أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - نارت اسماعيل - استبداد الحكام واستبداد السماء














المزيد.....

استبداد الحكام واستبداد السماء


نارت اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 3529 - 2011 / 10 / 28 - 01:26
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


ما الفرق بين ظلم حاكم فاسد وظلم السماء؟
ما الفرق بين الاضطهاد برجال الأمن والتعذيب في المعتقلات وبين الاضطهاد بآيات شيطانية؟
كلاهما يستغلان ضعف الإنسان وجريه وراء لقمة عيشه ومتاعب حياته، كلاهما استبداد والضحية هي الإنسان وخاصة العناصر الضعيفة كالمرأة والطفل والأقليات وحتى الحيوان والبيئة.
كلاهما يؤديان للتصحّر، تصحّر البيئة وتصحّر الإنسان.
لن تقوم حضارة بوجود استبداد، من السماء كان أم من الأرض.

المتخشبون: هل تستطيع أن تذيب الخشب وتعيد صبّه من جديد في قوالب جديدة مفيدة؟ لا ينفع مع الخشب إلا النحت والنشر والتقطيع لإعادة تشكيله بأشكال مناسبة مفيدة. وهذا هو حال المتخشبين من الناس، مهما أوتوا من العلم والمعرفة فلا ينفع معهم إلا قوانين أرضية تحدّ من سطوتهم وضررهم.
أكثر الناس المتخشبين هم المتدينون.

لم يجلب شيء متاعب للبشرية مثل الأنبياء وخاصة أصحاب الكتاب، قد يقول قائل، ولكن المسيح لم يحمل سلاحآ ولم يقتل أحدآ وكان رقيقآ وكان يدير خده الآخر لمن يصفعه، وما الفائدة إذا كانت النتيجة واحدة؟ فأتباعه قاموا بواجبهم على أكمل وجه وقطعوا من الرؤوس وأحرقوا من البشر والكتب أكثر من غيرهم.
ما دامت هناك قناعات خشبية، هناك استبداد وهناك ظلم وقتل وعذاب.
لم يجلب شيء من المآسي للإنسانية مثل الأديان، سماوية كانت أم أرضية أم برمائية.
وعود وهمية، تغييب للعقل وتعطيل للابداع.
أشبّه الأنبياء ورجال الدين بمن يستولي على النهر ثم يبيع الماء للعطشى.
استولوا على الحقيقة ومنعوا الناس من التفكير والإبداع، منعوهم من محاولة حل مشاكلهم وصعوباتهم الحياتية بأساليب إبداعية، أعاقوا التنمية والحضارة، أفقروا الناس ثم صاروا يبيعون الأوهام والوعود بجنات عرضها السماوات والأرض للفقراء والمحرومين والسذج من الناس.
يسألني بعض الأصدقاء: لماذا تؤيد الثورات العربية وأنت تعلم أنها سوف تجلب في النهاية حكومات إسلامية؟
أجيبهم: إنها فرصة نادرة لن تتكرر لكي نتخلص من أحد الاستبدادين، على أمل أن نتفرغ بعدها للاستبداد الأكبر.لا نستطيع مقارعة استبدادين عظيمين بوقت واحد، كما أن كلاهما يعتاش على الآخر ويحتمي بالآخر رغم كل شعاراتهما الجوفاء، ولا بد من فصل التوأمين السياميين عن بعضهما.

كنت دائمآ أحلم بمجتمعات إنسانية متنوعة، مختلفة الألوان والأشكال، متكاملة، تشكل حديقة إنسانية غنّاء جميلة، ولكني الآن لم أعد أكترث كثيرآ لهذا (الترف)، صرت أقبل بما تجلبه العولمة وتطور وسائل الاتصال من ذوبان للهويات وضياع للكنوز الثقافية والتنوع الثري الجميل.
لم يعد هناك مجال للدلع والترف والانتقاء، مع كل هذا التكاثر السكاني، وكل هذا الاستنزاف المريع لموارد الأرض، وكل هذه المآسي والاستبداد والقتل والتعذيب، لم يعد هناك مجال للاستمتاع بفنجان قهوة على شرفة بيتك المطل على النهر وأنت تستمع لأم كلثوم وهي تشدو: شمس الأصيل دهّبت خوص النخيل ياليل ياليل
سوف نقبل بالزحام والضجيج وصراخ البائعين المتجولين وزمامير السيارات حتى طلوع الصباح، صرنا نقبل بالراب ميوزيك وزعيق أشباه المطربين وأخبار الكوارث البيئية والزلازل والتسونامي، فقط أوقفوا القتل، فقط أوقفوا تعذيب الشباب على الأرصفة الباردة، فقط أخرجوا المعتقلين الذين انتفخت أجسادهم وتشوهت وتهشمت كرامتهم وانسانيتهم.
فقط أوقفوا الاستبداد، استبداد الحكام واستبداد السماء.



#نارت_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة وداع
- هذا ما جنيناه من الحكم الوراثي
- أراغون ومحور الشر
- مزّقي ياابنة الشام الحجابا
- نريد سورية حديقة أزهار
- الجمهورية السورية
- قلق ما بعد الثورة
- كيف يكره إنسان شعبه؟
- شكرآ لكم أيها الحكام المجرمون
- مغالطات الدكتورة وفاء سلطان
- غرسة الوطن
- الطيبات للطيبين في زمن الثورة السورية
- أضواء على خطاب الرئيس السوري
- دكتور أم دكتاتور؟
- فرقة البرلمان السوري للفنون الاستعراضية
- رد على مقال السيد نضال نعيسة
- نريد أن يعود اسم بلدنا سورية
- لن يشفي غليلي إلا سقوط شيوخ الجهل
- زينغا  زينغا
- رأي في الثورات العربية  الحالية


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - نارت اسماعيل - استبداد الحكام واستبداد السماء