أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد البابلي - الأنيمو والأنيما عند يونغ .. مدخل فلسفي














المزيد.....

الأنيمو والأنيما عند يونغ .. مدخل فلسفي


عماد البابلي

الحوار المتمدن-العدد: 3529 - 2011 / 10 / 28 - 19:31
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


( لو سافرت في سيارة أو قطار ، دون النظر للخارج فأن نقاط التوقف أو الانطلاقات والانعطافات الفجائية وحدها هي التي تجعلني أدرك بأني أتحرك )
كارل غوستاف يونغ

من أهم مفردات أفكار كارل يونغ في التحليل النفسي فكرة الأنيما والأنيمو في الكائن البشري ، الموضوع معقد بشكل كبير ، لكن سنحاول مجازفين ومغامرين أن نبسط تلك الفكرة لي ولكم وللخروف الذي اشتراه أبي وحبســـه في سطح البيت ، الخروف مزعج بصراخه المستمر ، لعل الوحدة هي ماتمزقه !! لعل هذه المقالة التي كتبتها وهو يتجول حولي متأملا أي قدره وضعه الله بيد حفنة غريبة من المخلوقات المنتصبة في هذا الكوكب الملعون ..
( Anima ) : تعرف الأنيما بأنها الطبيعة الأنثوية عند الرجل ، ويقابلها أل ( Animus ) الطبيعة الذكرية عند المرأة ... هذا الازدواج النفسي على مستوى اللاشعور يقابله وينعكس عنه الواقع البايلوجي الهورموني عند الكائن البشري ، فكلا الرجل والمرأة يحملان نفس الهورمونات الذكرية والأنثوية ، لكن درجة فعالية كل نمط هورموني هو الذي يحدد الشكل الخارجي المميز للذكورة والأنوثة ... وهناك مقابل نفسي لحالة الأنيما والأنيموس ، مثلا أحاسيس الرجل هي أنثوية غالبا وتفكير المرأة هو ذكوري بحت ، ورغم التشوه الحاصل في هذا التجلي الداخلي لكن نجد بعض الأدلة الواضحة على ذلك في حالة التعلق بالحب ( حالة السفر دون بوصلة ) ، أي قفزة بالوعي عند الاثنين يصرخ عندهما حالة عطش قصوى للبحث عن المكمل الأخر ، ولأن الوعي منقوص يبدأ مسلسل المشاكل الرمضاني وتكون حالة الجسر الخشبي الذي يفرض على نفسه تحمل قافلة أفيال كان قد بعثها ســـلطان فارسي قديم لغزو الأمازونيات ... حالة التشوه ليست دائمة ولكن نجد استثناء بارع جدا في حالة الفنانين والرياضيين والفلاسفة مثلا ، حالة الأنيمو والأنيما عندهم مكتملة جدا ، ولهذا يغرقون في حالة من العزلة والانسحاب نحو الذات يظهر بشكل مرضي في بعض الأحيان في النرجسية .. نجد عبر التاريخ بعض الأمثلة على حالة الأنيما والأنيموس ، نبدأ في اليونان القديمة حيث كانت كاهنات المعبد ( عذراوات في الغالب ) يمارسن طقوس جنسية غريبة للتحاور مع الآلهة المذكرة ، وفي الهند تشير عقيدة أل ( Kama Satura ) كيف يكون الاحتراف الجنسي كدليل لتجسيد الإله فيشنو عند العاشقين ، وفي الميثولوجيا العربية القديمة قبل ظهور الإسلام ( المفرط بالذكورة ) كانت أغلب الإلهات هن إناث ( مناة والعزى واللات ) والملائكة هند العرب هن رسل الله وكانت إناث ، عكس المسيحية التي نادت بالازدواج الجنسي عند الملائكة ( !! ) ، من هذا التاريخ المختصر جدا نجد أن التاريخ الجنسي هو حالة إطلاق الأنيما والأنيموس في التفكير البشري ، حالة تشير لمعايير صحية في المجتمع البشري قديما ، ولهذا نجد أنه حين أعلنت دائرة السماء والســـاكنين خلف جدران الوجود المرئي بأنهم ذكور فقط تراجعت البشرية بشكل كامل من الناحية النفسية وبدأت مشاكلنا بالتدرج في الأيمان في عقيدة التسلسل البشري المقيت عبر طبقات ولايمكن لطبقة أن تحاور طبقة أخرى ( !! ) ... ولأني رجل على حد ما أعتقد ( !!!! ) سأشير هنا للتطورات النسيجية النفسية لحالة الأنيما ( الأنثوية ) التي أملكها عندي ويملكها غيري من ضحايا جريمة التفاحة التي دبرت بين حواء وأفعى ناطقة لتكون مفتاح لحالة الوعي المتكامل التي أنشد أليها خلال رحلتي القسرية هنا في هذا الكوكب الذي طالما أشبه حالة العيش به برمز ( الزنا في حالة طمث ) ..
المراحل :
- حالة حواء : أدم شعر بالوحدة وخلق الله له مكمل جسدي وتمثل الجنس البحت .
- حالة عشتار : من آلهة الجمال البابلية تمثل الجمال والرومانسية .
- حالة مريم : العذرية لتمثل قمة الكمال النفسي .
- حالة الموناليزا : من لوحة دافينشي الشهيرة التي مثلت قمة الكمال الروحي المتجسد في كائن وسط بين الذكورة والأنوثة .

من تلك المراحل التطورية في الكائن البشري الذكوري نستطيع أن نقيم بشكل كبير أين نحن بالنسبة للمرأة ، كلنا معلقين في المرحلتين الأولى والثانية ونبقى ننزع بشكل غير سليم نحو المرحلتين الأخريين ولا نصل .. ولا نصل ..
بالنسبة لحالة الأنيمو ( الذكورة ) عند المرأة فهي تعاني من نفس تلك المراحل النسيجية المتراكبة على بعضها ، وأترك للمرأة الكريمة أن تضع تلك الخارطة بنفسها كساحة تفاعلية للنقاش ، والتي تبدأ عند حالة ( طرزان ) ومايمثله من ( القوة الجسدية والعنف الجنسي والذي هو مطمح أي سيدة تجد نفسها في أول مراحل نشوء الوعي ) وباقي المراحل متروك لهن مع فائق أحترامي وتقديري ..
وقبل أن أنتهي سأعرض أحدى اللفافات التاريخية التي وجدت في موقع نجع حمادي في مصر ( اكتشفت مخطوطات نجع حمادي عام 1945، وهي تضم أقدم كتابات غنوصية تعود زمنياً إلى ما بين نهاية القرن الثالث الميلادي إلى بداية القرن الرابع الميلادي / عن الويكي ) ، رفض الفاتيكان بشدة تلك المخطوطات وأعتبرها هرطقة ( !! ) ، أشارت أحدى تلك المخطوطات بروعة للعلاقة الجنسية بين يسوع المسيح ومريم المجدلية التي بدأت بعبارة ( أتخيلك كرجل يا مريم .... ) ...
يعود الخروف لمكانه واعود لمكاني ولا شيء بيننا سوى حسرة مشتركة عن هذا المركب التائه الذي يقوده بحار أعمى ..
وشكرا لكم

ااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
المصادر :
- ( ذكريات ، أحلام ، رؤى ) لكارل غوستاف يونغ - ترجمة ناصرة السعدون - عن دائرة الشؤون الثقافية في بغداد - 2001
- ( الأنسان ورموزه ) لكارل غوستاف يونغ - ترجمة سمير علي - دائرة الشؤون الثقافية في بغداد - 1984



#عماد_البابلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأنا ليست سيدة بيتها .. قصائد
- السلحفاة تدرس الأرتجاج في قصائد وليم ييتس
- الأقنعة .. بحث نفسي
- الموتى الذين دفنوا مع أحذيتهم .. تحليل نفسي
- المخلفات لا تجد لها أكياسا تناسبها
- ماقاله القصيمي .. هكذا رقصت الفراشات
- وليمة الملائكة .. الهوية الحقيقية لكابريال
- الجنس في بابل
- خرساء تكتب مذكراتها الأولى .. قصائد
- الرحلة الأخيرة للسيدة شيلان
- لن أعمل أميرا للمؤمنين
- نيتشه .. سيدا للنسور
- الدوبامين وشيء أخر بعضه رائع
- سوريالية نسر أعمى
- عن المايتكوندريا وأشياء أخرى ...
- كتابات أولى لملاك أبكم .. قصائد
- الزمن الغير المحدب .. الزمن العراقي
- معراجه الأخير ... قصائد
- أنفلونزا فلسفية
- عن حادس وعني وعنكم


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد البابلي - الأنيمو والأنيما عند يونغ .. مدخل فلسفي