أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - سلطان الرفاعي - ملخص كتاب 4 الزعيم والسلف الطالح














المزيد.....

ملخص كتاب 4 الزعيم والسلف الطالح


سلطان الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1049 - 2004 / 12 / 16 - 11:39
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


--ان الزعيم كغيره من بني آدم ،يريد جزاءا على ما يقوم به من تضحية وجهد .فهو اذا رأى الناس غدارين لا يوثق بهم ،قبع في بيته وألقى حبلها على غاربها.
ان نجاح زعيم من الزعماء يؤدي طبعا الى تحريض غيره على اتباع سبيله.والزعيم قد لا يطلب جزاءا ماديا على عمله .انه قد يكتفي بالجزاء الاجتماعي .فالزعيم الذي يرى الناس حافين به مقدرين له يشعر بشيء كثير من الغبطة.
والإنسان --يحب السمعة والمكانة الاجتماعية .وكثيرا ما يضحي بالمال في سبيل لقب يحصل عليه او شهرة ينالها.ولو درسنا طبيعة الانسان دراسة موضوعية لوجدناه يجري وراء الشهرة جريا لا يقف عند حد .وهو كلما ازداد اشتهاره بين الناس ازداد هو سعيا في سبيل تدعيم الشهرة وحرصا عليها.
--فإذا رأيت الجماهير تصفق لزعيم وتركض وراءه وتلهج بذكره فاعلم أن الزعيم سوف يعمل المستحيل في سبيل ارضاء تلك الجماهير.
ان الزعيم ليس ملاكا يختلف بطبيعته عن البشر .انه يطلب الشهرة والمكانة كغيره من الناس .وإذا رأى الشهرة لا تأتي الا عن طريق التضحية والخدمة العامة ،فانه لا يجد مناصا من السير في هذا الطريق الوعر.

----ان المجتمع المتلون يقل فيه ظهور الزعماء الاقوياء في الغالب.فكل زعيم يظهر في هذا المجتمع يقابله الناس بالجدل والشغب والانتقاد.ان توالي الوعظ عليهم جعلهم أولي نظر وتفكير افلاطوني مفرط.انهم يجدون عيبا في كل رجل يظهر بينهم مهما كان نبيلا.
والزعيم لا يعتمد في زعامته على مواهبه فقط.انما هو يعتمد ايضا،على تقدير الناس له وتشجيعهم اياه.والزعيم في المجتمع المزدوج لا يجد تشجيعا او تقديرا الا بمقدار ضئيل.

ان الزعيم يخلق الامة وهي تخلقه في الوقت ذاته .فالأمة لا تستطيع أن تخلق من شخص تافه زعيما،وكذلك لا يستطيع الشخص الموهوب أن يكون زعيما في امة لا تقدره.

ان السبب والنتيجة يتفاعلان هنا تفاعلا متسلسلا.وإذا اردت أن تفهم سر الزعامة في أحد الرجال ،فاسأل عن شخصيته من جهة وعن تقدير الناس له من جهة أخرى.
2
--ومشكلة المشاكل في مجتمعنا الراهن أنه مزدوج.فهو يريد زعيما ولكنه لا يمتك في نفسيته نزعة التقدير اللازمة لظهور الزعماء .وهنا يأتي الفقهاء فيزيدون في الطنبور نغمة.
قلنا ان الفقهاء وضعوا في الاخلاق مقياسا خياليا لا يناله الا من شذً وندر.ولذا فنحن لا نكاد نلحظ بذرة من بذرات الزعامة تظهر في أحد الناس حتى نقتلها في مهدها .
ان البذرة تحتاج الى رعاية وعطف لكي تنمو وتصبح شجرة باسقة يستظل بها الناس .
وفي مجتمعنا نجد الانتقاد صارما على كل انسان .فكل انسان،مهما كان فاضلا في حد ذاته ،يكتشف الناس فيه عيوبا من جراء ما اعتادوا عليه من مقياس دقيق في الاخلاق الطوباوية .

3
من يدرس حياة السلف الصالح دراسة موضوعية ،يجدهم كسائر الناس يخطئون ويتحاسدون ويمارسون الفاحشة ويطلبون الشهرة --
لقد كانوا بشرا مثلنا يأكلون ويمشون في الاسواق،يشترون الجواري الحسان،ويعاشرون الاولاد المرد،ولكن الفقهاء جعلوهم من طراز الملائكة ،لكي يحرضوا الناس على اتباع مسلكهم في الحياة .
ان الفقهاء حلقوا بمواعظهم ،في السحاب،ثم رجعوا بعد ذلك الى رجال السلف يزكونهم ويجردونهم من جميع العيوب لكي يجعلوا منهم قدوة للناس .
وعندما يظهر زعيم بيننا ،ورغم كل ما يملكه من علم وخلق وثقافة،يجعلونه لا يليق بالزعامة بسبب مقارنته بتلك القدوة الخيالية التي صنعها الفقهاء.
ان الزعيم يحتاج الى تقدير اجتماعي عام لكي يستطيع النهوض برسالته .فالزعيم لا ينهض بشخصيته وحدها .والناس حين يقدرون الزعيم يخلقونه خلقا جديدا.ولهذا نجد الزعماء الاقوياء يظهرون في البلاد التي تكون نزعة التقدير فيها قوية .
لقد صنع الفقهاء لنا انماطا من السلوك فوق متناول البشر ،وتركونا نركض وراءها من غير جدوى-كمن يركض وراء السراب

من كتاب وعاظ السلاطين
د.علي الوردي
ص54-60



#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملخص كتاب 3 فقيه يفتي وخليفة ينهب
- لماذا اعتقلوني مع انني كنت اصلي؟؟
- ملخص كتاب--2 كان الخليفة يعبد الله وينهب عباد الله
- ملخص كتاب--1 المرأة الحجاب الفقيه
- ردود القمع---واشياء أخرى
- لقمع-----2
- رسالة ابنتي في المعتقل---لم تصل
- --القمع-----1
- في ضيافة الامن السياسي---3
- في ضيافة الامن السياسي----2
- في ضيافة الامن السياسي
- المسار الليبرالي--مبدأ المنفعة العام--الثقافة العقلية--المرض ...
- المسار الليبرالي----مبدأ المنفعة العام------المصلحة
- حوار مع صديقي البعثي
- شبلي الشميل---رأي في الاشتراكية
- المرأة المسحوقة لا ترفع رأسها
- شبلي الشميل --اراء قاسية في الشعر والادب العربي
- الحق الطبيعي --الذي سلبته مننا الحكومة والامن
- التجمع الليبرالي موجود ---شكرا سيد فراس سعد
- مجرد اقتراح---من يتبنى سوريا


المزيد.....




- رئيسة جامعة كولومبيا توجه -رسالة- إلى الطلاب المعتصمين
- أردوغان يشعل جدلا بتدوينة عن بغداد وما وصفها به خلال زيارته ...
- البرازيل تعلن مقتل أو فقدان 4 من مواطنيها المرتزقة في أوكران ...
- مباشر: 200 يوم على حرب بلا هوادة بين إسرائيل وحماس في غزة
- مجلس الشيوخ الأمريكي يقر بأغلبية ساحقة مشروع قانون مساعدات ل ...
- محكمة بريطانية تنظر في طعن يتعلق بتصدير الأسلحة لإسرائيل
- بعد 200 يوم.. تساؤلات حول قدرة إسرائيل على إخراج حماس من غزة ...
- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - سلطان الرفاعي - ملخص كتاب 4 الزعيم والسلف الطالح