أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمود الوندي - الكورد الفيلية بين الأماني والواقع














المزيد.....

الكورد الفيلية بين الأماني والواقع


محمود الوندي
(Mahmmud Khorshid)


الحوار المتمدن-العدد: 3533 - 2011 / 11 / 1 - 18:48
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


المتتبع للاحداث التي جرت على عوائل الكورد الفيليين ، وما تعرضوا من تهجير ، وقتل ، وتعذيب ، ولم يسبقهم في هذا المضمار الا يهود العراق . حيث صدر من النظام البائد قراراته القرقوزية من الإستبداد مع سبق الاصرار والترصد ضدهم ، لمصادرة أموالهم وممتلكاتهم وطردهم عراة خارج العراق في عتمة الليل ، في فترة سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي دون ذنب سوى انهم كورد استهدفهم نظام البعث وهجرهم بسادية منقطعة النظير ، لان نظام البعث كان ينفذ مشروعه الاستراتيجي البغيض لإنهاء الكورد بكل فئاته وحيثما تواجد . لكن الأكثر تألما هو إسقاط عنهم الجنسية وفك إرتباطهم بالوطن بقرار صارم من صدام حسين .. وبكل برودة يسقط جنسيتهم ويلغي إنتماءهم ، بدلاً عن ذلك حسبوهم " رعية " أجنبية ( إيرانيون ) !! بالرغم من ان هؤلاء مولودين هم واباؤهم واجدادهم في ارض العراق والبعض منهم تمتد اصولهم الى فترة ماقبل ظهور الاسلام . ويلغي انتمائهم الى ارض تشبعت بعرق جبينهم ، وتوجعوا بموجعاتها ، وساهموا في دوي صيتها ، قبل عقود وإلى الآن .
فإن الأكثر إيلاماً فان أغلبية المسؤولين في ادارة العراق الجديد من أعلى مسؤول في الدولة العراقية الى أبسط مسؤول يعلم حجم المأساة والمعاناة الإنسانية التي مرت بها الكورد الفيلية ، ولم يؤشر اي مسؤول مما لحق بهم من ظلم وتعسف في ايام نظام البعث ، واصبحت هذه الشريحة المهمة في خانة النسيان والاهمال برغم قرار المحكمة الجزائية الخاصة ، باعتبار جريمة ترحيل الكورد الفيلية ( حينوسايد ) الحملة الظالمة وجريمة إبادة جماعية ( لا بد ان يستثمرهذا القرار لجهة إبداء المزيد من الرعاية الاجتماعية والثقافية والاقتصادية لهم ) . اقولها باسف شديد هذه الشريحة المنكوبة في العراق الجديد ، ما زالوا يعاملون بقانون التبعية ، مع أن وجودهم بالعراق يمتد لمئات السِّنين ، بل إن منهم من يعد نفسه سومري الأَصل حباً بالعراق أو أنها حقيقة تاريخية . وقد برهنوا على ذلك على مدى عقود التاريخ العراقي الحديث ، وفي مختلف المجالات وفي كل ميادين العمل والابداع ، وهم اكثر اهل العراق تضحية ومواقف مشرفة لمقارعة السلطات الدكتاتورية ، وقدموا قوافل من الشهداء والتضحيات الجسيمة من اجل الحرية والديمقراطية وساهموا بكل تفاني واخلاص في الحركة الوطنية والدفاع عن حقوق الشعب العراقي .
لقد مضي أكثر من تسعة سنوات على الحكم الجديد ، ما زالت الكورد الفيليون يحلمون ويتمنون لكي تأخذ الحكومة العراقية على عاتقها حل مشاكلهم وترفع عنهم ولو قليلا من الغبن الذي لحق بهم من قبل النظام السابق ، وكانوا باعتقادهم ان الحكومة العراقية الجديدة ستلتفت الى حالهم !! ، فتكدست تلك التمنيات والأحلام ، بأنهم سوف يسكنون بيوتهم ويعيشون عيش رغيد وحياة كريمة ، ويعود لهم وثائقهم العراقية ، وبعواطفهم الحارة ( حرارة بغداد ) يتجولون في حاراتهم ويطوفون أزقتها ، لكن وجدوا العكس تماماً على أرض الواقع ، لم يسمعوا سوى تصريحات جميلة ومؤثرة عن قضيتهم والوعود حول معالجة قضاياهم التي ضجت بها الصحافة والاعلام ، ناهيك عن التقصير المتعمد بحقهم . والعراقيل التي توضع أمام كل فيلي يريد استرداد جنسيته العراقية المسلوبة .
ومن بديهيات الأمور أن العبرة هي في الأفعال وليس في الأقوال فقط . لذا نتساءل : بالرغم من كل الكتابات والمقالات والمناشدات التي ناشدت المسؤولين العراقيين ، لماذا لم تجر ترجمة هذه الوعود والتصريحات إلى أفعال وأعمال ؟؟ !! ولماذا لم تطبق كل هذه الوعود والعهود والقرارات لحد الآن ؟؟ !! كان من المؤمل ان تحل قضايا الكورد الفيلية بعد سقوط نظام البعث ويجري أنصافهم وتعويضهم باسترجاع أملاكهم وأموالهم وإعادة جنسيتهم العراقية ، أما تقديم التعويض اللازم لهم مع منح كامل حقوقهم المنهوبة .
للأسف الشديد ولم يلتف احد الى تلك المعاناة والمأساة التي تم بحق الكورد الفيلية رغم صرخات تطلقها الضمائر الحية بضرورة حسم قضاياهم والاسراع بمعالجة الاضرار ما اصابهم من قرارات النظام السابق ، من الواضح ان الاطراف السياسية الحاكمة ينظرون الى قضية الكورد الفيلية نظرة هامشية .. فرغم انهم يتلقون الوعود والمساندة والكلام الجميل والمعسول من كل الاطراف الحاكمة والحزبية ، وتماطرت عليهم تلك الوعود ، الا انهم لم يقبضوا سوى تكرار لتلك الوعود والكلمات التي حفظوها ، وعدم الالتزام بهذا الكم من التصريحات والوعود والعهود والقرارات من قبل مسؤولين في الحكومة او في الاحزاب المتنفذة ، ولم وجدت طريقها إلى التنفيذ . بل هناك اطرافا سياسية تحاول استخدام قضية الكورد الفيلية ورقة رابحة في مناورتها السياسية عند الحاجة .
ومن حقنا ان نطرح السؤال التالي :
من المسؤول عن التهميش والأقصاء المتعمد للكورد الفيلية ؟؟؟؟؟؟ سيكون الجواب في مقالة قادمة



#محمود_الوندي (هاشتاغ)       Mahmmud_Khorshid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وزير الصحة في حكومة اقليم كوردستان يحارب مهنة الطب الصيني
- الكتل السياسية العراقية - اتفقوا على ان لا يتفقوا -
- الصحافة بين الحرية والمسؤولية الاخلاقية والاجتماعية (الجزء ا ...
- الملكية العامة والملكية الخاصة لوسائل الاعلام وتأثيرتها على ...
- دور الصحافة في الوطن العربي ( الجزء السادس )
- قيود حرية الصحافة في الوطن العربي ( الجزء السادس )
- مفهوم حرية الصحافة في العالم الغربي (الجزء الخامس)
- واجبات الصحفي والتزاماته ( الجزء الرابع )
- ضمانات حرية الصحافة والاعلام (الجزء الثالث)
- معنى حرية الصحافة
- حرية الصحافة ( الجزء الاول )
- سحب التغيير قادمة للعرب
- لمحة عن الفساد الاداري
- الخروج من أتون الخردل
- مرارة المالكي من الديمقراطية
- استحالة انعقاد قمة الدول العربية في بغداد
- هل سيتغير وجه التأريخ بانتفاضة العراقيين ؟؟!!
- مواجهة الدكتاتورية بفرشاة مرشد الوندي
- الكورد الفيلية بين الامال المعلقة والحقوق المغتصبة
- ديمقراطية العراق على الاسس خاطئة


المزيد.....




- كاميرات مراقبة ترصد فيل سيرك هارب يتجول في الشوارع.. شاهد ما ...
- على الخريطة.. حجم قواعد أمريكا بالمنطقة وقربها من الميليشيات ...
- بيسكوف: السلطات الفرنسية تقوض أسس نظامها القانوني
- وزير الداخلية اللبناني يكشف عن تفصيل تشير إلى -بصمات- الموسا ...
- مطرب مصري يرد على منتقدي استعراضه سيارته الفارهة
- خصائص الصاروخ -إر – 500 – إسكندر- الروسي الذي دمّر مركز القي ...
- قادة الاتحاد الأوروبي يتفقون على عقوبات جديدة ضد إيران
- سلطنة عمان.. ارتفاع عدد وفيات المنخفض الجوي إلى 21 بينهم 12 ...
- جنرال أوكراني متقاعد يكشف سبب عجز قوات كييف بمنطقة تشاسوف يا ...
- انطلاق المنتدى العالمي لمدرسي الروسية


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمود الوندي - الكورد الفيلية بين الأماني والواقع