أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلدون جاويد - العصفور الأول للروائية العمانية أزهار أحمد ...















المزيد.....

العصفور الأول للروائية العمانية أزهار أحمد ...


خلدون جاويد

الحوار المتمدن-العدد: 3534 - 2011 / 11 / 2 - 14:03
المحور: الادب والفن
    


شرط الكتابة الألم الحرمان الجنون ! .. لا للإقامة بين أربعة جدران وفي أناقة وترفـّع أجوف ، وأرستقراطية واهمة ، وطاولة بيروقراطية طاووسية ، و"بوزات" إدارية توحي بأهمية حزبية أو إدارية . السفر في عمق الحقيقة هو السر الجمالي الكتابي . ولذا فبرنامج الروائية العُمانية في " الرواية " هو السفر هو المشاهدة هو حقن الذات بألم الواقع .
لقد قيل في البلاغات السامية من "عرف سكت " ولكن عند أزهار العُمانية ، من عرف نطق ! . وحوّل المعرفة الى رؤية وشباك دنيا ومن أجل أن نضيء مايجري في الظلام .
قال لها الصوت الآخر أي المرشد السياحي الفلسفي أو صوت الضمير : سافري تريْ الجوهر المكنون والماهية العصية . سافري .. سافري .. لا بل قال أكثر وأغرب من ذلك :
ـ " تخلّ َ عن حياة الرفاهية هذه ، أناقة بيتك لاتدل على أنك كاتب ، مهما حاولت إنكار عدم تعارض الأناقة مع الإبداع ، لكن الكاتب يجب أن يعيش في فوضى عارمة كأفكاره ، الكاتب الجيد لايجيد سوى الكتابة والتأمل والحركة والقفز والنوم . أنت تطبخ وهذا غريب ، تقضي وقتك في أماكن ترفيهيّة مع أنك تعلم أن مايؤرقك يوجد بالمكتبة . يحيّرك هذا كثيرا ويضيع وقتك ، اترك عملك ، فهو لايناسبك ، يكفيك مالديك وعش بمدخراتك حتى تبدأ بأنارة العالم . يجب أن تسافر وتغترب وتحب وتنفصل وتجن وتمرض وتضيع وتهجّر . يجب أن تكون مفلسا مهملا . لاتتجاهل الصوت الذي ينز بداخلك . إن إحساسك العميق يجب أن يقترن بتجربة جديدة تعيشها مع القذارة والفقر . هذا سيدفعك دفعا لإطلاق النور من بين أصابعك . تأمل ولساعات طويلة وجرّب الخلوة مع نفسك . " ص31 .
ملاحظة : التقويسة أعلاه موجهة الى مذكّر تقمصت الكاتبة شخصيته وهذا يحدث أحيانا وعلى سبيل المثال عندما يكتب الشاعر قصيدة الى مذكر ويعني بها المؤنث والعكس صحيح .
قررت الروائية أن تملأ روحها بالشجن وأن ترى العوالم التي تمنحها وهج الكتابة . الخطة كانت حاشدة بأسماء الدول :
"1ـ شهران في الهند كتعبئة بالتفاصيل والوقود الإنساني .2ـ شهران للصين والتبت ، كمصدر وحي جيد لتنقية الروح . 3ـ روسيا ، ومنها الى بعض الدول التي كانت خاضعة للاتحاد السوفياتي سابقا ، وهذه مادة لنقاء العين .4 ـ شهر ونصف الشهر في مصر ، السودان ، أثيوبيا والصومال ، للدخوال في إعصار البشر. 5 ـ رحلة رفاهية خالصة في اليونان ، لكي أتلمس بشكل خاص آثار نيكوس كازنتزاكيس ، ثم أسبانيا وفرنسا وألمانيا والنمسا في رحلة مدتها شهران ونصف الشهر ، والهدف منها صفعة اُوقظ بها مشاعري التي ربما تموت من مشاهدات المراحل الاُولى ، مما قد يولد لدي ّ مشاعر جديدة ناضجة جاهزة للكتابة ، فالتضاد دائما يخلق الجديد والجميل . 6 ـ الجزء الأخير من نصيب بدو ورمل وصحراء الربع الخالي ، وحين أعود سأمنح نفسي شهرا إضافيا أستعيد فيه واُراجع كل ما شاهدته وكتبته خلال رحلاتي " .
أن ترى السطح يفوتك العمق ، لكن تجربة أزهار أحمد ـ على لسان بطلها الذكوري ـ كانت هائلة مؤثرة موجعة خاصة ً فيما رأته في الهند على سبيل المثال من بشر بالملايين يجوعون ويولدون ليموتوا ، وإن بعضهم يقطعون أعضاءهم الجسدية وألسنتهم أحيانا من أجل التقرب من إله هذا المعبد أو ذاك ومن أجل أن يرضى عليهم الأخير ويمنحهم رزقا وموسما حافلا بالرز ومن أجل أحيانا ، دجاجة محمصة ! هه . وإن الكهنة الأتقياء هم الرسل المخبرون لهؤلاء الأكوام البشرية بان الآلهة الفلانية تريد أن نزودها بالإشلاء البشرية تلك ! ذراع جمجمة كتف لسان عين اذن حنجرة ! يالهول ما رأت وروت كاتبتنا أزهار أحمد . إن نموذج التجربة الهندية وحده يقشعر له البدن . والكتاب ـ الرواية ـ في عمومه ، بانوراما بل سينما أحداث . وان اللغة وإن اتسمت بالبساطة أحيانا وعدم التكلف لكنها ترتقي مابين فترة واخرى الى تعبئة بلاغية مؤثرة . السفر وحده مفهوم قابل للتحدث عنه من جهات عدة . لو نضع كلمة السفر في مركز دائرة ونناقشة من 360 وجهة نظر لكان البحث أعني الرؤية البحثية عميقة وحقيقية واستقرائية . عسانا نكتفي بوجهات نظر أربع :
1ـ نجيب محفوظ لم يسافر لكنه اعطى لنا كنزا مصريا هو ملك العالم أجمع . هنا عدم السفر سفر !
2ـ أزهار أحمد سافرت وجلبت لنا لآلئ من العالم الوسيع ، فأهدت لنا العلم والشوق والنور .
3ـ رسول حمزاتوف هو تجسيد آخر للسفر في الذات الصغيرة والكبيرة معا . وهو القائل مقولته الشهيرة : " أنا سفير بلدي في العالم وسفير العالم في بلدي " .
من على خطأ من هؤلاء الأفذاذ ؟ ... لا أحد من وجهة نظري . العالم بتعدده واختلاف رؤآه هو المقبول وهو المستساغ .
4ـ لكن قد يأتي من يقول لك جازما وهو يرفع بوجهك البطاقة الحمراء قائلا لك بتهكم : " إن ماتتحدث به أزهار أحمد من كلمات من قبيل ـ الوقود الانساني وتنقية الروح ـ انظر أعلاه رقم 1 و2 ، إنما تخريف وتجديف . بالصلاة وحدها والتعبد وزيارة المعبد الفلاني أو الفلاني يتم ذلك فما هذه الخزعبلات " .
5ـ تستطيع هنا أن تضيف ماتشاء من وجهات النظر .......

ثمة من يعقب على ماقاله الأخير : تذكّر دائما يا أيها السيد الصلواتي ! أن أعظم عظماء الكون هو من يقول ويكتب مايحسه في عالم مفتوح لا قيود عليه ولا خط أحمر . الخوف خط أحمر ، القذرون يخافون من الرئيس والمسؤول والقائد ورئيس التحرير مثلما يتجنبون من أن يمسوا العادات والتقاليد والعرف السائد والأوهام والمعتقدات. ثق هنا أن الفكرة في أعماقنا مثل فراشة في نسمة عليك أن تطلقها ، وإن من يضع بوجهك البطاقة الحمراء والممنوعات ، مع حقه بالقول والتعبير ، على خطأ لأن التحديد قابل للكسر والقيود تسقط والسجون الفكرية والكونكريتية تنهار . قل رغم البطاقة الحمراء . قل ماتشاء .

هنا نقول لمن لا يعرف سوى معبده ودينه ومذهبه ووطنه وبيته وعشيرته بأن روح البحث والسفر والتعرف على مالدى الآخرين لاتمنعك من انتمائك او تعصبك . سافر أولا تسافر أنت حر . لكن لاتسكن في كبسولة المكان وزنزانة الأحزاب والمعتقدات والأديان من دون أن ترى من معك على هذا الكوكب القبيح الجميل . إن المقارنة والسياحة والتناص والترجمة تغني الرؤية وتعزز النصوص والتأمل والإبداع .
قال لي صديق آخر وجهة نظر اُخرى : مهما تجولت أزهار أحمد في العالم لتخبرنا عنه وبكل البلاغات والإبداعات اللغوية التي تشتمل عليها الكتابة ، يبقى السفر سطحيا سياحيا . الأعظم الأعظم الغوص والسفر في المكان مثلما فعل نجيب محفوظ . إن روايات الأديب الأخير اشتملت على السفر في المكان وفي أصالة الذات . وهذا لايقلل من أهمية الإخبار عمّا عند الجار وكافة الأقطار .
وأخيرا فرواية "العصفور الأول" كتاب ملفت للنظر كلما توغلت فيه ، وهو قابل لوجهات نظر متعددة .

*******
توق ٌ أخيرٌ : مرة أبديت اعجابي بمقتنيات جميلة للغاية تقدر بمائة اسطوانة من موسيقى عالمية باخ هايدن موزارت بيتهوفن شوبان وعشرات سواهم وكنت فرحا حقا وتحدث بالصدفة عن فرحي بسفري عبر الانغام الى عالم لا اقواس فيه من خيال ولا اسوار ، فبالموسيقى تحلق الروح وترفرف بعيدا بعيد . فوجئت أن المستمع متطرف للغاية وهو زميل مدرس معي في احدى الثانويات، قال لي هذا الزميل الطيب لا بل لصمني وأفعمني وألقمني وأفحمني : إسمع وافتح اذنيك جيدا !!! لاتوجد نغمة في الكون أجمل من ترتيلة الكتاب ! فهمت ؟ . أي سفر أي موسيقى أي خريط ؟ . !!!!!!
آخر التـَـوْق : العالم افتراضا 360 حجرة إذا أقمت في واحدة حتى الموت فأنت حر . لكنك لن ترى عداك ... مبروك عليك وحدانيتك وذاتويتك . لكن رجاءا رجاءا لا تكن دونيا الى الحد الذي تمنعني أن أرى وأقرأ وأكتب واٌحب ما أشاء وأن اُسافر .



#خلدون_جاويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - مُتْ هكذا في دنوّ ٍ أيها العلَمُ ...! -
- لاتقرأ هذه القصيدة الخليعة رجاء ً ! ...
- قصص أديب عراقي من الشطرة ...
- فاطمة الفقيه والفساد السعودي ...
- اُغنية الانتصار الليبي ...
- نص الى رستب أفندي ...
- كن زورباويا، كن مع الإيمو ، كن متمردا لا محافظا ! ...
- -ضريح السرو- للقاص العراقي محمود يعقوب ...
- إعلان الى القرّاء وتحذير وانتباه !!!!
- طريقة نكاح تدعى الإتجاه المعاكس ! ...
- - خوطوا ولوطوا - السمفونية الثامنة ! ...
- في الرافدين عمائم ٌ تتبخترُ ...
- اُهدي القصيد الى صباح الساعدي ...
- قصيدة سخرية من أوضاع هندية ! ...
- - ألآ هبّي دمشقَ ، وأصبِحينا - ...
- - آمنت ُ بالله إيمانا ً عرفت ُ به ِ - ...
- - ثار الأرقّاء فاهتز الصدى لجِبا ً - ...
- كشْ وزيرا ً وقلعة ً وحصانا ...
- يبقى الشعب الليبي هو عرّاب القرار التحرري ...
- الخوف من حفيد سيرن كيركجارد ...


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلدون جاويد - العصفور الأول للروائية العمانية أزهار أحمد ...