أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - ربيع الاخوان..خريف السلفية















المزيد.....

ربيع الاخوان..خريف السلفية


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3542 - 2011 / 11 / 10 - 20:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ليس بنفس الشدة..ولا الثقل على الاسماع..كان تلقي تلك الكلمات التي تناثرت من خطاب وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون والتي اريد لها ان تؤسس وتمنهج لاسلوب جديد من التعاطي السياسي للقوة الاعظم مع الجهات التي تفرزها المتغيرات المتسارعة في المنطقة..
فان كنا نستطيع ان نفترض انه سيكون هناك بعض التذمر الذي قد تبديه الحركات والاحزاب الليبرالية والفعاليات المدنية تجاه الترحيب الامريكي الاقرب الى التشجيع بالوصول المفترض للاخوان المسلمين الى مراكز القرار في بلدان الربيع العربي..ولكننا نستطيع ان نتوقع ايضا انه قد يكون هناك بعض الترضية من خلال اشتراط الالتزام بـ"المعايير التي يجب أن يحترمها كل حزب يحترم الديموقراطية وهي رفض العنف والانضمام إلى دولة القانون واحترام الحريات واحترام حقوق النساء والأقليات والقبول بمبدأ الهزيمة الانتخابية ورفض اثارة التوترات الدينية."
ولكن هذه الترضية المفترضة سينظر اليها بالتأكيد على انها نوع من الاجحاف من قبل اطراف اخرى قد تجد نفسها مقسرة من خلال هذه المعادلة الصعبة على مكابدة التعايش مع الانسحاقات التي يولدها الانحشار التائه ما بين الشعارات الديمقراطية التي تجتاح المنطقة وما بين تفلت لواء الاسلام من يدها الى يد جهات قد تكون اكثر مرونة وانتشارا وقربا من المتطلبات المرحلية..
فليس من السهل على التيار السلفي المدعوم ان يراقب نتاج استثماره الاعلامي والمادي والتثقيفي الضخم وترويجه الطويل للنموذج الاسلامي للحكم يجير لصالح الاخوان المسلمين وخصوصا في هذه المرحلة التي تقترب فيها نيران التغيير الى تخوم صحارى نجد والحجاز وتكاد تلامس اذيال الحكم السعودي الذي انهكته امراض الشيخوخة السياسية وتنكبه الطويل عن المسار الطبيعي لحركة التاريخ..
فمن المؤلم انه بعد كل هذا الجهد اللاهث المكثف المتناقض في محاولة تكييف الثورات الشعبية فقهيا على انها خروج على ولاة أمر واجبي الطاعة وادخال الثوار تحت طائلة البغي والافساد والعصيان..وبعد كل ذلك البذل تجاه اقناع الغرب بان النتيجة الطبيعية للثورات هو وصول قوى اسلامية غير مأمونة الجانب الى الحكم..وبعد كل تلك الشيطنة المنظمة للاخوان-وكل من يختلف مع السلفيين في الرأي- على انهم أهل حرابة وفساد في الأرض يجب أن يصلبوا أو يقتلوا أو يقطعوا من خلاف اوينفوا من الأرض على اقل تقدير..نجد الحكم السعودي يصدم بالغرب وهو يتحدث عن أن"الفكرة بأن المسلمين الملتزمين لا يمكنهم الازدهار في ظل ديموقراطية ما هي إلا فكرة مهينة وخاطئة".
ومصدر القلق السلفي-او السعودي على الادق- هو في عدم امكانية الخطاب الوهابي المتخشب في مزاحمة نموذج للحكم الاسلامي يتبنى-او ينتحل-الشعارات الديمقراطية ذات القبول الواسع في اوساط الشعوب التي ملت الاجترار التسويقي الفج لفكرة المزج بين المطالبات الشعبية وبين الافتئات على ارادة الاله في تقميصه الملك لمن يشاء..والمؤسسة الدينية الوهابية قد تجد نفسها في خانق ضيق في مجابهة صعود الاخوان وهي مثقلة بتراث هائل ومتعاظم من تغريب الدين وتشتيته بناء لمعطيات سياسية واجتماعية ضيقة..كما انها قد تفتقر الى القدرة على التحرك بنفس رشاقة الطرف الآخر واتساع منافذه على المجتمع وهي تجرجر خلفها الالتزامات الفقهية المربكة تجاه تسويغ سلطة التغلب وشرعنة تناوب ابناء عبدالعزيز حصرا على الحكم في ظل علو صوت الحرية والديمقراطية والتداولية..
كما ان ازمة الحكم التي تواجهها الاسرة المالكة تاخذ ابعادا خطيرة جدا في ظل التذمر العلني من ممارسات النظام المتقاطعة مع تطلعات الشعوب الى الحرية والحكم الرشيد مما يجعل من استلال الورقة الدينية من بين اصابعها يأخذ طابعا مأساويا قد يضاعف من التكاليف السياسية لمبادراتها الاقليمية والامنية ..
ان تداول مصطلحات الديمقراطية والتعددية وحقوق الانسان في تفسير المفهوم الاسلامي للتدافع الاجتماعي في المنطقة والذي يجيد الاخوان ترديدها قد يسحب البساط من تحت تدخلات الملكيات الخليجية السافرة في شؤون المجتمعات الثائرة تحت ثنائيات المصالح و المفاسد التي لطالما تلفعت بها واستلتها سيفا مسلطا على رقاب الشعوب المقهورة وارتكبت تحت لواءها ابشع الممارسات الشوفينية تجاه الحركات الاحتجاجية للشعب البحريني وخلف مسمياتها المبهمة مارست الارباك المنظم للوضع اليمني الداخلي من خلال التدخل لاطالة الازمة ومناهضة الحراك المؤدي الى دمقرطة البلاد وتنظيم تحولها الى الحكم المدني التعددي الديمقراطي وباسمها اسرفت في انفاق الاموال الطائلة لحرف الثورة المصرية عن مسارها ..
ويكون الامر اشد وطأة وانكى في ظل التقاطع الكامل والحساسيات المتفاقمة تجاه العديد من دول الاقليم ..واعتماد الملكيات العربية التام على الدعم الامريكي في ادامة خلافاتها السياسية الراهنة ..فالحكم السعودي لا يمتلك الادوات او القوة اللازمة لادارة صراع على هذا المستوى الافنائي مع ايران مثلا لولا اتكائه على علو الحائط الامريكي الذي يفصله عنها ..مما قد يقيد من امكانيات التجاذب السياسي مع القوة العظمى خصوصا مع كل هذا التصعيد الممنهج للاوضاع ومركزية الصراع وتحميله شحنات من التناقض الفكري والمعتقدي ..
مثل هذه المؤشرات قد تدفع الى الاعتقاد ان الممالك العربية المعتمدة على قاعدة غامضة من التفويض الالهي الزائف تتجه الآن نحو أزمات أكثر عمقا نتيجة لسياساتها الخارجية. وان معطيات الحرب الافغانية السوفيتية التي منحتها صورة الممثل للنظام الاسلامي قد تغيرت والى الابد بسبب استمرارها في دعم وتسويق صورة متصحرة متصخرة للاسلام لا تجد قبولا كافيا من قبل معظم المسلمين في العالم ووضعتها في علاقة صراع مع اغلب الحركات والتيارات الاسلامية.
ان الاشارات التي اضطر الرئيس اوباما على تضمينها خطابه الاخير عن الشرق الاوسط تحت ضغط البركان التي اطلقته اقدام الشعب الثائرة.. والتي ازال عنها الخطاب الاخير لوزيرة الخارجية كل المتشابه الذي قد يبغيه من في قلبه مرض الحنين الى ايام الحرب الباردة قد تكون الفرصة الاخيرة للانظمة نحو تعديل سياساتها والعمل على اطلاق اليات اصلاحية قد تجنبهم وشعوبهم تبعات التغيير القيصري الذي قد يقسرون على مكابدته وهم صاغرون..والابتعاد عن القراءات الخاطئة او المتعنتة للاحداث التي قد تكون لها نتائج كارثية على مستقبل الاسر الحاكمة بالضرورة نتيجة للخطل والسفه المتعاظم لسياسات الامعان في الترويج لعدم شرعية صناديق الاقتراع في خضم هذا المزاج الجمعي الشعبي لاعلاء مبادئ التعددية والتداولية والارادة الشعبية الحرة..ونردد مع السيدة كلينتون التحذير من"تفويت الفرصة"..فمن يرد ان يعش ابد الدهر بين الحفر..قد لا يجد من يقاسمه اياها مستقبلا..



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاقليم الضرار
- أرغفة خبز طازجة لبثينة شعبان
- الامن الاستباقي..وحقوق المواطن
- تعدد سياسي..ام تعدد زوجات
- مسدس ذهبي.. وشعر مستعار.. وشعب جاحد ملول
- الاعلام المسيس والوحدة الوطنية
- رحمة الله لا تسع ستيف جوبز..
- الحماية الدولية..حق وواجب
- ولاية امر يمنية حسب اشتراطات ياسين بقوش !!
- المشاركة السياسية للمرأة السعودية..قرار صعب.. واسئلة اصعب
- فتوى الشيخ البراك..ارتهان الدين بارادة السلطان
- الدولة مطالبة..
- مستبد عادل على عربة اطفاء مسروقة..
- الموقف الايراني..والتعاطي العربي المطلوب
- نهاية حلم خلجنة الممالك العربية..قد يكون في جدة
- لا تضحك كثيرا سيدي الجاسر..
- لم تقاوم طرابلس..كما بغداد..وكما ستكون البقية..
- هنيئا لكم الحرية..
- ميناء مبارك..قد لا يكون كبيرا بما يكفي..
- مصداقية الغرب على محك الثورة السورية


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع اسرائيلي حيوي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - ربيع الاخوان..خريف السلفية