أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد بوعلام عصامي - عند-ماسح الأحذية-.. توقف قليلا عند المعاني التي بها نحيا !!














المزيد.....

عند-ماسح الأحذية-.. توقف قليلا عند المعاني التي بها نحيا !!


محمد بوعلام عصامي
(Boualam Mohamed (simo Boualam Boubanner))


الحوار المتمدن-العدد: 3540 - 2011 / 11 / 8 - 15:25
المحور: المجتمع المدني
    


عند"ماسح الأحذية".. توقف قليلا عند المعاني التي بها نحيا !!
+ الديكتاتورية من زاوية المسح هي عندما يجد المواطن نفسه مجبرا على مسح ولعق حذائها أو أن تدوسه بحذائها الثقيل كل يوم. واذا هاجرت فقد تزاول في المهجر احقر المهن، لأنك بكل بساطة في نظرهم قادم من الجنوب المتخلف، وبالتالي يصعب ان تعيش المواطنة من الدرجة الأولى.
فعلا ما أشقانا نحن المواطنون العرب في هذا العالم الذي أضحى أمامنا أضيق من ركن مظلم ومعزول، وبخيارات جد محدودة كان آخرها الخيار التراجيدي الأكثر مأساة على الطريقة البوعزيزية.
ومن هنا أدعوكم الى وقفة تأمل

وبالضبط عندما تمر يوما ما بجوار أحدهم وتنظر الى حذائك وتريد تلميعه عند ماسح الأحذية. فإذا مررت يوما ما بجوار أحدهم ونظرت الى حذائك وأردت تلميعه عند ماسح الأحذية، فاعلم ياصديقي العزيز أن من ستمد له رجلك ليمسح أوساخ حذائك أنه انسان مثلك، قهرته الظروف في مجتمع لا يرحم وواقع مرير ووطن مسروق أنتج لنا أناسا في الهامش البعيد جدا، لا أحد يكترث بهم وكأنهم من خارج الزمن!
قبل أن تمد رجلك لماسح الأحذية فكر ألف مرة، ثم فكر في الظروف أللاإنسانية التي جعلت منه ماسح أحذية، وجردته من كرامته الإنسانية. فهي نفس الظروف التي قد تسقط فيها انت يوما ما، أوغدا ابنك، أو أحد أبناء أبناءك... ومن يدري فقد تكون هي نفس الظروف البئيسة التي داست كرامة أحد أبائك و أنت لا تدري؟!!
فقط مجرد دعوة للتأمل والتفكر قبل أن تمد حذائك الى ماسح الأحذية لتزهو بلمعانه ونوعيته الايطالية..
تذكر فقط أن في هذا العالم هناك أنواع عديدة من الماسحين والمسّاحين. فقد تجد من يمسح لك حذاءك ويلمعه بأجر زهيد من أجل لقمة عيش زهيدة! وأن هناك من يحترف النذالة وينحني بخبث جبان ليلعق الأحذية ويمسح غرورالأسياد، ليس من أجل لقمة عيش زهيدة..ولكن ليجعل بعضا من الأشقياء تحت حذاءه، اشباعا لشجع ومرض عميق متجذر من الخبث و النذالة !

أما أنا فانصحك أن تتذكر أن الدنيا فانية وأن الانسان هو "المعاني والقيم الانسانية" وأن تحترف المسح بدورك هواية.
والمسح هنا الذي ادعوكم اليه، هو مسح من من نوع اخر، هو أن تكون ماسحا لدموع البؤساء والأشقياء من حولك، من أصدقاءك وأحبّائك و أهلك ومعارفك وجيرانك ..فهناك أناس نبلاء لا يسرقون ولا يقطعون طرقا و لا ينتشلون و لا يحتالون رغم ظلم الواقع المرير الذي يتبرأ منه العالم بقسوته وأنانيته ودونيته التي يفسرها عدم إعترافه لمسؤولياتها عن هذا الهامش من الوحشية والإقصاء، بينما يمثلون أجمل وأحلى الأدوار في المشاعر الإنسانية في أفلامهم وكارتوناتهم وشاشاتهم في هوليود وبوليود وعطيوط وغيرها من المسرحيات..ويا سلام على الذوق المتعالي في جبل من الدونية!
هناك أناس أنواع من الماسحين "ماسح متمسح تمساح"وما اكثر على الكراسي ومناصب الديكتاتورية، وهناك ماسحوا الاحذية ونوافد العمارات ونوافذ السيارات على الممرات الضيقة على مفترق الطرقات، وهناك بائعات المناديل بدون هوى، كلهم يستحقون فعلا أن نمسح على دموعهم من أثار الحرمان والتهميش ليس عطفا و انما واجبا وتضامنا, ليس معهم فقط وانما أولا مع انسانيتنا كبشر!
هذه هي أخلاق الأنبياء الذين لم نعهد منهم أحدا يمسح أحذيتهم ولا يفترشون لهم الزرابي الحمراء !
- ليس المروءة فقط يا صديقي أن لا تنحني للآخرين..ولكن قمة المروءة ألا تجعل الآخرين ينحنون لك. أو ليس كمن قال : من اليمين ولو كان عمر في اليسار؟ وأنت مقبل على مدِّ أحد منهم رجليك اليسرى أو اليمنى لماسح الأحذية، توقف قليلا يا صديقي وفكر في هذا الانسان، فالانسانية معاني ولا يحيا الانسان ولايرقى الا بالمعاني. وخذ حذائك وتناول الفرشات من عنده وامسح حذاءك بنفسك. ثم امنحه أجره كاملا كأنه هو من قام بتنظيف حذاءك ثم انصرف..ولا تنسى كلمتي: "شكرا" و"عفى الله"..

أن تشعر بانسانيتك هي أن تشعر وتحس أن العالم بيتك الصغير وانك جزء من الآخرين ..صدقني وحينها فقط ستفهم معانى السعادة الحقيقية. يجب أن نخلص مجتمعنا من بعض المظاهر التي تحط من كرامة الانسان أو على الأقل أن نعلمها للأجيال الصاعدة ونحيي فيهم روح المعاني الانسانية الراقية وأن الناس سواسية كأسنان المشط.وكذلك أن نخلص المجتمع من النوع الأحقر للمسّاحين الذين يحترفون مسخ الشفافية والكرامة والقيم، وذلك أن نسعى أن تكون الكفاءة والمثابرة هي مقياس التفاضل والتنافس الشريف، وليس بأن نقيس الأمور من تحت الطاولة أو مسحا لحذاء التسلط والنفوذ!
- عندما وقف نيرون في شرفة قصره يتمتع برؤية روما التي أحرقها بكامل مجدها، كان يقف إلى جانبه مرافقه الفيلسوف رينون. فسأله نيرون كيف وجد منظر روما وهي تحترق، فقال له الفيلسوف:
"إذا احترقت روما فسيأتي من يعيد بناءها من جديد، وربما أحسن مما كانت عليه، لكن الذي يحز في نفسي هو أنني أعلم أنك فرضت على شعبك تعلم شعر رديء فقتلت فيهم المعاني، وهيهات إذا ماتت المعاني في شعب أن يأتي من يحييها من جديد ".

أرجوكم لقد سلبتم كل شيء فلا تسلبوا العقول عندما تقتلون المعاني !
السلام عليكم

محمد بوعلام.عصامي
md-boualam-issamy.blogspot.com
[email protected]



#محمد_بوعلام_عصامي (هاشتاغ)       Boualam_Mohamed_(simo_Boualam_Boubanner)#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البطالة بين الرأسمالية الغربية والخوصصة المغربية


المزيد.....




- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد بوعلام عصامي - عند-ماسح الأحذية-.. توقف قليلا عند المعاني التي بها نحيا !!