الأميركي يجدر أن نتلفت يسرة نحو التضامن الشعبي الدولي المندد بنظام الأبارتهايد الإسرائيلي، حيث تجري مقارنته بنظام الأبارتهايد المقبور في جنوب إفريقيا بفضل الحركة الشعبية العالمية للمقاطعة وفرض الحصار. مع تعاظم الحملة العالمية والنضال في الداخل توصل القائمون على النظام غير الإنساني إلى أن النظام بات عبئا على أصحابه ، وأنه قد آن اوان التخلي عنه وتركه لمصيره. تلك هي التجربة الإنسانية التي يقدمها لنا العالم ويبدو أننا في فلسطين والمجتمعات العربية نتهيب من المشاركة فيها والتعاون معها، من أجل رفع الشرعية الدولية عن نظام الأبارتهايد الإسرائيلي باعتباره مثيلا لنظام تقوض في جنوب إفريقيا. من المحزن أن هذا الموقف التضامني مع عدالة قضيتنا متمثلا في جلسات محكمة راسل لفضح نظام الاضطهاد العنصري الذي تمارسه إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني وتجريمه، يقابل بصمت مطبق من قبل الإعلام العربي والفلسطيني ، صحافة مكتوبة او فضائيات.
فما هي بنية نظام الفصل العنصري في إسرائيل وكيف تعمل آلياته ؟ أجاب على السؤال كاتب صحفي من إسرائيل هو جوناثان كوك، يحمل الجنسية البريطانية ؛ لكنه مقيم في إسرائيل بموجب قانون العودة. وبحكم موقعه عرض النظام بصورة أعمق وأشد وقعا . إنه يعرض المشكلة مجسمة بأبعادها المتعددة ويعرض الحل:
"إذا كان ثمة من يود المساهمة في دعم الشعب الفلسطيني فعلية الإقرار بأن إسرائيل لا تستجيب للضغوطات إلا عندما تتبدل موازين القوى بالمنطقة. ما لم تشكل دول المنطقة بطريقة او أخرى تهديدا حقيقيا ومشهودا لإسرائيل فلن يتغير شيء بالمنطقة.
"إذا ما تمت تصفية الاحتلال فالنخب هي التي ستخسر . ولهذا السبب بذلوا كل ما بمقدورهم للدمج المناطق المحتلة بإسرائيل ، بحيث استحال التوصل إلى صفقة سلام ؛ فالاحتلال والمشاريع الاقتصادية المرتبطة به تشكل مصادر الشرعية الأخلاقية للاحتلال واستمراره السياسي وثراء المحتلين . "
جوناثان كوك يحاور ميشيل نيومان، أستاذ الفلسفة بجامعة ترينت الكندية ، وابن مهاجر يهودي من ألمانيا . يركز نيومان على التحذير من اعتبار نقدممارسات إسرائيل لاسامية ، وهو متعاطف مع الشعب الفلسطيني، ويرى الحل للمشكلة في إقامة دولتين؛ بينما يراه كوك بشكل مغاير. والاثنان يشترطان تشكل نظام إقليمي بالمنطقة ضاغط على إسرائيل وعلى أنصارها:
"ولدى تحقق الشروط الإقليمية التي يعتقدها نيومان ضرورية لطرد إسرائيل من الأراضي المحتلة فإن هؤلا ء الأشكيناز سيقفون أمام خيارين : تقويض البيت أو التفرق إلى حيث تنقلهم جوازات السفر الاحتياط التي يحتفظون بها" فالأمور تتغير نوعيا حين تعجز إسرائيل عن الصمود بوجه ضغوط النظم المجاورة .

يرى جوناثان كوك في الاحتلال أكثر من استيطان. وهنا يضعنا امام جوهر المشكلة : "الاحتلال مشاريع اقتصادية يديرها المستوطنون، وهي تتجاوز الاستيطان إلى حضانة تيار مهيمن ، تيار التعليم الديني يسمم العقول الطرية ، وكذلك السيمانارات التي يتلقى فيها الصبيان المتدينون تدريبات تؤهلهم ليكونوا ضباطا للجيش ويتثقفون يوميا بأنهم الشعب المختار ولهم الحق المقدس في إبادة الشعب الفلسطيني. ولهؤلاء المتطرفين المتمسكين بصهيونيتهم مجموعات سكانية مدينية في الضفة الغربية تلائم نمط حياتهم الدينية . وهؤلاء لن يتخلوا ببساطة عن المستوطنات... فهي عقارات تدر فوائد جمة جرى نهبها من أصحابها الفلسطينيين . وهي مزارع تعتمد في بقائها على سرقة الأرض الفلسطينية ومصادر المياه الفلسطينية.
"والاحتلال يوفر أراض تختبر عليها الأسلحة المتقدمة ووسائل المراقبة المتطورة من إنتاج الصناعات العسكرية وأجهزة المراقبة والتجسس التي تدر الأرباح الجزيلة . كما أن الاحتلال ينعش خدمات الأمن والمخابرات ، حيث يعمل الأشكيناز وينتقلون منها إلى قيادة الأحزاب السياسية . لن يتم التنازل بسهولة عن أي من هذه المكاسب . ناهيك عن تكاليف ضخمة سوف تدفع للفلسطينيين تعويضات عن الخسائر ولمن طردوا من ديارهم.
"أعتقد أنه ما إن تجف فرص تبييض الأموال التي يثري من ورائها السياسيون والجنرالات ، فسيكون من الأسهل والأسلم تصدير مهاراتهم إلى مكان آخر . سوف يخلون المكان لإسرائيليين عاديين ولأفراد روس ولأقلية من الفلسطينيين والشرقيين ولليهود الأرثوذكس المتطرفين ، أولئك الذين لم يتذوقوا طعم الثمار الحقيقية للاحتلال ولم تتعمق جذور الصهيونية في وجدانهم . هذه الفئات لن تنال مساندة نواب الكونغرس الأميركي ، وليست لديها الرغبة ولا الكفاءة لإدارة الجيش، وحين يتبدد الصمغ الذي يلصق أجزاء المشروع الصهيوني لبعضها البعض، فإن الفلسطينيين والإسرائيليين الباقين في البلاد سيجدون المصلحة المشتركة للتوصل إلى حلول لمشكلة العيش كجيران".
إذن جرى تشخيص الداء برؤية جدلية تربط الظواهر ببعضها البعض وتدمج الحاضر في مستقبل يحمل في طياته تبدلات نوعية. أما توصيف العلاج المنطقي، فيتطابق مع ما تقوم به محكمة راسل الشعبية العالمية. بالنظر لأن إسرائيل لا تخضع للمحاكمة بسبب رفضها قبول أحكام محكمة الجنايات الدولية أو محكمة العدل الدولية فإن هيئة محكمة راسل تسعى لتعويض ذلك الضعف في نظام العدالة الدولي عن طريق إجراء المحاسبة أمام محكمة الضمير العالمي.

انعقدت هيئة محكمة راسل في كيب تاون بجنوب إفريقيا يوم السبت ، 5تشرين ثاني. وسبق انعقاد جلسات هيئة المحكمة حملة صحفية ترد على تشويه سمعة المحكمة واتهامها بالتحيز ، وهو ما ورد في مقال غولدستون ( نيويورك تايمز 1/11/2011). للأسف الشديد غابت عن الحملة الأقلام العربية . وقدم كاتب هذه السطور محاولة متواضعة[ غولدستون المغلوب على أمره ، الحوار المتمدن ـ العدد 3536بتاريخ 4/11] رفعت بسرعة لم تعهدها المقالات السابقة، فأتيح الاطلاع عليها لنصف عدد القراء المألوف في مقالات سابقة.
تصدى صديق غولدستاون ومواطنه الجنوب إفريقي، جون دوغارد أستاذ القانون الدولي ، الذي أجرى دراسة شاملة لقانون الأبارتهايد تحت عنوان " حقوق الإنسان والنظام الحقوقي في جنوب إفريقيا ـ "، وعمل لمدة سبع سنوات( 2001ـ 2008) مفوضا خاصا في الأراضي المحتلة للجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة. وجاء في مقاله:

تندرج جريمة الأبارتهايد ضمن مضمون الميثاق الدولي لعام 1973 بصدد نظام الأبارتهايد في جنوب إفريقيا وممارسات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، خاصة في الضفة الغربية، بهدف التصدي للجريمة وإنزال العقوبة بمقترفيها. وما من فرق في الممارسة العملية بين النظامين : كلاهما يتصفان بالتمييز ، والاضطهاد واحتلال الأرض. ومضى إلى القول: إن هدم بيوت الفلسطينيين يماثل هدم بيوت تخص السود الخاضعين للحكم العنصري. ومصادرة الأراضي الزراعية للفلسطينيين بادعاء إقامة جدار أمني يعيد للأذهان ذكريات مماثلة. ومعظم سكان جنوب إفريقيا ممن يزورون إسرائيل تصدمهم مشاهد تؤكد التماثل بين النظامين العنصريين . وهناك ما يكفي من الأدلة لأن تجري تحقيقات مشروعة حول ما إذا كانت إسرائيل تنتهك قانون منع الأبارتهايد المعمول به منذ عام 1973 وإعلان روما. حقا فقد مضت إسرائيل شوطا أبعد من جنوب إفريقيا بشق طرق منفصلة لكل من الفلسطينيين والمستوطنين. إسرائيل استولت على أراض فلسطينية لبناء مساكن تؤوي نصف مليون مستوطن.
وشارك في الرد على مقال غولدستون البروفيسور ريتشارد فولك، المفوض الحالي في فلسطين للجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، أستاذ القانون الدولي سابقا بجامعة برينستون وعمل أستاذا زائرا بمعهد الدراسات الكونية والعالمية بجامعة كاليفورنيا، وله عشرات الكتب في نقد سياسات أميركا الخارجية وفي معالجة المواضيع الإنسانية الدولية . في مقالته بعنوان "غولدستون ينقل خطواته على جسر يمضي به إلى المجهول"أورد فالك أن " اللجوء إلى محكمة شعبية مشكلة من هؤلاء المتميزين بالسلطة المعنوية العليا والخبرة المتخصصة لهو الرد البنّاء على فشل حكومات ومؤسسات عالمية في تطبيق القانون الجنائي الدولي. وكل ذوي الإرادة الطيبة مطالبون بالترحيب بهذه الهيئة بدلا من التجني عليها مثلما فعل غولدستون... إن تهم ممارسة الأبارتهايد الموجهة ضد إسرائيل تمتلك سلطة أخلاقية على صعيد دولي ، ولسوف تتدعم ردود أفعالها على تهمة الأبارتهايد بشهادات قضاة وخبراء متخصصين بالصراع القائم. وحظيت هيئة المحكمة بشرف مشاركة جون دوغارد، وهو ما كان أحد زملاء غولدستون المقربين، هذا الذي يعتبر أحد أكثر الأصوات صدقا في مقارنة الأبارتهايد الذي مورس في جنوب إفريقيا مع ما يمارس فوق الأراضي الفلسطينية المحتلة. وينوي دوغارد تقديم شهادته الحقوقية الداعمة لتجريم إسرائيل بممارسة الأبارتهايد....
" غولدستون يشيطن قضاة محكمة راسل دون ذكر أسمائهم ، باعتبارهم منحازين يحملون ’ رؤئ ساخطة ضد إسرائيل‘. إن غولدستون الجديد يتبنى المعيار الذي تستخدمه إسرائيل لتجريم كل صوت ينتقد ممارساتها ، بغض النظر عما ينطوي عليه هؤلاء من نزاهة وتأهيل ، دون أن تتخذ نظرة جادة تجاه تهم الأبارتهايد". ...
ثم انتهى إلى القول : يكفي هيئة محكمة راسل فخرا محاولتها البطولية لتحدي فضيحة الصمت التي أتاحت لإسرائيل اقتراف المظالم بدون مساءلة. .. ومن المحتمل أن نمضي للوراء حتى عام 1948 ونربط تهمة الأبارتهايد بالأحداث التي صاحبت إقامة دولة إسرائيل ، حين لم تكن ممارسات الأبارتهايد موضع تجريم". انتهت مرافعة الدكتور فالك .

وبالفعل، فإن فشل المساعي لاتخاذ موقف صلب تجاه إسرائيل وجلبها إلى المساءلة عن جرائمها قضية سياسية تتوقف على ميزان القوى الراهن، وعلى احتمال عزل إسرائيل على صعيد العالم . إسرائيل لا تريد السلام ، وفي طيات حملاتها ضد إيران تكمن مخاطر كارثة بالمنطقة وقد تتجاوز حدودها.
تشكلت محكمة راسل الدولية في آذار 2009 وكرست نشاطها الحقوقي لدعم حقوق الشعب الفلسطيني . والهيئة امتداد لمحكمة أنشأها الفيلسوف البريطاني جون برتراند راسل بالتعاون مع الفيلسوف الفرنسي جين بول سارتر لمحاكمة الأميركيين المتورطين في جرائم حرب الفيتنام، وذلك في إطار حركة التضامن العالمية مع النضال البطولي للشعب الفيتنامي. والمحكمة في الجوهر موجهة إلى الرأي العام العالمي .
ضمت هيئة محكمة راسل في عضويتها المناضل من جنوب إفريقيا ضد الأبارتهايد، القس دزموند توتو ، إلى جانب كل من ستيفان هيسيل أحد الناجين من الهولوكست، والشاعرة والكاتبة أليس ووكر، ثم مايريد ماغواير ، الفائزة بجائزة نوبل للسلام وشخصيات عالمية مرموقة أخرى. وقال دزموند توتو أن هذه هي المرة الثالثة في هذا العام تنظر المحكمة في موضوع الاضطهاد العنصري المصلت على الشعب الفلسطيني . المرة الأولى في برشلونة والثانية في لندن وستعقد المحكمة جلساتها القادمة بنيويورك في أواخر العام الحالي. وبينما كانت المحكمة تعقد جلساتها كان موقعها الإليكتروني مزدحما بالرسائل . وفي ذات الوقت اتخذ الكنيست الإسرائيلي قرارا بموجبه يجوز نزع الجنسية عن النائبة في الكنيست حنين الزعبي لأنها أدلت بشهادتها أمام المحكمة. وردا على التهديد الموجه طلبت هيئة المحكمة من حكومة جنوب إفريقيا أن تضمن عدم اتخاذ إجراءات من قبل إسرائيل ضد من مثلوا أما المحكمة.

وفي مساء الأثنين توصلت هيئة المحكمة بالإجماع إلى أن " إسرائيل تخضع الشعب الفلسطيني لنظام ممأسس للسيطرة يصل حد الأبارتهايد كما تم توصيفه من قبل القانون الدولي" .إن أفعال إسرائيل "جرى اقترافها بصورة منهجية في إطار نظام ممأسس لسيطرة مجموعة عرقية على أخرى" . وفي القرار أعير الاهتمام لشهادات واسعة الانتشار حول " القتل المتعمد "، و" استخدام القوة القاتلة" ضد المشاركين في المظاهرات السلمية، وكذلك تعذيب المعتقلين وإساءة معاملتهم.
وجاء في القرار أيضا أنه على الرغم من أن الفلسطينيين يعيشون تحت الاحتلال في الأراضي العربية المحتلة فإن نظام الأبارتهايد يمتد إلى التعامل مع الفلسطينيين مواطني دولة إسرائيل، وأن " سيطرة تل أبيب على الشعب الفلسطيني أينما يقطن ، باتت تشكل نظاما متماسكا للأبارتهايد" .
وأهابت هيئة المحكمة بالمجتمع الدولي ممارسة الضغوط على قوى الاحتلال تتمثل في فرض عقوبات وتفكيك العلاقات مع تل أبيب.
وما إن انتهت أعمال المحكمة حتى جاء التأييد لقراراتها واستخلاصاتها من داخل إسرائيل نفسها. يبدو أن الأفق الذي تخيله جوناثان كوك قريب . فمن كبار رجال الأمن في إسرائيل صدر النذير من رئيس جهاز الأمن الإسرائيلي السابق، هاليفي:

"التطرف والتدين اللذين باتا يُميزان المجتمع اليهودي في إسرائيل، هما أخطر على وجود دولة الاحتلال من الخطر النووي الإيراني. لا يوجد أي خطر وجودي على الدولة العبرية من قبل الجمهورية الإسلامية"، على حد تعبير ، وأن "إيران غير قادرة على محو إسرائيل عن الخارطة."
المعاملة اللطيفة التي يحظى بها المستوطن في (يتسهار) قرب نابلس، المتهم بإحراق مسجد ولم يجر اعتقاله، أصلا، من قبل (الشاباك)، ولم يستخدم معه "الأساليب المعروفة"، لم ينجح حتى الآن بانتزاع أية اعترافات تربطه بالعملية الإرهابية. بالمقابل أشير إلى سرعة (الشاباك) في التحرك وجمع المعلومات التي أوصلت إلى اعتقال قاصرين فلسطينيين، بتهم إلقاء الحجارة على مركبة مستوطن، الأمر الذي تسبب بانقلاب المركبة ومقتله. ويورد كيف استخدم (الشاباك) في التحقيق مع الطفلين العربيين "الأساليب المعهودة " وانتزع منهما اعترافات ربطتهما بالعملية وأدانتهما بارتكابها. هذا هو الفرق الكبير. وهو ينم عن تمييز عرقي في التعامل مع التجاوزات على القانون . (الشاباك) ينجح مرة تلو الأخرى في إحباط وكشف عمليات أسماها بالإرهابية من قبل فلسطينيين، من الضفة والقطاع ومن داخل الخط الأخضر ويفشل مرة تلو الأخرى، أيضا، أمام تنظيمات سرية يهودية وفي منع مجازر وعمليات إرهابية يهودية...
إن استيعاب جوهر الاحتلال الإسرائيلي ونظامه البنيوي لا يبلغ المستوى المطلوب من قبل الهيئات الإعلامية الفلسطينية والعربية . ودليل ذلك التعتيم على أعمال المحكمة الشعبية لفضحه وإدانته باعتباره مناقضا لأحكام القانون الدولي الإنساني.والسبب أن الأنظمة الديكتاتورية القمعية تعهدت الذهنيات المنغلقة على الذات والمناهضة للانفتاح على الحركات الإنسانية. وإسرائيل من جهتها تكافح الجهود الرامية لوضع القضية الفلسطينية على مستوى إنساني دولي. وفي العالم العربي يجري تكرار تجربة " جيش الإنقاذ" التي انتهت بالكارثة النكبة. ونسمع من فضائيات فلسطينية الترويج لفكرة الشباب يؤهل ويعد للقدوم إلى فلسطين وتحريرها!!لم نتعلم شيئا ولم نتخل عن تقليد ثبت فشله. دعوات إرسال متطوعين عرب لمهاجمة قلعة الأبارتهايد في فلسطين لن تحرك حجرا في القلعة. على الأقل دروس الانتفاضات العربية ، حيث انتصار الديمقراطية في مجتمع عربي أو في المجتمعات المحيطة بإسرائيل اعتبر انتصارا للقضية الفلسطينية وأوقع الرعدة في أوصال اللإسرائيليين.
الثقافة المناهضة للاحتلال تقارب الديمقراطية والتنمية الاجتماعية للمجتمعات العربية ، وتمتين الوحدة الوطنية ومكافحة القطرية الانعزالية في كل مجتمع عربي. والثقافة المناهضة للاحتلال تنهض حركات شعبية داخل الأراضي المحتلة وفي كل بلد عربي، خاصة تلك المحيطة بإسرائيل. وحصار إسرائيل بأنظمة عربية ديمقراطية مناهضة للسيطرة الامبريالية هو الطريق الذي لم يجرب إقليميا، لكن تمت تجربته بنجاح في جنوب إفريقيا ، رغم أنه حدث في حقبة انفراد الامبريالية الأميركية بالهيمنة على النظام العالمي.
يحسن تذكر نصيحة جوناثان كوك: إذا كان ثمة من يود المساهمة في دعم الشعب الفلسطيني فعلية الإقرار بأن إسرائيل لا تستجيب للضغوطات إلا عندما تتبدل موازين القوى بالمنطقة. ما لم تشكل دول المنطقة بطريقة او أخرى تهديدا حقيقيا ومشهودا لإسرائيل فلن يتغير شيء بالمنطقة.



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غولدستون المغلوب على أمره
- مأساة ليبيا بين آفات القذافي ونهم الاحتكارات النفطية ´- الحل ...
- ليبيا بين الآفات النفسية والذهنية للقذافي وبين نهم الاحتكارا ...
- الحق حين يسخره الباطل
- الدولة الوطنية من حلم إلى كابوس
- بعض الملاحظات على كتا ب -رؤية بديلة للاقتصاد الفلسطيني من من ...
- الديمقراطية الأميركية معاقة بالكساح
- أضواء العلم على تفجيرات نيويورك
- مزيد من الأضواء على أخطر مؤامرات اليمين الأميركي ضد البشرية
- إعادة القضية الفلسطينية إلى الأمم المتحدة
- سوريا ديمقراطية متحررة وتقدمية
- جريمة بريفنيك في النرويج نذير وعبرة
- كل شيء يهون حيال استقلالية القرار الوطني !
- فلسطين .. العراق وعالم الغاب
- لصراع تغذيه المصالح ويتفيأ بظلال الدين
- وفي إسرائيل تنشط فرق البلطجة
- وقائع التاريخ وأزمة إسرائيل الوجودية
- خلف دخان التفاوض إسرائيل وحلفاؤها يجسدون الحلم الصهيوني
- استنهاض الحركة الشعبية (3من3)
- استنهاض الحركة الشعبية(2من3)


المزيد.....




- رصدته كاميرات المراقبة.. شاهد رجلًا يحطم عدة مضخات وقود في م ...
- هل تعلم أنّ شواطئ ترينيداد تضاهي بسحرها شواطئ منطقة البحر ال ...
- سلطنة عُمان.. الإعلان عن حصيلة جديدة للوفيات جراء المنخفض ال ...
- في اتصال مع أمير قطر.. رئيس إيران: أقل إجراء ضد مصالحنا سيقا ...
- مشاهد متداولة لازدحام كبير لـ-إسرائيليين- في طابا لدخول مصر ...
- كيف تحولت الإكوادور -جزيرة السلام- من ملاذ سياحي إلى دولة في ...
- محاكمة ترامب -التاريخية-.. انتهاء اليوم الأول دون تعيين مُحل ...
- حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني في عمان يتقبل التهاني ...
- كاتس يدعو 32 دولة إلى فرض عقوبات على برنامج إيران الصاروخي
- -بوليتيكو-: الاتحاد الأوروبي بصدد فرض عقوبات جديدة على إيران ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد مضيه - بنية نظام الأبارتهايد الإسرائيلي وشروط تقويضه