أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يعقوب بن افرات - ماذا يريد ابو مازن بالضبط؟















المزيد.....

ماذا يريد ابو مازن بالضبط؟


يعقوب بن افرات

الحوار المتمدن-العدد: 3543 - 2011 / 11 / 11 - 08:26
المحور: القضية الفلسطينية
    



كثرت مؤخرا الانباء والتقارير عن تحركات الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (ابو مازن)، وهي متضاربة ومتناقضة لدرجة تجعلك لا تفهم ما النوايا الحقيقية للرئيس. من هذه الانباء ما جاء في موقع "دار الحياة" في 7 نوفمبر، والتي تفيد بان ابو مازن سيجتمع بالأمين العام لحركة حماس خالد مشعل بعد العيد مباشرة للبحث في قضية الانتخابات، تماشيا مع ما جاء في اتفاق المصالحة بين الحركتين. ونقل الموقع عن ابو مازن قوله في الاجتماع الاخير للمجلس الثوري لحركة فتح قبل ايام:

"سأبحث مع مشعل في إجراء الانتخابات العامة في أيار او في اي موعد قبل ذلك، مثل كانون الثاني (يناير) او شباط (فبراير)، وعليكم التحضير للانتخابات منذ الآن، وإياكم أن تقولوا أنني لم أقل لكم". حسب نفس المصدر، أوضح مسؤول في "فتح" ان شخصية من الحركة اقترحت على عباس أن يقود بنفسه كتلة "فتح" في الانتخابات المقبلة، لكن الرئيس رفض ذلك بشدة، مؤكداً انه لن يخوض الانتخابات مجدداً، وأن على قادة "فتح" الاتفاق على مرشح آخر للرئاسة.

تهيئة الاجواء

إلى هنا تبدو الامور واضحة - ابو مازن ينوي اجراء انتخابات للمجلس التشريعي، اما هو شخصيا فسيعتزل السياسة. ولكن الامور ليست بهذه البساطة. ابو مازن يقترح عمليا القفز عن مرحلة انتقالية كانت ضرورية، حسب اتفاق المصالحة، لتهيئة الاجواء لإجراء الانتخابات. ضمن هذه المرحلة الانتقالية يفترض اتفاق فتح مع حماس على شخصية لرئاسة الحكومة الموحدة، وقيام السلطة بالافراج عن أسرى حماس القابعين في سجونها. ولكن شيئا من هذا لم يتم، فبقيت المصالحة حبرا على ورق.

ولم يساهم في "تهيئة الاجواء" او تلطيفها معارضة حماس وانتقادها اللاذع للسلطة على توجهها للامم المتحدة لنيل الاعتراف بالدولة، هذا في خضم مواجهة مباشرة دخلتها السلطة مع اسرائيل والرئيس الامريكي اوباما.

في هذا الجو المكهرب، وفي ظل الانقسام والفوضى الداخلية، يأتي ابو مازن ويقترح على مشعل اجراء انتخابات، الأمر الذي اثار علامات استفهام عديدة حول صدق نيته.

وما يثير الريبة اكثر في تحركات ابو مازن، هو الخبر الذي نشر في نفس الموقع الالكتروني قبل يومين من الخبر المتعلق بالانتخابات، عنوانه "هل يسلم عباس مفاتيح السلطة الفلسطينية إلى إسرائيل؟". تبين انه في الوقت الذي قدم فيه عباس طلبه للامم المتحدة للاعتراف بفلسطين دولة، تشكلت لجنة منبثقة عن اللجنة المركزية والمجلس الثوري برئاسة نبيل شعث، بهدف دراسة مستقبل السلطة. وطلب عباس من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ومن لجنة المتابعة العربية في اجتماعها الأخير في الدوحة قبل أيام، ان تدرس هي ايضا مستقبل السلطة.

وقد اقتبس موقع "الحياة" من عزام الاحمد، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، قوله: "إن هذه المؤسسات الفلسطينية والعربية ستقدم تصوراتها في شأن مصير السلطة قبل نهاية العام". وأضاف: "هذه سلطة المؤقتة انتهت مدتها عام 1999 إذ كان من المقرر لها أن تتحول إلى دولة، واستجبنا للطلبات الأميركية بإجراء كل أنواع المفاوضات مع إسرائيل ولم تنجح، وفي غضون ذلك، تواصل الاستيطان حتى بات إمكان إقامة دولة فلسطينية متصلة أمراً شبه مستحيل".

وأضاف الاحمد: "فوق كل ذلك، أعادت إسرائيل احتلال مناطق السلطة الفلسطينية (المدن الرئيسة)، ولم يعد وجود حقيقي للتصنيفات أ، ب، ج، في الأراضي الفلسطينية، وأصبح كلها تحت الاحتلال". وتساءل: "هل نحن تحت الاحتلال، أم نحن سلطة يديرها الاحتلال، أم سلطة في طريقها للتحول إلى دولة، أم نحن أداة في يد الاحتلال مثل جيش أنطوان لحد وسعد حداد السابق في جنوب لبنان؟". وأوضح انه: "لا يستطيع فلسطيني أن يحفر بئر ماء من دون إذن إسرائيلي، ولا يستطيع رجل أمن أن يقوم بعمل ما من دون إذن إسرائيلي، فهل نكذب على أنفسنا ونقول أننا سلطة وطنية؟"

حل السلطة؟

حتى اليوم لم نسمع من اي مصدر سياسي مسؤول اي تصريح من هذا القبيل وبهذه الصراحة، ويدل هذا على ان السلطة الفلسطينية تقترب عمليا من نهاية المطاف. لقد اضحى حل السلطة ورقة الضغط الاخيرة بيد ابو مازن، وذلك بعد ان فقد مصداقيته في نظر الشعب الفلسطيني. وهو تارة يهدد اوباما وتارة اخرى القادة العرب او الإسرائيليين بهذا الخيار، ويشكو بأنه لا يرى النور في نهاية النفق وانه يعتزم الرحيل. ولكن يبدو ابو مازن في تهديداته هذه كرجل يهدد بالانتحار، وقد صعد الى الطابق العلوي في مبنى شاهق الارتفاع، وبدل ان يهدد وعيده، يقول للناس من حوله - أمسكوا بي قبل ان أقفز.

ان السلطة الفلسطينية التي تريد ان تتحول الى دولة، هي عمليا رجل مريض خاضع لقسم العناية المركزة، فهي منقسمة اقليميا، دون مؤسسات منتخبة وتشريعية وتواجه حالة اقتصادية صعبة. وهي عندما تطالب بالاعتراف بها دولة ولو شكليا، تطالبها الدول المانحة بالعودة للمفاوضات الأبدية لانه لن تقوم قائمة لدولة فلسطينية بلا موافقة اسرائيل.

منذ إبرام اتفاق اوسلو، والسلطة الفلسطينية تكذب على نفسها قبل غيرها، وتعد شعبها وتضلّله بان الاتفاق خطوة على طريق الدولة، مع ان الاتفاق استثنى عبارات اساسية مثل دولة فلسطينية، استيطان ولاجئين. اليوم، يتحدث رجال السلطة الفلسطينية عن عدم امكانية بناء دولة فلسطينية بسبب الاستيطان. الجواب على سؤال عزام الاحمد هو نعم: السلطة الفلسطينية يديرها الاحتلال وهي اداة بيد الاحتلال، واتفاق اوسلو كان كارثة تاريخية للشعب الفلسطيني لم تقد الى دولة بل الى شبه دولتين، واحدة في غزة لحماس والثانية في الضفة الغربية لفتح، وفوق هذين الكيانين المتصارعين يسود الاحتلال الاسرائيلي ويسيطر على كل كبيرة وصغيرة.

ان حل السلطة الفلسطينية كان يجب ان يكون الاستنتاج الطبيعي منذ زمن مبكر، اثناء الولاية الاولى لحكومة نتانياهو عام 1996، عندما اتضح ان اسرائيل لا تنوي الوصول الى حل نهائي. منذ ذلك الحين تدهور الوضع السياسي الفلسطيني الداخلي، فحصلنا على انتفاضة مسلحة استغلتها حماس لتعزيز نفوذها على حساب فتح، مما قاد لانقسام داخلي، حصار، جدار، توسع استيطاني، والمسؤولية عن ذلك يتقاسمها الطرفان، فتح وحماس. ولكن لا احد من الطرفين مستعد لتحمل المسؤولية والاستقالة، ففتح تريد السلطة لأنها تستفيد وترتزق من الدول المانحة، وحماس ايضا تريد السلطة لفرض سلطتها، فهي في خطابها تعارض اوسلو ولكنها تدرك انه الاساس لوجود السلطة، وهي تتعمد الحفاظ على "حكومة مقالة" في غزة لا يعرف احد من أين تستمد شرعيتها.

لا نعرف اذن كيف نجيب على سؤالنا - ماذا يريد ابو مازن؟ وذلك لأن الرجل نفسه لا يعرف الجواب، فقد ضل الطريق منذ سقط مبارك ومنذ بدأت عملية التغيير الجذري في المنطقة العربية. في خضم هذه الثورات لا تجد فتح مكانا لها في الخريطة السياسية الجديدة. لقد كان العالم العربي منقسما بين معسكر ايران من جهة ومعسكر السعودية من جهة اخرى، وكانت الحياة سهلة والخطوط واضحة. اما اليوم فقد جاء الربيع العربي ليخلط الاوراق، ويُبقي فتح بلا حلفاء.

بعد ان اتضح ان المفاوضات هي تبديد للوقت، وان مجلس الامن لن يعطي الفلسطينيين دولة، لم يبقى امام فتح سوى الاعتراف بالوصول الى نهاية الطريق. ولكن اعترافا من هذا النوع غير وارد، لان فتح مهتمة بمصير امتيازاتها ومصالحها المالية، وهذه امور يضمنها جهاز السلطة، علما ان الحركة غير راغبة في إعادة إحياء ماضيها النضالي والانضمام لركب الثورات العربية. الاستنتاج الوارد هو ان حل السلطة غير وارد، على الاقل ليس بمبادرة فتح نفسها.

وإذا كان ابو مازن يتخبط بشأن مستقبل السلطة الفلسطينية، فإسرائيل ثابتة في موقفها. اسرائيل تريد للسلطة الفلسطينية البقاء على حالها، للأبد. الكابوس الاسرائيلي الاكبر هو عودة الاحتلال المباشر والإدارة المدنية للمناطق المحتلة، والسلطة الفلسطينية هي اكبر انجاز استراتيجي لإسرائيل، لانها تضمن لها الهدوء الامني على الجبهة الفلسطينية، تماما كما لو كانت وكيلا ثانويا، وتتيح لها مواصلة التوسع الاستيطاني وتسمح للاقتصاد الاسرائيلي بالنمو دون ازعاج. ولكن هذا السيناريو غير مرشح للبقاء الابدي، لان سياسة اسرائيل المتطرفة والرفض المبدئي لاية تسوية سياسية، ستؤدي لا محالة الى انهيار السلطة الفلسطينية. في حالة كهذه ستكون الحتمية هي المواجهة المباشرة مع الشعب الفلسطيني بغض النظر عما يريده نتانياهو او عما يريده ابو مازن بالضبط.



#يعقوب_بن_افرات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحراك الاحتجاجي والثورة
- الرهبة من هاچ
- إلى أين يتجه المليون؟
- قيادة الحراك الاحتجاجي تنحني لليمين
- المنصّة لم تمثّل روح المظاهرة بتل ابيب
- جذور الثورة السورية
- أوباما ينسب الثورات العربية لنفسه
- لماذا يبالغ مشعل في تبرير المصالحة؟
- كلّ شيء يتغيّر ونتنياهو على حاله
- مصر: من هم أصحاب الثورة؟
- مصر تنتصر على المقاومة
- الثورة المصرية: المسافة الفاصلة بين الديمقراطية والعدالة الا ...
- ظهور تيّار حفلة الشاي هو أرض خصبة تنبت عليها الفاشيّة
- العنصرية من الآن دستورية
- ليبرمان يقول الحقيقة
- سلام فياض والسلام الاقتصادي
- المفاوضات السلمية والثمن الذي يرفض نتنياهو دفعه
- لماذا أنقذ اوباما نتنياهو من العزلة؟
- الأسطول التركي يخلط الأوراق السياسية في إسرائيل والمنطقة
- المسيرة الخائبة لتحرير جلعاد شليط


المزيد.....




- حادثة طعن دامية في حي سكني بأمريكا تسفر عن 4 قتلى و7 جرحى
- صواريخ -حزب الله- تضرب صباحا مستوطنتين إسرائيليتن وتسهتدف مس ...
- عباس يمنح الثقة للتشكيلة الجديدة للحكومة
- من شولا كوهين إلى إم كامل، كيف تجمع إسرائيل معلوماتها من لبن ...
- فيديو:البحرية الكولومبية تصادر 3 أطنان من الكوكايين في البحر ...
- شجار جماعي عنيف في مطار باريس إثر ترحيل ناشط كردي إلى تركيا ...
- شاهد: محققون على متن سفينة دالي التي أسقطت جسر بالتيمور
- لافروف: لن يكون من الضروري الاعتراف بشرعية زيلينسكي كرئيس بع ...
- القاهرة.. مائدة إفطار تضم آلاف المصريين
- زيلينسكي: قواتنا ليست جاهزة للدفاع عن نفسها ضد أي هجوم روسي ...


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يعقوب بن افرات - ماذا يريد ابو مازن بالضبط؟