احمد موكرياني
الحوار المتمدن-العدد: 3532 - 2011 / 10 / 31 - 13:07
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
لست طبيبا نفسيا كي احلل الدوافع النفسية لقرار السلطان اردوغان لرفضه قبول المساعدات العالمية لضحايا زلزال "محافظة فان" وموافقته بعد عجز الحكومة التركية في إدارة الكوارث الطبيعية، لكن موقفه متناقض جدا مع مواقفه مع ثورات الربيع العربي، في حين يظهر ثوريته وديمقراطيته المزيفة تجاه الشعوب المقهورة تحت الأنظمة الدكتاتورية ويمنع المساعدات الإنسانية للشعب الكوردي المغلوب على أمره. أكاد أرى بذور الشعور بالتفوق العنصري وروح الثأر والانتقام عند الأتراك فيشعرون بأنهم افضل من الأقوام المحيطة بهم بما فيهم العرب. فما زال تاريخ العثماني مؤثرا في تشكيلة نفسية التركي وينسى التركي في الوقت نفسه بأن لولا الإسلام العربي واغتصاب الخلافة الإسلامية لما وصلت الدولة العثمانية الى ما يتمجدوا بها وبعدها تنكروا عليها ونبذوا الخط العربي .
لربما كان من دوافع رفض اردوغان المساعدات الإنسانية الى الشعب الكوردي في "محافظة فان" المنكوبة كي لا يتطلع العالم على معاناة الأكراد في مواطنهم وعدم تطور مناطقهم قياسا بتطور المناطق التركية الغربية مما يخلق تعاطفا عالميا مع ثوار الأكراد لنيل حقوقهم الثقافية والتاريخية في أراضيهم، فلست بآت بجديد أن قلت أن الكورد اقدم من الترك في أرضهم بعصور وليست بقرون، فلم يكن وجود لآي تركي في بلاد الأناضول قبل نهاية القرن السابع الميلادي ودخولهم الإسلام, فالجنس التركي الأصلي اقرب الى المغول والجنس الأصفر اما أتراك اليوم فهم اقرب الى الجنس الأوربي والغريب أن رفض السلطان اردوغان المساعدات العالمية لأكراد "محافظة فان" شجع الأقلام العنصرية التركية لإظهار عنصريتهم ضد الأكراد في الصحف التركية وفي شبكات التواصل الاجتماعي.
o السلطان اردوغان تبنى الهدنة مع كوردستان العراق كي لا يثير طبقة التجارعلى حزبه، لأن حجم التجارة للشركات التركية مع العراق وخاصة مع كوردستان وصل الى اكثر من عشرة مليارات من الدولارات سنويا.
o السلطان اردوغان وجه طائراته العسكرية ودباباته لنيل من سيادة الشعب الكوردي في العراق وكرامة حكومة إقليم كوردستان.
o السلطان اردوغان يرفض توقيع اتفاقية لتقسيم مياه نهري دجلة والفرات مع العراق وفقا لقانون الدولي ويمنع الفلاح العراقي من حصته من مياه الرافدين لإرواء أرضه.
o السلطان اردوغان شق المعارضة السورية بدعمه الإسلاميين ومحاولته منع المعارضة الكوردية من لعب اي دور سياسي في المعارضة السورية في إسقاط حزب البعث السوري العنصري.
o السلطان اردوغان عازف جيد على أوتار الشارع العربي ويحولها الى مكاسب اقتصادية لصالح الاقتصاد التركي.
فمن يستطيع أن يحلل نفسية وازدواجية شخصية السلطان اردوغان؟
#احمد_موكرياني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟