أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل علي - آساطير ألأولين- عقائد ما بعد الموت-2















المزيد.....

آساطير ألأولين- عقائد ما بعد الموت-2


كامل علي

الحوار المتمدن-العدد: 3539 - 2011 / 11 / 7 - 12:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


( وخشية الانوناكي تطيل ايامك على هذه الارض)....أسطورة سومرية
(ما رجائي إنّما الهاوية بيتي وفي الظلام مُهدت مضجعي قلت للفساد انت ابي وللديدان انتِ امّي واختي. اذن اين رجائي. رجائي من يراه. إنّه يهبط الى ابواب ألهاوية).... العهد القديم: أيوب الخروج، الاصحاح 10: 19-22.
(عندما تحين النهاية فإن من اتبع البهتان سوف يُرَدُّ إلى أسوأ مقام، ومن اتبع الحق فسوف يُرَدُّ إلى أسمى مقام)...... زرداشت-نشيد الغاثا.
(من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية).....السيد المسيح.
(وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ ۚ وَمَا لَهُمْ بِذَٰلِكَ مِنْ عِلْمٍ ۖإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ)..... سورة الجاثية – الآية - 24

الانسان يخاف من المجهول اكثر من خوفه من العدم. فقد تساءل الانسان منذ القدم بعد ان اكتسب الوعي نتيجة تطوّر دماغه، ما المصير بعد الموت؟ اين سنذهب بعد الموت؟ ماذا سيحدث بعد الموت؟
عقائد ما بعد الموت مرت بمراحل تطوّرية عديدة بعد اكتساب الانسان الوعي، الاجابات جاءت مختلفة باختلاف العصور التي مرّ بها الانسان عبر تاريخ الحضارة الانسانية.
في سلسلة مقالات ( أساطير ألأولين ) سنحاول القاء الضوء على مختلف عقائد ألإنسانية المتعلقة بما بعد الموت عبر رحلة تبدأ باساطير الحضارة السومرية والبابلية والآشورية وألزرداشتية ومعتقدات الاديان الابراهيمية ( اليهودية والمسيحية والاسلام).

3- الجحيم التوراتي:
عقائد الموت والعالم الاخر في التوراة هو امتداد لعقائد السومريين والبابليين.فعالم الموتى هو عالم سفلي تذهب اليه ارواح الموتى جميعا دون تمييز.فنجد فيه القديسين والناس العاديين معا. وليست عملية الموت الّا مرحلة تقود الفرد من حالة الى اخرى من احوال الوجود، عن طريق مفارقة الروح للجسد.
انّ الارواح تكون متساوية في مصيرها كما هو الامر في ثقافة وادي الرافدين: فلا بعث هناك ولا حساب ولا ثواب ولا عقاب، بل وجود ثقيل راكد، واستمرار لا فرح فيه ولا نشوة. في سفر الجامعة من التوراة نقرأ:
( وأيضا رأيت تحت ألشمس موضع الحق هناك ألظلم، وموضع العدل هناك ألجور. فقلت في قلبي الرب يدين الصديق والشرير لأنّ لكل امر ولكل عمل وقتا هناك وقلت في قلبي،من جهة امور البشر انّ الله يمتحنهم ليريهم انّه كما البهيمة هكذا هم. لأنّ ما يحدث لبني البشر يحدث للبهيمة، وحادثة واحدة لهم. وموت هذا كموت ذاك وقسمة واحدة للكل. فليس للانسان مزيّة على البهيمة لأنّ كليهما باطل. يذهب كلاهما الى مكان واحد. كان كلاهما من التراب والى التراب يعود كلاهما.
من يعلم روح بني البشر هل هي تصعد الى فوق؟ وروح البهيمة هل هي تنزل الى الاسفل؟ فرأيت انه لا شيء خير من ان يفرح الانسان باعماله لانّ ذلك نصيبه)....العهد القديم: سفر الجامعة، الاصحاح 3:16- 22.
إنّ جزاء الصلاح في العقيدة اليهودية ليس في الدار الآخرة بل على هذه الارض وفي هذه الحياة. والرب يمد في عمر الصالح ويزهق روح الطالح، تماما كما هو الامر في الفكر الديني البابلي وتتردد هذه الفكرة في مواضع كثيرة من التوراة (أكرم أباك وأمّك لكي يطول عمرك في الارض التي يعطيك الرب الهك).... العهد القديم: سفر الخروج، الاصحاح 20- 1.
و (مخافة الرب تزيد الايام وسنو المنافقين تقصّره).... العهد القديم: سفر الامثال، الاصحاح 27:10 .
ولكن لماذا اذن نجد انسانا صالحا يموت في زهرة الشباب وآخر شرير يمتد به العمر؟ يُجيب التوراة على ذلك بطريقة طريفة فنقرأ في سفر أشعيا: (هلك الصديق ولم يكن تأمّل في قلبه. وضم اهل التقوى ولم يفطن احد أنّه من وجه الشر ضمّ الصديق).... العهد القديم: أشعيا، الاصحاح 1:57.
أي أنّ موت الاتقياء المبكّر هو تخليص لهم من الكوارث وشرور قادمة قد تصيبهم، أمّا حياة الاشرار وامتداد اعمارهم فإنّ الحكمة منها مهما كانت بالغة لم تقنع رجلا صالحا كأيوب عندما نسمعه يرفع عقيرته بالشكوى صارخا:
(لماذا يحيى المنافقون ويسنون ولماذا يعظم اقتدارهم. ذريتهم قائمة امامهم، وقومهم واعقابهم لدى اعينهم، بيوتهم آمنة من الفزع وقضيب الرب لا يعلوهم).... العهد القديم: ايوب، الاصحاح 21: 7-9.
التوراة تصوّر الدار الآخرة كما تصوّرها اساطير حضارة الرافدين فهي عالم اسفل يقع تحت عالمنا هذا. وعبّر عن هذا العالم الاسفل بالاسم العبري (شيئول) الذي تعبّر عنه الترجمات العربية بأسم (الهاوية) او (الجحيم). كما تصفها التوراة بارض اللاعودة والظلام ونهارها كالديجور وبواباتها تشبه بوابات العالم الاسفل في بابل (ما رجائي إنّما الهاوية بيتي وفي الظلام مُهدت مضجعي قلت للفساد انت ابي وللديدان انتِ امّي واختي. اذن اين رجائي. رجائي من يراه. إنّه يهبط الى ابواب ألهاوية).... العهد القديم: أيوب الخروج، الاصحاح 10: 19-22.
من فقرة وردت في اشعيا انّ الموتى في العالم الآخر يحتفظون بمكانتهم التي كانت لهم في الحياة، كما هو الامر تماما في النظرة البابلية، ولكن التوراة لا يحدّثنا عن موكلين بتسيير شؤون العالم السفلي ولكننا نعلم مؤكدا أنّ هذا العالم لا يقع تحت سيطرة يهوه وأنّ الاموات هناك لا يعبدونه ولا يُسبّحون بحمده.
في سفر الجامعة نجد بأنّ القوى العمياء هي المسيطرة على شيئول ويحدّثنا عن ضرورة تزوّد الانسان بما يستطيع من هذه الحياة لأنّ بعدها يأتي ألنسيان، فنقرأ في الاصحاح التاسع كلمات تشبه الى حد بعيد كلمات فتاة الحانة الى جلجامش: (اذهب كُل خبزك بفرح وأشرب خمرك بقلب طيّب.. لتكن ثيابك في كلّ حين بيضاء.. ألتذعيشا مع المرأة ألتي أحببتها.. لان ذلك نصيبك في الحياة وفي تعبك الذي تتعبه تحت الشمس. كلّ ما تجده يدك لتفعله فأفعله بقوّتك لأنّه ليس من عمل ولا اختراع ولا حكمة في الهاوية التي انت ذاهب اليها).
في التوراة استقرار الانسان في العالم السفلي ابدي فلا بعث ولا نشور: (يضجعون معا لا يقومون قد خمدوا كفتيلة أنطفأوا).... العهد القديم: أشعيا، الاصحاح 17:43.
أنّ مسألة الموت والعالم الآخر قد عولجت في التوراة بكثير من الغموض والتناقض. فما تعطيه النصوص المتأخرة يختلف عمّا قدّمته النصوص السابقة، والمسألة برمّتها قد خضعت كغيرها من مسائل التوراة للتطوّر البطيء والمديد الذي طبع الفكر التورااتي عبر مسيرته الطويلة منذ الخروج وحتّى السبي والعودة من بابل.
مراحل تطوّر عقائد ما بعد الموت في التوراّة:
المرحلة الاولى:
تميّزت هذه المرحلة بالسكوت المطبق عن عالم ما بعد الموت وبالتلميح البعيد عن العالم الاسفل لا تُعرف ماهيته ولا احوال العيش فيه، وقد كانت هذه المرحلة ضرورية اذا اخذنا بنظر الاعتبار انّ دين موسى في بدايته كان استمرارا للتوحيد الاخناتوني وردّة فعل على الديانة الامونية الرسمية التي محت ذكر (آتون) وأضطهدت عابديه وهدمت هياكل عبادته. ولمّا كانت الحياة الآخرة تلعب دورا كبيرا في الديانة ألآتونية، كان لابد من الغاء فكرة هذه الحياة الآخرة في الديانة الجديدة التي تصارع جاهدة للفوز بقلوب الناس وانتزاعهم من سيطرة اوزوريس اله العالم الاسفل(ألمصري) وافضل طريقة لتحقيق هذه الغاية هي الغاء العالم الاسفل من اساسه واقتلاع فكرته جذريا. وهكذا كان.
المرحلة الثانية:
مع محاولات الاستقرار في الارض الجديدة كادت الديانة الموسوية التوحيدية الاولى تُنسى مع زوال الجيل الاول الذي عاصر موسى وأخذ عنه قبس التوحيد. وتحوّل (آتون) بالتدريج الى (يهوه) الها وثنيا دونما وثن، وتسربت للدين معتقدات الفلسطينيين والكنعانيين والآراميين، وبدأت فكرة العالم الاسفل بالتوضح اكثر فاكثر لتأخذ شكلا قريبا من مغتقدات السوريين والبابليين.
المرحلة ألثالثة:
احتك المسبيون اليهود اثناء السبي الطويل في بابل على يد نبوخذنصّر بالديانة الزرداشتية- عند جيرانهم الفرس- التي تؤكّد على الحياة الآخرة تأكيدا مطلقا. يوضّح اللاهوت الزرداشتي بكل دقّة وتفصيل حياة العالم الآخر.
فبعد الانتصار النهائي (لاهورامزدا) الاله الممثل للقوى الخيّرة والضياء والنظام على( أهريمان) الاله الممثل لقوى الشر والظلام والفوضى. يتوّج أهورامزدا الها واحدا احدا مطلقا على الاكوان وتبعث الاموات من مرقدها الى يوم الحساب فيوضع امام كل انسان ميزانه الذي يوزن حسناته وسيئاته، فمن زادت حسناته فالى نعيم دائم ومن كثرت سيئاته فإلى جحيم مقيم.
وهكذا وبدافع التأثيرات الفارسية أخذت فكرة الثواب والعقاب بالظهور في التوراة ولكن بشكل غامض. وبقيت هذه الفكرة موضع اخذ ورد ومناقشات بين اللاهوتيين حتى مولد المسيح دون ان يتم التوّصل لرأي قاطع فيها، ففي سفر دانيال نقرأ:
(وكثيرون من الراقدين في تراب الارض يستيقظون، هؤلاء الى الحياة الابدية وهؤلاء الى العار، للازدراء الابدي).... العهد القديم دانيال، الاصحاح 2-3:12.
وهنا نجد أنّ النص فيه غموض ويعطي مجالا للتاويل دون اعطاء رأي قاطع، فجملة (كثيرون من الراقدين) تركت فجوة تمنع وجود تفسير قاطع للنص بأنّه دلالة على بعث حقيقي.





المصادر:
مغامرة العقل الأولى...... فراس السوّاح
ميلاد ألشيطان...... فراس السوّاح
التوراة



#كامل_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آساطير ألأولين-1- عقائد ما بعد الموت
- المعتقدات الانسانية الحديثة-الرائيلية-10- الانسانيات المتواز ...
- المعتقدات الانسانية الحديثة-الرائيلية-9-المسيح
- المعتقدات الانسانية الحديثة-الرائيلية-8- موسى
- المعتقدات الانسانية الحديثة-الرائيلية-7 / أضحية إبراهيم
- اسألوا اهل الذكر إنْ كنتم لا تعلمون
- حوار صحفي مع ألخالق
- المعتقدات الانسانية الحديثة-الرائيلية / 6- عمورة وسدوم
- حوار مع قاريء حول كتاب ثورة ألشك
- المعتقدات الانسانية الحديثة- 5-الرائيلية / برج بابل
- المعتقدات الانسانية الحديثة-الرائيلية - 4( قصّة ألطوفان )
- المعتقدات الانسانية الحديثة-الرائيلية -3 ( ألشجرة ألمحرّمة )
- هل كان بعض الصحابة والتابعين لمحمّد يعلمون أنّ القرآن من تأل ...
- المعتقدات الانسانية الحديثة-الرائيلية-2
- المعتقدات الانسانية الحديثة-الرائيلية-1
- لعنة الذهب ألأسود-3
- لعنة الذهب ألأسود-2
- لعنة الذهب ألأسود-1
- المعتقدات الإنسانية-7
- المعتقدات الإنسانية-6


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل علي - آساطير ألأولين- عقائد ما بعد الموت-2