أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مسَلم الكساسبة - دفاعا عن قيم الإصلاح .. نهاية القذافي .. كيف ولماذا * ..؟!














المزيد.....

دفاعا عن قيم الإصلاح .. نهاية القذافي .. كيف ولماذا * ..؟!


مسَلم الكساسبة

الحوار المتمدن-العدد: 3541 - 2011 / 11 / 9 - 21:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن لم يكن القذافي قد انتحر أو فتك بنفسه حينما تأكد له الاندحار النهائي لفلول رجاله وبالتالي لعهده كله .. أو ربما حين تأكد له أن القبض عليه وأسره بات في حكم المؤكد فاثر أن ينهي حياته لتفويت الفرصة على خصومه لإذلاله** - أقول إن لم يكن قد انتحر بعد أن اندحر فمارس القتل هذه المرة على نفسه..وإلا فان قتله وعرض جثته بهذه الطريقة البشعة هو أمر غير لائق مع إدراكنا مسبقا لكل المبررات والذرائع التي قد يحتج بها البعض بأنه طغى وتجبر وقتل واحتكر السلطة ومارس الإقصاء واضطهد الخصوم السياسيين و.....الخ. وذلك كي يكون بإمكاننا أن نتحدث عن قيم إصلاحية راقية وحقيقة ومختلفة تقنع الناس أن الإصلاحيين مختلفون تماما عن الأنظمة التي ثاروا عيها ورفضوا تجبرها وتسلطها وطغيانها إلى ما هنالك من نعوت .. فالمشهد الذي ظهر لم يقنعنا بوجود فيم ثورية راقية تمنحنا ميزة المقارنة والاقتناع أن ثمة قيم أرقى مما مارسه الطغاة ..

قتل القذاقي حرمه وحرمنا من حق أن ندينه في محاكمة عادلة كانت بمثابة فرصة ثمينة للإصلاحيين كي يبدءوا عهدهم بأساليب راقيه تمتثل لاشتراطات الإصلاح والحكم الرشيد حتى مع أعدائهم بل ألد أعدائهم حتى ، كما حرمنا وحرم العدالة من محاكمة تظهر الكثير من المعلومات في الكثير من القضايا مثل قضية حقن الأطفال الليبيين بفيروس الإيدز ثم تبرئة المتهمين بالعملية وتقييد الجريمة ضد مجهول.. ومثل لماذا دعم حركة الانفصال في جنوب السودان وهو من يدعي القومية والناصرية ، وكيف أن ثوريا انقلب على الملكية بصفتها رجعية عاد ليلقب نفسه بـ ملك الملوك ؟ ! ولنعرف أكثر من خلال الحوار والمحاكمة كيف تدار ممالك وجمهوريات المونولوج أو الصوت الواحد في حوار النظام مع ذاته لا غير.

قد يعترض البعض بقولهم " أن القاتل يقتل حتى ولو كان القتل قد جرى لدوافع عادية وليست سياسية ، ولو لم يكن قتلا مقترنا بالقمع والإذلال لشعب ولجماعات بأسرها .. والقذافي مارس هذه الفعال ".. ويكفي إجراما الاستئثار والمكوث في السلطة واحتكارها لأكثر من أربعين عاما بلا منازع ولا شريك ولا دستور ولا شريعة غير ما يقرره الزعيم ، سلطة لا يدري احد كيف تمارس ولا يطلع احد أو يتاح لأحد أن يعترض على نتائجها فضلا عن مقدماتها ، ويكفي فقط جريمة حقن الأطفال الليبيين بالايدز ثم العفو عن المتهمين وتبرئتهم دون أن نصل إلى أية نتيجة بخصوص تلك القضية ..أقول يكفي هذا فقط لإدانة أية سلطة تمارَس بغياب الشهود وتغييب الشركاء مما يغريها بفظائع اشد وأعتى من ذلك.

حسنا ..هذا صحيح لكن هل يكفي كل ذلك كمبرر لكي يمارس الثوار بحق القذافي نفس الممارسة التي أنكروها منه وثاروا عليه لأجلها بأن يعمدوا لقتله دون محاكمة وعرض جثته بهذا الشكل؟

هل يجوز للمظلوم إذا تمكن من ظالمه أن يعاقبه بنفس الممارسة وبأن يظلمه ويحكم عليه بنفسه دون قاض ولا شهود أم أن الحق في أن يقتص منه بأسلوب يثبت به انه يختلف عنه وانه كان على حق حين ثار عليه وأنه أتاح له فرصة أن يحصل على جزاء عادل بالفعل .

إن من أهم أهداف الحراك الإصلاحي في العالم العربي ومحركاته هو تحقيق قيم ومعاني الحكم الديموقراطي الحر والرشيد والذي من أهم مقوماته العدالة والشفافية في ممارسة السلطة ليكون حكما راقيا ورحيما ومشرفا ، لكنّ هذه المعاني قد غابت عن ملابسات الحكم بقتل القذافي وبالذات الشفافية ، فلم نعرف هل قتل في تبادل للنار بين الفريقين أم اسر ثم قتل أم جرح ثم أجهز عليه أم انتحر .

صحيح أن الأنظمة المستبدة - والأنظمة العربية كلها كذلك - هي أنظمة استفزازية مصابة بهوس وجنون السلطة إلى حد تشحن خصومها بطاقة من القهر والغل كافية لتعمي الأبصار والبصائر .. ولا تترك أحدا إلا وتثير معها له ثأرا مرا ينتظر سداده .. وصحيح أن الزعامات المستبدة زعامات مقززة تمارس الكذب والتضليل المثير للحقد وتوظف السلطة التي تستبد بها اسوأ توظيف يثير أبشع المشاعر ..

لكن ، ورغم كل ذلك فالإصلاحيون مدعوون لأن يُحدثوا الفرق ويمنحوا للمحايد فرصة المقارنة والشعور بأنهم مختلفون فعلا .

نقول هذا مع إيماننا الراسخ الأكيد بحق الشعب الليبي وكل الشعوب التي ربض على صدرها ووعيها أنظمة بطركية مستبدة في الخلاص سواء كان بالسعي لإصلاحها أو حتى تغييرها إذا استعصت على الإصلاح .

-------------------------------
* (كتبت المقالة قبل أن تظهر مقاطع اليوتيوب التي توضح ملابسات وظروف نهاية القذافي ، لذا تظهر في بدايتها تساؤلات أجابت عليها فيما بعد تلك المشاهد.. ولكنني أبقيت المقالة كما هي وكما أوحتها الوهلة الأولى للحدث في حين أضفت لها ما استدعته تلك المشاهد من فيما بعد من تعديلات ..)

** لا ادري لمَ لمْ يفعل القذافي هذا سيما أن من أسروه أكدوا وجود سلاح شخصي معه ما يعني إمكانية أن يدافع عن نفسه حتى الرمق الأخير فيموت بطريقة أكرم .. عدا عن انه بذلك يفوت الفرصة عليهم أن ينالوا منه حيا بتلك الطريقة ، وقد تكرر نفس الموقف مع رئيس عربي آخر مؤثرا البقاء حيا حتى الرمق الأخير ولو أسيرا في أيدي الأعداء.. ترى ما الذي كانوا يفكرون به أو يعولون عليه وجعلهم يؤثرون أن يسلموا أنفسهم لأعدائهم بدلا من تفويت الفرصة عليهم .



#مسَلم_الكساسبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كل عام وأنتم في حراك...!
- إلمامة سريعة في الأول من أيار ...
- الأنظمة العربية .. هل يصلح العطار ما أفسد الدهر ...؟ (2)
- الأنظمة العربية .. هل يصلح العطار ما أفسد الدهر؟ ... (1)
- ايها الحكام المستبدون .. كونوا شجعانا لمرة واحدة !
- الشعب يريد .. سلاح العرب الفتاك.
- النخب العربية الحاكمة ، تجهيل وإنكار بقصد الاستغلال !
- الشعب يريد ....(2)
- الشعب يريد ....!
- ميكانيزمات الاستبداد وآلية عملها .
- في سبيل مفاهيم حداثوية لإعادة تشكيل علاقة السلطات بمصدرها
- الاستبداد أمة واحدة
- تلك الجماهير الثائرة مالذي حركها ؟؟
- متلازمة الفاد والاستبداد وثنائية الفصل والوصل .. (2)
- متلازمة الفساد والاستبداد وثنائية الفصل والوصل.
- مدرسة بالية ومهنة غير مشرفة ..
- -جميعنا البوعزيزي.. جميعهم ذلك المخلوع-


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مسَلم الكساسبة - دفاعا عن قيم الإصلاح .. نهاية القذافي .. كيف ولماذا * ..؟!