أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد ماجد ديُوب - إيٌاك أن تعرف الحقيقة














المزيد.....

إيٌاك أن تعرف الحقيقة


محمد ماجد ديُوب

الحوار المتمدن-العدد: 3540 - 2011 / 11 / 8 - 13:42
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ربما تكون دعوة مجنونة أن تطلب من شخصٍ ما ,أن يحاذر ويبتعد نهائياً عن معرفة الحقيقة ولكنها من وجهة نظر علم النفس هي دعوة عاقلة تماماً إذا لم يمتلك هذا الشخص عقلاً قادراً على تقبل الحقيقة كما هي دون زيف خاصة أن أغلب الحقائق التي يؤمن بها البشر في مختلف مناحي الحياة هي أوهام نعم هي أوهام

ذكر مرةً المرحوم الدكتور صبري القباني في مجلته الطبية الشهيرة (طبيبك) وذلك في أوائل سبعينيات القرن الماضي التجربة التالية:

تم في إحدى المشافي الأمريكية عزل مريضين بالسرطان المَعِدي لهما القصة السريرية تقريباً نفسها من حيث نوع المرض والعمر والمرحلة التي تطور إليها المرض كل في غرفة بعيداً عن الناس وتحت حراسة طبية مشددة ثم جيء بأقراص دوائية مملوءة بالسكر العادي المطحون وقبل تناول الجرعة قيل للأول أن هذا الوداء هو آخر منتجات مراكز الأبحاث وأثبتت المعالجة التجريبية بواسطته نسبة شفاء بلغت مائة بالمائة بينما قيل للثاني الكلام ذاته ولكن خفضت نسبة الشفاء إلى خمسين بالمائة

تمت مراقبة المريضين المعزولين لمدة عشرة أيام فوجد الأطباء أن المرض لدى الأول بدأ بالتراجع بشكل مذهل بينما تطور لدى الثاني بشكل كبير وبعد خمسة أيام أخرى نجا الأول ومات الثاني

روى لي نقيب المعلمين في إحدى المحافظات السورية الحادثة التالية فقال: كنت مع وفد لنقابة معلمي سوريا في إجتماع لممثلي معلمي دول عدم الإنحياز والمجموعة الإشتراكية في العاصمة الجزائرية في العام 1967وكان مؤتمراً لدعم دول المواجهة في إثر عدوان عام 1967وكنت أجلس في بهو الفندق وإلى جواري أحد أعضاء الوفد السوفياتي وبحكم إتقاني للغة الفرنسية كنا نتجاذب أطراف الحديث في فترة استراحة وإذ بهذا الرفيق الروسي يقف كالمجنون ويسارع لإحتضان شاب طويل أشقر دخل لتوه من باب البهو وأخذ بعناقه بحرارة وبعد التسليم الحار وحوار قصيرمعه عاد الرجل إلى جواري فسألته عمن يكون هذا الشاب فقال إنه الطبيب العبقري الذي أجرى لي جراحة في معدتي وإستأصل جزءأ منها مصاباً بالسرطان وذلك منذ خمس سنين وإلى الآن أجري فحوصاً دورية وأنا سليم تماماً وأردف قائلاً حرارة سلامي عليه كانت بسبب أني ومنذ أن أجرى لي العملية لم أره بسبب مغادرته المفاجئة إلى الجزائر من ضمن عملية التبادل والدعم العلمي بين الجزائر والإتحاد السوفياتي حيث أوفد لتدريب الأطباء الجزائريين.عندها إستأذنت من الرفيق وقلت له سأقابل هذا الطبيب وقمت إلى عامل الإستقبال أسأله عن رقم غرفة الإقامة لهذا الطبيب ثم أسرعت صاعداً إليه
طرقت الباب ففتح الطبيب الشاب مستغرباً وقوف رجل غريب ببابه فقلت له أنا صديق ذلك الرجل الذي سلم عليك في البهو فقال تفضل ما الأمر دخلت وقلت له لن أطيل عرفت من صديقي أنك جراح ماهر في إستئصال الورم السرطاني ولدي في سوريا صديق وحالته كحالة صديقي السابقة الذي يجلس في البهو هل بإمكاني الإعتماد عليك في علاجه

تنهد وقال سأقول لك شيئاً أرجو أن يبقى بيننا :هذا الرجل كنت أظنه في القبر بعد العملية بأسبوع على الأكثر فأنا لم أفعل له شيئاً إذ لما فتحت معدته وجدت أن الأمر قد إنتهى ولم يعد لديه أية فرصة بالنجاة فأخطٌ الجرح وقلت له بعد أن أفاق من المخدر مبروك لقد نجحت العملية وكتبت لك النجاة وتركته ومشيت بعد أن تأكدت أن كل معاوني في العملية كانوا على ذات موقفي منه وأنا متأكد أنه لن يعيش لأكثر من خمسة أيام وها أنت تراه سليماً معافى ولاأعرف كيف كان ذلك

طبعاً هناك الكثير من الحوادث المشابهة التي يعرفها الكثيرون عن عمليات شفاء عجائبي ومنها ما إختبرته أنا نفسي بواسطة التنويم المغناطيسي وقد ذكرت ذلك في مقال لي بعنوان ليس إلهاً واحدا بل آلهة متعددة حيث أن لكل مقسده الكامن في لاوعيه وما أن يتم إستدعاء هذا المقدس المشخص من خلال عملية التنويم والطلب إليه أن يساعد المرض على الشفاء حتى يتماثل المرض للشفاء

هناك الكثير من الوهم في حياتنا منها الديني وهو الأكثر ومنها السياسي ومنها الإجتماعي فحكم العادة أقوى كثيراً من حكم العقل وحكم الأفكار التي نؤمن بها لدرجة القداسة يجعلنا نسير وكأننا مدفوعين بدون إرادتنا على السير في طريق نتوهم أننا إخترناه بملء إرادتنا

في حالة الحراك العربي في هذه الأيام نجد أن الناس يتوهمون أنهم ثوار ويتحركون لنيل الحرية السياسية ناسين أو متناسين أنهم أسرى أفكار عميقة تحتل لاوعيهم لاتختلف في تركيبتها عن الأفكار التي في لاوعي الحاكم نفسه فكلهم أسرى الفكر الأموي الذي يبرر كل شيء في مقابل الحصول على السلطة ومنها على الأخص إستغلال الشعور الديني الذي ربما ولأساب تتعلق بضعف الإنسان التاريخي هو أقوى محرك لهذا الإنسان والذي يتم إستغلاله من قبل ذئاب السياسة للحصول على مواقع لهم في كعكة السلطة كما فعل جدهم أبو سفيان وإبنه معاوية من بعده

مازال الوهم بالحرية يعشش في رؤوسنا ولكن ماذا لو أفقنا وعرفنا الحقيقة أن كل شخص فينا هو أبو سفيان ؟؟
ماذا لو أفقنا وعرفنا أننا مازلنا بدواً بكل ما في الكلمة من معنى وأننا لانختلف عن حكامنا في شيء أليس ما جرى في ليبيا ومصر والقتل الطائفي والتمثيل بالجثث في سوريا يؤكد ذلك ؟؟؟

ماذا لو أفقنا وعرفنا أن محمداً لم يكن لانبياً ولارسولاً بل كان طالب سلطة قوامها الدين والسيف ؟؟؟

ماذا لو أفقنا وعرفنا أن كل مقدس في حياتنا هو مقدس بفعل التربية وليس بفعل كونه حقيقة واقعية ؟؟

ماذا لو أفقنا وعرفنا ان إلهنا سلطة ومال وجنس ؟؟؟؟ بسم السلطة والمال والجنس إله واحد

ماذا لو أفقنا وعرفنا أن هذا الله وهذا الشيطان لاوجود لهما إلا في لاوعينا الذي شكلته التربية ؟؟؟؟

ماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟



#محمد_ماجد_ديُوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلهكم جزٌار بَشَر
- الإنسان مشروع وجود
- ثلاثية الوهم : الله -الخلود -الحرية
- المطلق المُدَمِر في عالمي السياسة والدين
- الإله الأوٌل
- آلهتكم ثلاثة
- ثورات أم حرائق ؟
- جدل الذات بين وهم المثقف وواقعية السياسي
- قانون العامل (س) والحراك العربي
- قانون الصدفة أم قانون العامل (س)
- قراءة التاريخ أم نقده ؟؟
- المثقف وتفسير الظاهرة
- المنهج الماركسي والماركسويون
- كل البشرية تؤمن بنظرية التطور لداروين
- نفاق الغرب ومثقفي الإغتراب
- علم بالغيب أم تحكم بالغيب ؟؟؟؟
- مثقون سوريون وبكاء عرعوري
- المادة : مفهوم فلسفي أم علمي ؟
- لو أدرك المسلمون معنى : رب العالمين!!!!
- لم يمت على الصليب فداءأ بل قتله الإله اليهودي


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد ماجد ديُوب - إيٌاك أن تعرف الحقيقة