أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أسامة الماغوط - الخيانة العظمى















المزيد.....

الخيانة العظمى


أسامة الماغوط

الحوار المتمدن-العدد: 3529 - 2011 / 10 / 28 - 08:01
المحور: حقوق الانسان
    


تحكي كتب التاريخ عن شخص اسمه فيليب بيتان قائد عسكري فرنسي وسياسي اعتبره الفرنسيون بطلاً قومياً في الحرب العالمية الأولى لانتصاره على الألمان في معركة فردان في عام ١٩١٦ وبعد ٢٥ عاماً صار محط ازدراء واحتقار بعد قبوله منصب الرئاسة في القسم غير المحتل من فرنسا بدعم ألماني،لأنه عندما نجح الألمان في الالتفاف على خط ماجينو واحتلوا هولندا وبلجيكا وتم استسلام فرنسا ومحاصرة القوات البريطانية تخاذل وتعاون مع الألمان وصارت فرنسا جزءين، الأول يحتله الألمان والثاني غير محتل سمي بمنطقة نفوذ حكومة فيشي، وبعد انتقال الحكومة إلى مدينة فيشي، ورغم أنها حكومة متعاونة مع الألمان فإن هتلر أمر قواته باحتلال كل الأراضي الفرنسية عام 1942 وكانت حكومة فيشي نظاماً يخدم المصالح الألمانية، وصار بيتان رمزا ممقوتا للخيانة ولم يصفح له تاريخه أمام الشعب الفرنسي , وبعد نجاح الحلفاء في الإنزال في النورمندي في ١٩٤٤ نقل بيتان إلى بلدة بلفور ومنها إلى شتوتجارت تحت الحجر وفى أبريل ١٩٤٥ قُدم للمحاكمة بتهمة "الخيانة العظمى" وحكم عليه بالإعدام وخفض ديجول العقوبة إلى المؤبد، إلى أن توفي بيتان في ٢٣ حزيران ١٩٥١عن ٩٥ عاماً.
ومناسبة حديثنا هذا عن المارشال بيتان هو ما بدأ يخرج للعلن ودون حياء من تصريحات لشخصيات كانت تدعي الغيرة على الشعب السوري وإذ بها تريد أن تكون نسخة بيتان السورية في الخيانة والعمالة, طبعا مع الفارق الشاسع بين تاريخ بيتان وتاريخ اولئك المتعاونين الجدد مع المستعمرين , فقد كان لافتا للانتباه سقوط الأقنعة عن تلك الوجوه الصفراء التي قبلت لنفسها ان لا تختار , بحكم مكان إقامتها, من كل التاريخ الفرنسي إلا الفترة والموقف الأسود للماريشال بيتان. وجدير ذكره أن الشعب الفرنسي حور اسم بيتان إلى "بيونان" أي "العاهر" وهذا ما ينطبق على عديد من التجليات في حالتنا.
فهاهو برهان غليون (حامل الجنسية الفرنسية) يقول وبالحرف الواحد" التدخل العسكري مطروح بسبب المعاناة ونحن مع حماية المدنيين التي تستدعي صيغاً عديدة ونحن سنفرضها وسنتوافق ونتناقش مع الأمم المتحدة على الصيغ التي ستُطبق لحماية الشعب السوري". ويتابع : سنتقدم ونسعى بجميع جهودنا في الأمم المتحدة من أجل حماية المدنيين.
كما أن غليون قال لأحمد منصور على الجزيرة أنه يطالب بالضغط على سوريا لقبول مراقبين دوليين، وهو على علم بأن النظام السوري لن يسمح لمراقبين دوليين ولن يقبل بالضغط عليه، وبالتالي سيتم تطبيق البند السابع من العقوبات أي التدخل العسكري.
وفي لقاء آخر أكد هذه الفكرة بقوله :"نطالب بتطبيق شرعة الامم المتحدة خاصة البند المتعلق بحماية المدنيين والذي ينطبق على جميع الدول ولا يعد خرقاً لسيادة دولة, لأن قوانين حقوق الانسان فوق سيادات الدول". واضاف ان "أي تدخل سيحصل مهما كان نوعه وشكله ينبغي أن يكون بالاتفاق مع المجلس الوطني الذي يمثل الشعب السوري ويكون بالتعاون مع القوى الدولية". هكذا وبكل صفاقة وخيانة يريد رهن سورية لذوي القبعات الزرق وكأنهم ليسوا قوى احتلال وكأنهم لن يكونوا استعمارا يمهد لمرحلة تأخذ سورية نحو التفتت والتهلكة ، ولكن لا ينسى أن يكون كل ذلك بزعامته..! فأي درك وصلت له هذه المعارضة المصنعة : أميركيا(فيلتمان وبسمة القضماني الموظفة الرسمية في الدوائر الأميركية)، وصهيونيا (برنارهنري ليفي- بطل تدمير ليبيا ومؤتمر باريس عن سورية) ، وتركيا (المضيف) وقطريا (تمويل) وأخوانيا (الشقفة وبقية طاقمه المسيطرين على مقاليد ما يسمى المجلس الوطني) ؟!!
وحجم هذه الفضيحة لم يحتملها حتى بعض رفاق دربه السابقين الذين أحسوا برائحة الطبخة النتنة لذلك رأينا الناشط الحقوقي والسياسي المعارض هيثم مناع يقول إن "المجلس الوطني" الذي شكل مؤخراً في اسطنبول يديره "نادي واشنطن" وأعرب المناع عن قلقه الشديد من الدعوة لتأسيس مجلس للثورة في سوريا، واعتبر أن هذا الطرح أمر في غاية الخطورة.
وفي اتصال له مع قناة "روسيا اليوم" اعتبر مناع دول الخليج سعت بأي شكل من الأشكال لتشكيل هياكل للمعارضة السورية على وجه السرعة".
أما فيما يخص التدخل الأجنبي، فقال: "إن الغرب يحسب حساب الأمن "الإسرائيلي" أكثر مما يحسب حساب الأمن الوطني السوري أو الفلسطيني. والغرب ينطلق من مصالحه ويريد أن نكون ثوريين بالوكالة في معركته مع النووي الإيراني، يريدنا أن نقوم بحرب بالوكالة".
وأكد المناع أن مطالب السوريين تتجلى بالديمقراطية، وهذه النقطة تخيف الإمارات والممالك الخليجية المتعفنة والتي تخاف من الإهتزاز، والغريب أنها تتصرف اليوم وكأنها مدافعة عن الحرية.
وفي لقاء آخر قال مناع لقد عشنا، على مدى شهر ونصف الشهر، محاولات واضحة لإدخال المفردات الليبية إلى الثورة السورية. والذين قاموا بذلك هم مجموعة من المحترفين، لا ينتمون إلى قوى سياسية معروفة، وهم يسمّون أنفسهم "المستقلّين" أو "التيار الإسلامي المستقل". وهذه المجموعة سعت منذ البداية إلى فرض خريطتها على الجميع. وقد فشلت في أول محاولتين لها في إسطنبول. ثم كان هناك مسعى مشترك من القوى السياسية الكبيرة لتشكيل "ائتلاف وطني سوري" يضم القوى السياسية الفعلية. لكن تلك المجموعة عملت على إفشال هذا الائتلاف وإضعافه عبر استمالة بعض أعضائه وضمّهم إلى "المجلس الوطني"، بحجة أن الصعوبة تكمن فقط في تشكيل "المجلس الوطني"، ثم سيعترف بنا العالم كله، وسنحقّق المعجزات.
وأضاف مناع: عملية بيع الوهم هذه رافقتها محاولات لفرض الوصاية على العمل الكلي التوافقي بين مختلف التيارات السياسية. وتُرجم ذلك من خلال إعطاء "المجلس الوطني" لوناً إيديولوجياً محدّداً، حيث مُنح الإسلاميون بمختلف أطيافهم حجماً كبيراً يفوق حجم تمثيلهم الطبيعي، ويصل إلى 60 بالمائة من مجموع أعضاء المجلس. كل هذه المسائل نراها ممارسات غير ديمقراطية وغير شفافة. ولا يمكن أن نعطي المثل في معركتنا من أجل التغيير الديمقراطي بمسالك مؤامراتية، غير ديمقراطية. وتابع مناع: " كان هناك بشكل مؤكد تمويل أميركي، رسمي وغير رسمي، لمجموعة إسطنبول. وكان هناك أيضاً تمويل خليجي. لكننا نؤمن بأن المال لا يصنع الثورات. المال يمكن أن يؤثر سلباً في الثورة، ويعزز الوصولية والتآمر في طريقها، ويُضعِف دور المناضلين الفعليين في مراحل معينة. لكن المال لا يمكنه أن يغيِّر مجرى التاريخ".
وانتقد مناع الحملة الإعلامية الإقليمية ضد سوريا من دول ديكتاتورية تقمع شعبها وتشارك في قمع الشعوب الأخرى مثل الانتفاضة في البحرين. وحذر من أن الجلوس باسم "إسقاط النظام" من دون أي برنامج لا يمكن إلا أن يؤدي إلى حالة ضياع وتخويف أكثر للأغلبية الصامتة في المجتمع السوري، مشدداً على أنه لا يمكن أن يستمر أي مجلس حتى نادي واشنطن السوري لشهر واحد بعقلية تدخل خارجي وتمويل من دول مشبوهة.
أوردنا هذه المقاطع المطولة كي نظهر حقيقة هذا المخلوق المشبوه المشوه المسمى زورا وبهتانا "مجلس وطني" , فهيثم مناع كشف حقيقة تمويله (وكما يقول المثل :من يدفع للعازف يختار اللحن). طبعا مع الأسف أصدقاء هيثم مناع في هيئة التنسيق الوطنية ليسوا على نفس الجرأة، فـ حسن عبد العظيم لا يتهم، بل يؤيد المجلس الوطني مع نقد دبلوماسي مبطن. سمير عيطة عارض برهان غليون بكل لطف وأدب وخلق حسن وكلمات منتقاة، لأنه صديق له.
ميشيل كيلو هو الآخر أفصح في باريس عن مكنونات نفسه التي حاول إخفاءها وأعلن عن تأييده ل”حماية قانونية” للسكان وخاصة عبر إرسال مراقبين دوليين بموجب الاتفاقية الدولية لحقوق الإنسان. ودعا المجلس الوطني السوري إلى وضع خطة لحماية المدنيين السوريين. وعبر عن أمنياته بشفافية حين بشر بانشقاق الجيش دون أن يلتفت إلى مخاطر ذلك وقال: إن “الجيش سينشق عندما يقتنع بأنه لن يتمكن من القضاء على الحركة الشعبية. يجب ان تبقى هذه الحركة قوية حتى نصل إلى هذه اللحظة”.
أما هيثم المالح فقد أكد " طلبنا فقط من مجلس الأمن ومن الأمم المتحدة إيجاد مناطق عازلة ومناطق آمنة يستطيع السوريون، سواء كانوا من المدنيين أو من العسكريين، اللجوء إليها". وتابع المالح إن وجود مثل هذه المنطقة لا يعتبر تدخلا في الشأن الداخلي السوري "يجب أن توجد مناطق عازلة بجوار الأردن أو بجوار تركيا. المجتمع الدولي مطالب بحماية المواطنين السوريين ".
وهكذا سقطت ورقة التوت عن المعارضة السورية وها هي تبحث عن منطقة تبدأ منها المغامرة مع قوات المارينز وبلاك ووتر والناتو وتل أبيب.
إن هذه القوى التي تتنقل بمؤتمراتها من عاصمة لأخرى تتعانق وتقيم الأحلاف، ثنائيا وثلاثيا وغيرها، لا يمكن أن تخرج عن نطاق أمرين:
إمّا أنّهم حلفاء للأمريكان أوهم حلفاء لقوى إقليمية تسعى لضرب سوريا احتلالا أو تفتيتا , ما يجمع هذه التيارات، هو الإساءة لسورية، بحيث أصبحت المؤتمرات في العواصم المختلفة «أوكارا» تنمو فيها وتعشّش كلّ أنواع الأفكار الهدّامة من مذهبية مقيتة وعرقية مدمّرة وإقليمية لا تتواءم مع تاريخ الشعب السوري ولا مع الذاكرة الوطنية ...
تحالف عملاء الاستعمار فيما بينهم، لا يمكن أن يفضي إلّا إلى مشهد مماثل للعراق اليوم: ثلث الشعب في المنفى مشرّد... إن ليبيا و العراق وأفغانستان شواهد وأمثلة على ما يمكن أن يؤول إليه وضع أي بلد، تتحالف فئات فيه مع الأجنبي.. فلم نر مرة استعمارا جلب خيْرا إلى بلد دخله..


أسامة الماغوط



#أسامة_الماغوط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية بين النظرية والتطبيق


المزيد.....




- يونيسف: إصابة نحو 12 ألف طفل منذ بداية الحرب على غزة
- الأمم المتحدة تحذر من كارثة بيئية خطيرة في غزة.. ما هي؟
- اعتقال طلاب مؤيدين لفلسطين في جامعة كولومبيا بنيويورك
- اللجنة الشعبية الأهلية توزع الطحين على السكان النازحين في غز ...
- الصين: الاعتراف بدولة فلسطين في الأمم المتحدة خطوة لتصحيح ظل ...
- أبو مازن عن الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة: ...
- رئيس فلسطين: حرب الإبادة ضد شعبنا والحملة ضد الأونروا ستدفع ...
- اعتقال 30 فلسطينيا يرفع عدد المتعقلين منذ 7 أكتوبر لنحو 8340 ...
- الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور جبهة جديدة في دارفور
- تصاعد الدعوات من أجل استئناف الأونروا مهامها في قطاع غزة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أسامة الماغوط - الخيانة العظمى