أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود فنون - الامريكان يعيدون الكرة في القرن الواحد وعشرين!















المزيد.....

الامريكان يعيدون الكرة في القرن الواحد وعشرين!


محمود فنون

الحوار المتمدن-العدد: 3543 - 2011 / 11 / 11 - 16:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في بداية القرن العشرين تمكن الانجليز من ركوب موجة الثورة العربية الكبرى ضد الطغيان والتخلف العثماني,وتمكنوا من التسلل الى قيادة الثورة بواسطة ادوات عربية كانت قبل استخداها معهم ادوات بيد العثانيين,أي اقتنصوها من ايدي العثمانيين واستخدموها ضد الثورة بالاغراء والخديعة, وباسم الثورة والتحرر من العثمانيين والاتراك.
لقد نجح الانجليز في استمالة الهاشميين ,آل الشريف حسين ووعدوهم بما هو خير من لقب الاشراف, الذي حصلوا عليه كابر عن كابر من الدولة السنية التي تطوعوا لخدمتها والاخلاص لها زمنا طويلا ,وعدوهم بلقب "الملك"."ان حكومة جلالة الملك لا تمانع في ان يكون للعرب ملكا منهم ومن سلالة النبي"هكذا قال الانجليز لمبعوثيهم الى الشريف حسين. فسال لعابهم ,وسارع الشريف حسين الى ارسال رسالته المعبرة عن مطالب القويين العرب للحكومة التركية,والتي بدورها وعلى لسان وزير داخليتها ردت على الشريف ردا غاضبا وخاليا من اللياقة, ردا غاضبا ولا يتضمن أي استجابة لاي من المطالب ,بل استنكر وزير الداخلية على الشريف حسين وبصفته موظفا في الدولة ان يرفع مثل هذه الطالب .
هنا ادار البدوي الموعود بالملك ظهر المجن للدولة التركية واستكمل التفاهم مع الانجليز.
كانت الامة في المشرق العربي ومصر تغلي وتجهر بالمطالب القوم وتطالب:بعضها بالادارة الذاتية بينما وصل البعض الآخر لشعار الاستقلال التام للامة العربية ,ثم عاد وارتقى طلب الجميع الى الاستقلال التام .
كانت الحركات العربية متعددة وتعقد المؤتمرات وتحاول صياغة نفسها كحركة قومية شاملة وموحدة ,لتقوم بالثورة على الاتراك وتنفصل الولايات العربية عن حكمهم .كان هذا قبيل الحرب العالمية الاولى,واثر تعمق النهضة العربية في عقول الطلائعيين العرب.
في تلك الفترة كان الانجليز والفرنسيين يبحثون في تقاسم تركة الرجل المريض (دولة العصور الوسطى المتعفنة الآيلة الى السقوط فوق رقابنا). كان الغرب يتنافس :المانيا والنمسا من جهة وبريطانيا وفرنسا من جهة اخرى.
وخيل للألمان أنهم كسبوا الرهان ,حيث تسللوا الى قلب الرجل المريض واحتلوه من الداخل بواسطة المستشارين والقروض والاستثمارات والمساعدات والمشاريع..الخ,فقد اصبحت تركيا وكانها خاضعة للالمان
ومن جهة ثانية خططت بريطانيا وفرنسا لأطماعهما وتحركتا في الجهة الأوروبية مكن الدولة العثمانية ثم .
ثم تمكنت بريطانيا من كسب الهاشميين لجانبها ,وبطريقة ذكية تستند على القيم والتقاليد القبلية العربية المرعية والموروث الثقافي في أصول الزعامة في المنطقة وتأصل الأفراد حسب الحسب والنسب والجاه ,وما كان يسمى بسلالة النبي والصبغة الدينية..الخ .تمكن الهاشميون وبدعم ذكي من بريطانيا من التربع على عرش قيادة الثورة لتتمكن بريطانيا ومن خلالهم من قيادة وتوجيه هذه الثورة لا وفق أهداف ومخططات الثوريين بل وفق مخططات بريطانيا واستحقاق خططها الحربية في المنطقة وفي حدود هذه الخطط, لتضع بعد ذلك حدا لاهداف الثورة العربية الكبرى وتجهز عليها بواسطة اعوانها, الذين تسللوا الى الداخل واحكموا القبضة عليها,حيث من خلالهم قدمت المساعدات والتسليح والتدريب والتوجيه والقيادة وكانت الجماهير تهتف منساقة الى مذبحها غافلة ,ثم تنقلب بريطانيا على هذه الاهداف في الوقت المناسب وتطبق اتفاقية سايكس بيكو سارية المفعول على الارض فيما يتعلق بتقسيم المنطقة الى دويلات بالرغم من خروج الانجليز والفرنسيين منها مطرودين .
ان سيناريو ادخال الهاشميين الى قيادة الثورة التي لم يكونوا معها بالاساس ,قد تم كشفه ونشره بكل تفاصيله منذ مدة طويلة .وهذا السيناريو يتكرر اليوم في الثورات الغربية على ايدي الامريكان واعوانهم من الرجعيين العرب والعملاء بمختلف الاشكال,وبادعاء مساعدة الجماهير المنتفضة ولحمايتها من بطش النظام.
وكذلك تم كشف كل المجريات التي وقعت قبيل حرب 1948 م وكيف نجح الانجليز ايضا في ترتيب الاوراق بحيث تتمكن الصهيونية من السيطرة على الجزء الاكبر من فلسطين, من خلال حرب ضروس في الظاهر انتصر فيها الصهاينة ,القوة الصغيرة على جيوش الدول العربية الخمسة المشاركة في الحرب .لقد كانت حربا بادارة بريطانيا وتحكمها على كل الجبهات .
وقد كشفت الروايات التاريخية ومذكرات القيادات العسكرية العربية والاجنبية والوثائق التاريخية السياسية والدبلوماسية ,كيف سارت الامور .
لقد وقعت هذه الاحداث عام 1948 ولما يجف حبرالمنشورات التي كشفت ما جرى للثورة العربية الكبرى سنة 1916م بل ان العديد من ابطال وشهود وشخوص تلك المرحلة كان على قيد الحياة ,ومنهم مثلا الملك عبدالله بن الحسين الذي اصبح ملكا على الاردن بتنصيب بريطانيا واصبح ومن خلال هذا الموقع قائدا للجيوش العربية التي تظاهرت بانها تحرر فلسطين من اليهود في حرب عام 1948م .
لقد نجحت بريطانيا في المرة الثانية في السيطرة على حركة عربية منافسة للسياسة البريطانية ,وتمكنت من ترتيب قيادتها العسكرية ولكن هذه المرة على المكشوف ,فالقائد العسكري الاول للقوات العسكرية هو بريطاني واسمه جلوب باشا وكل اعوانه القادة العسكريين هم من الانجليز ايضا وتحت راية الملك عبدالله الذي عينه الانجليز ملكا وعينته الجامعة العربية قائدا اعلى للقوات العسكرية المكلفة بتحرير فلسطين.
هي حالة صراعية يتقابل فيها الاطراف في السر وفي العلن ,في الخفاء وعلى المكشوف ,والاقوى والاكثر تطورا هو الذي يقرر وهو الذي يتمكن من الاستفادة من المقدرات الموجودة.
القرن الواحد والعشرين:
هكذا اذن !:وما ان انطلقت الجماهير العربية في الشوارع منتفضة ضد طغاتها ,حتى تحركت القوى من كل الاتجاهات للتفاعل مع هذه الانتفاضات ,وكما قلنا سابقا الاقوى هو الذي يتمكن من الاستفادة من الممكنات الموجودة.
ان هذه الانتفاضات خطرة جدا على المصالح الرجعية العربية والامبريالية الغربية ,ذلك انها ترفع شعارات عميقة تطال بنية الحكم وطرائق العيش وتوزيع الثروة ,كما تطرح شعارات الكرامة العربية بل ان هذه الكرامة التي ديست مرات عديدة كانت من اكبر عناصر الاحتقان على مدى عقود متتالية ,سواء مايحصل في فلسطين او العراق او لبنان ,وامام انظار الجماهير والحكام العرب .
كانت الجماهير قد تربت في عقود الخمسينات والستينات على معاداة الامبريالية والرجعية والتحرر من نير الاستعمار والرجعية المحلية المتعاونة مع الاستعمار وعلى افكار الناصرية في التحرر والعدالة الاجتماعية والاشتراكية .وشاهدت كل هذا الاذلال من قبل الامبريالية واعوانها المحليين.كم وعانت من نتائج الدين العام وسياسة صندوق النقد الدولي ..ومن الفساد وسوء الادارة والفقر والبطالة ..لقد عانت وراكمت معاناتها واحتقانها الى ان بلغ حد الانفجار الثوري وبدأت كرات الثلج بالتدحرج وبدأت حجارة الدومينو تقلب بعضها بعضا.
هن فعلت القوى المعادية كل طاقتها لتربح الجولة في الثورات المشتعلة ضدها وضد اعوانها :فاستنفرت دول الخليج التي تظاهرت على الفور انها مع الانتفاضات ومع الجماهير .
لقد تمكنت القوى المعادية من قطع السياق في تونس بارغام زين الدين بن علي على مغادرة تونس ,فرج الناس في الشوارع مهللين بالنصر .
وفي مصر امسك الجيش بالزمام قبل ان تتطور الحركة الى ثورة جارفة .
اما في ليبيا فقد اتسعت الحركة لتتحول الى صراع دموي يقف حلف الناتو مع احد طرفيه (مع الثورة؟)بعد ان تمكنت القوى الموالية للغرب من الاستيلاء على مقاليد الثورة وقيادتها .وبعد ان امسكت بالزمام سحبت سلاح شباب الثورة كي تكون سيطرة هذه القيادة هي نهاية الثورة .
ان الامر في سوريا لا يختلف كثيرا .فبعد ان تأخر النظام في المعالجة تمكنت الفئات القريبة من الغرب من ترتيب صفوفها مدعومة بكل وسائل الدعم المتاحة وتمكنت من تشكيل المجلس الوطني السوري على غرار المجلس الوطني الليبي,وبدأت بالمطالبة بتدخل الغرب لقصف سوريا وتدميرها .
يبدو ان هناك قوى في سوريا توض الثورة ولكنها ترفض التدل الاجنبي وقصف سوريا ,ويبدو ان هذه القوى اكثر قربا من حركة الجماهير في الشارع ولم تقتنع بعد باستدخال الغرب في الحركة الشعبية واسعة النطاق في سوريا .
ان فرص تحول الحركة في سوريا الى حرب اهلية واسعة ,تجعل التدخل الغربي مواتيا اكثر فاكثر,ولا زال الغرب ينتظر نضوج الاوضاع والفرصة المواتية .علما ان المسألة في سوريا حتى الآن ترتبط بالبعد الاقليمي (ايران وحزب الله)والبعد الدولي الخجول(الصين وروسيا)ولكن الطبخة على النار!
ان القوى الرجعية العربية تخشى الثورة وامتداد نارها.تخشى ان تحرق الرجعيين والمتعاونين مع الاستعمار.
والامبريالية تخشى على مصالحها وعلى انصارها المحليين.
وهكذا يتشكل الحلف الرجعي الاستعماري في مقابلة الجماهير العزلاء من السلاح ومن الحلفاء المناصرين لاهدافها ,فيأتي الغرب بلبوس حماية الجماهير والدفاع عنى حقوق الانسان ويتدخل بطرائق تفسح له المجال لاستبدال رموزه برموز تصفق لها الجماهير وتؤدي الدور المطلوب .
وكما ذكرت في مقالة سابقة يبدو ان الغرب يراهن على الحركات الدينية المعتدلة والقابلة للتدجين من اجل ان تستلم المقاولة من خلال صناديق الاقتراع .
لقد تاكد للغرب ان نشر التدين خلال العقود الماضية والذي استعمل لتحصين الجماهير ضد الاشتراكية وضد التقدم قد جعل المناخ الجماهيري مناا اقرب الى دعم المتدينين في الانتخابات كما حصل في الجزائر وفلسطين وكما دلت التجربة الاخيرة في تونس .
ولذلك نشطت اللقاءات والوعودات والتطمينات التي قربت المسافة بين التيارات الدينية والدول الغربية بواسطة الاردن والخليج العربي وتركيا وعلى ما يبدو فان المقاولة الآن هي مع التياات الدينية السياسية والسلفية.



#محمود_فنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب يقتربون من الاعتراف بوعد بلفور
- ازمة القيادة الفلسطينية من اللجنة التنفيذية الى اللجنةالعربي ...
- وعد بلفور تكثيف للعلاقةالامبريالية مع الصهيونية
- حقيقة المقاولة
- مرة اخرى مات القذافي ولم تنتصر ليبيا
- ايها الام الفلسطينية
- سورياتقترب من منعطف حاسم
- نضحي من اجل شعب فلسطين
- صفقة تبادل الاسرى في وقتها
- من الدكتور عدنان جابر الى محمود فنون
- اضراب السجون والتضامن الشعبي
- رسالة مفتوحة الى السيد الرئيس ابو مازن والى السيد عيسى قراقع ...
- عزيزي عدنان المتالم الصامت
- تعليق على رد المحامي الاستاذ احمد نجاجرة على مقالتي انتفاضة ...
- على الثورة في سوريا ان لا تستدعي الغرب لتدمير سوريا واستعمار ...
- رد المحامي الاستاذ احمد نجاجرةعلى مقالتي اانتفاضة الاقصى ايل ...
- انتفاضة الاقصى ايلول 2000
- احمد سعدات قائدا ومعلما
- اضرابات السجون
- جمال عبد الناصر قائدا وزعيما


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود فنون - الامريكان يعيدون الكرة في القرن الواحد وعشرين!