أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - خسرو حميد عثمان - من عالم إلى أخر 10/ 8















المزيد.....

من عالم إلى أخر 10/ 8


خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)


الحوار المتمدن-العدد: 3531 - 2011 / 10 / 30 - 17:18
المحور: سيرة ذاتية
    


من عالم إلى أخر 10/8

((هل كنت يوما في لندن ـ تاون
لترى الملك يتنازل (يتواضع)؟
ترى الملك بتاجه الذهبى راكبا على حمار))*

كان علينا عبور نهر (الزاب الأسفل) للوصول إلى قرية قزلو على الجانب الأخر من النهر، لنبيت فيها. كان العبور بواسطة قارب صغير، يُسَير بالمجداف، لأن النهر كان عريضا وعميقا في منتصفه. على أبوصابر(الحمار) تتبع مسار القارب الذي كنا نستقله، لأن لجامه كان بإيدينا ، بعد أن جردناه من البردعة و وضعناها في القارب معنا. كان عمي صلاح وأنا مكلفان بسحب ابو صابر لأجباره على عبور النهر معنا. إمتنع أبو صابر الدخول إلى الماء، في البداية، إلا أن الدفع من الخلف وسحب اللجام من الأمام تغلبا على عناده. كان واضحا بأن أبو صابر يخاف من الماء كثيرا، ولكنه كان مجبرا على الأستسلام للأمر الواقع ومتابعة حركة القارب مشيا على أطرافه في البداية بصورة طبيعية، ولم يستوجب سحب اللجام بشدة حيث كان أبو صابر يُنظم سرعة مشيه مع حركة القارب. الماء يزداد عمقا كلما إقترب القارب من وسط النهر. بحركة مفاجئة أدخل أبو صابر رأسه إلى الماء بسرعة وبدأت فقاعات كبيرة من الهواء يطفو إلى سطح الماء يُرافقها صوت: بلق بلق بلق. ولكننا تمكنا من إخراج رأس أبوصابرمن الماء بعد أن سحبنا اللجام، معا، وبشدة وكان لا بد من إبقاء اللجام مشدودا لمنع تكرار أبوصابر من غطس رأسه تحت الماء، في الوقت الذي كانت عملية الشد لدرجة تؤذى اليد، لكن مظهر أبو صابر كان يُثير الشفقة والضحك في أن واحد، كان يُصدر أصواتا غريبة مرده إما الألام الناتجة من شد اللجام بقوة أو لسرعة عملية التنفس نتيجة الخوف، كلما كنت أتأمل في عيون أبو صابر، أثناء هذا المعمعة، كنت أتخيل بأنه يقول لنا : أرجوكم ساعدوني ولا تدعوني أنتحر... كان المشهد يثير فينا الضحك لدرجة لم يكن باستطاعة أي منا كبته أومقاومته،. كان الضحك المتواصل وألام اليد تمنعنا من الأستمرار في شد الحبل بنفس القوه، كلما أرخى أحدنا الحبل لم يكن بإستطاعة الأخر منع أبو صابر من إعادة المحاولة ولنسمع صوت بلق بلق من جديد، وتتكر عملية الأنقاذ، ترافقها موجات من الضحك تزداد شدة. لقد بقينا( صلاح وأنا) تحت التأثير القوي لهذا المشهد المضحك حتى بعد وصولنا إلى الطرف الأخر بسلام، كلما نطق أحدنا كلمة (بلق) أو (فلق) غرقنا معا في ضحك متواصل، وصلت لدرجة حيث طردنا والدي من المجلس، وكنا ضيوفا عند شيخ جنكي، وأمرنا بمغادرة المكان فورا ونعتنا بقلة الأدب....ولم تجدي هذه العقوبات العلنية لكبح موجات الضحك. هكذا كلما تذكرت هذه الحادثة، حتى بعد مرور هذه الأعوام، تغمرني موجات، لا تُقاوم، من الضحك المتواصل وفي بعض الأحيان أضطر إلى الدخول في حالة صراع قوي مع ذاتي لكي أحول دون إشعار الأخرين بأنني أضحك من دون سبب. لأوضح كيف حولتُ هذه الحادثة المضحكة إلى درع أحتمي به في الظروف الصعبة أعود بكم إلى التهديد التي تعرضت إليه والذي ذكرته في الحلقة 10 المنشورة بتاريخ4/9/2011.
التجارب أوحت لى بأنني أعيش في مجتمع أفراده مسكونون بالخوف ويُصاحبهم من الطفولة إلى أن يُدفنوا بصورة دائمة. يُنصح الطفل بأن لا يكذب لأن الله يقطع لسانه إن كَذِبْ وإن تسائل(والطفل يسأل كثيرا) عن ماهية الله لا يجد جوابا تلائم وعيه ويخاف أن يسأل المزيد ، لكنه يكتشف، بمرور الزمن، بأن الذى نصحه يكذب أحيانا.... بعد أن يَصِلَ مرحلة المراهقة يُقنع (يُخدع) بالأنتماء إلى حزب أو حركة سياسية وأول ما يُلقن هو أن يتوخى الحيطة والحذر وأن لا يتسرب الخبر إلى الأخرين ويُخصص له إسم حركي، لهذا تجده يخاف أن يُعبر عن رأيه الصريح في العلن لكي لا يحوم حوله الشُبهات ويتعرض إلى الملاحقة مدى العمر إن لم يحضى الحزب الذي إنتمى إليه بالوصول إلى سدة الحكم ويكتشف مؤخرا بأن الحزب كان مزروعا....وإن وصل هذا الحزب بالتأمر إلى الحكم عندها سيُحول الدولة برمتها إلى حمار ذليل خائف ليركبوا ظهره بصورة جماعية....بمرور الأيام وبعد التمتع بملذات الحكم وإغرائاتها تظهر إلى السطح تكتلات تتصارع فيما بينها والواحد يتأمر على الأخر بإسم ألمبادئ، وهم متلهفون للحصول على مزيد من المكاسب على ظهر هذا الحمار المطيع والمسكين الذي يئن تحتهم لأجل أن يُنجز الأعمال الذي تعود على إنجازها لصاحبه الشرعي. تمرهذه الصراعات بمراحل دموية إلى أن يصفى الوضع لتكتل ومن بين هذا التكتل لشخص واحد وهو(السيد الرئيس). كان واضحا لي بأن لهذا (الرئيس) حُلم بناء (إمبرا طورية) ، من علامات هذا الحلم (إحتفال خيالى بعيد ميلاده، بدلة بيضاء للأحتفال، ركوب عربة مذهبة تجرها الخيول الأصيلة........)، وهو يدرك جيدا بأن الأمبراطورية لا تُبنى على أكتاف من أوصلوه إلى هذه المكانة، تجاربه والمعلومات الكامنة في لا شعوره توُحي له بأن لا يطمئن إليهم، لهذا يُشغلهم بمراكز مرموقة في الظاهر، ومن دون القدرة على إتخاذ أي قرار أو التقرب منه فيما يخص المستقبل. لأن (الرئيس) هو الشخص الوحيد الذي لديه الصورة الحقيقيه للمستقبل الذي يسعى من أجله. لهذا ثارت ثائرة (السيد النائب) عندما سمع من موظف بسيط مثلي إنتقادا للجيش، في الوقت الذي إستطعنا أن نُزيل معسكرا كبيرا في شقلاوه شاغلا مقاطعة 82 سرميدان بكاملها، وحولناه إلى منطقة سكنية كبيرة تم توزيعها على موظفي الدولة والمواطنين ومركز مدني وتجاري بعد أن طلبنا ذلك من (الرئيس) أثناء زيارته للمحافظة.
حال ما تنرفز (السيد النائب) من كلامي أدركت أنني أقحمته في مجال يُمنع عليه التقرب منه، وهجومه العنيف تجاهي كان نابعا من حالة خوف شديد إنتابه، لهذا إلتجأت إلى الدرع (فلق بلق) ودخلتُ بذلك إلى الصراع مع نفسي لأحول دون أفقد السيطرة وأضحك بصوت عالٍ أثناء تهجمه العنيف علىً، لتصبح إتهامي ثُنائيا: مخرب وغير مؤدب. ولكنني لم أفلح في إخفاء علامات الأنشراح و اللامبالات لتهديداته العنيفة ، ولم يظهر على وجهي أي مظهرمن مظاهر الخوف أو القلق كما يتوقعه الخبراء في التحقيق تحت التهديد، أعتقد أن سبب تغيير معاملته لي رأسا على عقب، وتَراجَعَ (خائفاً) لظنه سهوا بأنني.... في الوقت الذي كنت أتخيل بأنني عدت إلى الوراء عقدين من الزمان، نكافح بان نمنع أبو صابر من أن يغرق نفسه بنفسه.

هكذا اُنهى هذه السلسلة من الحكايات عن عالم مريض كنت أحد أعضائه، وإنني مقتنع بأن أمراضه مزمنه ويحتاج إلى قدرة قادرليُساعده على تجاوز علله.

*مقطع من أغنية (ركوب الحمير) لفرقة كندية. يبدو أن الأطفال يتعلمونها ويحفظونها عن ظهر قلب وهم في المرحلة الأبتدائية:
http://www.youtube.com/watch?v=5H347JxViMs&feature=related
** سباق الحمير. في هذا اللقطة قد تجد ملكا يضحك لأول مرة
http://www.youtube.com/watch?v=p84wvlu8L64&feature=related





#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زائر من زمن غابر
- من عالم إلى أخر 10/ 7
- من عالم إلى أخر10/6
- من عالم إلى أخر 106
- كانت لمزاياهم نكهة خاصة بهم1/2
- من عالم إلى أخر 10/5
- من عالم إلى أخر 10/4
- كانت لمزاياهم نَكْهة خاصة بهم 11
- من عالم إلى أخر 10/3
- من عا لم ألى أخر 10/2
- كانت لمزاياهم نَكْهة خاصة بهم 1
- من عالم إلى أخر 10/1
- من عالم إلى أخر 10
- من عالم إلى أخر 9/5
- من عالم إلى أخر9 /4
- من عالم إاى أخر 9/3
- من عالم إلى إخر 9/2
- من عالم إلى أخر 9/1
- من عالم إلى أخر9
- من عالم إلى أخر 8


المزيد.....




- -الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن ...
- شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
- آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف ...
- مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا ...
- هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات ...
- باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ ...
- توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
- ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي ...
- زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران ...
- توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - خسرو حميد عثمان - من عالم إلى أخر 10/ 8