أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علي عرمش شوكت - تقليعة الاقاليم ... استعرض قوة ام استهلاك محلي ؟؟














المزيد.....

تقليعة الاقاليم ... استعرض قوة ام استهلاك محلي ؟؟


علي عرمش شوكت

الحوار المتمدن-العدد: 3540 - 2011 / 11 / 8 - 00:07
المحور: المجتمع المدني
    


لم يشهد العالم من قبل قوى سياسية حاكمة تتسابق على تقسيم كيان بلدها، بالشكل الذي يمارسه الان بعض الساسة العراقيين. وما يشد الانتباه اكثر هو، تحول بعض اصحاب الشعارات القومية والوحدة العربية الفورية الى دعاة لتشطير العراق الى كيانات صغيرة عائمة مجهولة المصير!! . ليس هذا فحسب انما الى كانتونات طائفية وهذه الطامة الكبرى. ولا نذهب بعيداً اذا ما حسبنا ذلك افرازاً عن ازمة عامة تلف الوضع الاقليمي والدولية ايضاً، وهي انعكاس لتداعيات الازمة الاقتصادية العالمية التي تنذر بالاطاحة بالعديد من الدول المرتبطة بعجلة الاقتصاد الراسمالي، هذا وناهيك عن ما يلوح في الافق من مؤشرات انهيار الدول الراسمالية ذاتها ، جراء ازمة " الديون السيادية ".
وبما ان السياسة انعكاس للاقتصاد، فلا غرابة من ان تعتمد الدول المأزومة سياسة العنف لفك ازماتها الاقتصادية، اذ نلاحظ الماكنة السياسية للدول التي تحكمها الكارتيلات الرأسمالية العملاقة تتحرك وتفبرك العقد في العلاقات بين الدول ، بل وتهيئ الاستراتيجيات التي طالما جربتها في حل ازماتها، الا وهي الحروب الخارجية، والتي اذاقت البشرية بشاعتها خلال الحربين العالميتين الاولى والثانية اللتين جاءتا على اثر ازمات اقتصادية طاحنة في بدايات القرن العشرين.
وعودة الى المضاربة "بمادة " اعلان الاقاليم التي شكلت مفارقة صارخة ، ولكي لا نبتعد عن ما استهل به هذا الموضوع، وان كان له ارتباط بما اشرنا اليه، وسنأتي عليه لاحقاً. فظاهرة تزايد الاستعراض او ما يمكن ان يطلق عليه " مزاد مشاريع الاقاليم " تشير الى ان العراق اليوم ينفرد في انحدار حالة التمزق في ظل " ربيع عربي " توحدت فيه مختلف اطياف الشعوب لازاحة انظمة بلدانها الدكتاتورية، في حين تحاول بعض القوىالسياسية العراقية المتنفذة الحاكمة لتأسيس دكتاتوريات متعددة في البلد الموحد تاريخياً، من خلال اقامة اقاليم ذات صبغة طائفية و اثنية مقيتة. وهي لا تعدو عن كونها امارات وكيانات شمولية الانظمة، مما يستوجب العمل على كشف النقاب عن الدوافع الحقيقية التي تكمن خلف هذه الانبعاثات المتكالبة على وحدة الشعب والوطن. ان اغلب الذين كانوا يعارضون الفدرالية بمحافظاتها الكردستانية الثلاث وبشرعيتها الدستورية وبتركيبتها السكانية المتجانسة، هم اليوم ابرز دعاة تحول المحافظات الى اقاليم !!.
يشير بعض المتابعين السياسيين بان المنطقة التي يتصاعد فيها اليوم اعلان الاقاليم، هي المنطقة الغربية من العراق ذات التركيبة السكانية المعيّنة، والمختلفة عما سمي بـ " الهلال الشيعي"، الذي زعم بان ايران تسعى لاقامته، حيث تمتد خارطته من غرب افغانستان اي من شرق ايران حيث وجود " قومية الهزار" الشيعية، عبر العراق وسورية، حتى شواطئ الابيض المتوسط عند جنوب لبنان. باستثناء منطقة غرب العراق، المثار فيها ظاهرة انشاء الاقاليم،والتي بمقدورها قطع هذا الامتداد. ومن البديهي كانت اعلنت الولايات المتحدة الامريكية وقوفها بالضد من مساعي ايران.
واذا ما ذهبت التصورات ابعد قليلاً، وتناولت ما جنته الدول الغربية وعلى راسها الولايات المتحدة الامريكية، من ثمار الربيع العربي، والمتمثل بصعود التيار الاسلامي السلفي الى مواقع القرار بفعل " عونها الكريم " المباشر وغير المباشر، لكون هذا التيار الذي بطبعه لا يكلف شيئاً في تصديه المندفع ذاتياً ومن منطلق، " خصومة مذهب" لتلك النوايا الايرانية ومشاريعها التوسعية. وخشية من تداعيات متعبة راحت الاوساط الحاكمة في طهران تحاول القيام بخطوات استباقية وذلك بظهار حسن نواياها لمد جسور مع هذه الجماعات السلفية الناهضة في ساحة الربيع العربي. مع ان كافة الدلائل لا تبشر بفوز ايران بمثل هذه العلاقات التي تبغي من خلالها الوقوف صفاً واحداً بوجه الغرب، وبخاصة الولايات المتحدة الامريكية.
وهنا استوجب التحذير، لكي لا تستثمر اقامة اقليم في هذه المنطقة الحساسة، ذي الصبغة الطائفية المعينة، في الجهد المنصب حالياً لبناء " قوس مذهبي" بمواجهة ما سمي بـ" الهلال الشيعي "، وينبغي الا تغرب عن الاذهان الاسباب قاهرة الناجمة عن ازمة الحكم في العراق، والتي انتجت نزعة التحصن والاستباق من احتمال عودة الدكتاتورية التي بدأت تلوح معالمها في افق ادارة السلطة العراقية. وذلك باللجوء الى انشاء الاقاليم، دون الالتفات كما يبدو الى ان ذلك لم يعد ملاذاً امناً من وقوع هذه الكيانات المزعومة، فريسة تحت سيطرة ومخاطر الانظمة الشمولية للاسلام السياسي المتعصب، والذي لا يعترف بالاخر، ويسير خارج التاريخ، ويجهل الجغرافية السياسية لعالمنا اليوم.



#علي_عرمش_شوكت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ازمة علم في متن ازمة حكم
- بانوراما المشهد السياسي العراقي ... اخر طبعة
- في حصاد العملية السياسي يطير الغلال ويبقى القش !!
- فشلهم المكعب يجيز للشعب ان ينحيهم
- ابجدية حب في مدرسة العصافير 9 - 9
- ابجدية حب في مدرسة العصافير 8 - 9
- ابجدية حب في مدرسة العصافير 7 - 9
- ابجدية حب في مدرسة العصافير 6 - 9
- ابجدية حب في مدرسة العصافير 5 - 9
- ابجدية حب في مدرسة العصافير 4 - 9
- ابجدية حب في مدرسة العصافير 3 - 9
- ابجدية حب في مدرسة العصافير 2 - 9
- ابجدية حب في مدرسة العصافير 1 - 9
- العملية السياسية ... ما اشبه اليوم بالبارحة !!
- حكومة الاغلبية وانقضاء المئة يوم
- العودة الى الشعب
- عيد العمال ومآل الحال في العراق
- نذير بخريف عاصف للعملية السياسية في العراق
- رياح التغيير والمظاهرات الكيدية الحكومية
- معادلة العدالة المقلوبة في العراق الديمقراطي !!!


المزيد.....




- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علي عرمش شوكت - تقليعة الاقاليم ... استعرض قوة ام استهلاك محلي ؟؟