أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - الصديق انجار - الحقل السياسي المغربي و الديناصورات الآدمية















المزيد.....

الحقل السياسي المغربي و الديناصورات الآدمية


الصديق انجار

الحوار المتمدن-العدد: 3536 - 2011 / 11 / 4 - 22:12
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    



مند اكتشاف هياكل الديناصورات الحيوانية المنقرضة على كوكب الأرض، لأكثر من 60 مليون سنة،اشتغل العلماء المتخصصين في هذا المجال بكل حزم و إخلاص من اجل الأمانة العلمية، وقد ساعدتهم الدول على بناء المختبرات والمعاهد و المتاحف لتعميق أبحاثهم والحفاظ عليها لتستفيد منها الأجيال تلوى الأجيال،وكان المغرب بحكم موقعه الاستراتيجي حلقة وصل قاب قوسين أو أدنى بين قارتين : ما أهله جغرافيا و مناخيا أن تكون أرضه مكانا مناسبا للتنقيب والبحث عن بقايا هياكل عظمية للديناصورات أبادها الزمان لملايين السنين.

بالفعل ثم العثور عليها وبالتالي تصنيفها على أنها أقدم الاكتشاف في هذا المجال. والمثير في الشأن العلمي الأركيولوجي،أنه خال من العلماء المتخصصين في مجال الديناصورات الآدمية،كما أن فردية التفكير في وجودها و بالأحرى استكشافها،لا ريب غائبة عن أدهانهم . لكن اليوم سوف نزف لهم: أن الديناصورات الآدمية قريبة منهم جدا وأمام أعينهم و في متناولهم حية ترزق و في كل بقاع العالم ، ولا تختلف إلا في اللون و العرق و درجات خطورتها ومنهجياتها في الصيد والافتراس،و لا خوف عليها من الانقراض حيث يمكن الاحتفاظ على مكوناتها الجينية لاستنساخها عند الحاجة وللضرورة ، وهذا الجانب العلمي ألاستنساخي نجح فيه العلماء و لا غبار عليه.

بهذا الاكتشاف المذهل، سوف أرشد السادة العلماء المتخصصين للوقوف عن كثب على هذه الظاهرة و زمكنتها للدراسة و التحليل عبر كل دول العالم اليوم ومنها المغرب.
نعم أخي و أختي - القراء الكرام – يعتبر المغرب من بين الدول التي تعيش فيها الديناصورات الآدمية، مستعملة حقل السياسة الواسع والفسيح الأرجاء ملاذا و ملجئا تتستر وتختبئ فيه ولا تظهر إلا للضرورة التي وجدت من اجلها ( الحملات الانتخابية و انعقاد المؤتمرات الحزبية و الدورات البرلمانية ) الحقل السياسي الذي يكفله الدستور المعدل و وضع له الضوابط الفعلية و القانونية لتأسيس الأحزاب السياسية و النقابات و الجمعيات و غيرها، تلكم الأحزاب و ما يشبه الأحزاب، التي تعتبرها الديناصورات التي أسستها آجاما لها وتفننت في اختيار أسمائها و ألوانها و رموزها وشعاراتها الفضفاضة.
كل هذه الحركات السياسية لا تعني في مجملها في نظر المحللين و المفكرين إلا أجواق و أبواق لبلقنة المشهد السياسي و إضعافه .
إن ما يدعو إلى الاستغراب هو أن المتكالبين على الحقل السياسي لا تهمهم مصلحة الوطـن و لا مصلحة المواطن الذي صوت لصالحهم بقدر ما تهمهم المصالح الشخصية : في خطبهم يحبون الوطن ويكابدون من اجله لكن في أعماقهم السوداء لا يحبون ولا يكابدون إلا من اجل ثروات الوطن المفتوحة لهم أبوابها قانونيا و دستوريا وغير الممنوحة، و الحصانة و المركز لحماية مصالحهم ، وهذا ما يصطلح عليه بالاسترزاق السياسي الذي يتفننون من اجله في سجع الكلام و تعسيله ونظمه مع تضمينه آيات من القران الكريم مؤثرة و أحاديث نبوية لاستمالة الجموع الغفيرة والدفع بها للتصويت لصالحهم .

فمنهم من كان جلاد الأمس ومخطط من وراء الكواليس لاستدلال الشعب و قمعه إلا أنهم اليوم أصبحوا بين عشية وضحاها يرقصون على منصة الديمقراطية و حقوق الإنسان ،إيمانا منهم أن أمية المغاربة وجلهم السياسي مازالت في مكانها بيد أن هذا الطرح غير صحيح بعد أن اسقط الحراك السياسي الثوري في العالم خوف الشعوب من بطش القادة و جبروتهم بعد انتفاضة الشعب اليوناني ضد تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في أقدم شعب أسس لديمقراطية متكاملة ( المدينة الفاضلة )
واعتبر الشعب اليوناني أول المنتفضين ثم تونس و مصر وليبيا و اليمن والبحرين فسوريا ضد( الاستبداد ، الطبقية ، التوريث ، الاحتكار السياسي و الاقتصادي والتجاري ، الرشوة ، الزبونية و المحسوبية و استغلال النفوذ ، التراتبية والقرابة و الموالاة......)
في شمال أفريقيا والشرق الأوسط تختلف الثورة عن مثيلتها في الغرب وباقي دول العالم ذلك أن الثورات في العالم الإسلامي و العربي لها طابع سياسي مخضب بعطر الاقتصاد النتن الرائحة وتردي الأوضاع الاجتماعية وغياب البنى التحتية، في حين أن الثورات في أوروبا و الغرب عامة لها طابع اقتصادي محض، لان النظام السياسي الغربي تناوبي و برلماني و ديمقراطي فيه التداول السلمي للسلطة عن طريق انتخابات نزيهة و فعالة واحترام المؤسسات لواجباتها الدستورية تجاه المواطنين والعكس صحيح..

لا احد يخالف أن الحرية السياسية في غياب القوانين والتشريعات و المؤسسات التي تسهر على تطبيقها مفسدة مطلقة، لان العلاقات الإنسانية تؤسس في محيط تتحقق فيه الحرية و بالتالي يكون هذا المحيط محكوما بنظم تقنن التفاعلات الاجتماعية و الثقافية و السياسية و الاقتصادية ما يفسر أن الحرية التي تضبطها و تقننها المؤسسات الديمقراطية هي التمتع بالحقوق المدنية و السياسية في ظل سقف القوانين الجاري بها العمل..

بالرغم من أن الحرية حق طبيعي لكل الكائنات الحية ، إلا أنها في الشق الإنساني يجب إخضاعها لترسانة قوانين تنظيمية ديمقراطية كي لا تتعارض مع القيم و الأخلاق الإنسانية النبيلة في معناها الشامل. وبعبارة أدق : الحرية في مجملها لا تعني أن تفعل ما تشاء أو ما ترغب إلا على ضوء ترشيدها لاستعمالها. يقول جون جاك روسو في سياق تعبيري ( لا يمكن الحديث عن وجود حرية من دون قوانين،فالفرد الذي يتمتع بالحرية هو الذي يكون خاضعا للقوانين التي في ظلها - مع احترامها - لا يخضع لأي إنسان مهما كان، فالحرية تتحدد في الفعل الإرادي دون الخضوع لإرادة الآخرين في الاختيار الحر الذي تسمح به القوانين العادلة ).

إن بناء دولة الحق و القانون و العدالة الاجتماعية يحتاج إلى العقول النيرة و المثقفة ثم الإرادة السياسية الحكيمة ومؤسسات ديمقراطية مستقلة في ممارساتها و أفعالها مع تفويض المسؤولية لمن يستحقها ويحترم عمله و الآخرين، وكل مخالف لتطبيق القوانين الجاري بها العمل يطبق في حقه نص القانون الرادع له والمناسب لجرمه دون تمييز.

إن العقوبات الترحالية للمسئولين بكل إشكالهم حين ضبطهم متلبسين لا يكمن إلا أن تعرقل المسلسل الديمقراطي المنشود، كما أن احتكار الطبقة السياسية بفعل نفوذهم وسلطتهم ومن في فلكهم العائلي للمؤسسات التجارية والاقتصادية لا يمكن إلا أن يجعل المجتمع بكامله تحت خط الفقر و الحرمان:لذلك ومن اجل مستقبل الأمة و ازدهارها، على المسئولين وصناع القرار الاكتفاء بمناصبهم واحترام قانون الوظيفة العمومية الذي يمنع موظفي الدولة ازدواجية المهام لكي يتسنى للآخرين نصيبهم في العمل و خدمة الوطن ،كذلك في تأسيس مشاريعهم التجارية و الاقتصادية كشركات في التصدير و الاستيراد و الصناعة و الخدمات دون عرقلة التراخيص و القروض و التسهيلات مع تبسيط مسطرة الضرائب و الجبايات وجعلها غير مثقلة لكاهل المستثمرين و رجال الأعمال.

إن ماهية هذا المقال هو تنوير الرأي العام وتنبيه المتربصين و المتكالبين على المناصب بكل الوسائل التحايلية النفعية أن المجتمع المدني المغربي ناضج و بكامل قواه الحسية و الإدراكية،هذا المجتمع الذي يشكل الشباب قاعدته الصلبة القادرة على بناء مستقبل الأمة و تحمل المسؤولية، لأنه بالعقل و التفكير يتفتح جوهر الذات الإنسانية وبالتالي يعي الإنسان حقيقة وجوده وقوة شخصيته و هويته وكرامته..

قال المتنبي أبو الطيب.

على قدر أهل العزم تأتي العزائم /////////// وتأتي على قدر الكرام المكارم



#الصديق_انجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليبيا بعد ألقذافي وشمال أفريقيا : إلى أين ؟


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - الصديق انجار - الحقل السياسي المغربي و الديناصورات الآدمية