أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود جابر - عفوا أكبر ولايتى 1/1















المزيد.....


عفوا أكبر ولايتى 1/1


محمود جابر

الحوار المتمدن-العدد: 3542 - 2011 / 11 / 10 - 08:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الإخوان ... أمريكان 1/1
بقلم / محمود جابر

صرح الامين العام للمجمع العالمى للصحوة الاسلامية - فى الجمهورية الاسلامية – على اكبر ولايتى اليوم الاربعاء 9/11/ 2011، بأن أهمية دور مصر الريادى مرجعه الى وجود الأزهر الشريف وجماعة الإخوان المسلمين، وبالنظرة التحليلية لهذا الكلام نجد أن كلام " ولايتى" كلام يشوبه الخطأ المنهجى والعلمى والمعرفى أيضا .
ونحن ندرك الفرق المنهجى والتاريخى والمعرفى بين عملاق بحجم الأزهر الشريف وبين قزم مخرب ك"جماعة الإخوان المسلمين "، وحتى يتضح هذا الفرق الهائل علينا أن نستعرض التاريخ استعراضا جيدا والادوار التى لعبها الازهر فى مقابل سيرك الإخوان المسلمين .
فمن المعلوم أن الأزهر الشريف بنى فى عهد المعز لدين الله الفاطمى وبدأ بنائه فى السابع عشر من شهر رمضان عام 360هـ الموافق 972م.
وسمى بالأزهر الشريف بهذا الاسم تشرفا بالسيدة الزهراء (ع) التى يرجع نسب الفاطميين اليها، وكان الازهر جامعة علمية تدرس كافة مذاهب أهل الإسلام من اول يوم وكان ذلك فى عهد الخليفة العزيز بالله الفاطمى , فعين الخليفة خمسة وثلاثين فقيها للقراءة والدرس فى الأزهر بصفتة دائمة ، وكان على هؤلاء الطلاب أن يحضروا المجالس العلمية التى يعقدها ابن كلس فى الأزهر , وأن يلازموه علميا ويأخذوا عنة الفقه الشيعى ، وحدد ابن كلس فى مشروعة التزامات الدولة حيال هؤلاء الطلاب , فرتبت لهم الدولة مرتبات شهرية ثابتة , وأنشأت لهم دار للسكن بجوار الازهر ،ولكن تغير الحال بمجئ الأيوبيين حيث امتدت الأيدى إلى أوقاف الأزهر التى كان الحاكم بأمر الله وغيره من الخلفاء الفاطميين قد حبسوها عليه ، كما تم قطع صلاة الجمعة من هذا المسجد العتيق إلا أن ذلك لم يبطل صفة الأزهر الجامعية , فهناك ما يفيد أن " موسى بن ميمون " الذى وفد على مصر فى عهد صلاح الدين وعمل طبيبا خاصا فى بلاطه قد ألقى فى الأزهر بعض الدروس فى الرياضة والفلك والطب , ولما تولى المماليك حكم مصر لقى الأزهر من عنايتهم الكثير واتسعت رسالته العلمية تجاه العالم الاسلامى فكان مقصداً للعلماء الذين يفدون إلى مصر من شتى أرجاء العالم الإسلامى , وأصبحت موارده المالية وفيرة بحيث يجد العلماء الوافدون حسن الضيافة , ولم يمض وقت طويل حتى تصدر العلماء الوافدون حلقات الدراسة فى الأزهر ، ومن أشهر العلماء الذين وفدوا إلى مصر العلامة والفيلسوف والمؤرخ ابن خلدون الذى جاء مصر على عهد أول سلاطين المماليك الشراكسة وهو السلطان الملك الظاهر سيف الدين أبي سعيد برقوق ، ورأى ابن خلدون أن يخص الأزهر بنصيب وافر من نشاطه العلمى , فتصدر حلقات دراسية تتناول فى أول الأمر الحديث والفقه المالكى ، ثم أخذ يشرح نظرياته فى علم الاجتماع , والتاريخ , والعمران البشرى , وعلوم اللغة والأدب , وغير ذلك من الموضوعات والنظريات ، وبعد استيلاء العثمانيين على مصر مضى الأزهر يؤدى رسالته فى المجالين الدينى والتعليمى , فكان يتمتع باستقلال مالى عن الحكومة بفضل حصيلة الأوقاف مما أتاح للعلماء حرية مطلقة فى اختيار الدراسات والبحوث والكتب التى تستخدم فى التعليم الأزهرى ، ومما هو جدير بالذكر أن الدولة العثمانية أمسكت عن الزج بنفسها فى شئون الأزهر فلم يعينوا طوال حكمهم الطويل لمصر أى عالم تركى فى منصب شيخ الأزهر , كما لم يتدخلوا فى عملية اختياره , فتركوا هذا المنصب الرفيع يشغله المصريون , ويتم اختيار من يشغله باتفاق الشيوخ فيما بينهم ، ولم يهتم العثمانيون كذلك بأن يكون شيخ الجامع الأزهر حنفى المذهب على الرغم من أنه المذهب الرسمى للدولة العثمانية ،وخلال الفترات السابقة كان الطالب يلتحق بالأزهر بعد أن يتعلم القراءة , والكتابة , ومبادئ الحساب , ويحفظ القرآن الكريم , دون التزام بسن معينة للطالب الذى يتردد بعد ذلك على حلقات العلماء ويختار منها من يريد من العلماء القائمين على التدريس , وكانوا يدرسون العلوم الشرعية من فقه , وحديث , وآداب , وتوحيد , ومنطق , وعلم كلام ، وكان طلاب الأزهر غير ملتزمين بالانتظام فى الدراسة , فقد ينقطعون عنها لفترة ثم يعودون إليها مرة أخرى , ولم تكن هناك لوائح تنظم سير العمل , وتحدد مناهج الدراسة , والفرق الدراسية , سنوات الدراسة , بل الأمر متروك للطالب الذى يتردد على حلقات العلم المختلفة , حتى إذا آنس فى نفسه أنه أصبح أهلا للتدريس والجلوس موقع الشيوخ والأساتذة استأذنهم وقعد للدرس , فإذا لم يجد فيه الطلاب ما يرغبون من علم انفضوا عنه وتركوا حلقته أما إذا التفوا حوله , ولزموا درسه , ووثقوا فيه , فتلك شهادة منهم بصلاحيته للتدريس وجدارته بالجلوس موضع الأساتذة , وحينئذ يجيزه شيخ الازهر ،وظلت نظم التعليم فى الأزهر تجرى دون تغيير أو تطوير حتى تولى محمد على حكم مصر , واتبع سياسات جديدة من شأنها أن أعرض عن الأزهر وانتزع أملاكه التى كانت موقوفة عليه فساءت أحواله بعد أن كان استقلاله المالى عن الحكومة جامعا وجامعة من أبرز سماته فى تاريخه عبر معظم العصور ، وكانت المرتبات التى تصرف لمدرسى الأزهر وطلبته وغيرهم من العاملين ضئيلة ، وقد اعتمد محمد على هذه المرتبات على ضآلتها بحجة أن أبناء الأزهر قوم زاهدون , فرفض أن يسوى فى المرتبات بين خريجى الأزهر وخريجى المدارس العليا التى أنشأها وهذه القاعدة المالية أصبح معمولا بها إلى أوائل النصف الثانى من القرن العشرين ، ولما بدأ محمد على فى وضع دعائم جديدة لدولة حديثة احتاج إلى طوائف من أهل البلاد تعينه على تنفيذ مشروعات جديدة لم تشهد لها مصر من قبل مثيلا , بدلا من اعتماده اعتمادا كليا على الأوربيين فلم يكن أمام محمد على إلا أحد طريقين : إما تطوير الدراسة فى الأزهر على نحو يحقق أغراضه فى إعداد المصريين لتولى شئون بلادهم فى المواقع الجديدة , وإما أن ينشئ بجانب الأزهر نظاما تعليميا جديدا لتدريس العلوم الحديثة ، وأدرك محمد على أن تحويل الدراسة فى الأزهر أو جانب منها إلى الدراسات الحديثة يتطلب جهودا شاقة ووقتا طويلا , كما أدرك أيضا أن الأزهريين قد لا يرتاحون إذا رأوا " دخلاء " يزحفون على معهدهم العتيد الذى نشأوا فيه جميعا واعتبروا أنفسهم حراسا على نظمه وتقاليده ، ومن ثم ترك الأزهر يواصل مسيرته العلمية وانصرف إلى إنشاء نظام تعليمى حديث مقتبس من الدول الأوروبية , هدفه الأول تزويده بموظفين فنيين وإداريين يسهمون فى إقامة دعائم الدولة الحديثة ، وهكذا وجد الأزهر منافسة من المدارس التى أنشأها محمد على , حيث توجه عدد كبير من شباب المصريين للالتحاق بها بدلا من أن يولوا وجوههم شطر الأزهر ، إلا أن تأثير هذه المدارس على الأزهر لم يظهر إلا فى عهد إسماعيل حيث بدأت مظاهر كثيرة من تفكير وعمل توضح أن الأزهر والتعليم الدينى قد آن له أن يتقبل ألوان التأثير المختلفة من المدارس والتعليم الحديث , وهكذا بدأت حركة التجديد فى الأزهر فى عصر إسماعيل , ولم يكن ذلك غريبا , فإسماعيل أشاع فى مصر نهضة علمية قوية بما جدد من معاهد العلم المدنية والعسكرية وبما أرسل من بعوث علمية إلى الخارج ، وكانت حكومة إسماعيل فى حاجة إلى طلبة الأزهر لتأخذ منهم معلمين للغة العربية لمدارسها , إلا أن حاجتها كانت تتطلب فى هؤلاء المعلمين مستوى وأسلوبا فى التعليم يختلف عن أسلوب من سبقوهم فى مجال التدريس فى المدارس , الأمر الذى أدى إلى إنشاء مدرسة دار العلوم , إلا أن خريجي دار العلوم فى ذلك العصر كانوا من القلة بحيث لم تستطع المدارس أن تكتفي بهم عن طلبة الأزهر , ولهذا ظلت المدارس تعتمد على طلبة الأزهر وخريجيه فى تعليم اللغة العربية لتلامذتها ،وخلال فترة حكم إسماعيل ظهرت دعوات جادة لإصلاح شئون الأزهر وتطوير نظمه ومناهجه التعليمية , فصدر أول قانون فى سنة ( 1288هـ - 1827 م ) لتنظيم حصول الطلاب على الشهادة العالمية , وحدد عدد المواد التى يمتحن فيها الطالب بإحدى عشرة مادة دراسية شملت الفقه , والأصول , والحديث , والتفسير , والتوحيد , والنحو , والصرف , والمعانى , والبيان , والبديع , والمنطق ، وكانت طريقة الإمتحان تقوم على أن يكون الطالب فى موضع المدرس , والممتحنون أعضاء اللجنة فى وضع الطلبة , فيلقى الطالب درسه , ويقوم الشيوخ بمناقشته فى مختلف فروع العلم فإذا أثبت الطالب جدارته أمام أسئلة الشيوخ أجازته اللجنة , وحددت مستواه بدرجات تعطيها له ، ويعد صدور هذا القانون أول خطوة علمية فى تنظيم الحياة الدراسية بالجامع الأزهر , غير أنها لم تكن كافية لتحقيق الإصلاح المنشود وفى عهد الخديو عباس حلمى الثانى صدرت عدة قوانين لإصلاح الأزهر : كان أهمها القانون الذى صدر فى سنة ( 1314هـ 1896 م ) والذى أضاف إلى علوم الأزهر علوما أخرى هى علوم الأخلاق , ومصطلح الحديث , والحساب , والجبر , والعرض , والقافيه , هذا بجانب علوم اختيارية منها التاريخ الاسلامى , والإنشاء , ومتن اللغة , ومبادئ الهندسة , وتقويم البلدان , كما أنشأ هذا القانون شهادة تسمى " الأهلية " يتقدم إليها من قضى بالأزهر ثمانى سنوات ويحق لحاملها شغـل وظائف الامامه والخطابة بالمساجد ،وفى سنة 1911م صدر القانون رقم (10) وبمقتضاه زيدت مدة الدراسة إلى خمسة عشر عاما مقسمة على ثلاث مراحل لكل منها نظام ومواد خاصة ، وتوالت على هذا القانون مجموعة من التعديلات كان آخرها سنة 1930م عندما صدر القانون رقم (49) الذى مثل خطوة كبيرة نحو استكمال الإصلاح حيث نظم الدراسة فى الأزهر معاهده وكلياته , ونص على أن الجامع الأزهر يشمل كليات التعليم العالى وهى : كلية أصول الدين , وكلية الشريعة , وكلية اللغة العربية ، وبحلول عام 1936م صدر القانون رقم (26) , ولعل أهم ما حققه هذا القانون هو إدخال تدريس اللغات الأجنبية فى مرحلة التعليم العالى ، كما أنه من أهم الأمور التى استجدت على الأزهر تطوير هيئات التدريس به بإرسال البعثات إلى إنجلترا وفرنسا وألمانيا ،• الأزهر والحركة الوطنيةبيد أن الأزهر خلال المراحل السابقة لم يكن بعيدا عما يجرى فى البلاد من ظروف الاحتلال الأجنبى , وتزامن تطوير التعليم فيه خلال هذه الفترات مع دوره فى الحركة الوطنية , فعندما تعرضت مصر للغزو الفرنسى فى 1213هـ - يوليو 1798م , لم يغفل الفرنسيون عن دور علماء الأزهر فى التأثير على الجماهير وإثارة مشاعرهم الوطنية فقامت السلطات الفرنسية بمحاكمة بعض علماء الأزهر ومدرسيه وكذلك مدرسى المدارس ، وكانت ثورة أكتوبر الشهيرة سببا فى إظهار الفرنسيين على حقيقتهم , فبعد أن دكت المدفعية الفرنسية القاهرة بمدافعها , أمر نابليون خيالته باكتساح العاصمة ودخول الأزهر بخيولهم , ووطأت سنابك الخيل رحاب هذا المكان الطاهر لأول مرة , وزاد من فداحة الأمر أن استخدم الفرنسيون الأزهر إسطبلا لخيولهم 0 وعلى الرغم مما تركته هذه العملية من وصمة سوداء فى تاريخ الفرنسيين الثقافى والتعليمى فى مصر إلا أن بونابرت نظر إلى الأزهر على أساس أنه أشهر جامعة فى العالم الاسلامى واعتبر علماءه الصفوة الممتازة من الطبقة المستنيرة فى البلاد وأنهم زعماء الشعب وكتب فى مذكراته ( إن الأزهر يقابل جامعة السربون فى باريس )0وفى عام 1222هـ - 1807م تصدى الأزهر للحملة البريطانية على مصر بقيادة الجنرال فريزر , فاصدر علماء الأزهر أمرا بتعطيل الدراسة فى الأزهر كى يتفرغ مدرسوه وطلابه للدفاع عن البلاد ، وشرع الطلبة فى حفر خندق فى شمالى القاهرة وبناء سور لمنع الغزاة من الوصول إلى القاهرة عن طريق شبرا ، ودافع فريق آخر منهم عن رشيد ببسالة ، وتكبدت الحملة خسائر فادحة , وكانت هزيمتها فى رشيد وقرية الحماد من الأسباب الحاسمة التى حملت بريطانيا على الجلاء عن مصر فى ذات السنة ، ولما قامت الثورة العرابية أنضم علماء الأزهر اليها بعد ما تبين لهم خيانة الخديو توفيق وانضمامه إلى الإنجليز، وشارك العلماء , وعلى رأسهم شيخ الجامع الأزهر الشيخ محمد الانبابى , فى حضور الاجتماعات السياسية التى كان ينظمها العرابيون وقرروا فيها خلع الخديو , وإبقاء عرابى وزيرا للحربية والبحرية , وإبلاغ السلطان العثمانى عبد الحميد الثانى قراراتهم وأسماء الحاضرين ، ولما أخفقت الثورة تعرض علماء الأزهر لانتقام الخديو والانجليز , فعزلوا شيخ الجامع الازهر , وقدموا علماءه للمحاكم العسكرية ،وفى أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين برز من صفوف الأزهر رجال تزعموا الحياة السياسية والفكرية فى مصر مثل محمد عبده , والمنفلوطى , وسعد زغلول الذى قاد ثورة 1919م ضد الاحتلال الإنجليزى ، ففى 2 أبريل عام 1919 م حاول الإنجليز إغلاق الأزهر عندما استدعت دار الحماية البريطانية الشيخ محمد أبو الفضل الجيزاوى شيخ الجامع الازهر , وطلبت منه إغلاق أبواب الازهر فرفض ، وضاق الانجليز ذرعا بالأزهر فاقتحموا المسجد بأحذيتهم وأسلحتهم بحجة مطاردة المتظاهرين الذين يجتمعون بالأزهر ، وحدثت ضجة كبيرة داخل الجامع وخارجه واجتمع كبار العلماء بشيخ الازهر ووضعوا احتجاجا شديدا وقعوا عليه جميعا وبعثوا به إلى اللورد اللنبى المندوب السامى البريطانى , ولما تسلم الاحتجاج بادر بإرسال رد إلى الشيخ محمد أبو الفضل الجيزاوى شيخ الجامع الأزهر أبدى فيه أسفه لوقوع الحادث وروى فيه الواقعة على أساس أن دخول الجنود الأزهر كان على أثر دخول بعض المتظاهرين فيه وقذفهم بالأحجار من داخله على الجنود ، ويذكر أنه فى خلال تلك الفترة فتح الازهر أبوابه لرجال الدين الأقباط ليخطبوا من فوق منبره ، وأسدى الأزهر أجل خدمة للقضية المصرية وأفسد محاولات الإنجليز للتفرقة بين المسلمين والاقباط،• الأزهر وثورة يوليووعندما قامت ثورة يوليو عام 1952 كان الأزهر من القطاعات العامة التي تناولتها ثورة يوليو بالتحديث والتطوير ليزداد نوره إشعاعا وقوة فى حياة مصر والعرب ويمضى قدما نحو أداء رسالته فى خدمة العلم والإسلام والإنسانية , حيث جاءت الطلبات من المسلمين فى العالم الثالث لا سيما فى أفريقيا , وطالبوا حكومة مصر بأن تجدد بعض نواحى الدراسة بالأزهر وجامعته لتشمل دراسات مثل الطب والهندسة والزراعة والتجارة واللغات ، فاختارت حكومة الثورة أقرب الجامعات المصرية الحديثة إلى أفريقيا , وهى جامعة أسيوط فعهدت إلى رئيسها بالعمل متشاورا مع واحد من زملائه ومن اثنين آخرين من قدامى الأزهريين على أن يعد مشروعا لتطوير العمل العلمى والتعليمى فى الأزهر حتى يتسع مجال الجامعة الأزهرية ليشمل كليات الطب والهندسة والزراعة والتجارة والمعاملات إلى جانب الكليات التقليدية ودراستها , فكانت تلك بداية إعداد مشروع القانون رقم (103) لسنة 1961 م , ففى 5 مايو سنة 1961م أصدر الرئيس جمال عبد الناصر هذا القانون وهو القانون الخاص بتنظيم الأزهر والهيئات التى يشملها , الذى حل محل المرسوم بقانون رقم (26) لسنة 1936م والذى مثل أسمى ما عرفه الأزهر من وسائل الإصلاح قبل الثورة ، ونص القانون الجديد على أن يشمل الأزهر خمس هيئات هى : المعاهد الأزهرية , والمجلس الأعلى للأزهر ويتولى رئاسته شيخ الأزهر , ويختص المجلس بالتخطيط ورسم السياسة العامة للأزهر والسياسة التعليمية لجامعته والمعاهد الأزهرية والاقسام التعليمية ، ومجمع البحوث الاسلامية وشيخ الازهر هو رئيس المجمع الذى يتألف من خمسين عضوا على الأكثر , منهم ما لا يزيد عن عشرين من غير المواطنين المصريين , ويعاون المجمع جامعة الأزهر فى توجيه الدراسات الاسلامية العليا لدرجتى التخصص والعالمية ، وإدارة الثقافة والبعوث الاسلامية وهى الجهاز الذى يعد لمجمع البحوث الاسلامية الموضوعات التى تتصل باختصاصاته , كما تقوم بإعداد مشروعات البعوث من الأزهر وإليه وتتابع تنفيذها وتقويم نتائجها وبمقتضى هذا القانون قامت فى رحاب الأزهر جامعته العلمية التى تضم عددا من الكليات الجامعية لأول مرة مثل كليات التجارة , الطب , الهندسة , والزراعة بالإضافة إلى الكليات التى كانت قائمة من قبل وأصبحت تمنح درجات علمية معادلة لنظيرتها التى تمنحها الجامعات المصرية الأخرى ، وكان من ثمرات هذا القانون أن فتحت أبواب الدراسة بالجامعة للفتاه المسلمة اعتبارا من عام 1962 بإنشاء كلية البنات الإسلامية التى ضمت شعبا مماثلة للكليات التى يدرس بها البنون , فدخلت البنات الأزهر للمرة الأولى بعد حوالى ألف سنة من إنشائه ويضم الأزهر حاليا 60 كلية جامعية للبنين والبنات على امتداد محافظات مصر أجمعها ، ولا تقتصر الرسالة التعليمية التى تقوم بها جامعة الأزهر على الكليات الدينية والنظرية فحسب بل تشمل أيضا كليات عملية ومستحدثة ، تأخذ بأحدث أساليب التكنولوجيا الحديثة , مواكبة للتقدم العلمى الذى يعيشة العالم المعاصر كما لا تنحصر رسالة الجامعة فى المجال التعليمى داخل قاعات الدراسة بل تمتد رسالة الجامعة إلى سائر الجوانب البحثية التى تقوم بها الأقسام العلمية والكليات ومراكز البحث فى كل تخصص من التخصصات.

أما جماعة الإخوان المسلمين التى اعلنت عام 1928، اى بعد استيلاء عبد العزيز بن سعود على مكة والمدينة عام 1924، وحين انعقد مؤتمر مكة عام 1926 تم استقطاب مجموعة من الاسماء فى مصر من اجل تصدير الفكر الوهابى الى مصر، ومن ضمن من تم استقطابهم محمد رشيد رضا الذى قام بنشر كتب ابن تيمية وابن عبد الوهاب ودار بينه وبين شيوخ الازهر معارك كبيرة وعلى رأس هؤلاء فضيلة الشيخ يوسف الدجوى ( رحمه الله)، والذى وصف رشيد رضا بانه جاهل ويمثل جماعة الخوارج الجدد، ورشيد رضا هو من قدم حسن البنا الى حافظ وهبه مستشار عبد العزيز بن سعود وتم استقطابه من أجل نشر الوهابية فى مصر عن طريق جماعة اقتبس اسمها من اسم جماعة الإخوان التى كانت تعمل كاميلشيا فى خدمة عبد العزيز وكانت تسمى الموت الأحمر لكثرة جرائمها فى حق سكان الحجاز والقطيف والقصيم وباقى انحاء وسط الجزيرة العربية وهم من اعتدوا على مشهد الحسين (ع) فى كربلاء، وتم اقتباس اسم الإخوان المسلمون من اسم " الإخوان".
اما عن دورهم فى الحياة الثقافية والفكرية، فقد ظهرت عمليات الإغتيال السياسى فى مصر فى العصر الحديث مع ظهور جماعة الإخوان فقتل النقراشى والخازندار وسليم زكى وتم تفجير المحال والاحياء فى القاهرة، وتحالفوا مع الانجليز والامريكان من اجل اغتيال عبد الناصر الذى كان يحارب الامريكان ويعادى آل سعود، وهم من اخرجوا بعد ذلك جماعة التكفير والهجرة بقيادة شكرى مصطفى زعيم التكفير والاغتيال الذى تربى وترعرع على ايدى جماعة الاخوان وفكر ابن تيمية وسيد قطب ...
وللحديث بقية ..



#محمود_جابر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وثيقة على السلمى وسؤال الهوية 2/2
- وثيقة السلمى وسؤال الهوية
- التحرير ... حزب فاشل فلما الخوف
- فوبيا يا دنيا فوبيا
- هذا إرث مبارك
- التحرير ولجنة شئون الاحزان
- التدين الزائف والوطنية الإمبريالية
- ما الذى يحدث فى مصر
- كلاكيت (هولوكوست) ثانى مرة
- السلفية المفترى عليها 4/4
- السلفية المفترى عليها 3/3
- السلفية المفترى عليها 2/2
- السلفية المفترى عليها 1/1
- رسالة إلى : رجال الداخلية
- من سيدة البشارة إلى القديسين 2/2
- من سيدة البشارة إلى القديسين
- مسرحية المشاغبين .. عفوا ( الانتخابات المصرية)
- الغرباء فى الوجدان الشعبى المصرى
- مصر من فاطمة وماريكا وراشيل إلى حسن ومرقص
- المجتمع المغلق والمجتمع المفتوح


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود جابر - عفوا أكبر ولايتى 1/1