أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمر بن صمادح - إياك جرح مشاعر المسيحيين















المزيد.....

إياك جرح مشاعر المسيحيين


عمر بن صمادح

الحوار المتمدن-العدد: 3541 - 2011 / 11 / 9 - 08:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نشر مقال بعنوان :إنتبه أن تجرح مشاعر المسلمين". يستفرد المقال بالمسلمين و حساسيتهم إتجاه أي نقد لدينهم كأن أتباع الأديان الأخرى يتراقصون طربا بلإنتقادات الموجهة إليهم. مسألة آيات العهد القديم و كيفية إستعمالها في إسرائيل و موقف الحاخامات منها بل موقف المسيح و الكنسية الكاثوليكية منها لم يخطر على بال كاتب المقال. تطالب المسلمين بمسح سورة التوبة و الأنفال كونها تحرضان على الإرهاب و تصف الأقليات المسيحية في المشرق بالـ"السكان الأصليين" فلم أكن أعرف أن الهوية الدينية هوية وطنية كذلك ودليل على إنتماء. مررت فكرة متبناة من اليمين المحافظ في الغرب أن الإنجازات و الإكتشافات العلمية لغرب أوروبا و الولايات المتحدة من نتاج المسيحيين. و أن التسامح الديني للدول الغربية و سماحهم للمسلمين ببناء المساجد دليل على تسامح أتباع الأديان الأخرى بعكس المسلمين المتوحشين الذين لايحترمون دينا و يهدمون دور العبادة. المقال بشكل عام ماهو الا تكرار لبروباغندا اليمين في الغرب و لنتطرق إليه نقطة بنقطة.

1- " ويطالب الكثيرين منهم بعدم نبش الماضي الإسلامي اوحتى الأقتراب من التراث مجرد أقتراب لأن هذ من شأنه أن يجرح مشاعرهم الرقيقة !! "
أخرج الكوميديان الأميركي بيل ماهر (من أصول آيرلندية و لا علاقة له بالشرق الأوسط) فيلما عام 2008 بعنوان "religulous" حيث جمع بين كلمتي religion و ridiculous ليناقش فكرة الدين بقالب كوميدي. الفيلم تعرض لليهودية و الإسلام بشكل جزئي و لكن أخذت المسيحية بطوائفها الكاثوليكية و الإنجيلية و المورمونية الحيز الأكبر من الإنتقاد. ردود الفعل كانت متباينة من مؤيد لمعارض. المعارضون كانوا من المسيحيين المحافظين و بعض أساتذة الجامعات لما وصفوه بالسطحية في النقد. فماهر وصف أتباع الأديان بأنهم يعانون من أمراض أو أعراض عقلية تمنعهم عن التفكير السليم. مثل إيمان المسيحيين بأن الديناصورات تعايشت من الإنسان القديم و أن عمر الأرض لا يتجاوز الستة آلاف عام, هذا عدا محاربتهم لتعليم التطور و الأديان الأخرى في المدارس و تأثيرهم المستمر على السياسة الخارجية. تلقى بيل ماهر تهديدات بالقتل و إيميلات تدعوا المسيح أن يخلص العالم منه و أن الولايات المتحدة الأميركية أمة مسيحية رغم أنفه و أنف كل الليبراليين الأميركيين.

2-"ويتناسون اويتجاهلون مايقوله كتابهم "الكريم " بحق أبناء أالمعتقدات الأخرى من تحريض وكراهية ونبذ وتكفير بل وحتى شيوخهم الاجلاء في تلك الخطب العظيمة التي تلعب بالعقول وتخدرها وتشحنها بشحنات سيئة اتجاه أبناء المعتقدات الأخرى .. "

دائما مايقول المسيحيين أن دينهم يحث على المحبة و التسامح. متناسيين أن محبة المسيح مشروطة بالإيمان به بالدرجة الأولى. فأي حب هذا الذي يتوعد الكافرين بالمسيح نارا أبدية؟
"(7) ويل للعالم من العثرات فلا بد أن تأتي العثرات، ولكن ويل لذلك الإنسان الذي به تأتي العثرة.(8) فإن أعثرتك يدك أو رجلك فاقطعها وألقها عنك. خير لك أن تدخل الحياة أعرج أو أقطع من أن تلقى في النار الأبدية ولك يدان أو رجلان (9) وإن أعثرتك عينك فاقلعها وألقها عنك. خير لك أن تدخل الحياة أعور من أن تلقى في جهنم النار ولك عينان" متى الإصحاح الثامن.
عدا آيات العهد القديم و تعاليمه بحق الأمم الأخرى. سفر التثنية الأصحاح الثالث عشر "(7) من آلهة الشعوب الذين حولك، القريبين منك أو البعيدين عنك، من أقصاء الأرض إلى أقصائها(8) فلا ترض منه ولا تسمع له ولا تشفق عينك عليه، ولا ترق له ولا تستره (9) بل قتلا تقتله. يدك تكون عليه أولا لقتله، ثم أيدي جميع الشعب أخيرا (10) ترجمه بالحجارة حتى يموت، لأنه التمس أن يطوحك عن الرب إلهك الذي أخرجك من أرض مصر من بيت العبودية(11) فيسمع جميع إسرائيل ويخافون، ولا يعودون يعملون مثل هذا الأمر الشرير في وسطك(12) إن سمعت عن إحدى مدنك التي يعطيك الرب إلهك لتسكن فيها قولا" آيات مليئة بالمحبة و التسامح بحق أتباع الأديان الأخرى. الفرق الوحيد هو أن القرآن جاء بعد التوراة و إنما جميع الكتب المقدسة تتمحور حول نفس الفكرة.

3- "هذا ناهيك عن البرامج وألقنوات الإسلامية التي تبث عبر المحطات الفضائية والتي تنشُر غسيلها الملوث القذر أمام العالم أجمعه من إصدار للفتاوي وتوجيه للعنات ودعاءات على الأقليات وأبناء المعتقدات الأخرى الذين يلقبون بالمشركين والكفاربل ربما بالملحدين وبعبدة الشيطان !!! "

أكثر من 1600 برنامج تلفزيوني و إذاعي يبث عبر الولايات المتحدة فحسب. كلها تشنيع و قذف في الإسلام و بصورة أقل البوذية و الهندوسية. بات روبرتسون, الواعظ الإنجيلي المشهور و الذي يبلغ عدد أتباعه 240 مليون مشاهد و مستمع يصف الإسلام بالشيطاني و أنه ليس دين بل آيدولوجية سياسية هدفها إحتلال العالم. المعارضين له ليسوا مسيحيين, بل من القوى الليبرالية و التي في أغلبها ليست متدينة. فالمسيحية السمحاء و محبة المسيح ليست سوى كلمات يرددها المسيحيون كما يردد السلفي أن الشريعة رحمة. بات روبرتسون أخذ بالحديث عن اللحم الحلال و أنه أحد وسائل المسلمين الأشرار للسيطرة على أميركا و القضاء عليها. أتباع هذا المعتوه كما ذكرت يفوق 240 مليون مسيحي. مايكل بيري, مذيع أميركي من هيوستن تكساس. دعى الأميركيين لتفجير المساجد و تمنى أن يتم تفجير المركز الإجتماعي الإسلامي في منهاتن. بل إنه إستضاف و دعم إعلانا إذاعيا من قبل أحد مالكي متجر للأسلحة أعلن أنه لن يبيع السلاح أو يدرب أي شخص يبدو أنه مسلم أو من أصول شرق أوسطية. توالت الإتصالات الهاتفية من المتسامحين مهنيئنه على قراره الشجاع منددين بمايسمونه "Political correctness" و التسامح الذي يبديه الليبراليون من الأقليات.
مايكل سافج و إسمه الحقيقي مايكل وينر. يبلغ عدد مستمعيه إلى 9 ملايين أميركي أسبوعيا يقول ان على الولايات المتحدة قتل أكبر عدد من المسلمين. و أقتبس:" يقولون أن هناك مليار من هؤلاء الحيوانات, أقول أقتلوا مئة مليون منهم, و بذلك يصبح عددهم 900 مليون" . مجددا توالت الإتصالات المهنئة له على شجاعته من المسيحيين المتسامحين ولم يقف ضده سوى القوى الليبرالية. رغم كل مافعله أوباما من قتل لأسامة بن لادن و أنور العولقي و القذافي, لا تزال الأغلبية من المحافظين (كلمة أخرى لوصف المسيحيين في الولايات المتحدة) يعتقدون أن أوباما مسلم بل و يعتقدون أنه المسيخ الدجال! لا شي يبرر موقفهم هذا سوى عدم تقبلهم لرجل أسود في البيت الأبيض. هذا هو تسامح المسيحيين الأصوليين. لا يكرهون أتباع الأديان الأخرى, بل أصحاب الألوان الأخرى و ماجماعة الكو كلس كلان عنا ببعيد.

3- "أي أحترام مشاعر تطالبون غيركم به وأنتم أنتهكتم كُل مشاعر الأخرين فالغرب الكافر يُسمح لكم فيه أن تنشرو تعاليمكم ودينكم وتقيمون صلواتكم بكل حرية ودون أي عمليات قمع أو تكفيرأو إضطهاد في تلك الدول ، ومع هذا بقي الغرب هو العدو الأكبر والأول لكم !!"

التسامح الديني لم يأتي من أتباع الأديان الأخرى بل سببه الحقيقي الديمقراطية و القانون الأميركي الذي صاغه و خطه لا دينيون. فلا تتوقع من المسلمين الذين يأخذون دينهم بجدية أن يتغيروا المهم هو تغير القوانين و تبني دساتير لا تصاغ وفق أمزجتهم. فهم لا يختلفون عن باقي المتدينين قيد أنملة.المطالبة بمسح حد الردة من الكتب. لا أدري كيف يتم ذلك وماهي الطريقة المثلى لمسحها. الملاحظ ان المقال ذكر انه حتى و لو تم الغائه يجب مسحه لانه يحرض على الكراهية. لا توجد إجابة لهكذا ثرثرة.
الديمقراطية و التسامح و التعددية ليست نتاج أي دين. فالدين بحد ذاته لا يجعل من الإنسان شخصا طيبا أو شريرا. بل يستعمل لتبرير أي سلوك سواء كان محمودا أو إجراميا. الأمثلة المذكورة أعلاه تثبت أن المسيحيين لم يتغيروا بل مجتمعاتهم و دساتيرهم هي التي تغيرت و أضحت الكلمة العليا للقانون العلماني الذي لايميز دين على أخر. أما الدين المسيحي فبقي على حاله من تعطش أتباعه لدماء الآخرين و تخليصهم من الجحيم عن طريق قتلهم. مدونة أبواب فيينا الأميركية تدعو لتنفيذ هولوكست لكل مايبدوا أنه مسلم. الصحافية آن كولتر لم تخفي رغبتها بإجبار المسلمين على إعتناق المسيحية أو قتلهم. و آن كولتر ليست شخصا مكروها في الولايات المتحدة في ضيف دائم على قناة فوكس نيوز الأكثر شعبية في أميركا حيث يفوق عدد مشاهديها مشاهدي السي إن إن و إم إس إن بي سي مجمعتان.

هذه النقاط الأساسية التي وردت في ذلك المقال التنويري. لا أدري كيف وجد طريقه إلى المختارة...

المصادر:
1- تهديدات بالقتل لبيل ماهر .. http://blogs.laweekly.com/informer/2008/10/bill_maher_receiving_death_thr.php

2- مدونة بوابات فيينا .. http://littlegreenfootballs.com/article/29727_Gates_of_Vienna_Toys_with_Genocide

3- آن كولتر تدعو لاجبار المسلمين على المسيحية او قتلهم http://old.nationalreview.com/coulter/coulter.shtml

4-بات روبرتسون يتحدث عن الاسلام و موامرة اللحم الحلال http://mediamatters.org/research/200706120009
http://www.youtube.com/watch?v=rlJjjhGt0E0&feature

5-مايكل سافج http://mediamatters.org/mmtv/200611290005

6-مايكل بيري http://www.allaccess.com/net-news/archive/story/75905/kprc-s-michael-berry-under-fire-for-mosque-comment

7- عدد اتباع بات روبرتسون http://www.ministrywatch.com/profile/christian-broadcasting-network.aspx



#عمر_بن_صمادح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن سلام المسيح
- عندما يصبح الإسلام سلعة مربحة
- آيات القتال في شقي الكتاب المقدس
- المسيحيون أقل عنفا من المسلمين لإنهم تخلوا عن كتبهم
- المسلمون أشرار لإن كتابهم المقدس يحرض على العبودية
- الملحدين الجدد من الناطقين بالعربية


المزيد.....




- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمر بن صمادح - إياك جرح مشاعر المسيحيين