أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبد الحسين طاهر - دموع ..التماسيح!!














المزيد.....

دموع ..التماسيح!!


عبد الحسين طاهر

الحوار المتمدن-العدد: 3531 - 2011 / 10 / 30 - 09:05
المحور: كتابات ساخرة
    


يحكى أن ثعلبا قد مر يوما على مقربة من لقلق كان يقف ساكنا على بركة ماء .. وبطريقة ما حاول الاقتراب منه . خطا خطوتين إلى الأمام وتوقف ليخمن ردود فعل اللقلق والذي ترك في هذه اللحظة مراقبة البركة ليتحول فورا لمراقبة الثعلب وكان مستفزا ومتوثبا .مستعدا للقفز والطيران . تراجع ثعلبنا خطوتين الى الخلف وصار يراوح في مكانه خطوة الى الأمام وخطوتين الى الخلف .. وأخيرا وسعته الحيلة . خفض رأسه الى الأرض واخذ يتمتم تارة بصوت خفيض وأخرى يرفع صوته وكأنه يناجي ربه او يندب حظه .. يبسمل ويحوقل .. في آن واحد ويبصبص من بعيد ليطرد الشك والخوف و الريبة عن نفس صاحبه اللقلق. كان يفكر بمبادرة ما تنقذ الموقف وتكون بالمستوى المطلوب ومن العيار الثقيل . وهكذا رفع يده بالتحية محاولا إخفاء مخالبه الطويلة وبصوت متقطع ومرتعش بارتعاشات التقوى. صاح: سلام عليكم يا صديقي اللقلق . ارتعب المسكين وأوشك ان يطير ولكن سوء حظه جعله يتريث متوهما انه سيقيم الموقف ويعيد الحسابات ويدرس النتائج عن كثب ... وفي الحقيقة والواقع إن الماكر لم يمهله للخلوة مع النفس وقد بادره بالقول انه صار واحدا من أصدقاء الطيور . وقد انظم أخيرا إلى جمعية حقوقهم .حقوق الطيور واللقالق!! وهذا طبعا بعد سقوط الصنم وانه أيضا كان معارضا لدكتاتورية (ابو الليثين). ومنذ أيامها الأولى اشترك في فعالياتها من ركض وهرولة ومطاردة ونال نصيبه من الاضطهاد والتعذيب. ففي غمرة النضال والجهاد والمجاهدة فقد طرف ذيله. وفيما كان يلف ذنبه المبروم بالفرو إلى الجهة المعاكسة لزاوية نظر اللقلق كان يواصل حديثه ويسهب في الحديث عن المزايا – الأخلاقية – التي يتمتع بها. قال انه قد تاب وترك إلى الأبد كل ما يتعلق بصنوف الفسوق والكفريات!! ابتداءً من سماع الموسيقى والغناء وانتهاء بحلاقة الذقن ، حلاقة اللحية. لقد تاب لوجه ربه وهو ينوي في هذه السنة المباركة. "إن شاء الله" قالها بخشوع تام وهو يسبل عينيه تواضعا وتذللا وواصل حديثه: انه ينوي شد الرحال إلى بيت الله الحرام ليؤدي فريضة الحج وبطريقه يقضي العمرة.. ليكون قد حج واعتمر مرة واحدة. وكي يطرد الخوف والشك مرة ثانية عن نفس محدثه حلف له أيمانا مغلظة بكل – المقدسات- انه قد صار أو أصبح داعية من دعاة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ..وتساءل متعجبا كيف ان صديقه اللقلق لا يعرف هذه الحكاية ... والتي صارت معروفه وشائعة وذائعة الصيت بين العربان والغربان، يتحدثون عنها للداني والقاصي. وانه -والحديث لا زال للثعلب- يأمل قضاء ما تبقى من عمره في هذه الحياة الفانية في عمل البر والإحسان ليكون قادرا على إقناع ومنع أبناء عمومته من الثعالب وبناة آوى ليتحولوا الى نباتيين كما تحول هو للتخلص من عادتهم القبيحة بأكل إخوانهم من الطيور والدجاج واللقالق. وبثبات خطا ثلاث خطوات إلى الأمام مرة واحدة . حاول أن يظهر ابتسامة ولو خفيفة على شفتيه ليكشف عن الجانب الرقيق في سلوكه الميمون لكنه تذكر أنيابه الطويلة فسارع يسترها – ولله يحب الساترين- وبطريقة تمثيلية خفض رأسه ثم رفعه إلى السماء ليقول هنيئا لكم معشر الطيور حَباكم ربكم بريش و أجنحة وجعلكم اقرب خلقه إليه.أحبته في الأعالي تطالون الغيوم وترفرفون مع الملائكة فوق رؤوس الخلائق!!.. وفجأة تذكر شيئاً ما فتنهد وتأفف وذرف دمعتين حسرة وحزنا, تذكر ودون سابق إنذار المحتل – الكافر- الذي يقوم بسرقة "حجر جبل سنام وحصى الرطكهً " فشفط شفطه كبيرة من دموع التماسيح أسفا وحسرة على سرقة ثروات بلاده من حجر وحصو ورمل. فيما غط اللقلق في نوبة من النحيب والعويل ليثبت للملأ انه أيضا من- الوطنيين الأحرار- والمقربين من-المقاومة الشريفة- عندها تقدم الثعلب وشرع في قراءة – العديلة- فاهتز لقلقنا طربا واخذ يتمايل مع صوت رخامة الدعاء الذي كان يردده الثعلب . رفع رأسه إلى السماء مسبلا جفنيه ومرددا .. آمين .. استمر الثعلب بالدعاء ... اللهم اجعل رزقه وافرا من السمك والضفادع .. اللقلق طرب لهذه الحكاية – سمك وضفادع – فصرخ آمين .. الثعلب .. اللهم اجعل أعشاشه عامرة بالبيض والأفراخ ... اللقلق . آمين . اللهم لا تَمته ولا تجعله بين أفكاك الثعالب ألا وأنت راض عنه يا الله ... اللقلق مغمض العينين مستسلما لخدر الأماني وبأعلى صوته صاح آمين يا رب العالمين . عندها انقض الثعلب عليه وأخذه بين أنيابه ..
صرخ اللقلق مذعورا .. ما هذا يا سيدنا الحاج .. أجابه الثعلب وهو يدق عظامه .. لقد استجيبَ لدعائك وسأدُخلك إلى....... الجنة ؟؟



#عبد_الحسين_طاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية..من ذاكرة المديلة
- هاي وحده..اوحده ثانيه..استذكار لحسن الخفاجي
- تراجعوا...لأنهم عرب دنبوس!!؟
- شمالك يا .....ولا ريحه..للكهرباء
- غوغائي..ومتهم بالشيوعية
- اطفال ..العماره
- العم..داروين في عيده ..الخمسين بعد المئه
- كفته وأشراف روما
- نحن..وأشراف روما !!
- عُذر..ملوح!!
- أحاديث..ملاّزنكه
- المحاصصه..والتنابله!!


المزيد.....




- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبد الحسين طاهر - دموع ..التماسيح!!