أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - حول المبادرة العربية تجاه سوريا















المزيد.....

حول المبادرة العربية تجاه سوريا


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 3535 - 2011 / 11 / 3 - 14:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وأخيرا أعلن مساء الاربعاء المنصرم من مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة عن قبول النظام السوري للنقاط الأربعة من مبادرة المجلس الوزاري العربي من دون شروط – بحسب البيان الرسمي – وهي: إنهاء المظاهر المسلحة ووقف أعمال العنف من جانب الطرفين وانسحاب القوات المسلحة من جميع المدن والأحياء السكنية السورية، وإطلاق سراح جميع المعتقلين بسبب الأحداث ، والسماح بدخول ممثلي منظمات الجامعة العربية ووسائل الإعلام العربية والأجنبية إلى كافة أنحاء سوريا، وإجراء حوار بين الحكومة السورية والمعارضة خلال اسبوعين من دون تطرق رئيس الدورة الحالية – وزير خارجية قطر – وأمين عام الجامعة الى المسألتين الاشكاليتين اللتين تحفظ عليهما الجانب السوري وهما مكان الحوار بين النظام والمعارضة التي لم تتضح الفصائل المقصودة بذلك ووقف الحملة الاعلامية ضد نظام دمشق مما شكلتا عقبة أمام اجتماع الجامعة في الدوحة ولكن كان ملاحظا أن الصورة تبدلت بعد لقاء الوفد السوري برئاسة وزير خارجية النظام وبعيدا عن الاعلام مع أمير دولة قطر التي تترأس الدورة الحالية لاجتماعات الجامعة .
يجمع المراقبون على أن مجرد قبول النظام السوري لبنود المبادرة يدل على رضوخه مجبرا لارادة وفعل الثورة السورية وتأثيرات الضغوطات الخارجية رغم تواضعها حتى الآن كما أنه اعتراف بتفاقم أزمته من جهة وبوجود معضلة كبيرة داخل البلاد بخلاف كل ادعاءاته الاعلامية وخطابه الدبلوماسي مع العالم الخارجي والتي دفعته للتعاطي مع المبادرة العربية بل قبول بنودها من دون شروط مسبقة أما الجانب الآخر من الموضوع وكما يراها الكثيرون وخاصة من أوساط شباب الانتفاضة وبعض أطراف المعارضة الوطنية وكتاب ومثقفي الثورة فمجرد حركة تكتيكية مدروسة ظاهرها تراجع ورضوخ وقبول وجوهرها انحناءة أمام العاصفة لكسب الوقت وتنفيس للاحتقانات واعادة تموضع لقواه الأمنية والعسكرية خاصة من الملاحظ اجراء تبديلات في تشكيلات وتجهيزات وحركية – الشبيحة – وهي القوة الميدانية الضاربة على مستوى الأحياء والشوارع والزواريب وقد يكون الموقف هذا الذي قد فاجأ البعض استجابة متفق عليها بين النظام من جهة وبين أنظمة عربية معينة – ممانعة – وخليجية في الوقت ذاته عضوة في الجامعة من الجهة الأخرى خاصة وأن هذه المؤسسة تمثل الموقف العربي الرسمي الذي لايرغب بنهاية الأمر في تشجيع الثورات والانتفاضات بل يقف بالضد من كل تغيير جذري الذي سيطال نظمها ودولها في يوم من الأيام كقدر تاريخي لاراد عنه وهي نفسها لم تتحمس للحالة الليبية الا لأسباب شخصية ومصلحية ذاتية أو لتنفيذ أجندة معينة مغايرة لارادة الثوار الليبييين خارجة عن قضية التغيير الديموقراطي .
التوجه الأخير يستند في قراءته التشكيكيه بجدوى المبادرة الى جملة أسباب وعوامل من أبرزها الغموض الذي يكتنف غالبية بنود المبادرة مثل الافتقار الى ضمانات التنفيذ من جانب النظام والآليات اللازمة لمتابعة القرارات وعبارة " الطرفين " الغامضة أو المقصودة وكأن هناك اتهام بأن الانتفاضة والتنسيقيات التي مازالت تلتزم بطابعها السلمي تحمل السلاح وتمارس الكفاح المسلح في حين أن الحقيقة بادية للعيان وهي أن هناك ظاهرة الانشقاق من الجيش والنظام التي أدت الى عصيان المئات من العسكريين وبينهم ضباط برتب عالية على أوامر المتنفذين بتصويب السلاح الى الشعب مما أدت الى تمردات ومواجهات التي تتزايد كل يوم وكذلك البند المتعلق بالانسحاب العسكري من المدن والأحياء وهذا لن يتم لأن النظام لديه الكثير من الأسباب والحجج ليس للانسحاب بل للتوسع في عمليات القتل والاجرام بحجة ملاحقة الارهابيين وملايين السوريين بنظره من الارهابيين والمخربين وتعرف الجامعة العربية قبل غيرها استحالة تنفيذ هذا البند المفصلي من دون تواجد مراقبين أو " قوات الردع " التي كانت في لبنان بقيادة قوات سلف رأس النظام الحالي ووالده خصيصا لمعاقبة منظمة التحرير الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية فلماذا لايعاد المشهد مرة أخرى ولكن بطريقة أخرى ؟ وهناك أيضا مسألة الحوار المزعوم واذا تم بين من ومن ؟ وأين ؟ فكل الدلائل تشير الى أن السبب بابقاء هذا البند في دائرة الغموض هو التسليم المسبق بمشروع النظام الذي يحضر له منذ أكثر شهرين من أجل " مؤتمر المصالحة الوطنية والاصلاح " وعقدت الجلسة الأولى برئاسة نائب رأس النظام فاروق الشرع وقد أعلن البارحة عن تشكيل لجنة تحضيرية لهذا الغرض وهناك تسريبات مازالت في مستوى الشائعات عن استعداد " هيئة التنسيق " للانخراط في العملية باسم المعارضة " الوطنية " وستحذو حذوها جماعة " سميراميس " وهناك اتصالات قد تفضي الى انضمام " قوى التغيير " والعضو الأبرز فيها بشكل خاص وبمشاركة أحزاب جبهة النظام وخاصة من شيوعيين وقوميين سوريين كما أنه من غير المستبعد لحاق تيار معروف من الاسلام السياسي من ضمن " المجلس الوطني " الذي أعلن من استانبول كخطوة تالية اضافة الى بعض زملائهم " المستقلين " من قيادة " المجلس " الحديثي العهد بالمعارضة الوطنية أما على الصعيد الكردي فالاستعدادات على قدم وساق منذ مدة للالتحاق بمشروع النظام وكان اغتيال المناضل مشعل تمو واعتقال وملاحقة المئات من الناشطين الكرد من الخطوات العملية التمهيدية وما عقد ماسمي با " المؤتمر الوطني الكردي " مؤخرا بمباركة أطراف كردية من خارج سوريا الا خاتمة لجاهزية عدد من الأحزاب الكردية التقليدية لتقديم خدماتها لنظام الاستبداد سعيا وراء مصالح ذاتية وتعبيرا عن الافلاس السياسي والافتراق النهائي عن الحراك الشبابي الكردي الثوري والابتعاد عن أهداف وطموحات الشعب السوري والجماهير الكردية .
وهكذا نرى أن من أولى النتائج المرشحة للمبادرة العربية الرسمية تكريس وتوسيع الانقسام في الصف الوطني السوري وبخاصة صفوف المعارضة التي تعاني أساسا من أزمة الانقسامات والصراعات وعدم التلاقي في اطار موحد فحتى " المجلس الوطني " الأخير الذي بنى عليه البعض آمالا عراضا استبعدت منه أوساطا معارضة وطنية ديموقراطية وشخصيات مشهود لها بالتفاني والمواجهة مع الاستبداد منذ عقود ويهيمن عليه الاسلام السياسي ومركزه الرئيسي جماعة الاخوان ويعاني من تناقضات عميقة في المواقف بين أعضائه ولم يتأسس على قواعد سليمة ويفتقر الى برنامج سياسي متوازن والى قيادة نضالية مجربة وازاء المشهد هذا علينا الاتكال على ارادة شعبنا السوري الصامد الذي فجر الانتفاضة الثورية من دون أخذ الاذن من أحد من الأحزاب والهيئات والمجالس وشجاعة وتضحيات ثوارنا مصدر الشرعية الوطنية الذين عاهدوا على المضي قدما حتى اسقاط نظام الاستبداد وهناك في ساحتنا الوطنية السورية قوى وطاقات تمثل الأغلبية الساحقة ومن ضمنها جيلنا الكردي الشاب من النساء والرجال وتياراتنا السياسية الجذرية وشخصياتنا النضالية التاريخية التي قررت المواجهة والصمود ورفض أي تحاور مع القتلة ومصممة على الحاق الهزيمة بالمنظومة الأمنية واجبار رأس النظام على الرحيل وتحقيق التغيير الديموقراطي واعادة بناء الدولة السورية التعددية لكل مكوناتها القومية والاجتماعية والروحية .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في أوراق الناطق - الاخواني - السوري
- - غليون - ونزعة شوفينية القومية السائدة
- الخطاب البائس لأنصار النظام السوري
- هكذا نفهم وحدة الحركة الكردية السورية
- هل يمكن الوثوق بجماعة - الاخوان - السورية
- عن مصادرالثورات المعاصرة .. سوريا نموذجا
- المسألة القومية في عصر الانتفاضات
- أبو فارس في ذمة الخلود
- التغيير في سوريا .. آفاق وتحديات
- الانتفاضة الثورية السورية وتحديات - الاسلام السياسي -
- السر الدفين في دعوة - الاخوان المسلمين -
- مخاطرالنزعة الانقلابية في اعلان - المجالس -
- الأخ - الرئيس - برهان غليون : نقطة نظام
- سوريا بين الانتفاضة والردة المضادة
- - اسبوع مصري - للتضامن مع الشعب السوري
- محاولة في اعادة تعريف - الحركة الكردية - السورية
- دموية النظام السوري من ضعفه
- - العصيان المدني - سبيلا لاسقاط نظام الأسد
- تعقيبا على رسالة - نارين متيني -
- في تحديات الانتفاضة السورية


المزيد.....




- شاهد: دروس خاصة للتلاميذ الأمريكيين تحضيراً لاستقبال كسوف ال ...
- خان يونس تحت نيران القوات الإسرائيلية مجددا
- انطلاق شفق قطبي مبهر بسبب أقوى عاصفة شمسية تضرب الأرض منذ 20 ...
- صحيفة تكشف سبب قطع العلاقة بين توم كروز وعارضة أزياء روسية
- الصين.. تطوير بطارية قابلة للزرع يعاد شحنها بواسطة الجسم
- بيع هاتف آيفون من الجيل الأول بأكثر من 130 ألف دولار!
- وزير خارجية الهند: سنواصل التشجيع على إيجاد حل سلمي للصراع ف ...
- الهند.. قرار قضائي جديد بحق أحد كبار زعماء المعارضة على خلفي ...
- ملك شعب الماوري يطلب من نيوزيلندا منح الحيتان نفس حقوق البشر ...
- بالأسماء والصور.. ولي العهد السعودي يستقبل 13 أميرا على مناط ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - حول المبادرة العربية تجاه سوريا