أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد لفته محل - من ذاكرتي بين عهدين















المزيد.....

من ذاكرتي بين عهدين


محمد لفته محل

الحوار المتمدن-العدد: 3539 - 2011 / 11 / 7 - 15:41
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


حين اسمع كثير من الناس يتكلمون عن العهدين أي النظام ألصدامي والنظام الطائفي الذي أتى بعده، أرى هناك انفعال وعدم دقة وتزوير في سرد وتقييم هذا التاريخ الذي عشناه معا، لهذا قررت البحث في سبب هذه الظاهرة اعتمادا على ذاكرتي في سرد الوقائع التي جرت، فكثير من الناس كان يكره أو ينتقد (صدام حسين) في عهده وكيف صار بعده محبا له ناسيا جرائمه وظلمه واستبداده بسبب الوضع الطائفي الفاسد الذي أتى بعده والذي كان أسوا منه بكثير، وكنت ألوم مثل هؤلاء الناس بأن يتطلعوا للمستقبل بدل النكوص نحو الماضي الذي لن يعود أبدا، وكنت اعرف بان هذه الثنائية صدام أو الطائفية هي دليل على فساد النظامين الذين رسخا هذه الثنائية الحتمية الزائفة؟ وإنها مقارنة بين سيء وأسوأ، كانت الناس في الماضي تخاف من الجواسيس والاستخبارات حتى التوهم! فهم يعتقدون أن كل سائق تاكسي يعمل في المخابرات وان أجهزة التنصت موجودة حتى في القمامة، وإن لصدام أشباح تحرسه! وله أشباه كثيرون! ثم أصبحت الناس تخاف من كل شيء بعد سقوط النظام (ألصدامي)، جعلتهم فيما بعد ينسوا أو يتناسوا جميع هذه المخاوف وراحوا يتحدثون عن ايجابيات النظام السابق فقط كتوفيره للأمن الذي كان في حقيقته لأجل النظام وليس لأجلنا، مثلما ادعت الميليشيات في النظام الطائفي للناس أنها تحميها من خطر ميليشيات الطائفة الأخرى! كان أتباع صدام يغطون على جرائم قائدهم بعبارة معروفة أنانية (لماذا لم يدق صدام بابك؟) وكنت أرد عليهم أن الأمريكان أيضا لم يدقوا بابي أيضا؟ فهل ينبغي السكوت عن جرائمهم بحق شعبنا؟ ثم كيف ترى جارك يقتل في محافظة أو منطقة ثم تسكت لأنك سليم؟ لهذا كنت ولا زلت أصنف المعجبين ب(صدام حسين) إلى ثلاث إما جاهل به أو جاهل سياسيا، أو رد فعل على النظام الطائفي أو منافق منتفع، أو طائفي.
حين حدث الاحتلال الأمريكي للعراق وهزم الجيش العراقي دون مقاومة بدأ كل جندي يدّعي أنه بقي حتى النهاية يقاتل بمفرده! ويتحدث عن خيانة قادته، ثم يلوم جبن الأمريكان لأنه استخدم السلاح الجوي أكثر من البري ألأكثر رجولة وشجاعة بحسب منطقهم البدوي! هذا الكذب نتيجة الانهزام والانكسار النفسي والميداني أمام الجيش الأمريكي، وتراكمات الحصار الاقتصادي واغتراب الفرد عن السلطة تماما واستبدله لها بالقبيلة نتيجة فسادها القانوني والسياسي واهتمامها بأمنها على حساب خدمات وحقوق المواطن، وحين سقط النظام بدا هذا واضحا في عمليات السلب والنهب كنوع من الانتقام الرمزي من هذه السلطة وبيان مدى الفقر والظلم الذي تعانيه هذه الناس، وكان فهم الناس لما جرى من منظور أخلاقي ديني وكان رد فعل كل المواطن بأنه لم يسرق شيئا حتى انه لم يدخل إبرة لبيته! وكأن الذي سرق البلد أشباح أو أجانب وليس عراقيون؟ بعدما كان المسوغ لكل عراقي أثناء نوبة النهب بأنه (حقه من النفط) المسلوب، وبعدما كانت هناك فتاوى مشبوهة عن جواز سرقة الدولة لأنها دولة فاسدة كافرة! وحتى الدول المجاورة راحت تسمي العراقي (علي بابا) اللص البغدادي المعروف في قصص ألف ليلة وليلة وكان ردي على كل هذه الادعاءات من منظور اجتماعي، إذ أن ظاهرة السلب والنهب تنطبق على أي مجتمع يغيب فيه وجود القانون أو السلطة كما حدث السلب بعد إعصار (كاترينا) رغم أن الشعب الأمريكي ذو اقتصاد متقدم وشبه متكامل! وأحداث الشغب في فرنسا وبريطانيا التي سرقت فيها المتاجر وحرقت، وهنا نأتي لإعادة صياغة مفهوم الإنسان المثالي الطيب، حيث أن هذا الإنسان له من دوافع تدميرية وعدائية مكبوتة تحت ضغط القانون والمجتمع وعذاب الضمير، كما أوضح التحليل النفسي، وما حدث في مصر وتونس بعد انسحاب الشرطة من المدن في2011 يوضح ذلك.
بعد سقوط النظام (ألصدامي) استخدمت جدران المدارس والبنايات الحكومية لكتابة للشعارات الحزبية والطائفية وللشتائم السياسية، ولقد استغلت القاعدة التحزب السياسي الطائفي لمصلحتها حيث كسبت اغلب المناطق العراقية ذات التوجه السني لجانبها بالدعم المادي أو المعنوي، وكان السياسيين يفسرون دعم دول الجوار للإرهاب بأنه خوفهم من نجاح التجربة الديمقراطية في العراق وانتقالها لبلدانهم في حين أن هذه التجربة أصبحت مثالا للتجارب الفاشلة وقد صنف العراق من الدول الفاشلة، واخطر مكان في العالم، ومن الدول الأكثر فسادا! وفيه ملايين المهجرين بسبب الحرب الطائفية في الداخل والخارج (في الدول التي تصنف دكتاتورية!) وملايين الأرامل (15 مليون) والأيتام والمعاقين، متجاهلين أن طائفيتهم وفسادهم وولائهم للدول الإقليمية الطائفية هو السبب في دعم دول الجوار للإرهاب، والكل يعرف أن لبنان دولة ديمقراطية منذ سنوات من دون أن تؤثر في الدول الغير ديمقراطية المجاورة لها.
حين ظهرت المليشيات بعد سقوط النظام ألصدامي ادعت أنها تحارب ألاحتلال لأهداف وطنية وإنها بديل عن غياب السلطة والقانون، فانخدع الناس بادعاءاتهم ومدوا لهم يد العون والمساعدة والدعم، وبعد أن أنفضح وجهها الطائفي الإقليمي، راح الناس يتكلمون عن دخول مندسين وطارئين جندتهم أمريكا! فراحوا يتكلمون عن مقاومة شريفة وغير شريفة! والحقيقة أن الميليشيات ذات أجندات طائفية إقليمية وحزبية مسبقا لكن الناس كانت مشوشة ومموهة إعلاميا وعاطفيا في تلك الفترة. وصحيح أنها كانت تقاتل الاحتلال الأمريكي لكن هذه الميليشيات ذاتها كانت تضرب الشرطة والجيش العراقي وكانت تقوم بعمليات التهجير والاغتيال الطائفي والقمع الفكري وكبت الحريات في المناطق التي تسيطر عليها؟ بالتالي فان أمريكا والميليشيات الإسلامية الطائفية وجهان لعملة واحدة، كلاهما احتلال؟.
عندما تم إلقاء القبض على (صدام حسين) بدون أدنى مقاومة منه وبشعره الأشعث عكس ما فعل ولداه حين قاوموا الاعتقال حتى الموت، ُصدم أتباعه نفسيا إلى درجة انكرو أن يكون هذا (صدام حسين) وإنما شبيهه حتى أنهم أقاموا احتفالات ابتهاجا بهذه الكذبة!! لكنهم بعد شهور من المحاكمة طالبوا بالإفراج عنه، ثم راحوا يتحدثون بعد أن أفلست أسطورة الشبيه عن طريقة اعتقاله التي تكذب الرواية الأمريكية، فظهرت رواية التخدير قبل اعتقاله، ورواية اعتقاله أثناء صلاته، وحين تم إعدامه أقاموا له مجالس عزاء!، وظهرت أسطورة صورة صدام حسين بالقمر! كما فعل الناس مع الزعيم (عبد الكريم قاسم) بعد إعدامه. لكن أعدائه من ذوي التوجهات الدينية فبركوا رواية تحاكي الرواية الأمريكية وسموها (نبوءة)! تنبأ بها رجال دينهم عقابا على قتلهم!.
حين حدثت المظاهرات في العراق مواكبة للثورات العربية راح العراقيون ينسخون التجربة المصرية ببغاوية مضحكة حتى أن شعاراتهم ومفرداتهم صارت مصرية وكأنهم مصريون فسموا أنصار المالكي (بالبلطجية) بدل كلمة (الشقاواة) أو (العصابات) ورددُ شعار (الشعب يريد كذا كذا) وأهزوجة (الفلاني باطل، الفلاني باطل) الخ، وكان من الطبيعي أن تفشل هذه المظاهرات المنسوخة في حين كانت الثورة التونسية ترفع شعارها الخاص بها (إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر) للشاعر التونسي (أبو القاسم ألشابي) وهي أول من أستخدم (الفيس بوك) للتواصل والتنسيق بين المتظاهرين، وهم أول من كسر حضر التجوال وقابل الجيش بالورود، في حين المظاهرات المصرية هي من جعل أيام الجمعة عنوان لمظاهراتها مثل (جمعة الغضب، جمعة الصمود، جمعة الرحيل) ورفعت شعارها الخاص بها (الشعب يريد إسقاط النظام) وهم من اتخذ من الساحات الرئيسية مكان للمبيت بالخيم وتنظيم تجمعات ثقافية وفنية دعما للمظاهرات بعد أن دمروا واحرقوا جميع مقار الحزب الحاكم، والقنوات العربية والعالمية تجاهلت تغطية المظاهرات العراقية ولم تأخذها بجدية لأنها في بلد محتل وتحكمه دول إقليمية، أن المظاهرات العراقية الحقيقية الأصيلة كانت حين انتفض العراقيون عام 2010 في الجنوب ضد وزير الكهرباء انتهى باستقالته من منصبه وتحسن نسبي للكهرباء، وان المظاهرات كانت يجب أن تتفجر بعد أن سرقت المحكمة القضائية حق القائمة العراقية في تشكيل الحكومة بأمر من إيران! وليس تقليد للثورة التونسية والمصرية.



#محمد_لفته_محل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقيقة انتمائي
- السياسة في نظرية الحق الشعبي
- صورة المرأة الثنائية في المجتمع العربي
- أربع قصائد سياسية
- فلسفة الحب الأسطورية في المجتمع العربي
- أسطورة الشيطان ونظرية المؤامرة
- التحولات المُعاصرة للمقدس في الغرب
- التطور العلمي والانتخاب الحضاري
- غاية الإنسان ؟
- ملاحظات حول الصراع بين مذهب السلطة ومذهب الانقلاب
- ما هو الإسلام الحق؟
- الرغبة والعبادة
- موقفي من العادات والتقاليد
- شذرات فكرية
- ثنائية القبلية والتمدن
- الكونية في الأديان السياسية؟
- الاغتراب والنكوص الفكري في المجتمع العربي
- فلسفة نزار قباني في المرأة والحب والجنس والحرية والتغيير*
- ثنائية مدح الأنا وذمها
- العلم وفرضية ألله


المزيد.....




- روسيا تعلن احتجاز نائب وزير الدفاع تيمور ايفانوف وتكشف السبب ...
- مظهر أبو عبيدة وما قاله عن ضربة إيران لإسرائيل بآخر فيديو يث ...
- -نوفوستي-: عميلة الأمن الأوكراني زارت بريطانيا قبيل تفجير سي ...
- إصابة 9 أوكرانيين بينهم 4 أطفال في قصف روسي على مدينة أوديسا ...
- ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟
- هدية أردنية -رفيعة- لأمير الكويت
- واشنطن تفرض عقوبات جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الث ...
- شقيقة الزعيم الكوري الشمالي تنتقد التدريبات المشتركة بين كور ...
- الصين تدعو الولايات المتحدة إلى وقف تسليح تايوان
- هل يؤثر الفيتو الأميركي على مساعي إسبانيا للاعتراف بفلسطين؟ ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد لفته محل - من ذاكرتي بين عهدين