أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خالد صبيح - المخلوعون.. ومحنة ابن صالح














المزيد.....

المخلوعون.. ومحنة ابن صالح


خالد صبيح

الحوار المتمدن-العدد: 3531 - 2011 / 10 / 30 - 21:20
المحور: كتابات ساخرة
    



ينعت المصريون والتونسيون، بلامبالاة، لكن بإصرار، حاكميّهم المخلوعين بمفردة مجردة هي: المخلوع. وهي مفردة تفيد في استعمالهم، كما في اللغة، التبرؤ مع الازدراء. ولا تخلوا أيضا من (طلاوة) الإذلال...لكن الحكام العرب قد أضاعوا على أنفسهم نعت (الرئيس السابق) الذي كان يمكن أن يبقي لهم بعض ماء الوجه لو أنهم ترفعوا قليلا عن رذائل الحكم وحكموا ورحلوا بطريقة أخرى. ( فيها بعض الذوق يعني).

قبل هذين المخلوعين نُعت صدام حسين، بالإضافة إلى المخلوع، وبمجاز خشن بـ ( جرذ الحفرة)، إلا أن بعض من يداري خيبته من البعثيين يصر على انه رئيسا سابقا. (وهي عندهم ذائقة لغوية حسبما أظن).

لكن يبدو إن (علي عبدالله صالح)، هناك في أقصى الجنوب العربي، يعيش محنة هذا الهاجس المرعب ـ التزنر بنعت المخلوع ـ لذا فهو يصر، تجنبا لهذا النعت الخادش لذوقه، وليضفي على عملية (خلعه) بعض الأناقة، رغم اقتناعه بزوال عهده، على أن تتم عملية إسقاطه بدوي خافت، أو ( بطريقة دستورية) كما يصفها هو. ولا تظنوا إن الحكام المستبدين، لاسيما العرب منهم، لايفكرون بهذه الأشياء التي تبدو وكأنها محض شكلية، ولا تحيلوا أيضا أسباب تعنتهم واستهتارهم دائما إلى خلفيات سياسية واقتصادية وغيرها. فهؤلاء، كضباط تافهين، يجمعون في شخصياتهم، وأنظمة حكمهم أيضا، الحمق والغرور والقوة، ـ وهي صفات كارثية ان اجتمعت عند كائن واحد ـ، لذا فهم يكترثون، وبحساسية مفرطة، لمظهرهم اكثر مما يكترثون لمصائر ملايين البشر.

لكن ابن صالح، وهو يجاهد في تجنب لقب المخلوع، تورط ذات يوم صيفي قائظ بنعت آخر طاله وهو حاكما رسميا للبلاد حينما توعده (صادق الأحمر) بان يخرجه من اليمن حافيا... ووعد الأحمر دين!!.

وهذا التوعد عقّد المسالة اليمنية اكثر، لان مخلوع مع بعض الأموال، كما فعل ابن علي، هي أهون من مخلوع حافي.

ومنذ صيحة الأحمر تلك، ورغم توعد ابن صالح لقومه بالويل والثبور إن لم يعودوا إلى (رشدهم)، اخذ اليمنيون يهتفون في الشوارع، بانتشاء وثقة ( بنخرجك حافي... ياعلي!!).

وتوالت النوائب على دكتاتور اليمن، فأطلق القاعديون، صنائعه ودريئته، في يوم صيفي قائظ آخر، صاروخا على قصره احرقوا به وجهه وكل جسده. وأضاف الناس بعد همود حريق القصر، لهموم ابن صالح هما جديدا؛ بنعته يتندر وتشفي: بالمحروق..

لكن ابن صالح مازال مصرا على أن يبقى رئيسا، وانه لن يتنازل عن السلطة إلا (بالشرعية الدستورية)، وهي طبعا ليست ذات (الشرعية الدستورية) التي أتت به إلى الحكم بانقلاب عسكري خلفه عصر دموي ضد خصومه وغرمائه.

وابن صالح، بالإضافة إلى صفاته السمجة الوفيرة، عرف أيضا بعناده. وعناده هذا قد أوصله، حتى الآن، إلى ثلاثة نعوت واحدها اقسي من الآخر، وربما سينال، إن واصل العناد والتعنت، نعتا آخر، جديدا ومبتكرا، لم يخطر في بال احد حتى اللحظة.

لكن علينا هنا، إن أردنا أن نقع على بعض من سر تعنت ابن صالح وتشبثه بالسلطة، أن نتجرد من بعض أهوائنا وننصف الرجل قليلا، لان ثلاثة نعوت حادة وقاسية هي كثيرة حين تتراكم فوق هامة شخص واحد. والرجل محق في هواجسه واستماتته، فالمخلوع وحدها كفيلة بان تنزل بالحاكم المستبد إلى( المقامات العليا) من الحضيض
( الذي يستحقه بطبيعة الحال) فكيف إذا اجتمعت في مكان واحد، ولحظة واحدة، ولرجل واحد، ثلاثة اثاف قاتلات..

مخلوع ومحروق؛ وفوقها... حافي.



#خالد_صبيح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق... رهين المحبسين.
- الاحتجاجات العراقية
- هؤلاء مختلفون
- إرهاصات ثورة مصر
- مواقف من ثورة تونس
- احذروا التقليد
- الى الشارع سر!
- كومونة تونس
- التعليقات في الحوار المتمدن
- لمحة قصيرة عن النقد عند اليسار العربي
- العنصرية ضد الذات
- ‌أسرى في ضيافة الأنصار لشيوعيين
- ملامح من مشاكل الاندماج في السويد (3)
- ملامح من مشاكل الاندماج في السويد (2)
- ملامح من مشاكل الاندماج في السويد (1)
- هل هناك تجربة اشتراكية ناجحة؟
- مشكلة الحجاب في المجتمعات الاوربية
- صفقة خاسرة
- أللاجئون في أوربا
- الانتخابات السويدية2


المزيد.....




- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...
- فيلم -حرب أهلية- يواصل تصدّر شباك التذاكر الأميركي ويحقق 11 ...
- الجامعة العربية تشهد انطلاق مؤتمر الثقافة الإعلامية والمعلوم ...
- مسلسل طائر الرفراف الحلقة 67 مترجمة على موقع قصة عشق.. تردد ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خالد صبيح - المخلوعون.. ومحنة ابن صالح