جرجس ثروت رزيقى
الحوار المتمدن-العدد: 3541 - 2011 / 11 / 9 - 08:42
المحور:
كتابات ساخرة
اتفاق جهاز العروسين يجب توثيقه بالشهر العقاري
الفتاة منذ نعومة أظافرها وهى تفرح بالفستان الأبيض وتعشق شكله الجميل , والأم ترى أبنتها وهى تكبر أمامها كل يوم وتنتظر ذلك اليوم الذي تزف فيه إلى عريسها الذي أختاره قلبها , وقد جاء الوقت لتفرح مرثا عندما جاء أحد الشباب ليدق بابها ويطلب يدها , جلس الأهل فرحين بهذه الخطوبة المباركة ودقت الأجراس لتعلن عن موعد إعلان هذه الخطوبة وكان الجميع سعداء بذلك الشاب الناجح الذي يعمل كابتن في مجال السياحة بأحد فنادق شرم الشيخ , وأقام والد العروس حفلاً يليق بخطوبة أبنته , وبالطبع العريس لم يدفع شيئاً لأن الحفل على حساب أهل العروس , ولم يقدم شبكة تذكر سوى دبل الخطوبة وخاتم وسلسلة بها حرف M , وساعده مظهره الوسيم في تعلق الفتاة به ولما لا وهى خطيبته , ولم يكن الاتفاق على الجهاز وما يدفعه أبو مرثا عائقاً أبداً , حيث أنه يعد العدة للقاء هذا اليوم وكان على استعداد أن يبيع ملابسه في سبيل فرحة أبنته , وقد أعطى الرجل العريس وأهله ما طلبوه حسب اتفاقهم وسط الأهل والجيران , وبدأ أبوها في الاستعداد للزفاف وهو مطمئن كالعادة أن العريس أيضاً ذهب بعد أن أخذ المال ليجهز شقته وتمر الشهور سريعاً , وقد حان موعد الزفاف , ويذهب والد العروس وأعمامها حيث مقر المذكور وعش الزوجية الجديد فلا يجدوا شيئاً من الجهاز والشقة على البلاط لا يوجد بها سوى كنبة حقيرة وأشياء لا ترقى إلى مستوى النفايات , وعندما فاجئوا العريس بالسؤال عن الجهاز بدأ يذكر لهم مشكلاته مع العمال والصنايعية , وقد كانت كلماته مبعثرة وغير مقنعة مما جعلهم يطلبون منه أن يساعدوه في أنجاز المهمة حتى ولو اضطروا لتأجيل موعد الزفاف , وعندما ضغطوا عليه وجدوه يتهرب ولم يذكر لهم أسم تاجر أو صنايعى واحد يكون عنده الفلوس وقصر في عمل المطلوب , وقد بدا واضحاً كالشمس أن العريس قد سرقهم وأضاع المال الذي أعطوه له لتجهيز الشقة , وبدأت المشاكل وفى كل ذلك لا يرد العريس الجبان بشئ , والغريب في الأمر أن أهل العروس من النوعية الذكية , وليسوا بالغفلة التي يستطيع أن يخدعوا بهذه السهولة , وقد يحدث ما حدث معهم مع أقوى العائلات لاستحداث الطرق الجديدة في النصب , ولم يجد هؤلاء حلاً مع عريسهم حتى محضر الخطوبة في الكنيسة ما زال قائماً , والعروس فى حال يرثى لها فبدلاً من الفرحة والزفاف يتحول الأمر إلى مشاكل وفضيحة وسط الناس , والعريس يختفي بعيداً عن عنوانه بالبلد أو بشرم الشيخ التي يعمل بها , ولهذا كانت الدعوة إلى توثيق الاتفاق بين العريس وأبيه وأهل العروس في الشهر العقاري وهى طريقة سخيفة جداً , ولكن الوضع الذي وضعت فيه هذه الأسرة البائسة يدعوا للضيق حيث أنهم لم يفرحوا بابنتهم وحسب بل ضاع المال الذي يدخروه ليوم جهازها وزفافها , وليس فقط هذا الذي ضاع إنما الشرف والحياء والضمير أن يصل حال الشباب إلى ذلك , أي مستوى من الأخلاق وصل إليه انحطاط الخلق والتربية وعدم الأمانة , وبهذا أيضاً تكون العروس سعيدة الحظ أنها لم ترتبط بهذا اللص وخاصة أنه لا يوجد طلاق إلى لعلة الزنى وهل ستضطر أي زوجة هذه الأيام أن تمارس الزنا لتتخلص من زوجها والعكس , هذه القصة حدثت بالفعل وتوجد أيضاً سلسلة من المآسي تتعرض لها الأسر المصرية كل يوم , وماذا لو لم تعود السياحة كما كانت عليه وماذا لو توقفت بسبب تصريحات من يقول ولا يحسب العواقب , هل سنجد يوماً ما يقرب من خمسة ملايين شاب على الأقل يعملون بالفنادق والبازارات , يتحولون للنصب والبلطجة , أنهم من الآن يشهرون السلاح الأبيض في وجه زملائهم حتى يفوزوا بالسائح ويشترى من بازاره , وهل ستتحول أموال الجهاز الذى يوفرها الأب والأم من قوتهما أحياناً كبديل للعمل بقطاع السياحة يجب أن يتصدى الناس معاً يداً واحدة لمثل هؤلاء الذئب البشرى الذي يسرق الفرحة والحلم ويأخذ أموال البسطاء والفتيات لينفقها على ملذاته ومن يضع رأسه في الرمال كالنعام ,ويقول وما شأني , سيكون شأنك ويأتي إليك أحدهم أو لابنة أخيك أو أحد أقربائك , ولكل فتاة أقول عدم الزواج أفضل لك مليون مرة من زواج فاشل قد يدفع حياتك للنهاية , للأهل أقول لا توافق على زيجة بشخص ليس له أحد كبير أو شخص ترجع إليه , أبنتك عندك كالذهب , تزوجها لشخص وضيع البيئة والنشأة صارت أقل من التراب وستجلب لك العار والمتاعب مدى الحياة .
السيناريست جرجس ثروت
#جرجس_ثروت_رزيقى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
