أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - كفاح حسن - فداءا لمثواك من مضجع














المزيد.....

فداءا لمثواك من مضجع


كفاح حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3544 - 2011 / 11 / 12 - 03:47
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


في الذكرى السابعة لإستشهاد وضاح

إعتاد وضاح في سنوات صباه تخيل معارك يخوضها في صراع طويل و صبور دون ملل أو إنقطاع. فإمتزجت أحلام طفولته و صباه، بحياة ملأتها المغامرات و المخاطر. و كأن وضاح يجد راحته في قلب المعارك و القتال.

ولم تقتصر معاركه في وديان جبال شمال العراق الشماء، بل إمتدت معاركه إلى أزقة بغداد. فحين إنقض النظام الصدامي في أنفاله ضد قرى ووديان كردستان، عقب إنتهاء الحرب الإستنزافية العراقية الإيرانية، برزت فرصة لوضاح و لرفاقه للإلتحاق للعمل داخل المدن العراقية، بضمنها العاصمة بغداد. لقد إختار وضاح و رفاقه الطريق الصحيح، بدلا من الهرب إلى المواقع الحدودية ومن ثم الضياع في غربة قاتلة.

إن فرصة العمل الحقيقي وسط المدن، منحت وضاح و رفاقه خبرة غنية تضاعف خبرة العمل المسلح في أودية الجبال. فوسط الجماهير تنفتح آفاق العمل الواسعة و الوفيرة. على عكس العمل المسلح المحصور في وديان ضيقة بعيدة عن الجماهير.

وفي الدهاليز مابين باب المراد و باب الدروازة يتجول وضاح وسط الصبايا الكاظميات السابحات بمسيرهن المتغنج لتمنح وضاح الطمأنينة و الإفتخار. ولقد إعتدت المرور عند صديق بزاز هناك، كان وضاح يزوره بإنتظام، و يجد عنده الآمان و الأمل بالمستقبل. و كنت أمازحه دائما بالعتاب: لماذا قتلوا "دعبول" وورطونا، طالبا منه "فصلية" بفاتنة من الفاتنات المتراقصات في مشيتهن في الأسواق المحيطة بالحرم الكاظمي. إلتقيته بأعوام بعد إستشهاد وضاح، فمازحني طالبا مني الكف عن طلب "فصلية" فقد أرسلوا لنا "الأفغاني" ليجعلونا نترحم على قتلة دعبول. فلقد ركب "الأفغاني" الموجة مابعد إحتلال العراق، لتلتحق به جمهرة واسعة من المحرومين و المتذمرين. وبدلا من الوفاء لجمهرة مؤيديه، زج بهم في سياسة مغامرة و متقلبة تعتمد الشعارات الجوفاء و تغطية أعمال الإجرام و السلب و صب النار في حرب طائفية تحرق الأخضر و اليابس. ولا يعتبر "الأفغاني" حالة نادرة في تأريخ العراق عبر العصور. فهو واحد من عديدين خربوا البلد خلال عصوره المختلفة. وكان دورهم تخريبي و مدمر، و حيث كانت هناك هوة واسعة مابين أفعالهم و أقوالهم. و كانوا السبب في دخول البلد في عصور مظلمة.

ورغم مزاح صديقي الكاظمي، إلا إنه لم يخفي حزنه بفقدان وضاح، رغم إنني قابلته بعد أكثر من أربع سنوات من بعد إستشهاد وضاح. لقد كان حزنه ممزوج بمشاعر من الغضب، و هو يردد مقطع من أغنية عراقية قديمة:
"يامن تعب يامن شقى يامن على الحاضر لقى"

حيث يصف هذا المقطع بوضوح لما آل إليه وضع البلاد. فوضاح واحد من الذين بذلوا بالغالي و النفيس لأجل مصلحة الوطن و الناس، منهم من إستشهد، ومنهم من بقى يراقب الأحداث مترفعا من الإنغماس في غمرة أعمال سرقة و نهب و إغتصاب للوطن تحت شعارات وطنية جوفاء.

و نحن نشرب مع صديقي البزاز شربت البالانكو عند بائع متجول في سوق الأستربادي، تحدث معي بحسرة عن حال السوق. فبسبب الإرهاب الصدامي، إضطر تجار السوق و أولادهم إلى الفرار من مرتع صباهم. ليدخل السوق أناس جدد، حتى تجد نفسك غريبا في هذا السوق الذي كان قلب المدينة النابض و ملتقى شبابه. فأجبته بأن هذه هي نفس مشاعري عندما أتجول في أسواق مدينتي كربلاء، حيث أتجول فيها كغريب، و أنا الذي نشأت و ترعرت في هذه الأسواق.

وهنا تذكرنا مقولة الإمام علي "الفقر في الوطن غربة" حيث تشاهد مشاعر الإنفصام عن الوطنية المنتشرة وسط الناس، والرغبة المتزايدة في الهجرة و ترك الوطن لسارقيه. فهل هو الفقر لوحده يقود العراقي للإغتراب في بلده، أم الأحداث المأساوية المتلاحقة.

إن بصيص الأمل يتجدد ونحن نواكب تنامي مظاهر المعارضة للنظام و الإحتلال. ولكن هذه المظاهر لازالت بدائية. ولم تتخذ بعد ظاهرة جماهيرية متنامية، في ظل سياسة التجهيل الثقافي، و إجبار الناس على الإنغمار في المراسم العزائية الجاهلية.

إن بصيص الأمل ننتظره من الجيل القادم الذي ينبغي أن ينهض من وسط الرماد لإعادة الحياة للعراق الذي عرفناه، و ليس عراق اليوم المنهوب المسلوب الإرادة.

و يبقى مثوى وضاح و رفاقه ملهما للنهوض، فمضاجع الشهداء هي محطات للثورة و التمرد.


كفاح حسن
كربلاء - سوق العلاوي
2011-11-11



#كفاح_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فارس كربلائي في وديان قنديل
- في الذكرى السادسة لرحيل وضاح
- صفحة مطوية من تاريخ العنف السياسي
- لاحت رؤوس الحراب - في الذكرى الخامسة لأستشهاد وضاح
- وداعا أخت الشهداء و أم الشهيد
- مقاتلات عنيدات
- - يا ليت الليالي تجمع شملنا!-
- أزمة..أم إنهيار!
- غفار كريم .. جندي مجهول في صحافة الحزب الشيوعي
- خالد يا خالد
- غانم..ياستار
- ملا حسن -أبو ئاسو-..وداعا!
- الأشجار تموت واقفة
- شامي غريبون -عشاء الغرباء-
- مناجاة لفتى الفتيان
- أحلام كالأوهام..و أوهام كالأحلام
- الجموع تصيح ..إعدم!!؟
- من لم يمت بالسيف مات بدونه
- نفتح قلوبنا لنلقاك ياوضاح
- أستاذنا العزيز..وصلت الوصية، ولكن ما باليد حيلة! - تعقيب على ...


المزيد.....




- نيويورك.. الناجون من حصار لينينغراد يدينون توجه واشنطن لإحيا ...
- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - كفاح حسن - فداءا لمثواك من مضجع