أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - إيمان البغدادي - ثورة إنسان لا ثورة د.برهان














المزيد.....

ثورة إنسان لا ثورة د.برهان


إيمان البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 3530 - 2011 / 10 / 29 - 08:35
المحور: المجتمع المدني
    


في الأيام الثلاثة الأخيرة الماضية قرأت الكثير من التعليقات التي كانت متشنجة و غاضبة للغاية من ما قاله د. برهان غليون في مقابلة كان قد أجراها مع إحدى القنوات الالمانية و التي أكد فيها على أن "هوية سوريا كانت و ستبقى عربية دون أدنى شك لأن غالبية السكان عرب و قال أيضاً دون هذه الحقيقة سندخل في الحائط" .

في الحقيقة ما قاله الدكتور برهان أثار حفيظتي وحفيظة الكثير من السوريين غيري على مختلف أعراقهم وليس فقط السوريين الأكراد لذلك لم أتوانى من توجيه انتقاد واضح وصريح و مباشر له كي ينتبه لخطأه و يقوّمه فنحن بكل تأكيد لا نسعى من ثورتنا للتخلص فقط من هذا الديكتاتور كي ننتقل بعدها إلى ديكتاتورية جديدة تتحكّم فيها الأغلبية بالأقليات وإلا فنحن لم نفعل شيئاً سوى إعادة إنتاج ديكتاتورية جديدة بقالب و شكل جديد يحتفظ بنفس المضمون المتعفن و القذر.

لكن ما فاجأني من بعض هذه التعليقات التي قرأتها هو ردة فعل بعض السوريين المتطرفة للغاية، حيث كتب البعض "حكم بشار و لا حكم برهان"، كما أعلن البعض انسحابهم المبكّر من الثورة لأنهم لم يعودوا يؤمنوا بالدكتور برهان و لا بالمجلس الوطني السوري، أما البعض الآخر فقد نحى منحى لا أخلاقي و بدأ بتشويه سمعة الرجل و بث إشاعات غريبة و عجيبة تحاول النيل من سمعته وسلخ وطنيته وتشير إلى أنه يعبد السلطة و المال ولا يكترث لدماء السوريين...

وهنا أريد أن أركز على عدة نقاط جوهرية وهامة:
أولاً: د. برهان غليون إنسان طبيعي وعادي لذلك قد يخطأ وقد يصيب وهو لا يحتكر بالطبع الأفكار لوحده فلا تحملّوه أكثر مما يحتمل و لا تتعاملوا معه كشخصية مقدسة معصومة عن الأخطاء ولا تنسوا أن أحد أهداف ثورتنا هو القضاء على إنهاء عصر الشخصيات المقدسة التي استعبدتنا لعقود و نخرت إنسانيتنا.

ثانياً: أتمنى أن لا نخلط الأمور ونميّز بأن د. غليون هو رئيساً للمجلس الوطني و ليس رئيساً لسوريا فرئيس سوريا سينتخبه السوريون بعد إسقاط هذا النظام الفاسد. ومن المؤكد و بما أن د. غليون رئيساً للمجلس فعلى عاتقه تقع مسؤولية كبيرة و مضاعفة و من الضروري أن يكون حذراً لكل ما يقوله أو يفعله... ولكونه إنسان يخطأ و يصيب ، فهنا يأتي دورنا في موازنة الأمور ومراقبة الأحداث وانتقادها لتقويمها بالسرعة القصوى لا للنيل منها أو من أصحابها ، فليس المجلس فقط أو رئيسه هم من يحق لهم أن يطرحوا الأفكار والحلول أو أن يتخذوا القرارات... هذا دورنا كلنا ، دورنا نحن السوريين من صغيرنا لكبيرنا دون أي استثناء.

ثالثاً : حين لا تروق لكم تصرفات أو أقوال أحد ما فانتقدوا هذا القول أو ذاك العمل ولا داعي لشخصنة الأمور و الاعتداء على شخصية هذا الإنسان أو تشويه سمعته أو وتلفيق التهم الجاهزة، يجب علينا أن نفصل بين الإنسان ككيان و بين ما يصدر عنه . كما أننا لا نريد أن نصدر أحكاماً عشوائية و قمعية فنقصي هذا و نحكم على ذاك و نحن جالسين في أماكننا مرتاحين وإلا فنحن نمارس تصرفات النظام الحالي الذي نسعى لإسقاطه.

رابعاً: إنه لخطأ فادح و جسيم أن نتخذ موقفاً سلبياً من الثورة حين نختلف مع بعض أو حتى غالبية المعارضين، فالثورة ثورتنا و ليست ثورة برهان و لا ثورتتي ولا ثورتك ..هذه الثورة ثورتنا كلنا، هي ثورة شعب لا ثورة فرد، و نحن الشعب اتخذنا قرارنا معاً بأنه لا تراجع للوراء ولا حتى قيد أنملة لذلك سنكمل الطريق ليس فقط لإسقاط هذا النظام الديكتاتوري بل لإسقاط الفكر الديكتاتوري القمعي والإقصائي الذي يوجد منه القليل أو الكثير في داخل كل واحد منّا دون أن ننتبه أو ندري...كلنا سنعمل لإسقاط النظام و محاكمته وكلنا سنعمل لنبني أنفسنا و لنبني سوريا لتكون لنا جميعاً يتمتع فيها الجميع بنفس الحقوق و الواجبات، كلنا سنساهم بالقضاء على الاستبداد والعبودية بكل أشكالها ولا تقديس لأحد فلقد انتهى زمن "الأسد و الأبد" إلى الأبد، كلنا سنعمل للقضاء على كل إصدارات وألوان الديكتاتورية و الفساد و الفكر البربري القمعي و الإقصائي الذي أرهقنا و كاد يقضي على ما تبقى منّا..كلنا سنعمل لنثور على كل العقد و المصائب التي ابتلينا بها و تمهلنا باستئصالها فتجذرت و تغوّلت حتى أصبحت بهذا الشكل اللا معقول من التعفن و التوحش و التعطش للقتل والدماء و الدمار.
كلنا سنكمل الطريق ونساند بعضنا ونُقَوّم بعضنا البعض ، كلنا سنمضي للأمام فخطوة واحدة للخلف ستسحق الثورة وستسحقنا ولن يكون لدينا أي بارقة أمل في أن نكون و حينها سنتمنى لو لم نكون...إذن لا تراجع لأننا أردنا أن نبقى وأردنا نكون.

إيمان البغدادي



#إيمان_البغدادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا مجال للمراهقة السياسية
- إلى متى ستستمرون بقتلنا ؟؟
- نحن البحر
- فلتخرجوا من هذه القوقعة
- انتهى زمن صناعة الآلهة
- أسماء لامعة إعلامياً و معتمة إنسانياً وأخلاقياً
- ميثاق شرف بين المعارِضين السوريين (قوى سياسيّة و مستقلين)
- فلنجهض هذا الجنين
- ماذا سنفعل بعد الثورة؟؟
- إذا الشعب السوري أراد الحياة
- أجنحة الذاكرة
- كفى عاراً أيها المثقفون
- هل أسماء الأسد هي السيدة الأولى؟؟
- ربيع الأصابع المقطوعة
- كيف.. و إلى متى؟
- الأقلام الرمادية و قطار الحرية
- سوريا ليست أكوام الحجارة


المزيد.....




- آلاف يتظاهرون في عدة محافظات بالأردن تضامنا مع غزة
- شيكاغو تخطط لنقل المهاجرين إلى ملاجئ أخرى وإعادة فتح مباني ا ...
- طاجيكستان.. اعتقال 9 مشبوهين في قضية هجوم -كروكوس- الإرهابي ...
- الأمم المتحدة تطالب بإيصال المساعدات برّاً لأكثر من مليون شخ ...
- -الأونروا- تعلن عن استشهاد 13750 طفلا في العدوان الصهيوني عل ...
- اليابان تعلن اعتزامها استئناف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئي ...
- الأمم المتحدة: أكثر من 1.1 مليون شخص في غزة يواجهون انعدام ا ...
- -الأونروا-: الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت بمقتل 13750 طفلا ...
- آلاف الأردنيين يتظاهرون بمحيط السفارة الإسرائيلية تنديدا بال ...
- مشاهد لإعدام الاحتلال مدنيين فلسطينيين أثناء محاولتهم العودة ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - إيمان البغدادي - ثورة إنسان لا ثورة د.برهان