دفاعا عن السلطة: جحا أولى بلحم ثوره( ذكر البقرة )

رياض خليل

الحوار المتمدن-العدد: 3538 - 2011 / 11 / 6 - 14:39
المحور: كتابات ساخرة
    

دفاعا عن السلطة السورية !؟
جحا أولى بلحم ثوره( ذكر البقرة )


أربعين سنة ونحن نرضع الأجيال فكرة أن العدو خارجي،وأنه يستهدفنا كالشيطان أو أبليس اللعين ، وأن مشكلتنا خارجية وعالمية ، وأن العالم برمته يتربص بنا ويتآمر علينا ويطمع بثرواتنا الهائلة ،ويحسدنا على النعيم الذي نعيش فيه ، والرواتب الخيالية التي نتقاضاها ، وفرص العمل التي لاتجد من يملؤها ، و ضغوط الهجرة الشرعية وغير الشرعية التي تعاني سوريا منها من كل حدب وصوب . سوريا الجنة التي يغار كل العالم من غناها وبطرها ويعمل ويتآمر من أربعين عاما للإيقاع بها . وافتراسها ، وافتراس شعبها ، ولكن هيهات هيهات ، لن نسمح لهم بافتراسنا ، لأن القريب (السلطة المحلية الوطنية !!؟؟ ) أولى من الغريب ، وجحا أولى بلحم ثوره ، ( وجحا لمن لم يعرف هو حكامنا الأوادم ؟!! ) ، والموقف الوطني في قاموس السلطة هو أن لانستغيث أو نتأوه ، فقد يسمع الغرباء( أوروبا والولايات المتحدة) صراخك من الألم ، فيتدخلون لإنقاذك ، ياعيب الشوم عليهم ، وياعيب الشوم عليك أيها المتألم .. أيها الضحية الخبيث ، أهكذا تفعل ، ترفع صوتك في وجه حكامك من أبناء جلدتك لأنهم يفترسونك ؟ وتسمع الجيران بنا ، والجيران هم ( أمريكا وأوروبا ) أيها الشعب الخائن الخبيث المتآمر مع الغرباء ، تريد تدخل أجنبي لينقذك مني أنا الحاكم المستبد بأمر الرعية ، وتنسى أننا عيلة واحدة ؟! أهكذا تخون الخبز والملح الذي تكرمت عليك به ؟ أتطلب أن يتدخل الغريب بشؤوننا العائلية الخاصة ، ؟ ولماذا أيها الشعب الجاحد ؟ ألأني أربيك كالدجاج والخراف والبقر من أجل أن أذبحك وآكلك وأجعلك وليمة ، ياللعار أيها الشعب الخائن ، أتريد الغريب أن يأكلك بدلا مني ، ألست أولى بلحمك ودمك وعظامك وجلدك ؟ أيها الشعب الغدار الجاحد لنعمتي التي أنعمت عليك ! ألا يكفيك شرفا ومفخرة أنني أنا الذي فزت بك ضحية وفريسة من دون سائر الضواري والمفترسين ؟ ألايكفيك أنني أتركك تعيش ببطء ، مؤجلا موتك ذلا وقهرا وجوعا وفقرا ؟ أيها الشعب الغبي ! سألقنك درسا لن تنساه أنت ومن وراءك ممن تأمل أن ينقذوك من براثني وأنيابي . حقا أنت تستحق التأديب ، سأربيك من جديد ، وسأجعل الله ماخلقك ، وسأريك النجوم في عز الظهر ، وسأجعلك تشتهي الموت كل لحظة .. ولن ينفعك الصراخ والتألم والتأوه والاستغاثة ، والعالم مشغول عنك ، لايكترث لك ، ولايهتم بك ، ثم أنني مدعوم أكثر منك بألف مرة ، ثم من يتجرأ أن يدافع عنك ؟
كان لا بد لسوريا من أن تقوم بتلك الحملة التأديبية ضد الشعب لأنه عاق و قليل التربية و قليل الأدب و حاول أن بعض اليد التي مدت له من قبل أسياده الكرام الذين منحوه حرية البقاء..............من هو الشعب؟ إنه محتل غاصب للوطن إنه مجموعة أرقام لا تساوي صفرا إنه مجموعة من الحشاشين المهلوسين المارقين المندسين العبيد الذين يتكاثرون كالوباء في هذا الوطن النظيف
على الشعب أن يرحل و يخرس ويطيع فقط إنه ناقص الأهلية ويجب الحجر عليه ومكافحته وتزويده بحبوب التهدئة العصبية وحبوب المخدرات لشل خطره المحدق بالوطن
الشعب وقح إنه يفتح فمه و يرفع صوته في وجه ولي نعمته ومالك مصيره إنه شعب كافر ملحد ولا بد من إنزال أقصى العقوبات به وخاصة عقوبة الإعدام فهي تطهره كاملا (الوطن) و تنقذ الوطن منه
الشعب وقح وخائن و متآمر لأنه يقترب من المائدة والكعكة و الوليمة الدموية ولأنه يطالب طامعا بالعظام و الفتات و الفضلات
أوليس هذا قمة الجشع و الطمع و السلفية و التطرف و الإرهاب و الإجرام تبا لك أيها الشعب العميل المتجسس....
أليس من العيب عليك أن تصرخ مستغيثا طالبا النجدة من الغرباء عد إلى جحورك أيها الشعب المقمل فقد أغفر لك وأسامحك و أصالحك و أعدك بأنني سأنظر في تظلمك و شكواك وصراخك و سأخفف من آلامك بالمزيد من الدوس على رقبتك و إخراسك و تدجينك من جديد
أيها الشعب الكافر ، أتريد الحرية ؟ يا ابن ال.... قل لي .. اشرح لي .. مامعنى الحرية ؟ أم أنك تقصد الفساد والانحلال والرذيلة والفجور الموجود في أوروبا وأمريكا ، حيث العهر والبغاء والاغتصاب والجريمة ، أتريد ديمقراطية مستوردة ؟ ومغشوشة ومنكهة اصطناعيا ؟ ألا يكفيك أننا استوردنا لك الاشتراكية والقومية والفاشية ، ألا تشبع من الاستيراد ؟ يامايع ! ياحقير ! يامندس ! وياعميل ! ويامرتشي ، وتتظاهر بالبؤس والفقر والمسكنة ، أيها المتآمر اللعين ، سأريك صورتك بالمقلوب ، وأتفنن بتأديبك ، ولن تشفع لك كل دول العالم الحر وغير الحر ، ياناكر الجميل والمعروف .. يامن تجاوزت حدك وكل الخطوط الحمر والصفر وسائر الألوان .. والأيام بيننا ...

=================================================================

#رياض_خليل (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات