أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إسماعيل مهنانة - المستقبل... صيرورات لامتناهية للرغبة..














المزيد.....

المستقبل... صيرورات لامتناهية للرغبة..


إسماعيل مهنانة

الحوار المتمدن-العدد: 3541 - 2011 / 11 / 9 - 21:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



المستقبل... ما يُقبِل علينا من المجهول.. لطالما ألهم هذا المجهول الإنسان والإنسانية، وهل كان سيبدع الإنسان شيئا لولا إلهام المجهول؟ وهل استعادت حضارة أو أمة أمجادها إلا لأجل المستقبل؟ وهل قرء نص أو تراث إلا لتوظيفه مستقبلا؟، لقد وُجِد الإنسان أصلا ملتفت نحو المستقبل وربما الالتفات إلى الوراء هي عادة دخيلة اكتسبها فيما بعد.. فقط من أجل فهم مستقبله، ولحد الآن يوجد ex-iste هذا الذي سمّي تجاوزا بالإنسان –فلا ندري لحد الآن معنى الكلمة- وهو ملتفت نحو مستقبله بل هو ينساب من هناك، وينزلق في هاوية الماضي، إنه وجوده هو وجود-نحو المستقبل الماضي، وهو مخطوف بذكرى غائرة النسيان، تأتيه على جهة المستقبل...
لطالما حاول الشعراء التنبؤ، ولطالما تبرأ الأنبياء من الشعر والشعراء، أليست النبوة بناء للتاريخ في المستقبل؟ من الخطيئة والسقوط إلى الخلاص والقيامة، هل الشعر غير البحث عن تفاصيل تلك الحكاية؟ وحتى حكي التاريخ يقبل علينا من المستقبل، أما الحضارة الحديثة فليس لها توصيف غير الهوس بالمستقبل، وقد قد أعقدت حلفها الفاوستي مع الشيطان، وسلمته روحها مقابل "امتلاك المستقبل"
فالمستقبل هو الرهان التاريخي للحداثة الغربية، أليس الحداثة تنكّر أبدي للماضي، ونقض متواصل لما يتكلس من الماضي، تجاوز واختراق وزحزحة لصخور اليقين المتراصة على صدر الإنسانية، لكن حمى التدافع صوب المستقبل مهددة دوما بالمصادرات التاريخية للإنساني في الإنسانية، ففي غمرة التدافع الحداثي، تستيقظ أيضا الإمبريالية، والحس الإمبراطوري، الذي هو نثرُ للمستقبل في الفضاء الجغرافي الممتد وراء البحار، "أمريكا هي أرض المستقبل" يقول هيجل، الأمركة: "إنها خوصنة الاستيلاء على/والانفراد بصناعة مستقبل الإنسانية مجددا، ولكن هذه المرّة، باستبعاد غالبية الإنسانية، بقية العالم، من أي دور فاعل، وحصرها وانحصارها في دائرة المنفعل والمتقبّل المقصي والمحروم من أية صيغة اعتراف" . لقد حفرت الحداثة قبرا لشيوعية جامدة، لكنها لم تفعل الأمر نفسه حيال رأسمالية دائمة التغيّر. تحفظ الرأسمالية سيطرتها بوهم صناعة المستقبل في صيرورات لا متناهية، إنها تسكن الإنسان الأخير من حيث أصبح كائنا-منذورا-للسلع، أنها تبتز فيه بعدا استهلاكيا عابرا لكي تحوله إلى سمة للعصر، ففي الوقت الذي تتوقف فيه الجمارك عن مصادرة السلع، تبدأ السلع في مصادرة المستقبل.
فالكائن الاستهلاكي، أو الوجود النهم، هو كائن الرغبة المعلّبة الذي باتت تسكن قلقه، يلقي بنا القلق/التزمن؛ أو الوجود-نحو –الموت تحت سطوة الرغبة، وفي نمط الوجود الأمريكي الذي أضحى عولمة، تفترس الرغبة التي أضحت نمط وجودنا الزائف حياتنا، نحاول إشباعها بالاستهلاك، لكن الوجود النهم لا قرار له، وهو هاوية سحيقة تنفتح من تحت أجيال ومجتمعات بأكملها، إن هذا الوجود/الرغبة للإنسان المعاصر يجعله يستهلك ما يملك وما سيملكه مستقبلا عن طريق الإقراض البنكي، ومثال أزمة الرّهن العقّاري التي دشنت عصر الأزمة الرأسمالية؛ أسطع نموذج عن الوجود النهم، في هذا الوجود النهِم تتوحد التقنية بنمط الإنتاج الرأسمالي بالاستهلاكية لتشكل هالة عليا من اكتمال الميتافيزيقا الغربية، عنوانها: الأمركة/العولمة، أو نهاية الوجود النهِم.
تقوم الرأسمالية في صيغتها الأمريكية المعولمة على استهلاك المستقبل بشكل محموم، على المضاربة، والرهون البنكية، والاستهلاك المسبّق للثروة والدخل الفردي، إن الرأسمالية تمارس تحويرا على ماهية الفرد لصالح بعد الاستهلاك وتصادر مستقبله بهذا الوجود النهِم، وهو ما حذّر منه ماركس حين قال أن الرأسمالية تنتج حاجات زائفة بدل تلبية الحاجات الحقيقية، وهنا يكون الفكر بحاجة إلى إنعاش النقد الماركسي للرأسمالية، وبحاجة إلى تحليل نفسي لنمط الوجود النهم الذي يخترق كينونة الإنسان الأخير الذي هو نحن، يقولجيل دولوز: "ليس ما ينقصنا حقا حاليا نقد الماركسية بل نظرية حديثة حول المال، تكون في مثل جودة نظرية ماركس وامتداد لها، سيكون الصيارفة مؤهّلين أكثر من الاقتصاديين لتركيز مبادئها" .



#إسماعيل_مهنانة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الأمة إلى الدولة الافتراضية، تفكيكات على وتر الهوية...
- رهانات الفكر السؤول، ما معنى أن نفكر في هذا العصر؟
- أسئلة أركون ونبوءاته...
- قصيدة: أثر اليقين


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إسماعيل مهنانة - المستقبل... صيرورات لامتناهية للرغبة..